الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى (152) منذ ربع قرن: بعض تاريخ هذا الفكر (1)

الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى (152) منذ ربع قرن: بعض تاريخ هذا الفكر (1)

نشرة “الإنسان والتطور”

السبت: 28-1-2017

السنة العاشرة

العدد: 3438   

 الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى (152)

منذ ربع قرن:

بعض تاريخ هذا الفكر (1)

مقدمة

كان لزاما بعد ما حدث، والحمد لله، أن أقلّب فى أوراقى وأنا ألتقط أنفاسى، لأكتشف سلسلة من افتتاحيات “المجلة المصرية للطب النفسى”   The Egyptian Journal of Psychiatry كتبتها كنت رئيس تحرير مشارك (1) مع الأخ والصديق والزميل الأستاذ الدكتور أحمد عكاشة، سلسلة شديدة الارتباط بما أواصل كشفه واكتشافه ونشره ضمن ما أحاوله حتى الآن، ويرجع الفضل لظهور هذه الافتتاحيات بهذا التواتر والانتظام فى هذه المجلة الرائدة المنتظمة إلى مجلس تحريرها وعلى رأسه أ.د. أحمد عكاشة الذى كان من رحابة صدره وقدرته على قبول التنوع داعما لهذا الظهور بهذ28-1-2017ا التواتر.

هذه مجلة بالإنجليزية، يقرأها عدد من الزملاء الأطباء النفسيين فى مصر، ونادرا فى البلاد العربية، وأحيانا: زميل أجنبى جاد هنا أو هناك، وهى مجلة محكَّمة، ويصلح المنشور فيها من أبحاث للتقدم للترقى إلى درجة أستاذ مساعد، وأستاذ فى الجامعات وما يعادلها، لكنها بالإنجليزية التى لم أعد موافقا – ولا قادرا!! – على الكتابة بها دون سواها.

تساءلت وأنا أقلب هذه الافتتاحيات: يا ترى كم من الزملاء الذين أعتقد أنه “يهمهم الامر” قد قرأها؟ وكم من الذين قرأوا بعضها قد وصله ما كنت – وما زلت – أريد توصيله؟ هذا فضلا عن التساؤل اللحوح “لماذا بالإنجليزية؟” وغمرنى الشعور الواقعى بقصورى عن، أو تقصيرى فى، “تسويق أفكارى” و”تصدير خبرتى”، الأمر الذى تكرر بنفس النص (2) حين أتاح لى الابن والصديق أ.د. جمال التركى رئيس الشبكة العربية للعلوم النفسية فرصة النشر المنتظم من خلال هذه النافذة العربية الإلكترونية الرائعة “شعن”، وقد أضاف أ.د. جمال إلى هذا السماح قيامه مشكورا بتكرار الدعوة بإلحاح صبور على رواد وزائرى الشبكة الكرام للتعقيب والمشاركة، فضلا عن قيامه بتجميع ونشر أغلب نشرات الإنسان والتطور التى ظلت تصدر حتى الآن طوال عشر سنوات إلا قليلا، وذلك بطرق متعددة ما بين إثارة تساؤلات، وبين جمع مقالات فيما يشبه كتاب دورى، يحرره من جمع نشرات موضوع بذاته تكرر تناوله، وأعتقد أن النتيجة كانت قريبة مما لاقتة افتاحياتى فى المجلة المصرية للطب النفسى منذ أكثر من ربع قرن.

هذه ليست دعوة أخرى أملا فى حوار ضرورى، لكنها مجرد مقدمة لما اعتزمت أن الجأ إليه وأنا أعيد تنظيم أوراقى أثناء التقاط أنفاسى – كما ذكرت –  حيث خطر لى أنه من المناسب، مهما صعبت الظروف أن أسجل بعض تاريخ هذا الفكر الذى سبق أن  سُجِّل بالإنجليزية فى وقت سابق، أن أسجله بلغتنا القادرة العبقرية المزروعة فى خلاياى قبل أن أولد، لعله يصل إلى من لم تتح له الفرصة لقراءة الأصل بالإنجليزية، برغم أن كثيرا منه – بعد تطويره واختبار كثير منه – قد نشر بالتفصيل فى معظم النشرات، ومع ذلك فإن صورة هذه الافتتاحيات المختصرة، ونشرها باللغتين الآن: قد يصبح سجلا هاما لتطور هذا الفكر، وربما أيضا يفتح شهية من أتخمته ضغوط الأفكار المتلاحقة.

وفيما يلى ما اعتزمته:

أولاً: سوف أخصص يوما أو أكثر من أيام نشرات “الطبنفسى الإيقاعحيوى” لنشر هذه الافتتاحيات، فمعظم هذه الافتتاحيات كانت ضمن أساسيات هذا الطب حتى لو لم تعنون بهذا العنوان.

ثانياً: سوف أقوم بنشرها – فى نفس النشرة –  باللغة الإنجليزية كما ظهرت فى تاريخها فى نفس العدد، وفى نفس الوقت، سوف أقوم بترجمتها إلى لغتى العربية الفصحى: تلك اللغة الحضارة القادرة، لمن يفضل أن يقرأ بها، ولعل فى ذلك ما يقنع بعض الزملاء الذين لا يحترمون إلا ما كتب بلغة مستوردة أننى قادر على التعبير عن خبراتى بتلك اللغة التى يفضلونها، والتى عزفتُ عن الاستمرار فى الانغلاق داخل سجنها.

ثالثاً: سوف لا أمس المتن مكتفيا بالتعقيب الموجز فى هوامش (أو بين قوسين) إذا لزم الأمر، وذلك لإتاحة الفرصة لتلقائية الربط بين هذا الفكر الباكر وما تطور إليه مؤخرا ونُشِرَ كثير منه فى النشر الحالى – أو ما سبقه – بعد نموه ونضجه واختباره، آملاً أن يواصل غيرى هذه المحاولة المهمة إذا رأى ذلك.

ملحوظة: أخشى ما أخشاه أن يظن أحد أننى عدت أشكو قلة المشاركة من جديد فأنا راض، ومواصل، وواهب عملى إلى من هدانى إليه: ربى ثم مرضاى ثم تلاميذى ثم أى ممن يلقى السمع وهو شهيد، علما بأننى لا أنسى أبداً أن قارئا واحدا لا يكتب إلىّ، هو شاهد لى عند ربى الغنى عن الشهادة، فما بالك بقارئة أستاذة مبدعة شاعرة مثل أ.د. كريمة علاق، التى قد كتبت لى تشجعنى وتطمئننى يوما مستشهدة بمقتطف من أدونيس، جعلتُ أردده لنفسى وأنا أدعو لها كلما زادت وحدتى وزاد قلق جمال التركى على ندرة الحوار، هذا المقتطف اعتبرته هدية منها  شخصيا أكثر من أدونيس حتى كدت أحفظه من كثرة ترديدى له، واسمحوا لى اليوم أن أعيد أوّله وأنا أدعى الخجل من التكرار: كتبت لى تقول:

حضرة البروفيسور يحيى الرخاوي المحترم..

 كم هزني سؤال الحضور بعد فترة من الغياب.. وكأني أستحضر إلى ذهني جوابا أراه مناسبا هنا من قول الشاعر” أدونيس”:

أجمل ما تكونُ أن تُخلخلَ المدى

والآخرون – بعضهم يظنّك النّداءَ

بعضهم يظنّك الصّدى.

أجمل ما تكونُ أن تكون حجّةً

للنور والظّلامِ

………………..

واعذر صمتنا لأنا عهدناك دوما حاضرا أطال الله في عمرك …الخ

  وقد رددت عليها قائلا:

….لو لم يصلنى خلال عشر سنوات قادمة ومثلها سابقة،  سوى خطابك هذا وتعقيب الأخ والإبن والصديق جمال التركى، لكفانى زادا أن أواصل حتى ألقاه، لأننى لو توقفت واحتججت أمام ربى  بما وصل إليكما فى لحظة تشكك لاح فى أفقها احتمال توقف، لشرع ربى فى وجهى تعقيبكما  وحاسبنى بما لا أملك له ردا…

والآن:

أبدأ اليوم بالجزء الأول من افتتاحية تناقش بعض ما جاء فى هذه المقدمة وهى افتتاحية بعنوان:

Towards a Better Dialogue between Psychiatric

(3) Clinical Practice and Neuroscience Research Information 

نحو حوار أفضل بين الممارسة الإكلينيكية

ومعلومات أبحاث العلمعصبى

الترجمة:

إن المعلومات المتاحة من العلمعصبى(4) تتزايد باستمرار بدرجة تفوق الخيال، وعلى سبيل المثال فإن ما عرض فى المؤتمر الدولى التاسع عشر للسيكوفارماكولوجيا العصبية (علم الأقربارزين العصبى) (Washington 1994) يمكن أخذه ممثلا لما يجرى حاليا (1994) عبر العالم.

 وفى مواجهة هذا الفيضان من المعلومات فإن الممارس يستشعر حاجة ملحة للإجابة على أسئلة مثل ما يلى:

1 – إلى إى مدى يوجد فرق بين نتائج المعامل وبين الممارسة الإكلينيكية

2- هل نتائج هذه الأبحاث العصبية يمكن أن تطبق فى الممارسة العملية كماهى، أم أنه يمكن اعتبارها معلومات قابلة للاختبار من خلال الممارسة الإكلينيكية الفعلية وليس بالضرورة من خلال تجارب المقارنة المعلمية؟

3- هل توجد فروض إكلينيكية كافية نابعة من الممارسة يمكن أن تسير جنبا إلى جنب مع هذه المعلومات العلمعصبية؟

4- بالنظر إلى “دراسة الجدوى” لما ينفق على هذه الأبحاث، هل يؤخذ فى الاعتبار موقف جمهور المرضى من الفقراء وبالذات فى الدول النامية، وهل ثم فرصة حقيقية لأن توضع ظروفهم الصعبة هذه فى الاعتبار بشكل موضوعى اقتصادى مناسب؟

5- هل تقييم نتائج هذه العلاجات يأخذ فى الاعتبار نوعية الحياة (5) أم أنها تكتفى بالتركيز كميا على الاكتفاء باختفاء الأعراض؟

فى هذه المقدمة لن أحاول أن أجيب على هذه الأسئلة وإنما أرجو أن تثير أى قدر من الاهتمام بالربط بين المعلومات العلمية والملاحظات الإكلينيكية لعل ذلك يساعد فى فهم الغموض الذى يحيط بطبيعة وجودنا فى الصحة والمرض بلغة عمل المخ.

وبعد

هذا ما كان منذ ربع قرن وأكثر، فهل يحتاج الأمر إلى ربط بينه وبين مئات (بل آلاف) الصفحات التى راحت تجيب على كل هذه التساؤلات، خاصة فى العشر سنوات الأخيرة، والفضل لأصحاب الفضل من أول الأخ والصديق أ.د. أحمد عكاشة حتى الابن والزميل أ.د. جمال التركى مرورا بالأستاذة الدكتورة كريمة علاق وأ.د. صادق السامرائى ولكل من تفضل ببعض المتابعة سواء كتب أم لم يكتب.

والحمد لله،

وغدًا نواصل

الأصل بالإنجليزية:

Towards a Better Dialogue between Psychiatric

 Clinical Practice and Neuroscience Research Information

3- Are there adequate and appropriate clinical hypotheses that could go parallel with this neuroscience knowledge?4-Considering the cost-benefit aspects of such research activities, where do poor and developing countries stand? Is there a real chance for them to participate simply through their special clinical practice.5-Is the assessment of different modes of therapy adequately taking in consideration the quality of life measurements? or are they still concentrating on the quantitative assessment of symptom-presence and symptom free-status.

 

In this introduction, I am not trying to answer such questions the aim is a search for appropriate integration between scientific information with clinical observation for improving better understanding of the dilemma of our existence in health and disease in terms of brain function.

(to be followed)

The available information from neurosciences is increasing beyond  imagination. The extensive information presented in the XIX CINP   congress held in Washington (1994) could be taken as representative to what is going on all over the world. Confronting such flood of knowledge , the practitioner would, or should, experience a real need to answer basic questions such as :1- To what extent is there discrepancy between laboratory investigations and actual clinical practice? 

2- Are such neuroscience research information to be used for consumption as such or are they to be considered as testable information through clinical practice rather than clinical trials?

 

[1] – The Egyptian Journal of Psychiatry, Chief Editors: Ahmed Okasha & Yehia Rakhawy. 1979 – 2002

[2]  – “السكريبت Script”

[3] – Egypt. J. Psychiat. (1994) 17: 133-136

[4]  – لابد من تمييز هذا اللفظ الجديد ترجمة كما هو Neuroscience  عن العلم المعرفى العصبى Recent Cognitive Neuroscience وعن النيوروبيولوجيا الأحدث وخاصة ما أضيف إليها من العلوم الكوانتية Quatrain Science

[5] –  يمكن الرجوع إلى نقدى المقدم على استيراد قيم ما يسمى “نوعية الحياة” Quality of life  (من ثقافة مغايرة لثقافتنا تماما)  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *