الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى (159) المُنـْطلقات العشرة

الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى (159) المُنـْطلقات العشرة

نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد: 12-2-2017

السنة العاشرة

العدد: 3452   

 الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى (159)

 المُنـْطلقات  العشرة 

مقدمة:

تماديا فى تعميق النقلة الحالية ، ومع السماح ببعض التكرار الضرورى، سوف أواصل استغلال هذا السماح الذى وصلنى لتجريب النظام النشراتى الجديد !! لبضع أسابيع، وذلك بإعادة  تقديم الأسس الجوهرية الأهم لهذا الفكر التطبيقى العملى (بإذن الله) فى أضيق مساحة، لأقل عدد غالبا، آمِلا فى فرصة تمعـّن هادئ لما لا يمكن الإلمام به فى عجالة، ولا فى زحمة ، وأيضا أمِلا فى التركيز على علاقة هذا الفكر بثقافتنا المتميزة برغم ما آلت إليه مؤقتا (إن شاء الله)

شكرا يا جمال ، والشكر موصول (كما تعودنا من رسائلك) لك ولكل من يهمه الأمر:

وبعد:

  المنطلقات العشر، (أو الوصايا العشرة!!)

أولاً: إن الطبيب يتعامل مع “الظاهرة البشرية” ممثلة فى فرد منها كما خلقها بارؤها، وقد أصابها ما أعاقها أو شوَّهـَهـَا أو انحرف بها إلى غير غايتها الطبيعية، فهو لا يتعامل مع مجموعة أعراض أو أسماء أمراض فحسب.

ثانياً: إن الطبيب النفسى يمارس مهنته أساسا من خلال تنشيط مستويات وعيه بالاضافة إلى علمه – دون قصد إرادى ولكن بمجرد انتمائه إلى الحياة كما وهبنا الله إياها – للمشاركة فى إعادة بناء ما اهتز أو تخلخل أو تشوه فى الظاهرة البشرية التى يتصدى لمساعدتها، وليس فقط من خلال تسجيل ملاحظاته والربط بين مفردات  ما جمع لفظيا.

ثالثاً: إن دوائر توازن الوجود، بدءًا بذكاء المادّة (1)، إلى مطلق تناغم حركية تخليق إبداع الوعى المتنامى، مرورا بالعقل الوجدانى الاعتمالى (2)،  إلى الغيب،  متواصلة مع بعضها البعض بقوانين قد لا يثبتها إلا استمرار من استمر من الأحياء فى الكون دون انقراض بفضل خالقها حتى الآن!!

رابعاً: إن هذا كله يتواصل باستمرار بإيقاع تناسقى عملى دائم سواءً وصل ذلك إلى تسميته بمصطلحات لفظية، أو علمية، أو دينية ، أو لم  يصل (كما هو الحال عند سائر كل شىء: أحياء وغير أحياء لم تعقهم لغة مغتربة أو اغتراب خبيث).

خامساً: إن مظاهر هذا الهارمونى المتوازن والممتد لا تحتاج إلى إثبات من خارجها، وهى لا تُنْكِرُ أىَّ حضورٍ فوقىٍّ مسئول عن وجودها فدوامها واضطرادها فبقائها، ولا تتنكر له (3). بل تستعين به وتتواصل معه وتتوجه إليه.

سادساً: إن كل ما هو دون الإنسان، وغير الإنسان يمارِسُ كلَّ هذا، دون دراية ظاهرة، أو إرادة معلنة وغالبا دون أن يسميه تدينا أو إيمانا أو إبداعا.

سابعا: إن النتائج العملية التى تقاس بمقاييس النمو والتطور والإبداع، بما فى ذلك استيعاب برامج البقاء إلى تنشيط حركية الإبداع نحو تخليق الإيمان هى التى يمكن أن تدعم هذه الفروض بتصاعد تدريجى.

ثامناً: إن الوراثة تشمل انتقال الميمات، والميم هو “وحدة المعلومات الثقافية” التي يمكن نقلها من عقل لآخر بطريقة مشابهة لانتقال الجينات من فرد لآخر خلال عملية التكاثر حيث تعتبر الجينات وحدة المعلومات الوراثية (4)

تاسعاً:… يولد الشخص بنسب متفاوته بالنسبة لزخم حركية الطاقة مع احتمال وجود بعض ما‏ ‏تراكم‏‏ ‏من‏ ‏معلومات كأجسام‏ ‏ ‏غريبة‏، تحتاج إلى اجترار وبسط مناوب (من خلال الإيقاعحيوى المستمر)  لإمكان تمثـِّلها لتتناغم من جديد مع الكلّ النامى.

عاشراً: ‏تتدعم‏ ‏نشاطات‏ ‏المستويات‏ ‏الموروثة‏ ‏بحسب‏ ‏نوع‏ ‏التربية‏ ‏التى ‏تسمح‏ ‏لهذا‏ ‏النوع‏ ‏أو‏ ‏ذاك‏ ‏من‏ ‏الحياة‏ (‏نوع‏ ‏التعامل‏ ‏مع‏ ‏الذات‏ ‏ومع‏ ‏الآخر‏ ‏ومع‏ ‏الواقع ومع الإبداع ومع الإيمان‏) ‏‏والعامل‏ ‏المشترك‏ ‏فى ‏كل‏ ‏هذا‏ ‏هو‏  توازن وتناسب ‏زخم‏ ‏الطاقة‏‏، ‏واتساق وهارمونية ‏ ‏النبضات ‏ ‏الدورية دائمة التجديد والتشكيل والإبداع والإيمان.

وبعد

بالله عليكم، هل يمكن أن يأتى كل ذلك بهذا التكثيف ضمن معلومات أخرى مهما كانت شارحة أو تفسيرية ؟ إن كل مُـنـْطلق من هذه المـُنـْطـْلقات وصلنى  من خلال الممارسة والقراءة، والنقد، والحدس، والتجريب، والإعادة، وكله بفضل من يعلم السر وأخفى.

رجاء

 على من تصله الرسالة أكثر تحديدا، وربما فائدة، من خلال هذا الإيجاز الذى آمل أن يحد من طلاقة نقلاتى، أن يتفضل بقراءة هذه النشرة مرة أخرى، أو إن شاء فليقرأ كل فقرة مرتين أولا بأول، أو كما يرى، ويفعل الله ما يشاء ويختار.

وفقنا إليه.

12-2-2017

 

[1] – أنظر نشرة: عن النظام التساهمى من ذكاء المادة إلى مطلق الهارمونى نحو “الغيب”، وعلاقته بالعامل العلاجى فى العلاج الجمعى، وثقافتنا الخاصة (نشرة 27-8-2016)

[2] – Emotionally Processing Mind

[3] –  كما يصل بعض إلى المتدينين التقليدين على إلصاق الأفكار بمن  لم ينكر.

[4] – والميم كما يقول ينتشر ويمتد كوحدة للتطور وبعض النظريات والأفكار تقترح أن الميمات تتطور من خلال اصطفاء طبيعي بطريقة مشابهة لأفكار تشارلز داروين فيما يخص التطور البيولوجي باعتماد أفكار مثل التنوع، الطفرة، والتنافس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *