الرئيسية / مجلة الإنسان والتطور / عدد يناير 1980 / يناير1980-الدين والتحليل النفسى

يناير1980-الدين والتحليل النفسى

تأليف: إريك فروم

عرض وتلخيص: هناء سليمان

الموجز

هذا تلخيص كتاب من مؤلفات إريك فروم الذى يعتبر من المحللين النفسين المحدثين،وله آراء ثورية فى الدين والسياسة وقد قامت المعدة بعرض لما جاء بهذا الكتاب وإن كان المفهوم الذى قدمه عن الدين هو المفهوم هو المفهوم الغالب للحضارة المسيحية اليهودية السائدة فى العالم الغربى، إلا أن الايجابيات التى نبه إلى الأخذ بها من جوهر الدين هى عامل مشترك فى كل الأديان وقد ميز بذكاء بين الدين التسلطى وبين الدين الانسانى، كما أنه تناول علاقة الدين بالتحليل النفسى وتكلم عن الجانب السحرى والجانب الشعائرى والجانب العلمى فى الممارسات المختلفة .

هل سينتحر العالم ويهلك نتيجة نوبة من العنف الذرى؟ وإذا لم ينتحر فماذا تفعل الأجيال القادمة للحيلولة دون طمس فرديتهم ـ وهو خطر يتهددهم نتيجة للتعاظم المكنى الهائل الذى يهدد الإنسان بأن يصبح كالآلة التى صنعها بيديه فى يوم بعيد من تاريخه الطويل، فى المجتمع على رأسه حفنة من اللا أخلاقيين العاجزين عن رؤية الخطر الذى يهدد إنسان العصر ؟

حول هذا السؤال تدور معظم كتابات العالم النفسانى الأمريكى ـ الألمانى الأصل ـ إريك فروم . وهو ليس معروفا بنشاطه العلمى والاجتماعى ـ السياسى فحسب، بل هو معروف أيضا بجهوده من أجل أساس نظرى منهجى لما يطلق عليه ” النزعة الإنسانية” وحول أزمة الإنسان المعاصر يدور بحثه ” الدين والتحليل النفسى ” الذى يعد بحثا فى الأخلاق، يحاول أن يجد طريقا ثالثا بين فريقى علماء النفس الذين يرى أحدهما الدين عرضا من أعراض الصراعات العاطفية والآخر يؤمن بالدين ويمارس شعائره .

ويبدا الكتاب بالتساؤل عما حققه الإنسان ـإلى جانب التقدم التكنولوجى ـ فى اتجاه حلمه البعيد فى الكمال حتى يكون صورة للإله؟ ـ وحينما يلجأ إلى الواقع باحثا عن الإجابة المريرة يرى أنه فى الوقت الذى يبحث فيه العلماء عن وسائل كيميائية جديدة لإسقاط المطر، تدعو الكنسية لإقامة الصلوات نتيجة لنقص المياة فى مدينة نيويورك. أو كما عبر فى أحد مؤلفاته الأخرى: ـ” فبينما نعيش تكنيكيا فى العصر الذرى، فإن غالبية الناس لا يزالزن يعيشون وجدانيا فى العصر الحجرى ـ بما فى ذلك غالبية من يقبضون على زمام السلطة “.

ويرى إريك فروم أن الدعوة إلى العودة إلى الدين كحل للأزمة، هى فى جوهرها عرض من أعراض العصاب حيث لا يكون اللجوء إلى الدين فعلا من أفعال الإيمان، بل هربا من شك هائل إلى مصدر للأمن.

وفى العصر الحالى ” يحترف”  القساوسة والكهنة الإهتمام بالروح بينما التاريخ الإنسانى قد شهد فى بعض الحضارات فلاسفة قاموا بالدور الذى أسماه أفلاطون”طب الروح “.واستمر هذا التقليد فى عصر النهضة، وبلغ ذروته فى عصر التنوير، إلا أن الإنسان ـ منتشيا بالرفاهية المادية الحديثة، وبنجاحه فى السيطرة على الطبيعة ـ لم يعد ينظر إلى نفسه بوصفه الموضوع الأول فى الحياة والبحث النظرى، بل أصبح أداة لاستخدام الأشياء والناس بعد ان كان وسيلة للكشف عن الحقيقة وغاية فى ذاته.

ويوجه فروم نقدا شديدا إلى علم النفس الأكاديمى الذى جعل منه أصحابه علما يعالج كل شئ عدا مشكلات الروح حينما زعموا أن الشعور ومعرفة الخير والشر هى تصورات ميتافيزيقية تقع خارج مشكلات علم النفس. ويستخدم فروم فى بحثه كلمة “روح” لا نفس أو عقل، لما لها ـ على حد تعبيره ـ من تداعيات تتضمن القوى الإنسانية العليا: الحب والعقل والقيم .

عند هذه المنطقة ـ منطقة العناية بالروح ـ يلتقى الفيلسوف، ورجل اللاهوت وعالم النفس ـ حيث لا يدعى الأخير الكفاءة فى الميادين الأخرى، ولكن لأن فهم المرض العقلى لا يمكن أن يتم بمنأى عن المشكلات الأخلاقية. لقد أدرك فرويد ـ الممثل العظيم الخير لعقلانية عصر التنوير ـ أنه ذهب أبعد من حيث بدأ: بدأ بأشكال معينة من المرض، ثم انتهى إلى إعادة إحياء تقليد قديم كان فيه علم النفس أساسا نظريا لفن الحياة. ولقد جعل فرويد من عبارة ” الحقيقة هى التى ستحررك ” منطقا هاديا فى فن الحياة .

ويستشهد فروم بكتابه ” الإنسان لنفسه ” للتعبير عن مشكلة الإنسان، فيشير إلى أن ظهور العقل، وملكة التخيل، والوعى بالذات كلها قد أوقعت الإنسان فى ثنائية: فهو يملك العقل الذى يجعله مدركا لحقيقة عجزه ومحدويته ويتنبأ بنهايته: الموت، وفى نفس الوقت يملك جسدا يدفعه إلى أن يريد الحياة ويتصل بالطبيعة. وهذه الثنائية تدفع الإنسان إلى البحث ـ دون توقف ـ عن حلول جديدة، ودينامية تاريخ الإنسان باطنة فى وجود عقله الذى يبدع من خلاله عالمه الخاص الذى يشعر فيه بالطمانينة مع نفسه، ومع الآخرين. وكل مرحلة يصل إليها الإنسان تتركه فى سخط وحيرة، ومن الحيرة يندفع إلى البحث عن حلول جديدة…. وهكذا .

تحليل بعض أنماط الخبرة الدينية:

يؤكد فروم على أنه يدرس الدين بوصفه ظاهرة إنسانية، فلا يقتصر بحثه ـ إذن ـ على الأديان التوحيدية والأديان التى إله فيها كالبوذية، والكونفوشيوسية، والطاوية ـ بل يمتد ليشمل فكر سقراط وسبينوزا، وهو يطلق كلمة “دين” أيضا على المذاهب الدنيوية التسلطية كمذهب التسلط المعاصر authoritarian ذلك أن تعريفه للدين هو ” كل مذهب للفكر والعمل تشترك فيه جماعة ما، ويعطى الفرد إطار للتوجيه وموضوعا للعبادة “.

والحاجة إلى الدين بهذا المفهوم هى عنده حاجة تضرب بجذورها فى أحوال الوجود الإنسانى، وعلى عالم النفس ألا يهتم بمعتقدات الشخص فحسب بل أن يهتم بالموقف الإنسانى الذى يعبر عنه الدين، ومدى تأثيره على الإنسان، سواء فى اتجاه نموه، واكتشاف قواه الخاصة، او فى اتجاه اغترابه واعتماده على قوى مجهولة ومخيفة .

الموقف الدينى فى المجتمع الغربى المعاصر:

وينتقل فروم إلى تحليل الموقف الدينى فى المجتمع الغربى المعاصر،فيوضح أن هناك ارتدادا إلى اشكال بدائية للدين ، وهى لا تلبث أن تظهر عند خدش الطبقة السطحية من وجود إنسان العصر ويحلل بعض الظواهر الموجودة فى المجتمع، والتى يطلق عليها أيانا أمراضا عصابية ، بينما هى فى جوهرها أشكال من الدين البدائى مثل: عبادة الأسلاف، والطوطمية، والفتشية، والطقوسية، وعبادة الطهارة….  وغيرها،فالتثبيت العصابى ليس سوى شكل من أشكال عبادة السلف، وعبادة الدولة أو الفرد هى ضرب من الطوطمية ، وبعض الأنواع من العصاب القهرى يكون فيها الاغتسال القهرى تعبيرا عن شعور عميق بالذنب والحاجة إلى التفكير. على ان هناك فارقاها ما بين الموقف الدينى والموقف العصابى، هو أن العصابى معزول ووحيد مما يضاعف من معاناته، بينما الدين يشارك فيه عدد من الأفراد، مما يمنح الفرد داخل الطائفة الدينية شعورا بالمشاركة والأمن.

وتتم هذه الارتدادات الوثنية، فى الوقت الذى أخفقت فيه الكنيسة – بوجه عام – فى تمثيل روح الدين، بل وتردت إلى المشاركة فى الانتهاكات اليومية الموجهة لروح الدين بوصفه تعبيرا عن شوق الفرد للاكتمال والاتحاد مع العالم.

ولأن فروم يرى أن الحاجة إلى الدين أصيلة فى الإنسان، وأنه لامفر من اعتناق مثل أعلى، فإن المشكلة لا تكون حينئذ “دين أو لا دين” ولكن أى دين يعتنق المرء. ويصبح السؤال التالى الذى يطرحه ضرورة منطقية: “أليست وظيفة الأديان التوحيدية التى ينبغى أن تقوم بها اليوم هى إنقاذ الإنسان من هذا الانتكاس”.

وللإجابة على هذا السؤال يرى أنه لابد من التمييز بين نوعين من الدين: الدين الإنسانى، والدين التسلطى.

ولعل أقرب مثال إلى معنى الدين التسلطى يوجد فى تعريف معجم أكسفورد  للدين:

“الدين هو اعتراف الإنسان بقوة عليا غير منظورة، تتحكم فى مصيره ولها عليه حق التبجيل، والطاعة، والعبادة”. فجوهر التجربة فى هذا الدين هو الاستسلام لقوى خارج نفس الإنسان، والفضيلة فيه هى الطاعة الناجمة عن سيطرة الإله، لا الناتجة عن تمثيل الإله للجب أو العدل – والخطيئه فيه هى العصيان. وفى لاهوت كالفن مثال على تلك النزعة التسلطية التى تحتقر كل شئ فى الإنسان ويخضع فيها العقل الذى ينوء بفقره ومحدوديته لقوة يسقط عليها كل ما يسلبه من نفسه.

وهناك أيضا دين تسلطى دنيوى، حيث يصبح الفوهرر أو أبو الشعب المحبوب، أو الجنس، أو الدولة موضوعا للعبادة.

أما تجربة الدين الإنسانى فهى قائمة على ارتباط الإنسان بالعالم وينبغى على الإنسان فيها أن يدرك حقيقة إمكانياته وحدوده على السواء وأن ينمى قدرته وعلاقاته بغيره من الناس. وهدف الإنسان فى تلك التجربة هو تحقيق أكبر قدر من القوة لا العجز، والإله فيها رمز لقوى الإنسان الخاصة. وتوجد هذه التجربة فى البوذية المبكرة، والطاوية، وتعاليم المسيح، وفكر سقراط وسبينوزا وبعض الاتجاهات فى اليهودية والمسيحية وبخاصة التصوفية منها. يقول السيد المسيح: إن ملكوت الرب فى داخلك. وتذهب طائفة زن – البوذية إلى أن أية معرفة لاقمية لها إن لم تنبت من أنفسنا.

تحليل ديناميات الموقف الدينى فى كل من التجربتين:

فى الدين التسلطى يسقط الانسان ما يملكه أصلا (العقل والحب) على الإله، وهى علاقة شبيهة بالطابع الخانع المشوب بالماسوشية. وحينئذ يغترب الإنسان عن قواه الخاصة، وفى علاقته بالإله يحاول أن يتصل بهذا الجزء من نفسه الذى أسقطه عليه، فيزيد من خضوعه واعتماديته، ليس هذا فحسب، بل إن الإنسان يحتقر نفسه وضعفه، ويحتقر الآخرين أيضا، وينفصل “المقدس” عن “الدنيوى” فيعيش بلا حب وحينما يشعر بأنه خاطئ يلجأ إلى الإلة من أجل المغفرة، فيلح على عجزه، أى على مصدر خطيئته، ويصير عاجزا عن استرداد نفسه.

وذلك على عكس الموقف فى الدين الإنسانى حيث الإنسان دائم السعى إلى التوحد مع نفسه ومع الكون.

موقف التحليل النفسى من الأفكار:

ربما تقترب عبارة سبينوزا: “إن ما يقوله بولس عن بطرس، يخبرنا عن بولس أكثر مما يخبرنا عن بطرس” إقترابا عميقا من موقف التحليل النفسى من الأفكار . فقبل ذلك كان من الممكن أن نعتبر مايفكر به الشخص هو حقيقة موقفه، إلا أن التحليل أثبت أن صحة الأفكار أو كذبها ليس هو المهم بقدر مايهم فهم الواقع الإنسانى الكامن وراء المذاهب الفكرية. إذ أنه ما من فكرة تكون أقوى من منبتها العاطفى. فينبغى على المحلل  النفسانى أن ينظر إلى الأفكار الواعية بوصفها معطى من معطيات السلوك، وأن تمتد رؤيته إلى القوى اللاشعورية التى يمكن استنتاجها من المشاهدة الدقيقة للسلوك.

ويضرب فروم بالتبرير مثلا على قدرة الإنسان الذهنية الفائقة على تبرير أشد العواطف لا معقولية فى الإنسان، ويرى فيها تجسيدا للثنائية التى أشار إليها قبلا.

كما يرى فيها أيضا محاولة للمصالحة بين قوى توجه الإنسان إلى الانتماء للقطيع، وقى العقل التى توجهه بواسطة العقل، حيث تدفعه قدرته العقلية إلى الاعتقاد بأن كل ما يفعله يمكن أن يصمد لاختبار العقل. ومن تلك القدرة على التبرير نستطيع أن ندرك المسافة التى يجب على البشرية أن تقطعها فى الطريق إلى الإنسان العاقل Homo sapiens

الطبيب النفسى بوصفه طبيبا للروح:

بدأ الطب النفسى دون أن يكون منفصلا عن الطب عموما من حيث الهدف: إزالة الأعراض . ولقد تنبه فرويد إلى أن الأعراض لايعنى – فى كل الحالات – الشفاء التام، وأن الأعراض ليست سوى التعبير الدرامى عن الاختلال العصابى ولذلك فإن تحليل شخصية المريض وإعادة توجيهها كانا أمرين ضروريين ولقد دعم هذا الاتجاه ظهور نوع من المرضى لايعتبرهم المجتمع كذلك، بل إنهم يعانون مما يمكن أن يطلق عليه “مصاعب فى العيش”. وبذلك انتقل العلاج النفسى شيئا فشيئا من علاج “الأعراض” العصابية إلى علاج صعوبات المعيشة الضاربة بجذورها فى “الخلق” العصابى.

وفى مثل هذه الحالات يكون تحديد العلاج أمرا ليس باليسير، ويتوقف إلى حد كبير على فلسفة المعالج ونظرته للقيم. ولتسهيل البحث يقسم فروم العلاج إلى نوعين: النوع التكيفى، حيث يكون الهدف حل الصراع القائم عند المريض لصالح المجتمع وقيمه السائدة حتى لو تعارضت مع المثل العليا، أى أن هذا العلاج ينتج سلعة تخضع لقوانين التراكيب الاجتماعية.

أما النوع الآخر فهو يفترض أن التكامل العقلى والخلقى لايمكن انتهاكه دون إتلاف الشخصية بأسرها. والهدف من العلاج هنا هو تحقيق أفضل نمو لإمكانيات الشخص وتحقيق فرديته، وهو ما يسمى بالعلاج الروحى. ولا يعنى ذلك أن العلاج الروحى يقود إلى العزلة والفشل بل إن الشخص يتجه إلى اكتشاف إمكانياته التى تساعده على أن يكون بناء.

والنوع الثانى من العلاج هو ما يعنيه فروم بالوظيفة الدينية للعلاج النفسى. ويلتقى التحليل النفسى – الذى يهدف إلى البحث عن الحقيقة ومعرفة الذات – يلتقى مع‏ ‏جوهر‏ ‏الموقف‏ ‏الإنسانى ‏الكامن‏ ‏وراء‏ ‏تعاليم‏ ‏المسيح‏ ‏و‏ ‏بوذا‏ ‏والأنبياء‏, ‏وفكر‏ ‏سقراط‏ ‏وسبينوزا‏, ‏وفلاسفة‏ ‏عصر‏ ‏التنوير‏. ‏ويتشابه‏ ‏تقويم‏ ‏الذات‏ ‏النقدى ‏والقدرة‏ ‏على ‏التمييز‏ ‏بين‏ ‏التجربة‏ ‏الصادقة‏ ‏والتجربة‏ ‏الزاءفة‏ ‏فى ‏التحليل‏ ‏النفسى ‏مع‏ ‏التجربة‏ ‏الدينية‏.‏

إن‏ ‏ما‏ ‏ذهب‏ ‏إليه‏ ‏فرويد‏ ‏من‏ ‏أن‏ ‏عقدة‏ ‏أوديب‏ ‏والتثبيت‏ ‏المحرم‏incestuous  fixation  ‏هى ‏جوهر‏ ‏العصاب‏, ‏يعد‏ ‏من‏ ‏أكثر‏ ‏البصائر‏ ‏دالالة‏ ‏إذا‏ ‏مافهم‏ ‏أبعد‏ ‏من‏ ‏حدود‏ ‏المعنى ‏الجنسى ‏فى ‏اطار‏ ‏الدلالة‏ ‏للعلاقات‏ ‏الشخصية‏ ‏المتبادلة‏. ‏ورأيه‏ ‏القائل‏ ‏بأنه‏ ‏ينبغى ‏على ‏الإنسان‏ ‏أن‏ ‏يترك‏ ‏أباه‏ ‏وأمه‏, ‏وأن‏ ‏ينمو‏ ‏لمواجهة‏ ‏الواقع‏ ‏هو‏ ‏خطوة‏ ‏ضرورية‏ ‏فى ‏تطور‏ ‏الإنسان‏. ‏ومن‏ ‏الممكن‏ ‏القول‏ ‏بأن‏ ‏تطور‏ ‏البشرية‏ ‏هو‏ ‏التطور‏ ‏من‏ ‏مضاجعة‏ ‏المحارم‏ ‏إلى ‏الحرية‏.‏

وقد‏ ‏تقدمت‏ ‏الأديان‏ ‏العظمى ‏جمعيا‏ ‏من‏ ‏النهى ‏عن‏ ‏مضاجعة‏ ‏المحارم‏ ‏إلى ‏ضيغ‏ ‏أكثر‏ ‏إيجابية‏ ‏لتحرر‏ ‏الذات‏, ‏فبوذا‏ ‏يلح‏ ‏على ‏أن‏ ‏يخلص‏ ‏الإنسان‏ ‏نفسه‏ ‏من‏ ‏الروايط‏ ‏المألوفة‏ ‏حتى ‏يجد‏ ‏نفسه‏, ‏ويكتشف‏ ‏قدراته‏ ‏الحقيقية‏. ‏والخطئية‏ ‏الأولى ‏التى ‏نتج‏ ‏عنها‏ ‏الانعتاق‏ ‏من‏ ‏الفردوس‏ ‏كانت‏ ‏بداية‏ ‏الحرية‏ ‏ونمو‏ ‏العقل‏.‏

لقد‏ ‏نادى ‏المعلمون‏ ‏الروحيون‏ ‏العظام‏ ‏بالحب‏, ‏ولا‏ ‏يوجد‏ ‏موقف‏ ‏يمكن‏  ‏أن‏ ‏تدرس‏ ‏فيه‏ ‏ظاهرة‏ ‏الحب‏, ‏وانحرافاتها‏ ‏العديدة‏ ‏عن‏ ‏قرب‏, ‏كالمقابلة‏ ‏التى ‏يجريها‏ ‏المحلل‏ ‏النفسانى ‏مع‏ ‏المريض‏. ‏وجميع‏ ‏شكاوى ‏المرضى ‏متأصلة‏ ‏فى ‏عجزهم‏ ‏عن‏ ‏الحب‏. ‏وقد‏ ‏يكون‏ ‏من‏ ‏الصعب‏ ‏اتخيل‏ ‏السبب‏ ‏الذى ‏جعل‏ ‏الأديان‏ ‏تدعو‏ ‏إلى ‏الحب‏, ‏إذ‏ ‏يبدو‏ ‏أن‏ ‏الناس‏ ‏جميعا‏ ‏تعتقد‏ ‏بأنه‏ ‏إنجاز‏ ‏يسير‏. ‏غير‏ ‏أن‏ ‏ما‏ ‏يدعوه‏ ‏الناس‏ ‏حبا‏ ‏لا‏ ‏يكون‏ ‏فى ‏معظم‏ ‏الأحيان‏ ‏سوي‏: ‏الإعتماد‏ ‏على ‏الغير‏, ‏الخضوع‏, ‏العجز‏ ‏عن‏ ‏التحرك‏ ‏بعيدا‏ ‏عن‏ ‏الحظيرة‏ ‏المألوفة‏, ‏السيطرة‏, ‏التملك‏, ‏إشتهاد‏ ‏السلطة‏. ‏وأدلة‏ ‏الناس‏ ‏على ‏شدة‏ ‏الحب‏ ‏كثيرا‏ ‏ما‏ ‏تكون‏ ‏النهم‏ ‏الجنسى ‏والعجز‏ ‏عن‏ ‏احتمال‏ ‏الوحدة‏. ‏بمعنى ‏القدرة‏ ‏على ‏تجربة‏ ‏الاهتمام‏ ‏والمسئولية‏, ‏واحترام‏ ‏شخص‏ ‏آخر‏ ‏وفهمه‏, ‏والرغبة‏ ‏الشديدة‏ ‏فى ‏نمو‏ ‏هذا‏ ‏الشخص‏. ‏ويبين‏ ‏التحليل‏ ‏النفسى ‏أيضا‏ ‏أن‏ ‏الحب‏ ‏بطبيعته‏ ‏لا‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏مقصورا‏ ‏على ‏شخص‏ ‏واحد‏ ‏إلا‏ ‏إذا‏ ‏كان‏ ‏نوعا‏ ‏من‏ ‏الخضوع‏, ‏وأن‏ ‏شخصا‏ ‏لا‏ ‏يجب‏ ‏نفسه‏ ‏لا‏ ‏يستطيع‏ ‏أن‏ ‏يحب‏ ‏آخر‏. ‏وهناك‏ ‏ثلاثة‏ ‏عناصر‏ ‏أساسية‏ ‏فى ‏التجربة‏ ‏الدينية‏ ‏هي‏: ‏الدهشة‏( ‏بالحياة‏ ‏وبوجود‏ ‏الذات‏), ‏والهم‏( ‏لا‏ ‏الهم‏ ‏المتحمس‏ ‏لتحقيق‏ ‏الرغبات‏ ‏بل‏ ‏هم‏ ‏أساسى ‏متصل‏ ‏بموقف‏ ‏الدهشة‏), ‏والتوحد‏( ‏ويظهر‏ ‏الموقف‏ ‏التوحدى ‏عند‏ ‏المتصوفة‏ ‏كأوضح‏ ‏ما‏ ‏يكون‏ ‏حيث‏ ‏تجمع‏ ‏تجربتهم‏ ‏بين‏ ‏الإدراك‏ ‏الحاد‏ ‏الأليم‏ ‏للذات‏ ‏بوصفها‏ ‏كيانا‏ ‏مستقلا‏ ‏ومتفردا‏ ‏وبين‏ ‏الشوق‏ ‏إلى ‏اختراق‏ ‏حدود‏ ‏الكيان‏ ‏الفردى ‏ليصبح‏ ‏الإنسان‏ ‏شيئا‏ ‏واحدا‏ ‏مع‏ ‏الكل‏, ‏وهى ‏تجربة‏ ‏تتسم‏ ‏بالكبرياء‏, ‏وبالتواضع‏ ‏فى ‏نفس‏ ‏الوقت‏).‏

الخطيئة‏ ‏والشعور‏ ‏بالذنب‏ ‏بين‏ ‏الدين‏ ‏والتحليل‏ ‏النفسى‏:‏

فى ‏الأديان‏ ‏التسلطية‏ ‏يكون‏ ‏التركيز‏ ‏على ‏الخطية‏ ‏التى ‏تعنى ‏فى ‏المقام‏ ‏الأول‏ ‏عصيان‏ ‏السلطة‏, ‏أما‏ ‏الضمير‏ ‏فى ‏الدين‏ ‏الإنسانى ‏فهو‏ ‏صوت‏ ‏الإنسانت‏ ‏نفسه‏, ‏لا‏ ‏صوت‏ ‏السلطة‏ ‏النابع‏ ‏من‏ ‏باطن‏ ‏الإنسان‏.‏

ويتوقف‏ ‏رد‏ ‏الفعل‏ ‏ضد‏ ‏الخطية‏ ‏على ‏التصور‏ ‏الخاص‏ ‏لها‏: ‏فإدراك‏ ‏الإنسان‏ ‏للخطيئة‏ ‏فى ‏الموقف‏ ‏التسلطى ‏يكون‏ ‏مخيفا‏, ‏ويكون‏ ‏هذا‏ ‏الإدراك‏ ‏مصحوبا‏ ‏بالندم‏ ‏والخوف‏, ‏ويحتقر‏ ‏الخاطئ‏ ‏نفسه‏, ‏ويضعف‏ ‏معنويا‏ ‏وبالتالى ‏يكون‏ ‏ميالا‏ ‏إلى ‏اقتراف‏ ‏الخطيئة‏. ‏أما‏ ‏رد‏ ‏الفعل‏ ‏فى ‏التجربة‏ ‏الإنسانية‏ ‏فليس‏ ‏هو‏ ‏كراهية‏ ‏الذات‏, ‏وإنما‏ ‏السعى ‏وراء‏ ‏القيم‏ ‏العليا‏.‏

ولا‏ ‏يقل‏ ‏الدور‏ ‏الذى ‏تؤديه‏ ‏مشكلة‏ ‏الذنب‏ ‏فى ‏عملية‏ ‏التحليل‏ ‏النفسى ‏عن‏ ‏ذلك‏ ‏الذى ‏تؤديه‏ ‏فى ‏الدين‏, ‏بل‏ ‏إن‏ ‏الذنب‏ ‏يقدم‏ ‏أحيانا‏ ‏على ‏أنه‏ ‏أحد‏ ‏مشاكل‏ ‏المريض‏ ‏الأساسية‏ ‏وتكشف‏ ‏عملية‏ ‏التحليل‏ ‏أن‏ ‏ما‏ ‏يشكو‏ ‏منه‏ ‏المريض‏ -‏فى ‏بعض‏ ‏الأحيان‏ – ‏هو‏ ‏الخوف‏ ‏لا‏ ‏الذنب‏ ‏وحتى ‏فى ‏الحالات‏  ‏التى ‏لا‏ ‏يشكو‏ ‏فيها‏ ‏المريض‏ ‏من‏ ‏الذنب‏, ‏فإن‏ ‏التحليل‏ ‏ليست‏ ‏ظاهرة‏ ‏منعزلة‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏نعالجها‏ ‏بمعزل‏ ‏عن‏ ‏المشكلات‏ ‏الأخلاقية‏, ‏ويصبح‏ ‏على ‏وعى ‏بضميره‏ ‏ويبدأ‏ ‏فى ‏الإصغاء‏ ‏إلى ‏صوته‏ ‏الخاص‏ ‏وإلى ‏شعور‏ – ‏من‏ ‏نوع‏ ‏آخر‏ – ‏بالذنب‏ ‏نابه‏ ‏من‏ ‏صرت‏ ‏ضميره‏ ‏هو‏ ‏لا‏ ‏من‏ ‏القيم‏ ‏السائدة‏ ‏وما‏ ‏أن‏ ‏يتغلب‏ ‏المريض‏ ‏على ‏ردود‏ ‏فعله‏ ‏التسلطية‏ ‏على ‏الذنب‏, ‏أو‏ ‏على ‏إهماله‏ ‏التام‏ ‏للمشكلة‏ ‏الأخلاقية‏ ‏حتى ‏يحدث‏ ‏رد‏ ‏فعل‏ ‏جديد‏ ‏يشبه‏ ‏التجربة‏ ‏الدينية‏.‏

هل‏ ‏التحليل‏ ‏النفسى ‏تهديد‏ ‏للدين؟

يتناول‏ ‏فروم‏ ‏جوانب‏ ‏أربعة‏ ‏للدين‏ ‏ويناقش‏ ‏أثر‏ ‏التحليل‏ ‏النفسى ‏وغيره‏ ‏من‏ ‏عوامل‏ ‏الحضارة‏ ‏الحديثة‏ ‏على ‏الدين‏ ‏من‏ ‏تلك‏ ‏الزوايا‏: ‏الجانب‏ ‏التجريبى, ‏والجانب‏ ‏العلمى – ‏السحرىScienmantic-magical) ‏ ) والجانب‏ ‏الشعائرى, ‏والجانب‏ ‏المتعلق‏ ‏بدلالات‏ ‏الألفاظ‏ ‏وتطورها‏(semantic-aspect), ‏ويعنى ‏بالجانب‏ ‏التجريبى ‏للعاطفة‏ ‏الدينية‏ ‏والعبادة‏, ‏وكما‏ ‏أظهر‏ ‏البحث‏ ‏فإن‏ ‏الهدف‏ ‏المشترك‏ ‏بين‏ ‏الأديان‏ ‏الكبرى ‏جميعا‏ ‏هو‏ ‏العناية‏ ‏بالروح‏, ‏وإتاحة‏ ‏الفرصة‏ ‏لإظهار‏ ‏قدرات‏ ‏الإنسان‏ ‏على ‏الحب‏ ‏والتفكير‏.‏

والتحليل‏ ‏النفسى ‏أبعد‏ ‏ما‏ ‏يكون‏ ‏عن‏ ‏تهديد‏ ‏هذا‏ ‏الهدف‏, ‏وكذلك‏ ‏أى ‏علم‏ ‏آخر‏ ‏لأن‏ ‏كل‏ ‏وعى ‏بطبيعة‏ ‏الكو‏ن‏ ‏يساعد‏ ‏الإنسان‏ ‏على ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏واثقا‏ ‏بنفسه‏, ‏متواضعا‏ ‏فى ‏نفس‏ ‏الوقت‏ ‏وهذا‏ ‏لا‏ ‏يختلف‏ ‏مع‏ ‏الدين‏, ‏بل‏ ‏هو‏ – ‏فى ‏جوهره‏ – ‏يخدم‏ ‏التجربة‏ ‏الدينية‏ ‏الحقة‏. ‏إلا‏ ‏أن‏ ‏الخطر‏ ‏الحقيقى ‏يكمن‏ ‏فيما‏ ‏يطلق‏ ‏عليه‏ ‏فروم‏ “‏التوجية‏ ‏السوقي‏”(marketing orientation), ‏حيث‏ ‏تظهر‏ – ‏فى ‏العصر‏ ‏الحديث‏ -‏كل‏ ‏المهن‏ ‏والأوضاع‏ ‏نتيجة‏ ‏لسيطرة‏ ‏السوق‏, ‏فتنتشر‏ ‏عبارات‏ ‏مثل‏ ” ‏يبيع‏ ‏نفسه‏” ,” ‏يعرض‏ ‏شخصيته‏” ‏و‏ ” الطموح‏” ‏و‏ ‏العدوان‏” ‏وكلها‏ ‏عبارات‏ ‏مطبوعة‏ ‏يلجأ‏ ‏إليها‏ ‏السوق‏ ‏للتعبير‏ ‏عن‏ ‏الشخصية‏ ‏التى ‏تفوز‏ ‏بالجوائزو‏ ‏الإنسان‏ -‏كى ‏يصل‏ ‏إلى ‏النجاخ‏ ‏فى ‏مثل‏ ‏هذا‏ ‏المجتمع‏ – ‏يلجأ‏ ‏إلى ‏السوق‏ ‏باحثا‏ ‏عن‏ ‏مثل‏ ‏تلك‏ ‏النماذج‏ ‏اللامعة‏ ‏ليحذو‏ ‏حذوها‏, ‏حيث‏ ‏لا‏ ‏فرصة‏ ‏هناك‏ ‏للسعى ‏إلى ‏قيم‏ ‏كالحب‏ ‏والحق‏ ‏والعدل‏.‏

أما‏ ‏الجانب‏ ‏العلمي‏- ‏السحرى ‏فهو‏ ‏هذا‏ ‏الجانب‏ ‏نشأ‏ ‏ليؤدى ‏وظيفة‏ ‏العلم‏ ‏فى ‏مرحلة‏ ‏بعيدة‏ ‏من‏ ‏التطور‏ ‏البشرى, ‏ويمثل‏ ‏محاولة‏ ‏الإنسان‏ ‏المستمرة‏ ‏لمعرفة‏ ‏الطبيعة‏ ‏والسيطرة‏ ‏عليها‏, ‏وهو‏ ‏يختلف‏ ‏اختلافا‏ ‏كبيرا‏ ‏عن‏ ‏الجانب‏ ‏التجريبي‏. ‏و‏,‏كلما‏ ‏تقدمت‏ ‏الوسائل‏ ‏العلمية‏ ‏التى ‏تتيح‏ ‏للإنسان‏ ‏فهم‏ ‏الطبيعة‏ ‏والتحكم‏ ‏فيها‏, ‏كلما‏ ‏قلت‏ ‏حاجته‏ ‏لاستخدام‏ ‏الدين‏ ‏فى ‏التفسير‏ ‏العلمي‏. ‏وحيث‏ ‏يرى ‏فروم‏ ‏أن‏ ‏نجاة‏ ‏روح‏ ‏الإنسان‏ ‏هى ‏الهدف‏ ‏الأول‏ ‏فى ‏التجربة‏ ‏الدينية‏, ‏فإن‏ ‏المشكلات‏ ‏العلمية‏ ‏لا‏ ‏تعنى ‏كثيرا‏ ‏فى ‏هذا‏ ‏المجال‏.‏

وعن‏ ‏الجانب‏ ‏الشعائرى, ‏تشير‏ ‏الدراسة‏ ‏إلى ‏اهتمام‏ ‏المحللين‏ ‏النفسانيين‏ ‏بالشعائر‏ ‏الدينية‏ ‏لتشابهها‏ ‏مع‏ ‏الطقوس‏ ‏القهرية‏ ‏فى ‏حالات‏ ‏العصاب‏, ‏إلا‏ ‏أنهم‏ ‏أخطأوا‏ ‏حينما‏  ‏ساووا‏ ‏بينها‏ ‏جميعا‏, ‏ذلك‏ ‏لأن‏ ‏طقوس‏ ‏الاعتسال‏ ‏القهرى ‏مثلا‏ ‏قد‏ ‏تنتج‏ ‏عن‏ ‏الإحساس‏ ‏اللاشعورى ‏بالذنب‏ – ‏أما‏ ‏فى ‏الشعائر‏ ‏الدينية‏, ‏فلا‏ ‏ينبغى ‏زن‏ ‏نفكر‏ ‏أنها‏ ‏تعبر‏ ‏دائما‏ ‏عن‏ ‏رغبات‏  ‏غير‏ ‏معقولة‏.‏

فالإنسان بحاجة للتعبير عن ولائه لقيم سائدة بأفعال يشارك فيها الآخرون ولا يعنى ذلك أن تلك القيم غير معقولة.

وهناك أمثلة للطقوس الدنيوية كعادات التحية أو التصفيق. وربما تنشأ – لا تصنع – طقوس جديدة تعتمد على مشاركة حقيقية فى قيم جديدة.

 وعن الجانب المتعلق بدلالة الألفاظ وتطورها، يرى فروم أن الدين يتحدث بلغة الرمز أى التعبير عن التجارب الباطنة وكأنها حسية. وكلنا يتحدث هذه اللغة – على الأقل أثناء النوم – واللغة الرمزية هى اللغة العالمية الوحيدة التى عرفها الجنس البشرى واستخدمتها الأساطير منذ خمسة آلاف عام، وهى أيضا لغة الأحلام عند المعاصرين.

ورغم أن فرويد غالى فى دلالة الحافز الجنسى فى تفسيره للأحلام، إلا أنه أول من جعل لغة الرمز ميسرة، وبرهن على أن الأساطير لا تختلف فى جوهرها عن لغة الأحلام.

ويختتم فروم بحثه بالإشارة إلى أن الهدف منه والموضوع الكامن وراءه هو الإنسان، متناولا الدين بوصفه ظاهرة إنسانية، وان الصيغ والرموز الدينية ليست  سوى محاولات للتعبير عن أنواع من الخبرة الإنسانية. ويدعو فروم إلى التكاتف من أجل تحطيم الأصنام التى تمتلئ بها حياتنا.

“وسواء كنا متدينين أو لم نكن، وسواء اعتقدنا فى ضرورة قيام دين جديد، أو فى دين بغير دين، فإننا من خلال اهتمامنا بالجوهر لا الأهداف الخارجية، وبالتجربة لا الكلمة، وبالإنسان لا الكنيسة، سنمضى فى الطريق إلى مزيد من التواضع والحب الأخوى” هكذا ينادى فروم فى مجمل حديثه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *