الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار/بريد الجمعة

حوار/بريد الجمعة

نشرة “الإنسان والتطور”

الجمعة: 27-1-2017

السنة العاشرة

العدد: 3437    

حوار/بريد الجمعة    

مقدمة:

لا نحصى ثناءً على الله.

*****

الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى (150)

 لا بديل عن الممارسة تحت إشراف

د. إيمان سمير

المقتطف: “إذا لم يمكن رصد هذه التعددية الطفيفة (التعتعة) لا يجوز افتعالها خصوصا فى البداية، وإن كان هذا هو ما يتم بِتِقِنِّيةٍ مهنية فنيه فى كثير من العلاجات النمائية مثل العلاج الجمعى والسيكودراما وعلاج الوسط”

المقتطف: اعجز عن استيعاب هذا المقطع، و ما المقصود بكلمة “تعتعة”؟

  د. يحيى:         

التعتعة” هى الكلمة التى اكتب تحتها أغلب محاولاتى لتحريك الوعى المتجمد والموقف الثابت والغرور الذاتى والتعصب، وقد بدأت أنشر عامودا للشخص العادى فى الصحف بهذا العنوان منذ أكثر من ثلاثين سنة وشرحت أصلها، ويمكننى إذا أردتِ أن أكتب لك مرة أخرى من أين استعرتها فى البريد القادم.

د. إيمان سمير

المقتطف: “فى حالات اضطرابات الشخصية، (فرط العادية) وحالات العصاب الأقرب للعادية”

التعليق: حضرتك كثيراً ما تستخدم تعبير “فرط العادية”، فهل فرط العادية المقصود به اضطرابات الشخصية ام ماذا؟

  د. يحيى:         

هذا التعبير – هو ترجمة مصطلح Hypernormality  الذى اسْتـُعـْمِلَ مؤخرا لوصف درجة من التجمد السلوكى والفكرى ولكن دون سمات انحرافية أو شاذة أو نكوصية جيسمة، وهو ليس مثل معظم اضطرابات الشخصية، فهو نوع من الاغتراب “العادى” الذى يفقد الشخص بسببه قدراته النقدية لأنه عادة يبالغ فى الحرص على الالتزام بالنموذج السائد للعادية.

د. إيمان سمير

المقتطف: “يتواصل التأهيل لتنشيط وتدعيم الأمخاخ الأقرب إلى السواء بدءًا بالمخ الاكتئابى التواصلى والمخ الاجتماعى التكيفى، ويا حبذا المخ الجدلى النمائى المشتمِل، وهذا يحتاج خطة تأهيلية ممتده وعلاج نمائى نشط”.

التعليق: هذه الجملة اوضحت لي، الي حدٍ كبير، ما يجب ان اعمل عليه في عملية التأهيل مع المرضي، في كثير من الاحيان شعرت ان كلمة تأهيل كلمة مبهمة بتوهني و اعجز عن معرفة ما الذي علي فعله.

  د. يحيى:         

شكراً، الله يوفقك

لكن دعينى أذكرك أنها مهارة تنمو بالممارسة، وليست فقط بحفظ تعليمات يمكن تطبيقها بالفهم، لكننى أقر أن استيعاب ما نمارس يدعمه ويوضحه أحيانا.

*****

الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى (151)

  (عودة إلى): الفصام

أ. إسلام محمد

كما ترى يا دكتور وعن تجربة منىّ أن الفصام علاجه دفاعى أولا تصعيديا إلى الإبداع والإيمان كركائز دفاع عتيدة تحفز إلى الحياة….ساعتها العملية ممكن تقلب إليك أكثر من شفاء بالنسبة للمريض….لكن النقطة اللى محيرانى ماذا يحدث بعد اللى أحسن من الشفا ده فى القدرات العقلية اللى تدهورت والنسيان وعدم التركيز؟…كأمثلة عن القدرات العقلية اللى أصابها بعد العطب …وأن قريت كلام حضرتك أن الفصام ليس إنخفاض فى الذكاء..

  د. يحيى:         

ما قرأتـَهُ لى هو حقيقة علمية، والفصام لا يؤثر تأثيرا دائما فى أى من القدرات المعرفية، لكن مع استمرار عدم الاستعمال للتواصل الفكرى، والتربيط، والنقد، والاستنتاج، نتيجة للانسحاب والتفكيك بالفصام: يَحدث نوع أشبه “بضمور عدم الاستعمال”: وهو أن الوظيفة التى لا تستعمل بانتظام وبقدر كاف تنقص تدريجيا ولكنها لا تضمحل تماما أو تختفى.

د. إيمان سمير

المقتطف: “كما أن الإبداع هو البديل الأروع لاحتواء التفكيك فى التشكيل ضد مسار الفصام”

التعليق: كثيراً ما يبهرني من ابداع المرضي، خاصة في الرسم و التلوين، و اتحير و اتساءل اذا كان الابداع يعبر بالانسان من التفكك، فلماذا حدث هذا التفكك رغم وجود الابداع؟

  د. يحيى:         

التفكيك خطوة تكاد تكون ضرورية  فى كل إبداع، لكنها عادة لا تظهر على السطح عند أغلب المبدعين إلا فى مرحلة قبيل الإبداع، وإن كان بعضهم يصفها ويعانى منها بشدة، ولا يربطها بالابداع التالى، وقد أعطيتُ لها حقها وشرحتها مرارا فى نشرات “حالات الوجود المتبادلة” نشرات: (نشرة 25-6-2016(  و(نشرة 25-6-2016) و(نشرة 25-6-2016)

وأنا أصف “المرحلة المفترقية”.

ولها علاقة قوية بــ “التعتعة” التى جاءت فى سؤالك فى البداية.

*****

الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى (149)

 اعتذار وإعادة ترتيب

أ. إسلام محمد

تشابك متسلسل دال وخلاق وجميل

  د. يحيى:         

الحمد لله.

عمر صديق:

استاذى العزيز،

بعد التحية والشكر، لاحظت ان شكل الصفحة عاد كالسابق ولم تحتل اليومية كامل الصفحة حيث وجود معلومات و روابط ليست ذات علاقة باليومية على جهة اليسار تجعل المتابعة مشتتة بعض الشيء و اقل فعالية، عذراً وشكراً جزيلاً.

  د. يحيى:         

أنا أوافقك

وقد نبهت على من يقومون بتجديد الموقع أن يصححوا ذلك ويرجعوا إلى ما هو أقرب للشكل القديم.

*****

فى رحاب نجيب محفوظ: قراءة أخرى للأحلام الأولى (2- 52)

 تقاسيم على اللحن الأساسى

أ. هالة

وفجأة انهمر المطر وأنا غير مستعد، فقلت وانا أتجه نحو الاحتماء بمظلة المحطة : أحسن، ربما أسهم فى إطفاء الحريق الذى اشتعل من جديد.

نظرت حولى وجدت اناس يتدثرون بملابسهم ادركت ان الجو شديد البرودة لكنى لم اكترث ، نادتنى امرأة كانت تجلس تحت المظلة ما الذى تبحث عنه ابصرتها وانا ادور بنظرى فى كل افق ، لم استطع الرد احسست اننى فقدت النطق ، فجأة ! لمحت فتاتى من بعيد تمشى مشيتها اخذت اعدو لاهثا ً ورائها والمطر يشتد كلما اسرعت كنت اردد ان لم اجدها حتما لن اجدها ، عندما اقتربت ورايتها ، لم تكن هى ، انهارت قواى وجلست على الارض وعندما هدأت دقات قلبى ركنت الى رصيف عال ٍ ورحت فى غفوة ، رايتها اقبلت علىّ فى صمت وهى تنظر الى طويلا ثم اخيرا قطعت الصمت ونطقت معاتبه “ان لم اكن بداخلك لم تكن تبحث عنّى” تلاشت عن رؤيتى وصوتها يملأنى .

  د. يحيى:         

هذا تماسٌ آخر

لا مانع

ولكن !

*****

من حوارى مع الله، ثم مع مولانا النفرى: عن الموت

رجائى الجميل

الموت

يا عمنا وضعتنى فى مأزق

اولا من أنا كى يهمك رأيي؟؟

ثانيا كل ما يمكن أن نبوح به عن الموت يدخل فى مناطق عدم البوح أصلا.

من ذا الذى يستطيع أن يفصل الموت عن الحياة الا اذا كان فى حضرته أصلا

هو سبحانه الذى يسمح ويأذن بالحضور ويالهول الحضور.

ثم يربت ثم يرضى ونرضي

سمعتك فى اكثر من موقع تتحدث عن الرضا وكانه شرط

رضى الله عنهم فرضوا عنه

الآية هى رضى الله عنهم ورضوا عنه.

الواو هى قمة المعية حين يرضي

لا يخفى عليك الفرق طبعا بين الفاء والواو فى هذا الموقف

نرجع الى مولانا النفري

ليس يخفى عليك ولا على مولانا النفرى ان “” ان اعرض نفسى على لقائه اكبر من حتى ادعائى فهو

يعلم السر وأخفى “”

هو الذى يتغمدنى برحمته حين يطلع على فى كل – اكاد اقول نفس وليس حركة-

ولا القاه الا حين يرضى لى ان القى كل ما بدا كله.

وكل ما يبدو هو ليس منه فى شيء الا ان يكون منه معه به واليه

يلقانى هو حين اضل ليطمئنى انه معى وانى ضللت فافيق. هذا هو اللقاء

اما الموقف التالى فهذا ما لم ارفضه بل وصلنى كفيض ووميض ونذير وبشير

الفيض هو فيض رحمات لا تتأتى الا حين يخرج كل شرك مع الموت الى الوعى الكوني

والوميض هو نور السموات والارض الذى لا يصل كله الا بالموت عيانا لمن كان له قلب او القى السمع

وهو شهيد والنذير هو الذى يبدأ ويصل الى كل من اختلط اى ظن له بعلم ومعرفة من دون الله

واما البشير فيحدث عندما تكشف كل المعارف الفردانية لا يصل اليها الا من كل حقق كل الخلافة بكل اليقين

وهذا لا يتأتى الا فى حضرته.

  د. يحيى:         

أهلا رجائى

وأشكرك وآسف

وأقر معك أن الواو غير الفاء

فلزم التنبية، ولزم الشكر.

*****

حوار مع مولانا النفرى (220)

من موقف “الصفح الجميل”

أ. إسلام محمد

البصيرة و صفاء الإدراك

  د. يحيى:         

كله عليه.

د. رجائى الجميل

اقم في مقامي حين ازيح عن نفسي كل وهم بضلال الديمومة.

كل يوم هو في شأن.

الفرق بين الموت والحياة هو ان عين الحياة سرمدية .

وهذا مقام من رضي عنهم ورضوا عنه.

الحياة تتولد من الموت والموت غير مرادف للعدم

وما اوتيتم من العلم الا قليلا.

اغوار فك شفرة الحياة ابعد من اي ادراك ولكن عين الحياة هو ما قدر لنا ويا ويح من شرب من عين الحياة فلن يظمأ بعدها أبدا حتي بعد الموت.

  د. يحيى:         

عين الحياة مكانها القلب غالبا، وبالتالى هى مفتوحة أبدًا.

*****

كتاب “عندما يتعرى الإنسان”

أ. رحاب عبد الرحمن

لا أجد ما أعبر به من كلمات فقد لمست روحى و احساسى و نفسى كلماتك التى أبحرت بداخل الذات ورسمت شيئا عميقا لروح و كيان إنسان .. جزء قائم بذاته فى فكره و توجهاته و صراعه مع نفسه وتفاعلاته مع الآخرين و مع مجتمعه بما تعكسه كل المتغيرات من حوله .. و النفس البشرية فى صراعها الدائم لتأكيد الذات و الهوية .. ووهنها وضعفها وعجزها وانتصارها .. عجزت كلماتى البسيطة عن التعبير عن فخرى واعتزازى بما تفضلت به . عمل فريد وأسلوب رائع .

  د. يحيى:         

تصور يا ابنى أن هذا هو أول كتاب كتبته سنة 1969 وأنه أكثر كتاب لقى مثل هذا الترحيب ووصف بهذا الوصف من أغلب من قرأوه مع أن علاقتى به هى أنه أقل إبداعاً وأكثر مباشرة مما أحب.

لكن يبدو أن علىّ أن أحترم أكثر فأكثر رأى من يرى فيه كل هذا النفع والجمال.

 شكراً .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *