الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى (128) حيرة فى تقديم أسس الإشراف على العلاج النفسى هل ثمّ دور لفروض الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى؟

الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى (128) حيرة فى تقديم أسس الإشراف على العلاج النفسى هل ثمّ دور لفروض الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى؟

نشرة “الإنسان والتطور”

السبت: 3-12-2016

السنة العاشرة

العدد:  33823-12-2016

الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى (128)

حيرة فى تقديم أسس الإشراف على العلاج النفسى

هل ثمّ دور لفروض الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى؟

مقدمة: هذه النشرة كلها مقدمة

وبعد:

     دعتنى ابنتى الأربعاء الماضى لإلقاء محاضرة لمدة ساعتين ونصف (!) عن “الإشراف على العلاج النفسى”، وقد تعجبت لطول المحاضرة أقل مما تعجبت للفكرة، حيث أنى أرى أن الإشراف على العلاج النفسى لا يصح أن يقدم فى محاضرة، فهو تدريب متواصل متغير يكاد يستحيل أن يصاغ فى كلمات، لكنها أصرت بحجة أن الأصغر فى حاجة إلى التعرف على الخطوط العامة للإشراف ومستوياته ومدته والتزاماته، وأنى أقوم بهذه المهمة منذ خمسين عاما أسبوعيا بانتظام، ولا يصح أن أحبس خبرتى!! فاستجبت لها دون أن تقل حيرتى.

أثناء المحاضرة وجدت أن من الأفضل أن أقدم لهم بإيجاز شديد حاَلتَىْ إشراف أشرفت عليهما فى نفس الصباح فى اليوم السابق مباشرة: الأولى كانت فى صباح الأربعاء فى قسم الأمراض النفسية قصر العينى الساعة السابعة إلا عشر دقائق وهو نفس الموعد الذى أقوم فيه بالإشراف على الأطباء المقيمين منذ  نصف قرن، والثانية كانت فى صباح اليوم السابق الثلاثاء الساعة 7.45 وهو موعد الإشراف فى دار المقطم للصحة النفسية.

وأنا أتحدث عن الحالة الأخيرة عَرُجتُ إلى العلاقة بين ما قدمته المعالجة وبين أهم حق من حقوق الأحياء المعروفة وهو “حق الأمومة”، وتطرق الإشراف إلى أنه كيف أن هذا حق خاص بالأنثى التى أسهمت وتسهم فى حفظ النوع أكثر من الذكر عبر تاريخ الأحياء عامة، ثم تطرق الإشراف إلى التفرقة بين “الحفاظ على النوع” و”الحفاظ على النوعية”.

أما حالة قصر العينى فقد أثارت موضوعا استدعى أن أنبه فى إشرافى إلى ضرورة الحذر من التمادى فى الحماس للعلاج النفسى فى حالة قد يكون الأفضل ألا تخوض هذه التجربة أو ألا تكملها حالا، حتى تستجد انذرات أكلينيلكية (التوقف عن العمل – اضطراب النوم – رفض الناس الممتد ..الخ) محددة تستأهله.

أثناء المحاضرة انتبهت إلى أننى أوصلت للحاضرين معلومتين جديدتين هامتين، فحضرنى تساؤل بعد عودتى يقول: “أليس الأوْلى أن أقدم مثل هذه المعلومات لمتابعى النشرة – إن وجدوا – أوْلى من التنظير الذى استمر كل الشهور الماضية، ومازال يتمادى ويتفرع ويتواصل إلى ما لا أعرف من مدى؟ ألم يئن الأوان أن أعود ولو أحيانا لتوصيل الخبرة ولو على مستوى أقل من التدريب المباشر إلى ما لم تتح له فرصة مثل هذا التدريب؟، هل أعود إلى ذلك ولو  لفترة محدودة قصيرة كما كان الحال فى “باب حالات وأحوال”(1) وباب “التدريب عن بعد”(2)؟.

بصراحة من أهم ما شجعنى للعودة إلى عرض الخبرة مكتوبة هكذا مباشرة بديلا عن التمادى فى التنظير هو الأطروحة الأخيرة التى وصلتنى من المبدع الفاضل الشاعر الشجاع أ.د. صادق السامرائى الذى أوردت منها مقتطفات داعمة، وشديدة الدلالة والعمق فى النشرة السابقة (الأثنين الماضى 29-11-2016)

أبدا اليوم بإعادة نشر المقتطف الذى كان بمثابة دعوة مباشرة لى للعودة لعرض الخبرة المباشرة وهو يقول:

“….ذلك أن العلوم الطبية بأنواعها قد إنطلقت من دراسة الحالات الفردية، وليس من البحوث المعقدة  التى تدور فى عالمنا المعاصر، وتبقى الملاحظة السريرية وتقرير الحالة منطلق للمعرفة والإدراك النفسى والسلوكى الذى يعزز قدراتنا ويؤهلنا للإمساك بجوهر العلل والإضطرابات السلوكية.

حالة الإشراف التى أشرت إليها فى محاضرة قصر العينى الأربعاء الماضى وكانت هى الحالة التى عرضت صباح نفس يوم المحاضرة، وسوف أؤجل عرضها لأن ليس لها علاقة مباشرة بما أريد توصيله عن الاهتمام بمعنى الأعراض من منطلق التطور.

أما حالة  دار المقطم فكانت حالة أكثر ثراء وأعمق دلالة، كما أنها أظهرت بشكل مباشر تقريباً كيف يمكن استلهام فروض ونظريات التطور لفهم ليس فقط المرض النفسى وإنما فى الغوص إلى أبعاد أعمق “لحقوق الأحياء فى الحياة” (وليس فقط حقوق الإنسان) من خلال برامج حفظ النوع ثم حفظ النوعية (بالنسبة للإنسان خاصة) ولأن التقديم كان جيد والتعقيب الإشرافى كان مفصلاً فضلت أن أؤجلها لنشرة الغد، وربما بعد غد، أيضا.

فرصة للشكر والدعاء والاعتذار للدكتور المبدع الفارس السامرائى

أتاح لى ما وصلنى من تشجيع أ.د. صادق السامرائى للعودة إلى عرض الخبرة مباشرة وعرض الحالات، أتاح لى الرجوع إلى مراجعة ما وصلنى من تشجيعه وذكاء إدراكه، فوجدتنى قد احتفظت بأغلب ما استطعت من تعقيباته ونقده وتوجيهه فى ملفات متفرقة فى حاسوبى تحت عنوان “للرد على الأخ أ.د. السامرائى” لكننى لم أرد على كثير منها فى حينها الرد المناسب، خجلت من تقصيرى وقلت انتهزها فرصة وأرد الآن وإذا بى أجد أن ما وصلنى منه لا يحتاج فقط إلى رد وإنما يستوجب الدراسة للتعلم والاستزادة والدفع والتكامل طول الوقت على مدى ما أحاوله طولا وعرضا.

ما شدنى بفرحة على سبيل المثال لا الحصر هو عثورى على أطروحته  بعنوان: “الشيزوفرنيا وفلسفة المجهول” وبما أننى على وشك الدخول إلى محيط هذا المرض: أصل كل الأمراض، فسوف أرجع إليها فى تناولى هذا المرض العضال، وأنا على يقين أن أطروحته هذه وهى التى آنستنى هكذا، سوف تدفعتنى للمضى قدما، وأنا أحاول تقديم كيف تعرفت على الفصام، كما سيأتى متتابعا.

كذلك عثرت على اجتهاده المبدع عن “الوعى” الأمر الذى يحتاج عودة مستقلة أيضا.

شكرا يا أخى وعذرا لتقصيرى الشديد

والفضل لمن جمعنا على خير أ.د. جمال التركى

“وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى”

[1] – كأمثلة:  نشرة 26-9-2007نشرة 26-8-2008نشرة 30-9-2008 –  نشرة 1-4-2009 – –  نشرة 2-6-2009

[2] –  كأمثلة: نشرة 30 -11-2008  –  نشرة 19-10-2008 – نشرة 7-12-2008  – نشرة 22-3-2009 – نشرة 17-11-2009

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *