يحيى الرخاوى طبيب نفسى
عدد أكتوبر 1980
أو.. من.. أنا؟
وفاء الليثى
السبت: فرحت أمى لأنى استطعت المشى فى الشهر الحادى عشر من عمرى رغم تكهنات الأطباء فقد ولدت بعيب خلقى فى قدمى اليسرى.
الأحد: فى لعبة (الأولى) حصلت على كل البيوت دون أن أقع وانتهت اللعبة قبل أن يلعب أحد غيرى.
الاثنين: نبهتنى صديقة أنى أعدو أثناء السير وأن هذا يظهر أكثر عيب قدمى.
الثلاثاء: استعصى على النوم فى الرابعة صباحاً فوجدت أن جدران الحمام لا تلمع فغسلت الجدران حتى السابعة صباحاً وذهبت لعملى فى الثامنة.
الأربعاء: بعد يوم مرهق بالعمل نمت نوماً عميقاً فحلمت أنى أعدو واستيقظت لاهثة – كان هذا الحلم يتكرر دائماً.
الخميس: ذهبت مع أستاذى ومجموعة من المرضى للاشتراك فى تجربة العمل العلاجى (فى قرية المنوات) وعملت هناك كأى عمل ينجز.
الجمعة: برز لى هذا السؤال: لماذا أذهب أعمل بيدى معهم؟ ولأن السؤال تقليدى كانت الإجابة أيضاً تقليدية … لأن هذا جزء من عملى .. لأكتسب خبرة .. لأتعرف على المرض والمرضى. هنا أطل بخبث سؤال غيرى تقليدى: أين أنا فى هذا الخصم؟ ولأن الإجابة التقليدية لا تصلح وجدتنى أتريث لحظة لألتقط أنفاسى.