الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / فى رحاب نجيب محفوظ “التناصّ النقدى” قراءة أخرى للأحلام الأولى الحلم‏ (6)

فى رحاب نجيب محفوظ “التناصّ النقدى” قراءة أخرى للأحلام الأولى الحلم‏ (6)

نشرة “الإنسان والتطور”

الخميس: 16-2-2017

السنة العاشرة

العدد: 3456        19-1-2019

  

فى رحاب نجيب محفوظ

التناصّ النقدى

 قراءة أخرى للأحلام الأولى (6)

وهو النقد الذى لم ينشر قبلا

نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)

 الحلم‏ (6)

 رن جرس التليفون وقال المتكلم:

الشيخ محرم أستاذك يتكلم

فقلت بأدب وإجلال:

أهلا أستاذى وسهلا…

– إنى قادم لزيارتك.

على الرحب والسعة

لم تمسنى أية دهشة، على الرغم من أننى شاركت فى تشييع جنازته منذ حوالى ستين عاما، وتتابعت علىّ ذكريات لاتنسى عن أستاذى القديم فى اللغة فى معاملة التلاميذ، وجاء الشيخ بجبته وقفطانه الزاهيين وعمته المقلوظة وقال دون مقدمات: هناك عايشت العديد من الرواة والعلماء، ومِنْ حوارى معهم عرفت أن بعض الدروس التى كنت ألقيها عليكم تحتاج إلى تصحيحات فدوّنت التصحيحات فى الورق وجئتك بها.

 قال ذلك ثم وضع لفافة من الورق على الخوان وذهب.

 التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)

فتحت اللفافة ورحت أتصفح ما بها، فوجدت أنها نفس الدروس التى كان فعلا يدرسها لنا الشيخ محرم، وأجهدت ذاكرتى لأكتشف أى تصحيح لحق بها، فلم تسعفنى الذاكرة، لكننى تذكرت أن أمَّى كانت مصره على الاحتفاظ بالكراريس التى أدوِّن فيها دروس الشيخ محرم بالذات لأن أمى كانت تنهانى عن تلويث أو تمزيق أى ورقة بها اسم الجلالة، وحين وجدت الفرصة لم أتردد فى الذهاب إلى صندق أمى الذى رجَّحت أن بها الأوراق المصونة، ولحسن الحظ وجدتها، فأخذتها وذهبت إلى مكتبى ورحت أراجع التصحيحات التى أعطانى إياها أستاذى فلم أجد حرفا واحدا قد تغير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *