الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / فى رحاب نجيب محفوظ: قراءة أخرى للأحلام الأولى (22- 52) – الحلم‏ (22)

فى رحاب نجيب محفوظ: قراءة أخرى للأحلام الأولى (22- 52) – الحلم‏ (22)

نشرة “الإنسان والتطور”

الخميس:  8-6 -2017

السنة العاشرة

العدد: 3568                          

13-4-2017

فى رحاب نجيب محفوظ

قراءة أخرى للأحلام الأولى (22- 52)

تقاسيم على اللحن الأساسى

نواصل تقديم الــ 52 حلما الأولى بأسلوب: “التناصّ النقدى

نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)

 الحلم‏ (22)

كنا فى حجرة المكتب مشغولين ونظر إلى وجهى وقال: إنك مشغول البال، فقلت له بإيجاز وإعياء: “الدواء”….، فقال أفهم ذلك وأقدره وأحمد الله الذى نجانى من مخالبه، فسألته كيف نجا مما لا نجاة منه؟ فقال “لى صديق له أخ صيدلى فلما عرف شكواى أكد لى أنه يملك الحل.. وعرف منى الأدوية اللازمة لى ولأسرتى شهريا وعرضها على أخيه الصيدلى فجاءنا بمثيل لها بأقل من عشر الثمن.

فسألته عن مدى الخطورة فى العملية فطمأننى وحدثنى طويلا عن أساليب شركات الأدوية حتى أذهلنى وأزعجنى، ولم أتردد فكتبت له قائمة بالأدوية اللازمة لى شهريا وأنا أشعر بارتياح عميق. وإذا به يقول لى “ولكنى أريد منك خدمة فى مقابل ذلك فأبديت استعدادى لأداء ما يطلب. فقال “أنا يزعجنى الهجوم على الروتين الحكومى والبيروقراطية، وتأثر الحكومة بما يقال وبما يكتب، وأريد منك أن تكرس قلمك للدفاع عن الروتين والبيروقراطية” فدهشت وسألته عن سر حماسه لما أجمع الناس على نقده ورفضه فقال غاضبا: “يا أخى ما قيمة الموظف أمام الجمهور من غير الروتين والبيروقراطية”.

ودار رأسى حيرة بين الأدوية والروتين.

التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)

وقررت أن أكرس قلمى لتعرية هذه المافيا التى تتاجر بصحة الناس، بدلا من نقدى للحكومة فى مسائل أخرى على العمال على البطال، ولكننى سررت أننى لم أعده بالاستجابة لطلبة والتوقف عن نقد الحكومة عامة، ومع ذلك خطر لى أنه إذا كنت أنا قد عجزت عن شراء ما يلزمنى من دواء ضرورى ، وأنا رجل مستور الحال، فماذا يفعل الفلاح الأجير، وعامل رمى الخرسانة، وقررت أن أوجه اللوم للحكومة أساسا فهى المسئولة لأنها لا تنشىء المصانع الضرورية التى توفر نفس الأدوية بالثمن الذى وفره لى شقيق زميلى، (دون ذكر اسمه طبعا) وما أن ظهر أول مقال لى وقرأه الزميل حتى توقف عن إمدادى بما كان يقوم به متطوعا بكرم لا مثيل له، ورحت أبحث عنه فى العمل فلم أجده، وحين تحريت أكثر علمت أنه طلب نقله إلى إدارة أخرى، وشككت أن يكون قد فعل ذلك بسببى، فحاولت أن أهاتفه مرارا فلم يرد، حتى ظننت أنه غير رقم تليفونه، لكننى لم أعد لطبيعتى أبدا فى بيتى خاصة بالليل، وجعلت أراقب رنين جرس باب شقتى بخوف غامض، وكلما طال الرنين أو تلاحق، طردت عن ذهنى احتمال أن يكون هذا الإصرار على الطرق نابع من انتماء الطارق إلى أمن الدولة، واضطررت بصراحة أن أفصل السلك عن جرس الباب حتى استطيع أن أنام.

النشرة السابقة 1

النشرة التالية 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *