الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى (180) مسيرة الفصام : النفسمراضية (السيكوباثولوجية) (4)

الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى (180) مسيرة الفصام : النفسمراضية (السيكوباثولوجية) (4)

نشرة “الإنسان والتطور”

نشرة الأحد: 2-4-2017

السنة العاشرة

العدد:  3501   

  الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى (180)

الفصام: مغارة الضياع ووعود الإبداع

مسيرة الفصام :

النفسمراضية (السيكوباثولوجية) (4)

 (تابع) المرحلة الثالثة:

مرحلة ما قبل البداية (2)

مقدمة:

يلاحظ المتابع لهذا الموضوع أن العنوان قد أضيفت  له صفة “النفسمراضية”، بمعنى أن هذه المراحل ليست كلينيكية بشكل مباشر، بل هى تصف عملية تطور المراحل التى تمهد لظهور المرض وحتى إعلانه، بمعنى أن  التغيرات الموصوفة ليست وصفا لمظاهر سلوكية معينة  تصل إلى درجة تحديد  الأعراض، وإنما هى وصف لحركية الإمراضية لتطور المرض منذ الاستعدادا إلى الاستهداف إلى البداية فما بعدها، وأحب التذكرة أن الكتاب الأم الذى أقتطف منه متن هذه السلسلة  كان عنوانه هو: “دراسة فى علم السيكوباثولوجى” (1) (1979)، ولو تأخر صدوره حتى الآن (2017) لفضـّلت أن يكون عنوانه “معالم فنية فى حركية النفسمراضية”، فالجارى الآن أن  عدد متزايدا  من العاملين فى هذه المهن النفسية قد ازدادو اقتناعا بأنهم يمارسون حرفة هى  أقرب إلى الفن ، والنقد ، والإبداع، وفى نفس الوقت هى تستلهم  كل معطيات العلم والملاحظة (بمشاركة الوعى) والمسئولية.

 لكل ذلك تُعَدَّلَ عنوان هذه النشرة إلى العنوان الحالى:

ثم نواصل:

(تابع): بعض معالم التغير النوعى فى السلوك أو الشخصية:

مقدمة:

عرضنا أمس المعالم العامة لهذه المرحلة وكيف أنها ليست بداية الفصام بقدر ما هى بداية حركية التفكيك المنذر بالتطور نحو الفصام (وغيره)، لعلنا نلحقه إذا أحْسـَنـَّا الاستماع إليه، وفيما يلى بعض معالم ذلك:

(1) “النقلة السرية”: عادة‏ ‏لايدرك‏ الشخص ‏متى ‏بدأ‏ ‏التحول‏ ‏نوعيا‏ بالذات، أو كميا مبالغا فيه حتى يمكن اعتباره: نوعيا، ‏وقد‏ ‏لايدرك‏ ‏الآخرون‏ ‏المحيطون‏ ‏به‏ ‏ذلك‏ ‏أيضا، ‏إلا‏ ‏أن‏ ‏الذى ‏لم‏ ‏يره‏ ‏منذ‏ ‏مدة‏، ‏ثم‏ ‏رآه‏ ‏فى ‏هذه‏ ‏الفترة‏ قبيل البداية، ‏قد‏ ‏يلاحـَظُ‏ ‏ذل2-4-2017_1ك‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏المحيطين‏ ‏به، لكننا رصدنا فى كثير من الحالات أنه بالرغم من أن المريض  ‏حين‏ ‏يُسأل‏ ‏فى الأول عن بداية الشكوى أو المعاناة لا يشير إلى هذا التحول عادة على أنه البداية، لكن بعد ظهور المرض صراحة، وخاصة مع عمل علاقة علاجية جيدة، كثيرا ما يرجع إلى هذه البدايات التى لم يعتبرها بداية فى أول المراحل، وقد يحكى عن ذلك بالتفصيل،  ‏وكيف‏ ‏أنه‏ ‏تغير‏ ‏منذ‏ ‏كذا‏ ، وأحيانا بالتحديد الدقيق، ‏وأنه‏ “‏الآن” ‏يتذكر‏ ‏كيف‏ ‏اختلفت‏ ‏آراؤه‏ ‏بالنسبة‏ ‏لعمل‏ ‏ما، ‏أو بالنسبة ‏ ‏لعلاقة‏ ‏ماقبل‏ “‏التوقف‏ ‏الكامل” ‏أو‏ “‏الكسر” ‏أو‏ “‏الانهيار” ‏أو‏ “‏الرؤية” ‏أو‏ “‏الحادث” ‏أو‏ “‏الذى ‏جري”, ‏ولكن‏ ‏المهم‏ ‏فى ‏هذه‏ ‏الظاهرة‏ (ظاهرة تحديد الوقت بموعد سابق، وهى ‏التى ‏أطلقت عليها اسم‏ ظاهرة  “‏سبق التوقيت””, Autedating)  ‏أنها‏ ‏تحكى ‏عن‏ ‏بداية‏ “‏تغيُّـر‏ ‏ما” ‏لو‏ ‏سئل‏ ‏المريض‏ ‏عنه‏ ‏فى ‏حينه‏ ‏لكانت‏ ‏إجابتة‏ ‏سلبية‏  كما ذكرنا.

(‏2‏) ‏”الخبرة التى لا توصف” = الشعور ‏ ‏الغامض”  (2)  The vague feeling:

 ‏قد‏ ‏يدرك‏ ‏المريض‏ ‏فى ‏هذه‏ ‏الفترة‏ ‏السابقة‏ ‏للبداية‏ ‏أن‏ ‏اختلافا‏ ‏طفيفا‏ ‏قد‏ ‏حدث، ‏ولكن‏ ‏أهم‏ ‏ما‏ ‏يميز‏ ‏هذا‏ ‏الإدراك‏ ‏هو‏ ‏وصفه‏ ‏هذا‏ ‏الاختلاف‏ ‏بأنه‏ “‏لم يَعـْـتـَدهُ من قبل”، ” ليس‏  ‏ ‏مثل ما سبق”, أى:  “‏إنه‏ ‏مختلف”, “‏إنه‏ ‏غير”… “إنه عجيب لا يوصف2-4-2017_2“… ‏الخ، ‏وهذا‏ ‏الاختلاف‏ ‏لايصل‏ ‏إلى ‏درجة‏ ‏التغيُّر‏ ‏النوعى ‏المحدد، ‏ولكنه‏ ‏اختلاف‏ ‏حادث لا شك فى حدوثه، برغم عجز المريض عن وصفه تحديدا أو ربما يصفه بصفات سرعان ما يغيرها إلى  أوصاف مختلفة ، وهكذا. ‏

‏(‏3‏) ‏فوران ‏ ‏الأحلام‏ : ‏قد‏ ‏يصاحب‏ ‏هذه‏ ‏الفترة‏ ‏بالذات‏ ‏تغيُّر‏ ‏فى ‏كم‏ّ ‏الأحلام‏ ‏وفى ‏نوعها‏ ‏كذلك‏, ‏فهناك‏ ‏من‏ ‏الأشخاص‏ ‏المهيئين‏ ‏للفصام، ‏وخاصة‏ ‏من‏ ‏تزايد‏ ‏عندهم‏ ‏الكبت‏ ‏بشكل‏ ‏ظاهر، ‏من‏ ‏يقرّ  أنه كان قبل هذه المرحلة ‏ “لا يحلم‏ ‏أبدا‏”!! (‏بمعنى ‏أنه‏ ‏لايتذكر‏ ‏الحلم‏ ‏أصلا، ‏لأن‏ ‏تعبير‏ “‏أنا‏ ‏لا‏ ‏أحلم”‏ ‏غير‏ ‏صحيح‏ ‏فسيولوجيا أصلا‏), ‏وهذه‏ ‏الظاهرة‏ (إنكار الحلم) ‏توجد‏ ‏عادة‏ ‏فى ‏أنواع‏ ‏خاصة‏ ‏من‏ ‏اضطرابات‏ ‏نمط‏ ‏الشخصية، ‏وهو تعبير يدل‏ ‏على ‏جرعة‏ ‏هائلة‏ ‏من‏ ‏الكبت لا تسمح بإعلان  ما يحدث بالداخل حتى أثناء النوم (الحلم) ولا حتى بإشارة إلى ما  يتبقى قرب السطح،  ولو لجزء يسير بـُعـَيـْدَ اليقظة، ولو تغيرت معالمه وهو يستيقظ) (3)، ‏ومثل‏ ‏هذا‏ ‏الشخص‏ ‏يأتى ‏فى ‏هذه‏ ‏المرحلة‏، ‏وقد يقول‏ ‏أنه:  “‏بدأ‏ ‏يحلم”، ‏وقد‏ ‏يعلق‏ ‏على ‏ذلك‏ ‏بأن‏ ‏”هذا‏ ‏أمر‏ ‏غريب‏ ‏عليه”، ‏وأنه‏ “‏مندهش‏ ‏منه“، ‏أو‏ ‏أنه‏ ‏”خائف‏ ‏من‏ ‏عواقبه“، ‏دون‏ ‏إبداء‏ ‏أسباب‏ ‏لذلك.

2-4-2017_3

 التعبير الذى استعملناه هنا وهو “فوران الأحلام” لا يشير فقط إلى تنشيط  حركية الأحلام، أو غزارتها، وإنما هو يشير أيضا إلى تغيّر مؤكد فى حدّة نشاط ظاهرة الحلم، مع اختلاف فى نوعيته عن ذى قبل (ربما بما يقابل “التغير النوعى” الذى ذكرناه فى (فقرة2)  ويحدث هذا ‏فى ‏هذه‏ ‏الفترة‏ ‏بشكل مختلف جدا من فرد إلى فرد، ولكن هناك أحلام أكثر تواترا نسبيا تظهر فى هذه الفترة مثل: ‏ ‏أحلام‏ ‏الزلازل‏ ‏وأحلام‏ ‏المطاردة‏ ‏وأحلام‏ ‏الامتحان الذى لم يكتمل، ‏وأحلام‏ ‏الوقوع‏ ‏من‏ ‏شاهق‏ (‏وليس بالضرورة أحلام ‏ ‏الطيران‏), ‏وأحلام‏ ‏التقطيع‏ ‏الجسدى، ‏وأحلام‏ ‏الحيوانات‏ ‏المفترسة، والمنقرضة، ‏وأحلام‏ ‏الأشكال‏ ‏المشوهة‏ ‏والبشعة، ‏وأحلام‏ ‏الأجنـَّة‏ ‏الميتة، ‏وأحلام‏ ‏النعوش، ‏وأحلام‏ ‏الصحارى ‏والأراضى ‏البعيدة بلا حدود، (وكل ذلك ليس مرادفا  للكابوس تماما) ‏وليس المهم فى الأمر تفسير هذه الأحلام  بأى مرجع تفسيرى: لا “فرويدى”، ولا “ابن سيرينى” ولا غيرهما، وإنما  المهم هو فى دلالة ما تعلن الظاهرة نفسها من حدوث التغير 2-4-2017_4النوعى. ودلالاته التى يمكن أن نذكر بعضا منها كما يلى:

 (‏أ‏) ‏إعلان  ‏أن‏ ‏مستوى ‏اللاشعور (الواقعالداخخلى/باقى الأمخاخ)‏ ‏قد‏ ‏اقترب‏ ‏من‏ ‏السطح‏

(ب) ‏وأنه مازال أقرب إلى مادته الخام فى‏ ‏تجزيئاته‏ ‏وتقطيعاته‏ وغرابته وشذوذه‏

 (ج) ‏وأن‏ ‏ظاهر‏ ‏الوعى ‏السائد‏ ‏غير‏ ‏قادر‏ ‏على ‏التعامل مع هذا الذى اقترب، أو على تنظيمه أو استيعابه، بمعنى أن محاولة التحكم فى كل ذلك قد فشلت نسبيا.

هذا وقد ‏ ‏يحاول‏ ‏المريض‏ ‏إخماد‏ ‏هذه‏ ‏الحركة، أو إخفائها حتى عن نفسه: ‏”بالإفراط‏ ‏فى ‏النوم”، فى هذه المرحلة‏.‏

ولكن‏ ‏هذه‏ ‏الدلالات‏ ‏كلها‏ ‏لاتؤثر‏ ‏فى ‏الصورة‏ ‏الكلينيكية‏ ‏مباشرة، ‏إذ‏ ‏تظل‏ ‏التفاعلات‏ ‏الظاهرة‏ ‏والسلوك‏ ‏الواعى ‏”عصابيا”‏ ‏أو‏ ‏قريبا‏ ‏من‏ ‏العصابية، أو “عاديا” حسب الوصف المتاح (وليس فصاميا أو ذهانيا).

(4‏) “‏المحاولة‏ ‏التعويضية“‏: ‏تتصف‏ ‏هذه‏ ‏الفترة‏ ‏أيضا‏ – ‏تلقائيا‏ ‏أونتيجة‏ ‏لإرادة شبه‏ ‏واعية‏ – ‏بظهور‏ ‏بعض‏ ‏السلوك‏ ‏العادى ‏التعويضى، ‏بمعنى ‏أن‏ ‏نجد‏ ‏الشخص‏ ‏فى ‏هذه‏ ‏الفترة‏ – ‏رغم‏ ‏ظهور بعض معالم‏ ‏الأعراض‏ ‏العصابية‏ ‏الغريبة، وقد اختلف عن ذى قبل بشكل لا يخفى ، نجده مثلا:

أ) ‏قد‏ ‏أقبل‏ ‏على ‏عمله‏ ‏بشكل‏ مفرط “فجأة” .2-4-2017_5

ب) ‏أو‏ : قد ‏أخرج‏ ‏عملا‏ ‏كان‏ ‏مؤجلا‏ ‏تأجيلا‏ ‏بلا‏ ‏مبرر‏ ‏كافٍ‏ ‏وقام‏ ‏بإنجازه.

ج) ‏أو‏:  ‏قد بدأ‏ ‏مشروعا‏ ‏لتحسين‏ ‏أحواله‏ ‏الاقتصادية‏ ‏أو‏ ‏التحصيلية.

د)  ‏أو: ‏ قد ‏حاول‏ ‏إعادة‏ ‏تنظيم‏ ‏علاقاته‏ ‏مع‏ ‏أسرته‏ أو من وحوله ‏.

 هـ) أو: ‏قد قام ‏بوضع‏ ‏الخطط‏  الجديدة لمرحلة جديدة من حياته.

و) أو: قد بدأ فجأة فى ‏ ‏الخطوات‏ ‏الأولى ‏لمشروع مختلف.

 ‏وكل‏ ‏هذه‏ ‏النشاطات‏ ‏تعتبر‏ ‏ ‏نشاطات‏ ‏تعويضية‏ جيدة ‏فى ‏محاولة‏ ‏كبح‏ ‏جماح‏ ‏الحركة‏ ‏الداخلية‏ ‏الزاحفة واحتمال استيعابها‏، ولها أهميتها الكلينكية والنفسمراضية،  ونلاحظ كيف أن  أغلبها يعد إيجابيا ومفيدا، لكن برغم ذلك قد يكون مـُستـَغـْرَبًا، إما لتوقيته، أو لحجمه، أو غير ذلك، فوجبت الإشارة للمعالج إلى ضرورة الوعى بتعدد معانيه ومساراته حسب الاستعداد، وفرص الاستيعاب، والاحاطة والرعاية فى هذه المرحلة!

كما أن هذه الإيجابية أيضا هى مؤشر على أننا ما زلنا قبل البداية، وأننا فى المرحلة المفترقية الأوْلى بالرعاية، وأن التنظير الذى يضع احتمال الفصام وسط حركية الوجود هو تنظير مشروع ومفيد‏

(‏5) ‏”مساومات‏ ‏إعادة‏ ‏النظر‏ ‏ثم‏ ‏التراجع‏“: ‏قد‏ ‏تساور‏ ‏المريض‏ ‏فى ‏هذه‏ ‏الفترة‏ ‏بعض‏ ‏الأفكار‏ ‏التى ‏توحى ‏له‏ ‏بإعادة‏ ‏النظر‏ ‏فى ‏“حياته”‏ ‏أو‏ “‏معتقداته”‏ ‏أو‏ “‏أهدافه“، ‏وعادة‏ ‏ماتمر‏ ‏هذه‏ ‏الأفكار‏ ‏فى ‏هذه‏ ‏الفترة‏ ‏مرورا‏ ‏عابرا‏ ‏يقابلها‏ ‏أغلب‏ ‏المرضى  بمزيد‏ ‏من‏ ‏اعتقاد‏ ‏ماهم‏ ‏معتقدونه‏ ‏فعلا، قد ‏يصل إلى مزيد‏ ‏من‏ ‏تقديس‏ ‏الأهداف‏ ‏التى ‏هى ‏أهدافهم‏ ‏سابقا‏، ‏وهكذا. ‏وأحيانا‏ ‏ماتتطور‏ ‏هذه الحالة‏ ‏إلى ‏بعض‏ ‏مظاهر‏ ‏الوسواس‏ ‏الاجترارى” Ruminative ‏أو‏ ‏القهرى، ‏ولكنه‏ ‏يأخذ‏ ‏شكلا‏ ‏متقطعا، ‏ولا‏ ‏تأخذ‏ ‏المقاومة‏ ‏والتوتر‏ ‏شكل‏ ‏التكرار‏ ‏المألوف‏.‏

‏ (‏6‏) “‏التهيج‏ ‏الجنسى الغريب والمتنوع”:  ‏وقد‏ ‏يصاحب‏ ‏هذه‏ ‏المرحلة‏ ‏تغير‏ ‏فى ‏النشاط‏ ‏الجنسى حسب الشخصية، والثقافة السائدة، والاختلافات الفردية، وعادة ما تكون الإثارة ‏عامة‏ ‏وشعورية‏ ‏بعكس‏ ‏المرحلة‏ ‏التى ‏تسبق‏ ‏ذلك، ‏حيث‏ ‏كانت‏ الدفاعات تتناول مثل هذه ‏الإثارة‏ ‏بما يتيسر من كبت أو أى من‏ الحيل‏ ‏الأخرى، ‏وفى ‏وصف‏ ‏هوك (4)  Hoch ‏المبدئى ‏لهذه‏ ‏المرحلة‏ ‏باعتبارها‏ “‏الفصام‏ ‏شبه‏ ‏العصابي” ‏أكد‏ ‏على ‏ما‏ ‏أسماه‏ ‏الجنسية‏ ‏الشاملة Pan-sexuality, (جنبا إلى جنب مع العصابية الشاملة Pan-neurosis والقلق الشامل Pan-anxiety) ‏وهذا‏ ‏يدخل‏ ‏ضمن‏ ‏التهيج‏ ‏على ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏مثير، ‏وإن‏ ‏كنت‏ ‏فى ‏خبرتى ‏لم‏ ‏ألاحظ‏ ‏ظهور‏ ‏الجنسية‏ ‏المثلية‏ ‏فى ‏هذه‏ ‏المرحلة بشكل خاص، ‏ولكن‏ ‏قد‏ ‏ينشغل‏ ‏المريض‏ ‏بالخوف‏ ‏منها، ‏ولكن‏ ‏بطريقة‏ ‏عابرة‏.‏2-4-2017_6

(7‏) “‏الخوف العارم الغامض المتنوع”: ‏فى ‏هذه‏ ‏المرحلة‏ ‏أيضا‏ ‏قد‏ ‏يتغير‏ ‏شكل‏ ‏الخوف‏ ‏المعتاد، ‏فبدلا‏ ‏من‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏الشخص خائفا‏ ‏من‏ ‏مجهول‏ متماوج ‏كما‏ ‏هو‏ ‏الحال‏ ‏فى عصاب ‏القلق (5)، ‏وبدلا‏ ‏من‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏الخوف‏ ‏محددا‏ ‏من‏ ‏موضوع‏ ‏خارجى ‏كما‏ ‏هو‏ ‏الحال‏ ‏فى ‏الرُّهاب، ‏يحتد هذا أو ذاك ويضاف إليه وصف الخوف بأنه غريب غير معتاد، أو حاد مـُنْـقـَضّ، أو مجهول مهدِّد، وكثيرا ما يكون خوفا من الجنون أو من الضياع أو من الاختفاء (وليس بالضرورة بمعنى اختفاء بالموت) .

وبعد

كل ذلك ونحن لم نبدا الفصام بعد ، فيا ترى كيف يبدأ؟

أبقوا معنا.

[1] – يحيى الرخاوى ، “دراسة فى علم السيكوباثولوجى”، دار عطوة (القاهرة)، 1979

[2] – من ديوان سر اللعبة (المتن الشعرى لكتابى “دراسة فى علم السيكوباثولوجى”

    ..أحكى فى صمت عن شىء لا يـُحكَى، عن إحساسٍ ليس   له إسمْ ،

    إحساس يفقد معناه، إن سكن اللفظ الميت، “….. ”

    شىء يتكور فى صدرى، يمشى بين ضلوعى، …إلخ

[3] – انظر كتاب الأحلام “عن طبيعة الحلم والإبداع” دراسة نقدية، أحلام فترة النقاهة، نجيب محفوظ، دار الشروق، 2011

[4]- Hoch, P.H. and Polatin, P. (1949) Pseudoneurotic forms of schizophrenia. Psychiatric Quarterly, 23: 248-276.

[5] – انظر نشرات 30/7/2016 ، نشرة  31/7/2016

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *