الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى (158): محاولة محدودة، وشكر وعرفان

الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى (158): محاولة محدودة، وشكر وعرفان

نشرة “الإنسان والتطور”

السبت: 11-2-2017

السنة العاشرة

العدد: 3451   

 الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى (158)

محاولة محدودة، وشكر وعرفان

مقدمة

بالرجوع إلى الاحتمالات الخمس التى قدمتها طلبا للرأى فى مسار النشرة بعد أن “تكاثرت الظباء على خراش، فما يدرى خراش ما يصيد”، وصلتنى رسالة كريمة – كالعادة –  من الإبن الزميل الفاضل أ.د. جمال التركى رئيس الشبكة العربية للعلوم النفسية “شعن”، وكنت قد افتقدتها لمدة يوم واحد، جاء فيها:

ثق انّ كل ما قمتَ به و ما تقوم به هو الأحق ان تقوم به…

 وهو ما ينبغي ان تملأ الوقت به مهما كان… 

وما ملأت به اذ ملأت ولكن… 

نعم ارى حقيقة أهمية أن تتوقف عن مواصلة النشرة اليومية بمجرد أن يتم عمرها عشر سنوات (الله يعطيك طول العمر )… وهو خير من يجازي في نهاية النهاية كما علمتني ذات يوم

مقترحا عليك الى هذا التاريخ، إتمام كل ما تم فتحه من مواضيع دون فتح اية مواضيع اخرى، و التفرغ لمراجعة تحرير النشر الورقى لليوميات  حسب المحاور، وذلك بمعدل محور كل اسبوعين او ثلاث حسب ما يحويه من عدد النشرات، على ان تكون  قد تمت مراجعة جميع المحاور مع موعد الذكرى العاشرة للنشرة ان شاء الله.

وأنا لا أجد أكرم ولا أوفى من هذا الرد من أهله، فأشكره، وأدعو له, وأأتنس به, وأوصل قائلا:

كيف بالله عليك يا جمال أستطيع إتمام كل ما تم فتحه من مواضيع؟

ثم لعلك تعلم أننى أكاد لا  أملك القدرة على اتخاذ قرار الكفّ عن فتح مواضيع أخرى، فهى التى تُفْتَحُ علىّ، وبالذات مما يصلنى من مرضاى، ومن متابعاتى لما يجرى فى العالم من علم حقيقى،  فلست أنا الذى افتحها، ومع ذلك، فلا بد مما ليس منه بد، (والقوس له وترٌ عرضّ)

ثم خذ عندك: هل تتصور يا إبنى أننى أستطيع أن أراجع محورا يبلغ مئات الصفحات فى أسبوعين بحيث يصبح محررا قابلا للنشر الورقى؟

 وكيف بالله عليك يمكننى أنا وكل فريق المساعدين الأفاضل الذين تكرمتَ بعرض مساعدتهم لى، أن نتم مراجعة جميع المحاور مع موعد الذكرى العاشرة للنشرة؟؟؟

وبالمناسبة ، اشكرك على الاستجابة لطلبى العام الماضى بعدم التعرض – فى شعن – لهذه الذكرى بأى صورة من الصور، إلا بينى وبينك، فتكفينى ثقتى بالله، وبكل من يتفضل تلقائيا – دون دعوة من أحد- بالدعاء للمسيرة أن تستمر حتى نلقاه، وأنأ أثق فى تقديرك لموقفى لو سمحت، وسوف أكرر التأكيد على ذلك حين ألقاك فى مارس بإذن الله، أهلا بكم.

أما اليوم، فدعنى أختار أخف الاقتراحات الخمس، وأسمح لنفسى بإعادة الإشارة بإيجاز لنقطة جوهرية شعرت أنها لم تصل إلى أصحابها بالوضوح الكافى، وهى خلاصة الفرق بين الطبنفسى التطورى (فقط)، والطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى، وهى مقدمة الورقة التى سوف أقدمها فى المؤتمر السنوى لقسم الطب النفسى بكلية الطب  قصر العينى الأسبوع القادم  بعنوان: الطب النفسي الإيقاعحيوي التطوري: العلاقة الحتمية بين الماضي والمستقبل عبر الواقع الآنى، جاءت هذه المقدمة كالتالى:

الطب النفسى  – عموما –  هو فرصة علمية نفسية إبداعية لقراءة تاريخ الجنس البشرى بل وتاريخ الحياة، – لمن شاء ويستطيع- فالمريض الذهانى خاصة (والفصامى بوجه أخص) يكاد يطلعنا بشكل أو بآخر على تاريخ الحياة، وتحديات وامتحانات الوجود، كما أنه يمكن أن ينبهنا إلى انحرافاتنا الخفية!!

*  الطب النفسى التطورى يحاول أن يقرأ الماضى باحترام وتفسير، ومنه يحاول  أن يبلغنا نصف الرسالة: من أين وكيف، منبها ً إلي أهمية قراءة مرضانا من خلال احترام ما قصدوه لكنهم اختاروا – كما اضطروا- لتحقيق غايتهم تلك إلى  العودة  لهذه الدفاعات الأقدم (التى كانت ناجحة فى حينها) لتصبح هى الأعراض الحالية “لغة المرض” الآن.

*   أما الطب النفسى الإيقاعحيوى التطورى، فهو يؤكد ذلك ويضيف إليه أن:
هذه العملية الحيوية التطورية، تتكرر كل أزمة نمو، بل كل يوم وليلة، بل بين لحظة وأخرى،  وهذا من منطلق تمثل وتعميم فرض  نظرية  الاستعادة ، وعلى ذلك فإن  ما يظهر فى صورة أعراض هو ليس فقط ميكانزم دفاعى قديم يؤدى وظيفة جديدة بطريقة خاطئة، وإنما هو توقف أثناء الاستعادة المستمرة من خلال الإيقاعحيوى ، ثم انحراف يقلب الحيلة الدفاعية إلى أعراض، ومن ثمَّ المرض.

* الطبنفسى التطورى يحملنا مسئولية احترام العرض والاستماع إلى غايته لعلنا – مع المريض- نتمكن من تحقيق هذه الغاية  بطريقة صحيحة صحية ، فيستغنى المريض  عن اللجوء إليها وقد انتهى دوره.

*  أما الطب النفسى الإيقاعحيوى التطورى، فهو يؤكد ذلك ويضيف إليه مهارة القيام بمواكبة المريض فى إعادة تشكيل أمخاخه، من خلال عملية إبداعية مشتركة هى ما أسميته “نقد النص البشرى” (للمعالج والمريض على حد سواء)، مستعينا فى ذلك بكل معطيات العلم والفن وتحريك الوعى البينشخصى، فالجمعى، نحو الدوائر الأوسع فالأوسع إلى رحابة الإيمان لتحقيق الهارمونى بين مستويات الامخاخ وبين حلقات الوعى الإبداعية الممتدة بلا نهاية إلى “الغيب” أبدا

ev bio ps copy 2

وبعد

هل يا ترى كانت هذه الإعادة لازمة؟  وهل يا ترى كان هذا الإيجاز مفيدا ؟

دعونا نحاول حتى نستقر إلى ما يمكن بفضل الله،

 وعلى من يبقى منا أن يعلم أنه سبحانه سوف يحاسبه على كل ما وجده ناقصا ولم يكمله

وشكرا يا جمال، بارك الله فيك، وأدام نفعه بك

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *