الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى (168) التفاؤل العلاجى Therapeutic Optimism

الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى (168) التفاؤل العلاجى Therapeutic Optimism

نشرة “الإنسان والتطور”

نشرة الأحد: 5-3-2017

السنة العاشرة

العدد: 3473   

 الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى (168)

التفاؤل العلاجى

 Therapeutic Optimism

مقدمة:

 هذا العنوان ليس من عندى مع أننى كنت أعيشه وأحاول أن أوصله لمرضاى وزملائى وتلاميذى على مدى ممارستى (ستين عاما الآن)، يقول ستيفن برايس فى كتابه سالف الذكر (الطب النفسى التطورى) (1) فى صفحة (241) وهو يتكلم عن التفاؤل العلاجى Therapeutic Optimism يقول فى ذلك:

“إن تفهم الأعراض على أنها إبداع وآلية هادفة، يكشف قيمة هذا التفاؤل العلاجى لدى الطبيب والمريض على حد سواء”.

ومن هنا جاء العنوان فكانت هذه النشرة.

 أثناء مراجعتى لنشرات الإنسان والتطور لما يقرب من عشرة سنوات لأقتطف منها ما تيسر لمحاضرة الخميس بعد القادم وجدت ثروة دعوت الله أن يكون قد وصل بعض عائدها لأصحابها، وكنت حين أقرأ ما اقتطفت ممن يشاركونى فكرى ومعايشتى من الأجانب الأفاضل أتعجب من حسن التعبير ودقة التوثيق، فأدعو لهم، وأخجل قليلا، لكن يردنى إلى الحمد أننى أجد فيما رأيت وافترضت وكتبت أنا أيضا ما يرضينى وأنا أتجاوز بعضهم.

قررت اليوم أن أجمع بعض المقتطفات التى أقتطفتها من هذا الكتاب الرائع الذى سبق أن أشدت به فَرَحًا وهو كتاب الطبنفسى النفسى التطورى بداية جديدة (لاحظ العنوان الفرعى ودلالته!!).

المقتطفات من كتاب ستيفن وبرايس:

أولاً: “حين يدخل مريض إلى حجرة الكشف فإنه يدخل ومعه – إن صح التعبير – جمهرة من الناس الممثلين تاريحه الشخصى، هذا ما يعرفه الطب النفسى من قديم. الذى يضيفه الطب النفسى التطورى هو أنه تبين أن هذا المريض نفسه يحضر معه أيضا أجداده من الصيادين وآ5-3-2017_1كلى النمل والزواحف من تاريخ أسلافه،  وحين تقترب الاستشارة من نهايتها  تصبح حجرة الكشف مليئة بمعارض المخلوقات البدائية التى لكل منها الحق أن يُستمع له، وأن يُستجاب لاحتياجاته”  (2)

ثانياً: “….ويصبح دور الطبيب النفسى مثل مدرب كرة القدم الذى يدرب كل لاعب على أداء دوره ويشحذ مهاراته حتى يتكامل مع سائر اللاعبين فتكون نتيجة تفاهمهم وتكاملهم هو اللعب بكفاءة كفريق فعلا وليس كأفراد يتنافسون فيما بينهم”

ثالثاً: “فبدلا من إدراك الأعراض على أنها معاناة مخِلّة، فإنه يمكن استقبالها باعتبارها آلام النمو لشخص يجاهد ليتكيف لمتطلبات الحياة التى فرضت عليه”.

رابعاً: “وعلى ذلك فإن مساعدة المرضى هو الأخذ بأيديهم ليواصلوا نموهم بعد عبور هذا المأزق المؤلم الفاشل (المرضى) الذى اختاروه مضطرين لأنه كان الممكن قبل العلاج”.

خامساً: “وبدلا من أن تكون مهمة المرضى هى تلقى الدعم والأدوية يجرى تشجيعهم بالمشاركة فى معاناتهم حتى نواجه معا “معنى” المرض.

سادساً: “وهكذا تكون موضوعية العلاج فى القدرة على تنمية علاقة إبداعية مع الأعراض، بما تعنيه من محاولات تكيف، وإن كانت قد أخطأت السبيل، فوظيفة العلاج هى تصحيحه إبداعاً”.

(انتهت المقتطفات من ستيفن وبرايس)

وبرغم إنبهارى بكل هذا التفاءل فى هذه “البداية الجديدة” إلإ أننى خشيت من أن يصبح تصنيفى لبعض هذا الطب على أنه أحد تجليات ما أسميته “الطبنفسى الطوبائى” وقد ناقشت ذلك بالتفصيل فى نشرة سابقة منذ عام كامل (نشرة 14-2-2016) وصدقت هذا التفاؤل كما وصلنى.

لكن مع طول ممارستى وارتباطى بثقافتى الخاصة ولغة الأم (العامية المصرية) ثم اللغة الأم (الفصحى/الحضارة/العبقرية) رحت أراجع ما وصلنى وما افتقدته أنه بدون اقتحام منطقة دور الوعى وامتداداته بأشجع ما يمكن من فروض، وأنفع ما يمكن من حقائق، وأعمق ما يمكن من ملاحظة ومشاركة كل مستويات الوعى، فإن طبيعة ما وعد به الطب النفسى التطورى كما جاء فى المقدمة سوف تظل محل تشكك حتى يخشى أن تندرج تحت ما نسميه التفكير الآمِل Wishful thinking

فى ممارستى مع الذهانيين خاصة (ستون عاما) وفى العلاج الجمعى (46 عاما) وفى علاج الوسط (44 عاما) عايشت صعوبات بلا حدود فى توصيل الأفكار الأساسية فى المحاضرات الشارحة وإلى درجة أقل فى اللقاءات الإكلينيكية (المرور) وإلى درجة أقل فأقل أيضا فى نشاطات علاج الوسط، بمعنى أننا حين كنا – وما زلنا – نمارس علاجنا المسمى “المواجهة – المواكبة – المسئولية”م.م.م كان يتم التحسن والتغير فالإبداع من خلال حركية الوعى (والجسد) (3) فى المقام الأول، الأمر الذى افتقدته فى هذا الكتاب الرائع (ومثله).

تعالوا نعود إلى آخر مقتطف اقتطفناه من ستيفن وبرايس:

“وهكذا تكون موضوعية العلاج فى القدرة على تنمية علاقة إبداعية مع الأعراض، بما تعنيه من محاولات تكيف، وإن كانت قد أخطأت السبيل، فوظيفة العلاج هى تصحيحه إبداعاً”.

ثم تعالوا نقرأ بعض ما سبق أن أشرت إليه بالنسبة لتأهيل وتدريب والإشراف على من يريد أن يمارس هذا العلاج، وهنا أتوقف بكل الحذر والاحترام أمام تعبير “تنمية علاقة إبداعية مع الأعراض” بما  فيه من محاولات تكيف، وإن كنت  قد أخطأت السبيل، فوظيفة العلاج هى تصحيحه إبداعا.

 وذلك أن تنمية العلاقة الإبداعية التى اسميها “نقد النص البشرى” هى علاقة جدلية بين المعالج والمريض أو المرض وليس مع الأعراض.

ثم إن  هذا كله صحيح وجيد ولكننى رحت أراجع أغلب ما كتبت عن فروض “حالات الوجود المتبادلة”  (نشرة 25-6-2016) و(نشرة 25-6-2016) و(نشرة 25-6-2016)  ، وعن “الأزمة المفترقية” (نشرة 13-8-2016) إلى (نشرة 21-8-2016) ، وعن “مستويات الصحة النفسية وموقع ما يسمى التكيف فيها” (نشرة 24-7-2016) و(نشرة 25-7-2016) ووجدت أن جملة ستيفن (التى لابد أنه أعاد مناقشتها داخل مجمل كتابه فأنا لم أكمله بعد) قد لا تصل بعمق ما يريد أو يأمل إلا بمعايشة  مثل هذه الفروض أو ما يكافئها بالمشقة والجدية والإدراك والصبر اللازمين لخوض معركة البقاء بالوعى البشرى الذى أمْتُحِنّا به!! واكتشفت أنه لولا تكامل هذه الفروض مع بعضها البعض ما اكتملت رؤيتى.

قلت كما بدأت أول النشرة بمقتطفات من ستيفن سوف أنهيها بمقتطفات محدودة جدا كعينات من بعض ما يخص دور من يريد معرفة كيف “الطبنفسى الإيقاعحيوى”.

فى نشرة (“لا بديل عن الممارسة تحت إشراف” بتاريخ 22-1-2017)

بينت ما جاء من بعض الخطوط العامة:

1-  البدء بالتعرف على المريض أساسا وليس فقط على المرض.

2- السماح للفاحص بمعايشة انطباعاته التلقائية، يا حبذا لو أمكن ان تظل بعيدة عن وصاية تفاصيل المعلومات المحددة، وبالتالى احترام مشاركة هذه الانطباعات فى التقييم.

3- محاولة تقمص المريض (ومن أمكن من محيطه) وذلك بالتنقل المتعدد حسب الحكى، وتطور المقابلة.

وأيضا

11- ليس معنى المطلوب الموافقة على وجود هذا التفكك الذى سمح بتسرب الداخل هكذا، وإنما المقصود هو أن يشعر المريض باحترام خبرته باعتبارها واقِعَهُ، وليست فقط من نسج خياله أو دليل مرضه، ………(هذا) التفكك النيوروبيولوجى الذى أتاح حضور أكثر من منظومة وعى فى نفس المنظومة التركيبية الظاهرة.

13- إن ما يطمئن المريض إلى صدق محاولة الفاحص هو ما يستشعره من أمانة موقفه من حيث القبول المبدئى كبداية للمشاركة (4) .

14- حتى يواصل الفاحص حواره – خاصة عبر قنوات الوعى البينشخصى فالجمعى – لابد أن يعايش أن “كل ما هو موجود” “هو موجود”، وأنه يحترم جميع منظومات الوعى الظاهرة والخفية الآنِيّة والتاريخية، ونعود مرة أخرى لنؤكد أن الاحترام لا يعنى السماح بالتشتت أو النشاز أو النكوص، وإنما هو خطوة أساسية للاحتواء فالجدل فإعادة التشكيل.

وفى حين  شبه ستيفن الطبيب بمدرب كرة القدم شبهته أنا بالمايسترو، فزادت مسئولية القيادة إلى عشرات العازفين (نشرة: “المايسترو ا5-3-2017_2لمعالج يسلم القيادة للمخ الأنسب!!” بتاريخ 22-2-2017)

  • أرجو أن يكون قد اتضح من كل هذه المقدمات ما أحاول أن أؤكده من ضرورة قبول فكرة  إثبات الفروض بالتطبيق حتى قبل التحقيق ما دام قد حققت لنا النتائج التى تعـِدُ بها، وقد أصبح هذا المبدأ مشروعا فى البحوث المعرفية وبحوث المستقبل(5)

  • هذه الفروض التى يقدمها الطبنفسى الإيقاعحيوى، بما فى ذلك امتداد القياس على نظرية الاستعادة،  لا تربـِطُ فقط بين الماضى والحاضر، بل إنها تدعونا أن نفهم مرضانا ونساعدهم ونحن نتابع:  حركية:كيف يحضر الماضى “فى” الحاضر بإيقاع دورى منتظم، “الآن”،  مما يتيح لنا الفرصة – إذا ما حملنا الأمانة–  أن نواكب هذا الإيقاع ونرصد مساره ونتوقع مآله، ويتيسر ذلك أكثر ليس بمدى ما حَفِظَ المعالج من معلومات عن التطور أو غيره، بل بأن يسمح  المعالج لطبقات وعيه أن تشارك العملية التصحيحية العلاجية، والمفروض أن يحدث ذلك تلقائيا مالم يحـُل دونه ما سُجِن داخله مثل الاغتراب المعاصر، أو التبعية العمياء، يحدث ذلك بطبيعة الوجود “معا”، مادامت هذه المواكبة العلاجية ليست عملية إرادية لرصد حركة التطور وهى تكرر نفسها، وإنما هى عملية أقرب إلى ما يجرى بين كل نوع من أنواع الأحياء وبين جميع الأحياء  مِنْ تواصل فعال يحفظ عليها بقاءها، أليس الأرجح أن يكون  هذا التواصل الايجابى الفعال هو العامل العلاجى الذى نتدرب على تنشطيه بآليات التدريب الفنية العلمية، مع  رصد النتائج الايجابية الناتجة عن استيعاب حركية مستويات الوعى الإيقاعية، وتنمية القدرات النقدية الفنية الإبداعية  العلاجية للمعالجين، وهى القدرات القادرة على إعادة التشكيل (نقد النص البشرى) والتى يطمسها أو يشوهها نظام الحفظ والتسميع والتفتيت والاغتراب والتبعيية.

 ومع تشابك مستويات الوعى وامتدادها إلى مستوياتها  الأوسع والأشمل سوف نكتشف أنها تتدعم بدوائر إيجابية أوسع فأوسع من دائرة الوعى الشخصى والبينشخصى وحتى الجمعى البشرى، مع استمرار عمليات التواصل البقائى، وهكذا تصبح مهمة العلاج هى تنشيط وتنظيم كل التوجهات الإيجابية لدوائر الوعى للمريض والمعالج كل حسب دوره الذى أشرنا إليه ، مع إعطاء الفرصة لامتدادها إلى خالقها، مما يتماشى تماما مع عمق السائد فى ثقافتنا الشعبية عن  “من هو الشافى”  فى نهاية النهاية.

وهكذا نرجع إلى دور امتداد دوائر الوعى

إن امتداد دوائر الوعى فى واقع خبرتى إلى مداها وما بعد مداها (الغيب) جعلنى أفهم ليس فقط علاقة ذلك بحضور الله سبحانه فى “هنا والآن” وكل مكان وكل آن، ولكن جعلنى أدرك دور دوائر الوعى الممتدد فى الشفاء بما يتلامس مع  ثقافتنا الشعبية بالذات بأن “الله هو الشافى”، بل إننى حين غامرت وصدقت “نظرية الاستعادة” ثم مددتها قياساً إلى كل نبضة وعى (وأنا لا أكاد أصدق) فتحت أبواب تفاؤل وأعتقد أنها أوسع بكثير مما أشار إليه ستيفن.

ذكرت فى إحدى النشرات السابقة تطبيقا لهذا الفرض أنه إذا كان العطار “لا يصلح ما أفسد الدهر”، “فإن الدهر هو القادر على أن يصلح ما أفسد الدهر”. وقد زاد تفاؤلى بعد أن أيقنت أن الدهر الذى يفسد حسب الوهم الشائع، هو غير الدهر الذى يصلح ما فسد وهو ما ينعم الله به على عباده من آليات ومسالك تفاعل “معا إليه”، ما دامت دورات الحياة، تُستعاد بكل هذا التواتر فمن المنتظر ونحن نواكبها بدوائر وعينا المسئولة المُدَّعمَة بكل ما نعرف من علم مناسب، وما نبدع من حضور مشارِك، من المنتظر أن يزيد أملنا باستمرار فى أن يصلح الدهر ما جرى فهو الذى له فضل تخليق برامج نوابية الحركة وكيف أن المخ يعيد بناء نفسه، ونحن معه بنفس الحركة المسئولة المتحدية، وهكذا يمكن أن ينصلح ما أفسده الدهر الآخر الزائف الناشز العشوائى.

كما أننى تذكرت حديثا قدسيا لست متأكدا منه يقول: لا تسبوا الدهر فأنا الدهر” فاطمأنت إلى هذه الفروض الداعمة لحركية ما أعايشه مع كل حذرى من استخفاف المؤسسة العلمية السلطوية بما أقول، واستهانة  وسوء تأويل المؤسسة الدينية الرسمية لما يصلنى من واقع الوعى ودوائره، وكما ذكرت فالدهر فى أول الجملة غير الدهر فى آخرها.

عثرت على نص آخر عن رسول  الله صلى الله عليه وسلم قال: “قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم يسبّ الدّهر وأنا الدّهر أقلّب الليل والنهار”،(أخرجه البخارى ومسلم)  فكان أقرب إلىّ من منطلق الإيقاع الحيوى وكيف أن دورات الليل والنهار يمكن أن نشفى من خلاللها ، وكيف نولد كل ليلة من جديد كما ذكرت فى نشرة أمس (نشرة 4-3-2017) (دون أى زعم بمحاولة نهج  التفسير العلمى للنصوص الدينة، لو سمحتم)

كل هذا افتقدته فى معظم ما قرأت فى الطب النفسى التطورى واعتبرته ما يميز الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى.

عودة إلى التفاؤل العلاجى

 فما دام الدهر الجامع المانع يمكن أن يصلح ما أفسد الدهر العبثى النشاز، ومادام الكيان البشرى (والحيوى) يواصل “دورات الاستعادة” طول الوقت وما دامت دورات الاستعادة جاهزة للتنشيط الموضوعى مع دورات المريض ودورات الحياة، فإن تناول هذه المنطقة بهذا الوعى يضيف حتما إلى حقيقة ما يجرى ويحبذ التفاؤل ويدعمه ويؤكده، فيزيد.

[1] ” Anthony Stevens  and John Price “Evolutionary Psychiatry, A New Beginning second edition“. Copyrighted:  Routledge Taylor & Francis Group. London and Philadelphia. 2000.

[2] – ظهر هذا المقتطف أيضا فى نشرة  8-2-2016 “الطب النفسى الطوبائى” الطب النفسى التطورى (ستيفن وبرايس)(ب)

[3] – أنا أعامل الجسد باعتباره وعياً متعيِّناً Concretisel Consciousness

[4] – المشاركة أحدى أساسيات علاج “المواجهة – المواكبة -المسئولية” م.م.م (24-2-2008 ، 25-2-2008 ، 26-2-2008)

[5] – وقد أشرت إلى ذلك مرارا فى نشرات سابقة عن المنهج (نشرة: 25-4-2016 و(نشرة 23-10-2016) و(نشرة 24/10/2016 ( و)نشرة  5-11-2016(و(نشرة 28-11-2016)، ثم وصلنى مؤخرا كتاب Foundations of Futures Studies “ الدراسات المستقبلية وفلسفة العلم الحديث/ تأليف ويندل بل-، وهو من منشورات مكتبة الإسكندرية، وحدة الدراسات المستقبلية، 2016 ترجمة أمينة الجميل  ومحمد العربى، وسوف أعود إليه غالبا فى نشرات لاحقة، لأن به أسس هامة تدعم منهجنا بشكل مباشر، وتربط بين منهج الفن ومنهج العلم بشكل جديد جدا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *