الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى (126) عودة إلى المقابلة الإكلينيكية: الصياغة النفسمراضية التركيبية، وعلاقتها بالتخطيط العلاجى من منظور الطبنفسى الإيقاعحيوى Structural Psychopathology Biorhythmic Evolutionary Psychiatry (Point of View)

الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى (126) عودة إلى المقابلة الإكلينيكية: الصياغة النفسمراضية التركيبية، وعلاقتها بالتخطيط العلاجى من منظور الطبنفسى الإيقاعحيوى Structural Psychopathology Biorhythmic Evolutionary Psychiatry (Point of View)

نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد: 27-11-2016

السنة العاشرة

العدد:  3376

الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى (126)

عودة إلى المقابلة الإكلينيكية:

الصياغة النفسمراضية التركيبية، وعلاقتها بالتخطيط العلاجى

من منظور الطبنفسى الإيقاعحيوى

Structural Psychopathology

 Biorhythmic Evolutionary Psychiatry (Point of View)

مقدمة:

27-11-2016_1

بالرغم من الزعم بصعوبة صياغة النفسمراضية بصفة عامة، فإن ما قدمتـُه أمس حاولت أن أبلغ من خلاله كيف أنها – عند الممارسة – كانت أقرب إلى الأصغر الذى لم يزدحم مخه بعد بأطنان المعلومات من الكتب ذات الورق المقوى من شرائح الصلب السلطوى، ولا بد من الصبر وأنا أحاول أن أنقل الطريقة والخبرة التى أثبتنا من خلالها، أنا وهؤلاء الأصغر، بمشاركة المرضى – تجريبا لا تنظيرا-  بصفة عامة طوال الممارسة والتدريب وخاصة فى العلاج الجمعى، أنها اقرب، وغالبا أيسر.

  • الكلمات لا تنقل الخبرة، لكن النتائج تثبتها وتدعمها.
  • النتائج – وليس المنطق الفظى الخطـِّى الوصىّ- هى التى تحدد عمق وجدوى هذا المستوى.
  • المحكات التى نقيس بها هذه النتائج تختلف عن مجرد رصد شكل السلوك أو أسماء الأعراض، وبعض  هذه المحكات نذكرها فيما يلى:

حركية ومرونة “المسافة” بين المتقابلين

الصمت الحىّ (بعيدا عن لغة الإشارة والرموز خاصة الكلامية )

تنشيط التعدد التركيبى (عند المريض والطبيب على حد سواء)

o  التغيّر النوعى (مهما كان طفيفا)

المواكبة ومواصلة التشارك، مع تعدد مستوياته –  بالطول والعرض، بمعايير متنوعة طول الوقت تقريبا

o  توجهات الطاقة: (كمّ وحركية وغائية الطاقة الحيوية وغايتها وناتج توظيفها)

o   …وغير ذلك !!!

(أتوقف الآن دون شرح أىٍّ، فالشرح بعيدا عن الممارسة أو عرض الحالات الواقعية، قد يزيد الأمر غموضا، وإن كنت قد سبق لى – دون قصد تنظيرىّ محدد- أن أشرت إلى بعض ذلك فى عرضى لحالات إكلينيكية فى هذه النشرات، (باب حالات وأحوال) ، علما بأنى أعرف تماما الفرق بين عرض الحالة كتابة، وبين مشاهدتها صوتا وصورة (1) وبين معايشة الخبرة الحية رأى العين، لكننى أعد أننى سوف أرجع إلى كثير من هذه الأبجدية مع إعادة عرض حالات لأغراض هذا الشرح، ما أمكن ذلك

رجاء (دون اعتذار):

خطر لى أن أرجو أن تنسوا كل ما اضطررت إليه حتى الآن فى هذه المقدمة، ودعونى أعترف أنه نتيجة لإلحاح هذا الرجاء كدت أحذفها كلها، لكننى فضلت أن أتركها مع هذا الرجاء لحين عودة أرحب.

دعونا ننتقل إلى خطوات عملية قد تعيننا على رسم هذه السيكوباثولوجية التركيبية:

أولا: الهدف :

27-11-2016_2

الهدف هو تشكيل “بورتريه” حى للحالة الراهنة ، بدءا بالمريض – دون إغفال بورتريهات  الطبيب/المعالج، لإمكان البدء بقراءته، والتخطيط من خلاله، لمسيرة التشكيل (النقد) العلاجى .

ثانيا: البداية :

  • تبدأ القراءة من منطلقات فروض النمو والتطور والتركيب الهيراركى النيوروبيولوجى والإيقاعحيوى، كأساس متاح يمكن التعرف من خلاله على “حضور” المريض طولا وعرضا، وليس فقط من خلال رصد أعراض بذاتها بجوار بعضها نستغنى بها عن المريض وتاريخه.
  • من البديهى أنه يستحيل التعرف، ولا حتى استنتاج أو تصور الأمخاخ (المستويات) المتفاعلة “حالا”، مع أن التعرف على بعضها ممكن فى المرضى أكثر مما هو ممكن فى الأصحاء
  • لهذا فقد واصلتُ الممارسة والتدريس والتدريب بالاقتصارعلى أكبر أشهر ثلاث أمخاخ = مستويات وعى = حالات عقل) بالإضافة إلى المخ القائد المحورى(2)الذى هو فى التكوّن باستمرار لكنه قادر على قيادة الفريق فى كل مرحلة حسب طور النضج
  • بدأ انتباهى لهذه المستويات الثلاثة مما وصلنى من أسس المدرسة التحليلية الإتجليزية (مدرسة العلاقة بالموضوع: ميالنى كلاين – فيربيرن- جنترب) مع ان هذه المدرسة هى ضد البيولوجية حتى بيولوجية الغرائز عند فرويد رائد التحليل النفسى الأساسى.
  • كما تبين من كل ما سبق فى هذا الكتاب حتى الآن فقد قامت فروضى ومشاهداتى – كما ورد سابقا مما لا مفر من إعادة الإشارة إليه:  بإحالة هذه المستويات التى كانت تسمى “مواقع ” Positions عند هذه المدرسة إلى مراحل Stages ، ولم أقصرها على فترات نمو الطفل، كما لم أرجعها لتطور علاقة الطفل بأمه أساسا، وإنما جعلتها مراحل قابلة للإعادة باستمرار من خلال الإيقاع الحيوى، كما أرجعت جذورها افتراضا إلى ما يقابلها فى مراحل كبرى للتطور الحيوى، ليكون دور الأم هو شحن هذه المراحل الجاهزة المشحونة بدرجات مختلفة، فتكمل الأم – أو تجهض- ما هى مجهزة له، مما سبق تفصيله حسب جذورها الإثنية، ثم حسب الثقافات الفرعية المختلفة طول الوقت بالطول وبالعرض.
  • وقد سمح لى هذا التطوير الجوهرى أن أقرأ هذه المراحل فى حضور هذه الأمخاخ المتعددة المتتالية (وغيرها) “هنا والآن”، وباستمرار، وخاصة فى حالة المرض باعتبارها حقائق نيوروبيولوجية ماثلة: ضاربا عرض الحائط بـ”لابيولوجية” مدرسة العلاقة بالموضوع، دون إنكار فضلها، وهكذا نستطيع أن نواكب تطور هذه الأمخاخ وتبادلها وصعوباتها وتعثرها واختلال إيقاعاتها حتى المرض، كما يمكننا بالتالى أن  نحاول الإسهام فى محاولات التصحيح، واستعادة المسار النمائى النابض لاستعادة  وظائف وتوجهات الإيقاعحيوى السليم للمخ/الأمخاخ وهى تعيد بناء وتشكيل نفسها باستمرار.

ثالثا: الخطوط العريضة

لن أستطيع أن أحدد الخطوات تفصيلا فى هذه المرحلة، وسوف أكتفى بعرض الخطوط العريضة التى آمل أن تقدم الفكرة إجمالا أولا.

27-11-2016_3

 تمهيد عام :

معظم ما سيرد ذكره يجرى من خلال فن التواصل بالمهارة الإكلينيكية الفنية، أكثر من أسلوب السؤال والجواب، وبتعبير أدق، من خلال حيوية التواصل عبر الوعى البينشخصى.

 وفيما يلى أهم تلك الخطوط:

(1) التعرف على وضع ونشاط مستويات الوعى (=أنواع العقول = تعدد الأمخاخ…الخ) وما آلت إليه من انحراف أو تصادم أدى إلى نشاز الإيقاع ومن ثّمّ: إلى هذا  الخلل بوجه خاص فى هذا المريض بوجه أخص .

(2) الاستهداء إلى ذلك بدءًا من دراسة الوراثة (كما ورد فى فصل الوراثة من منظور هذا الطب “نشرة 16-5-2016” ) التى تشمل الانتباه إلى الفروق الأسرية الآنيـّة (الميمات) ثم الأسرية (الجينات) ثم الثقافة الفرعية إلى الثقافة العامة وقد يمكن أن تمتد إلى اختلافات إثنية.

(3) التعرف حالا على أى الأمخاخ الأقدم قد شذّ أكثرعن التكامل الهارمونى تحت قيادة المخ المحورى التكاملى، وكيف يعرض بديلا بدائيا، أو نكوصيا كأنه الحل المنقذ من الاغتراب العادى الذى يكون عادة قد وصل إلى المريض مشوها حتى استدعى تحطيمه واختراقه، أو الهرب منه بأى وسيلة بما فى ذلك تنشيط مستويات أكثر بدائية وكأنها الأقدر على الحياة، بلا مسئولية واستمرار هذا التوجه حتى الفشل فهو المرض.

(4) ربط ما ظهر من سلوك وأعراض بشكل مباشر أو غير مباشر بكل من  نشاط هذه المستويات الناشزة بالإضافة إلى تعطيلها وتشويهها لنشاط المستويات الأخرى الأكثر قدرة (أو التى كانت أكثر قدرة) وسلامة .

(5) يتم التخطيط العلاجى، ووضع محكات التتبع، والأهداف المتوسطة، والانتقاء الدوائى حسب  ترتيب هيراركيى مقابل، وبأسلوب “الزِّجْزَاج” Zigzag (انظر بعد) ما أمكن ذلك، وكذا ينبغى دقة توقيت استعمال جلسات تنظيم الإيقاع إذا لزم الأمر، (إعادة تشغيل المخ/الأمخاخ) بعد ضمان استعادة المخ المحورى قدرته على قيادة الفريق الأمخاخى لعزف لحن الإيقاعحيوي النمائى من جديد، فى الاتجاه السليم.

……………..

قيل: وكيف يتم ذلك خطوة خطوة

قلت: هذا ما سوف نحاول تقديمه فى النشرة أو النشرات القادمة بأى قدر يمكن أن تحمله الكلمات.

 

[1] – وكثير منها توجد عندى بهذه المواصفات وقد تتاح الفرصة لنشرها

[2] – هذه أول مرة استعمل هذا التعبير المخ المحورى، وأعتقد أنه أنسب من المخ العلاقاتى أو المخ الحديث، كما تذكرت من خلاله ساندور رادو Sundor Rado   (مدرسة: المنظومات (التركيبية) المتعددة) وفروضه عن النفس المحورى Axon Self

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *