الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الأساس فى الطب النفسى عودة إلى المقابلة الإكلينيكية: اعتبارات خاصة لحالات خاصة

الأساس فى الطب النفسى عودة إلى المقابلة الإكلينيكية: اعتبارات خاصة لحالات خاصة

نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد: 20-11-2016

السنة العاشرة

العدد:  3369

الأساس فى الطب النفسى

عودة إلى المقابلة الإكلينيكية:

اعتبارات خاصة لحالات خاصة

مقدمة :

نشرة اليوم وغدا هما أقرب فأقرب إلى المقابلة الإكلينيكية التقليدية المدرجة فى كتاب “الأساس فى الطب النفسى” وعلاقتها أقل نسبيا بالطبنفسى الإيقاعحيوى، ولكنى شعرت بضرورة ذلك لاستكمال المقابلة الإكلينيكية بما ينبغى، وأرى هذه العودة إلى ما هو “عادى” ضرورية لإثبات الأقدام على الأرض خوفا من التوْه فى التاريخ (التطور) أو فراغ الدوران الآمِلِ (مع الإيقاعحيوى) على حساب الواقع البسيط الضرورى!.

بعض‏ ‏الاعتبارات‏ ‏الخاصة فى ‏مقابلات‏ ‏لها‏ ‏طابع‏ ‏خاص‏ ‏

‏ ‏فيما‏ ‏يلى ‏نعرض‏ ‏لبعض‏ ‏المواقف‏ ‏الخاصة‏ ‏التى ‏تحتاج‏ ‏لاقتراب‏ ‏خاص‏، ‏ومهارة‏ ‏نوعية‏ فى المقابلة الإكلينيكية ‏للحصول‏ ‏على ‏المعلومات‏ ‏ و‏تقييم‏ ‏الحالة‏:

‏أولاً :  ‏فحص‏ ‏المريض‏ ‏فى ‏حالة‏ “خرس‏”:

قد‏ ‏يأتى ‏المريض‏ ‏وهو‏ ‏لا‏ ‏ينطق‏ ‏بحرف‏ ‏واحد‏، ‏سواء‏ ‏كان‏ ‏ذلك‏ ‏لعاهة‏ ‏قديمة‏، ‏أوكجزء‏ ‏من‏ ‏المرض‏ ‏النفسى، ‏وفى ‏حالة‏ ‏الإعاقة‏ ‏العضوية‏ ‏السمعية‏ ‏لا‏ ‏يكون‏ ‏الأمر‏ ‏بنفس‏ ‏الصعوبة‏ ‏إذ‏ ‏يمكن‏ ‏التفاهم‏ ‏معه‏ ‏بالإشارة‏، ‏وبتعبيرات‏ ‏الوجه‏، ‏وبقراءة‏ ‏الشفاه‏.. ‏إلخ‏، ‏أما‏ ‏فى ‏حالة‏ ‏الخرس‏ ‏كعرض‏ ‏من‏ ‏الصورة‏ ‏الإكلينيكية‏ النفسية ‏فيمكن‏ ‏اتباع‏ ‏ما‏ ‏يلي‏:‏

(1) ‏أحصل‏ ‏على ‏القدر‏ ‏المناسب‏ ‏من‏ ‏المعلومات‏ ‏من‏ ‏الأهل‏ ‏ولكن‏ ‏لا‏ ‏تكتــفى ‏بذلك، وانتبه إلى وجود المريض معهم فهو مشارك فى الحوار برغم خرسه.‏

(2‏) ‏لا‏ ‏تنس‏ ‏أن‏ ‏الخرس‏ ‏قد‏ ‏يكون‏ ‏نتيجة‏ ‏مرض‏ ‏عضوى ‏مثل‏ ‏الحبسة (1).

(3‏) ‏حاول‏ ‏أن‏ ‏تحدد‏ ‏نوع‏ ‏الخرس‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏الافتراض‏ ‏المبدئى ‏لنوع‏ ‏المرض‏، ‏فالخرس‏ ‏نتيجة‏ ‏لتحول‏ ‏هستيرى(2)، ‏ليس‏ ‏مكافئا‏ ‏للخرس‏ ‏كجزء‏ ‏من‏ ‏السُّبات‏ ‏الاكتئابى(3)‏أو للخُلفْ‏ ‏عند‏ ‏الفصامى ‏أو‏ ‏الكاتاتونى(4) عامة.

ثم‏ ‏حدد‏ ‏معاملتك‏ ‏لكل‏ ‏حالة‏ ‏فى ‏إطار‏ ‏معرفتك‏ ‏عن‏ ‏طبيعة‏ و‏معنى وهدف ‏الخرس‏ ‏ووظيفته‏ ‏فى ‏كل‏ ‏حالة، من الفروض المتاحة، ولا بد أن يختلف موقف الفاحص حسب الفرض، فالتجاهل فى حالة الهستيرى، غير الاهتمام المثابِر فى حالة الكاتاتونى غير الاحترام الصبور فى حالة الاكتئابى.

وتذكر‏ ‏أنه‏ ‏فى ‏الأطفال‏ (‏ونادرا‏ ‏فى ‏الكبار‏) ‏يكون‏ ‏الخرس‏ ‏الانتقائى(5)موقفيا‏ ‏فقط‏، ‏وبالتالى ‏عليك‏ ‏أن‏ ‏تنتقى ‏الموقف‏ ‏المناسب‏ ‏لإمكان‏ ‏الحوار‏ ‏للفحص‏ ‏ثم‏ ‏للعلاج،

أما ‏ ‏إذا‏ ‏كان‏ ‏الخرس‏ ‏جزءا‏ ‏من‏ ‏سبات‏ ‏كامل‏ ‏فانتقل‏ ‏للفقرة‏ ‏التالية‏:‏

ثانياً: ‏فحص‏ ‏المريض‏ ‏فى ‏حالة‏ “‏سبات‏” Stupor (= المريض‏ ‏صعب‏ ‏المنال‏) Inaccessible Patient

1- ‏لا‏ ‏بد‏ ‏أن‏ ‏تحدد‏ ‏ابتداء‏ ‏حالة‏ ‏الوعى، ‏وبعد‏ ‏التأكد‏ ‏من‏ ‏أن‏ ‏الوعى ‏ليس‏ ‏دالا‏ ‏على ‏أن‏ ‏الحالة‏ ‏هى ‏حالة نتيجة مضاعفات عضوية، أى أنها‏ حالة ‏هذيان(6)‏ ‏حاد ‏أو‏ ‏تحت‏ ‏الحادْ(7) ‏يمكن‏ ‏التعامل‏ ‏مع‏ ‏الحالة‏ ‏على ‏أنها‏ ‏حالة‏ ‏سبات‏، ‏أما‏ ‏إذا‏ ‏كان‏ ‏السبات‏ (‏أو‏ ‏ما‏ ‏يشبه‏ ‏الغيبوبة‏) ‏بسبب‏ ‏حالة‏ ‏هذيان‏ ‏فانتقل‏ ‏إلى ‏فقرة‏: ‏ ‏فحص‏ ‏حالة‏ ‏الهذيان‏.

2‏- ‏تذكر‏ ‏أن‏ ‏بعض‏ ‏المرضى ‏فى ‏سبات قد‏ ‏يصابون‏ ‏يهياج‏ ‏خطير‏ ‏مفاجئ‏، ‏فلا‏ ‏بد‏ ‏من‏ ‏أن‏ ‏تضع‏ ‏هذا‏ ‏الاحتمال‏ ‏فى ‏الحسبان‏ ‏طول‏ ‏الوقت.

3‏- ‏لاحظ‏ ‏إن‏ ‏كانت‏ ‏العينان‏ ‏مقفولتين‏ ‏أم‏ ‏مفتوحتين‏، ‏فإذا‏ ‏كانتا‏ ‏مقفولتين‏، ‏لاحظ‏ ‏إن‏ ‏كانتا‏ ‏تـَطـْرِفان‏ (‏ترمشان‏) ‏أم‏ ‏لا،‏ ‏ثم‏ ‏حاول‏ ‏فتحهما‏ ‏وانظر‏ ‏هل‏ ‏هنا20-11-2016_1ك‏ ‏مقاومة‏ ‏لفتحهما‏، ‏فإذا‏ ‏كانتـا‏ ‏مفتوحتين‏ ‏فمرر‏ ‏شيئا‏ ‏أمام‏ ‏العين‏ ‏وانظر‏ ‏هل‏ ‏تتبع‏ ‏العين‏ ‏حركة‏ ‏الشيء‏ ‏أم‏ ‏أنها‏ ‏ثابتة‏ ‏تماما‏ ‏طول‏ ‏الوقت (‏وفى ‏كل‏ ‏استجابة‏ ‏سوف‏ ‏تستنتج‏، ‏مع‏ ‏سائرالأعراض‏، ‏الاحتمال‏ ‏الأرجح‏ ‏للصورة‏ ‏الإكلينيكية‏ ‏والتشخيص‏).‏

4‏- ‏إفحص‏ ‏التوتر‏ ‏العضلى ‏للتعرف‏ ‏عما‏ ‏إذا‏ ‏كان‏ ‏هناك‏ ‏أى ‏يبوسة‏، ‏ثـُم‏ عن ‏إذا‏ ما ‏كانت‏ ‏هذه‏ ‏اليبوسية‏ ‏تتصف‏ ‏بالخُلفْ(8) ‏أم‏ ‏لا‏، أى أنها يبوسة تزيد مع زيادة ضغط المحاولة أو أنها بنفس الدرجة طول الوقت.

5‏- ‏دقق‏ ‏فى ‏تعبيرات‏ ‏الوجه‏، ‏وبعض‏ ‏الإشارات‏ ‏العضلية‏ ‏إن‏ ‏وجدت‏، ‏وقد‏ ‏تستطيع‏ ‏أن‏ ‏تستنتج‏ ‏بعض‏ ‏الأعراض‏ ‏مثل‏ ‏احتمال‏ ‏وجود‏ ‏هلاوس‏، ‏أو‏ ‏إشارات‏ ‏يأس‏، ‏أو‏ ‏استغراق‏ ‏فى ‏عالم‏ ‏خيالى.. ‏إلخ.

6‏- ‏ثمة‏ ‏أعرا‏ض‏ ‏يمكن‏ ‏رصدها‏ ‏والمريض‏ ‏فى ‏سبات‏ ‏مثل‏ ‏التصلب‏ ‏الشمعى(9). (أنظر نشرة: 27-3-2016)

7- ‏ابحث عن أى‏‏ ‏تاريخ‏ ‏نوبة‏ ‏مماثلة‏ ‏حدثت‏ ‏من‏ ‏قبل فقد تجد فى ذلك‏ ما ‏قد‏ ‏يساعدك‏ ‏فى ‏التعرف‏ ‏على ‏طبيعة‏ ‏ ‏ ‏النوبة‏ الحالية، ‏ولكن‏ ‏لا‏ ‏تسارع‏ ‏فى ‏الحسم أو الإصرار على ضرورة‏ ‏التشابه‏ ‏الكامل.

8-  ‏تذكر‏ ‏أن‏ ‏المريض‏ ‏حتى ‏وهو‏ ‏فى ‏سبات‏ ‏عميق‏، ‏قد‏ ‏يكون‏ ‏فى ‏حالة‏ ‏انتباه‏ ‏سلبى ‏شديد‏ ‏الحدة‏، ‏وبالتالى ‏كن‏ ‏حذرا‏ ‏فى ‏الحديث‏ ‏عن‏ ‏المريض‏ ‏بما‏ ‏يزعج‏ ‏أو‏ ‏ييئِس‏ ‏أو‏ ‏يجْرح‏، ‏وتصرف‏ ‏وكأنه‏ ‏أحد‏ ‏الحضوراليقظين‏ ‏المشاركين‏ ‏فى ‏الحوار.

9- ‏عاود‏ ‏الفحص‏ ‏مرارا‏ ‏وأكمله‏ ‏قطعة‏ ‏قطعة‏ ‏ما‏ ‏أمكن‏ ‏ذلك‏.‏

‏ ثالثاً:  ‏فحص‏ ‏المريض‏ ‏فى ‏حالة‏ “‏هياج‏”‏

1]  ‏لا‏ ‏تشغـلك‏ ‏محاولة‏ ‏ضبط‏ ‏الهياج‏ ‏بالحقن‏ ‏الكيميائى ‏أو‏ ‏بالتدخل‏ ‏المواجهى ‏المباشر‏ ‏عن‏ ‏أن‏ ‏تلاحظ‏ ‏المريض‏ ‏بدقة‏ ‏وإمعان.

2]‏  ‏يمكن‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏الملاحظة‏ ‏الد‏‏قيقة‏ ‏التعرف‏ – ‏بصفة‏ ‏مبدئية‏ – ‏على ‏نوع‏ ‏الهياج‏ ‏على ‏وجه التقريب‏ كالتالى:‏

  • الهياج‏ ‏الغامض‏ ‏المصاحب‏ ‏بغيامة‏ ‏فى ‏الوعى ‏قد‏ ‏يشير‏ ‏إلى‏ ‏هياج‏ ‏عضوى (‏هذيان‏ ‏حاد‏ ‏أو‏ ‏تحت‏ ‏الحاد‏).‏
  • الهياج‏ ‏المتوجس‏ (‏المتلفـِّت‏) ‏قد‏ ‏يشير‏ ‏إلى ‏حالة‏ ‏بارنوية‏.
  • الهياج‏ ‏المندفع‏ ‏الأعمى ‏قد‏ ‏يشير‏ ‏إلى ‏هياج‏ ‏صرْعى.
  • الهياج‏ ‏النشِط‏ ‏الثرثار‏، ‏الغضبان‏، ‏أو‏ ‏المُسْـتـَثار‏، ‏أو‏ ‏المتعدى، ‏أو‏ شديد ‏المرح‏، ‏قد‏ ‏يشير‏ ‏إلى ‏هياج‏ ‏هوسى.

3] ‏لاحظ‏ ‏أن‏ ‏الفترة‏ ‏السابقة‏ ‏على ‏الهياج‏ ‏مباشرة‏ ‏قد‏ ‏تعطى ‏معلومات‏ ‏شديدة‏ ‏الدلالة‏ ‏تساعد‏ ‏فى ‏تشخيص‏ ‏نوع‏ ‏الهياج‏، ‏فاسأل‏ ‏عنها‏ ‏وأحسن‏ ‏الإنصات‏ ‏لمحتواها.

4] ‏إنتبه‏ ‏لعدم‏ ‏استثارة‏ ‏الهياج‏ ‏المعانـِدْ‏ (‏كنوع‏ ‏من‏ ‏الخــلف‏) ‏

5] ‏أعد‏ ‏الفحص‏ ‏بعد‏ ‏الهدوء‏ ‏النسبى ‏ولا‏ ‏تعتمد‏ ‏على (‏ولا‏ ‏تهمل‏) ‏الافتراضات‏ ‏المبدئية‏ ‏أثناء‏ ‏الفحص

رابعاً:  فحص‏ ‏المريض‏ ‏فى ‏حالة‏ “مرض‏ ‏عقلى ‏ذى ‏سبب‏ ‏عضوى ‏محتمل‏”

يضاف‏ ‏إلى ‏الفحص‏ ‏العام‏ ‏بعض‏ ‏الاختبارات‏ ‏الإكلينيكية‏ ‏التالية:

1-  ‏الإختبارات‏ ‏المكانية‏ ‏البصرية‏، ‏والاختبارات‏ ‏البنائية

  • أطلب‏ ‏من‏ ‏المريض‏ ‏أن‏ ‏يغلق‏ ‏عينيه‏ ‏بعد‏ ‏النظر‏ ‏حوله‏ ‏فى ‏الحجرة‏ ‏ثم‏ ‏أن‏ ‏يعدد‏ ‏ويشير‏ ‏إلى ‏مكان‏ ‏الموجودات‏ ‏بالإسم.
  • إعرض‏ ‏على ‏المريض‏ – ‏وخاصة‏ ‏إن‏ ‏كان‏ ‏يقرأ‏ ‏ويكتب‏- ‏أشكالا‏ ‏مرسمومة‏ ‏ثم‏ ‏إبعدها‏ ‏واطلب‏ ‏منه‏ ‏أن‏ ‏يعيد‏ ‏رسمها‏ (‏أقرب إلى‏ ‏اختبار‏ ‏بندر‏ ‏جشتالت‏)‏.

2-  ‏اختبارات‏ ‏المهارة‏ ‏اليدوية‏ ‏والمهارة‏ ‏الإصبعية‏:‏

أطلب‏ ‏من‏ ‏المريض‏ ‏أن‏ ‏يطرقع‏ ‏أصابعه‏ ‏أو‏ ‏أن‏ ‏يلضم‏ ‏عقدا‏ ‏أو‏ ‏أن‏ ‏يرتب‏ ‏أعواد‏ ‏الكبريت‏ ‏بطريقة‏ ‏معينة‏.‏ (‏وسوف‏ ‏تظهر‏ ‏هذه‏ ‏الاختبارات‏ ‏أى ‏احتمال‏ ‏لـ‏ “‏اللاأدائية‏” Apraxia ‏أو‏ ‏عسر‏ ‏الأدائية‏).‏

3-العـَمَهْ‏: يمكن‏ ‏أن‏ ‏يكتشف الفاحص‏ (‏بعد‏ ‏التأكد‏ ‏من‏ ‏سلامة‏ ‏أعضاء‏ ‏ومسار‏ ‏الإحساس‏) نوعاً من العـَمَهْ Agnosia ‏من‏ ‏فحص‏ ‏المنطقة‏ ‏أو‏ ‏الوظيفة‏ ‏التى ‏لا‏ ‏يستطيع‏ ‏المريض‏ ‏فيـها‏ ‏أن‏ ‏يدرك‏ ‏أو‏ ‏يتعرف‏ ‏على ‏المثير‏، ‏ومن‏ ‏ذلك‏: ‏

  • عمه‏ ‏التجسيم‏: ‏هو‏ ‏فشل‏ ‏التعرف‏ ‏على ‏الأشياء‏ ( ‏ذات‏ ‏الأبعاد‏ ‏الثلاثة‏) ‏التى ‏نضعها‏ ‏فى ‏يد‏ ‏المريض‏ ‏وهو‏ ‏مغمض‏ ‏العينين.
  • عمه‏ ‏التوضيع‏: ‏هو‏ ‏فشل‏ ‏المريض‏ ‏أن‏ ‏يحدد‏ ‏موضع‏ ‏الشيء‏ ‏الموضوع‏ ‏على ‏جلده.
  • عمـه‏ ‏الكتابة‏: ‏هو‏ ‏فشل‏ ‏المريض‏ (‏غير‏ ‏الأمى) ‏أن‏ ‏يتعرف‏ ‏على ‏ما‏ ‏يكتبه‏ ‏الفاحص‏ ‏على ‏جلده‏ ‏من‏ ‏حروف‏ ‏أو‏ ‏كلمات‏. ‏

كذلك‏ ‏ينبغى ‏أن‏ ‏نختبر‏ ‏القدرة‏ ‏على ‏التعرف‏ ‏على ‏اليمين‏ ‏من‏ ‏اليسار‏ ‏وهذا من أبسط الاختبارات ‏

4- ‏إن‏ ‏فحص‏ ‏اللغة‏ ‏من‏ ‏حيث‏ ‏صعوبة‏ ‏النطق‏ (‏الرته‏) ‏أو‏ ‏التهتهة‏ ‏أو‏ ‏العـقلة‏، ‏وعجز‏ ‏التكوين‏ (‏الحبسة‏) ‏وكذلك‏ ‏فحص‏ ‏القدرة‏ ‏الحسابية‏،( ‏صعوبة‏ ‏الحساب‏) Dyscalculia ‏يعتبر‏ ‏ذلك‏ ‏جميعه‏ ‏من‏ ‏أهم‏ ‏ما‏ ‏يحدد‏ ‏المرض‏ ‏العضوى، ‏من‏ ‏حيث‏ ‏طبيعته‏ ‏وموضعه.

‏ خامساً:  ‏فحص‏ ‏الأطفال

‏ ‏فحص‏ ‏الأطفال يختلف‏ ‏حسب‏ ‏السن‏، ‏والمعروض هنا يخص أساسا من‏ ‏هو‏ ‏فى ‏السن‏ ‏بين‏ ‏الثالثة‏ ‏والسابعة(10) ‏مع تذكر‏‏ ‏أن‏ ‏الأطفال‏ ‏الأصعب‏ ‏تناولا‏ ‏مثل‏ ‏حالات‏ ‏الذاتوية‏ ‏الطفلية Autism‏، ‏وحالات‏ ‏التخلف‏ ‏العقلى ‏الجسيم‏، ‏وذهان‏ ‏الطفولة‏، ‏يحتاجون ‏إلى ‏اعتبارات‏‏ ‏ومهارة‏ ‏خاصة‏.‏

‏(1) ‏لا‏‏بد‏ ‏من‏ ‏مراعاة‏ ‏وجود‏ ‏الطفل‏ ‏طول‏ ‏الوقت‏، ‏بمعنى ‏أن‏ ‏نفترض‏ ‏أن‏ ‏أى ‏كلمة‏ ‏أو‏ ‏تعليق‏ ‏مهما‏ ‏بلغت‏ ‏صعوبته‏ ‏أو‏ ‏غرابته‏ ‏سيصل‏ ‏للطفل‏، ‏وأن‏ ‏الطفل‏ ‏فى ‏أى ‏سن‏ ‏سوف‏ ‏يلتقط‏ ‏شيئا‏ ‏ما‏‏: مما ‏يجرى ‏حوله‏، ‏إن‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏بنص‏ ‏الألفاظ‏ ‏فهو‏ ‏بما‏ ‏وراء‏ ‏الألفاظ‏، ‏والطفل‏ ‏يلتقط‏ ‏بوجه‏ ‏خاص‏ ‏الشعور‏ ‏بالرفض‏،‏ ‏والإهمال‏ ‏والسخرية‏، ‏والاستهانة‏ ‏حتى ‏لو‏ ‏لم‏ ‏يبد‏ ‏عليه‏ ‏أنه‏ ‏التقط‏ ‏أيا‏ ‏من‏ ‏ذلك‏. ‏

(‏2) ‏كلما‏ ‏كان‏ ‏سن‏ ‏الطفل‏ ‏يسمح‏ (‏حتى ‏بدءآ‏ ‏من‏ ‏سنتين‏) ‏فلتبدأ‏ ‏الحديث‏ ‏معه‏ (‏وليس‏ ‏ابتداء‏ ‏مع‏ ‏الأم‏ ‏مثلا‏، ‏ثم‏ ‏تنتقل‏ ‏إلى ‏الأم‏).

(‏3) ‏عـَرِّف‏ ‏الطفل‏ ‏بنفسك‏، و‏بطبيعة‏ ‏تخصصك‏ ‏مباشرة‏، ‏إفعل‏ ‏ذلك‏ ‏دون‏ ‏تفصيل‏ ‏أو‏ ‏تردد‏، ‏ولا‏ ‏تكتفى ‏بذكر‏ ‏أنك‏ “‏طبيب‏ ‏نفسى”.‏

20-11-2016_2

(‏4) ‏لا‏ ‏تدع‏ ‏الوالدين‏ ‏يتكلمان‏ نيابة عن الطفل ‏بضمير‏ ‏الغائب‏ خاصة وهو حاضر، وكأنه غير مسموح ‏ ‏له‏ ‏بالمشاركة‏ أصلا، ‏ويمكن‏ ‏دعوته‏ ‏للمشاركة‏ ‏فى أى وقت‏. ‏

(‏5) ‏بعض‏ ‏الوالدين‏ ‏يكذبون‏ ‏على ‏الطفل‏ ‏زاعمين‏ ‏أنهم‏ ‏فى ‏زيارة‏ ‏لبعض‏ ‏الأصدقاء‏، ‏ويستحسن‏ ‏أن‏ ‏يصحح‏ ‏هذا‏ ‏مبكرا‏ ‏جدا‏، ‏ومباشرة‏ ‏دون‏ ‏شجب‏ ‏ما‏ ‏فعل‏ ‏الوالدان‏ ‏علانية‏، ‏ولكن‏ ‏مع‏ ‏شيء‏ ‏من‏ ‏الإيضاح‏ ‏لمبرراته.

(‏6) ‏لا‏ ‏تجعل‏ ‏المكتب‏ ‏حاجزا‏ ‏بينك‏ ‏وبين‏ ‏الطفل‏ ‏طول‏ ‏وقت‏ ‏المقابلة‏، ‏دعه‏ ‏يجلس فى مواجهتك دون حائل أو‏ ‏بجوارك‏ ‏إذا‏ ‏سمح‏ ‏الأمر‏ ‏فى ‏الوقت‏ ‏المناسب‏.‏

‏(7)  ‏إذا‏ ‏أمكن‏: ‏يستحسن‏ ‏عمل‏ ‏جزء‏ ‏من‏ ‏المقابلة‏ ‏فى ‏حجرة‏ ‏اللعب خاصة‏ ‏للأطفال‏ ‏الأصغر‏.‏

‏(8)  ‏لا‏ ‏تحرص‏ ‏على ‏أن‏ ‏تحصل‏ ‏على ‏كل‏ ‏المعلومات‏ ‏فى مقابلة واحدة، خاصة ‏ا‏‏لمقابلة‏ ‏الأولى.‏

‏(9)  ‏ناد‏ ‏الطفل‏ ‏باسمه‏ ‏مباشرة‏ ‏أو‏ ‏باسم‏ الشهرة أو اسم ‏التدليل‏ ‏الشائع‏ ‏إن‏ ‏عرفت أيهما‏.‏

‏(10)  ‏فى ‏معظم‏ ‏الأحوال‏ – ‏لا‏ ‏تُخْرج‏ ‏الطفل‏ ‏لتختلى ‏بالوالدين‏ ‏فى ‏نفس‏ ‏المقابلة‏، ‏ويمكن تأجيل‏ ‏ذلك‏ ‏لمقابلة‏ ‏مستقلة إذا لزم ذلك. ‏

‏(10) يمكن‏ ‏الحصول‏ ‏على ‏تفاصيل‏ ‏التاريخ‏ ‏الأسرى ‏وغير‏ ‏ذلك‏ ‏من‏ ‏الوالدين‏ ‏فى ‏مقابلة‏ ‏مستقلة‏ ‏فى ‏غير‏ ‏وجود‏ ‏الطفل‏.‏

‏(12)  ‏لا‏ ‏تسارع‏ ‏بعمل‏ ‏اختبارات‏ ‏نفسية‏ ‏هكذا‏ ‏خبط‏ ‏لصق‏، إذْ ‏لابد‏ ‏من‏ ‏إرساء‏ ‏علاقة‏ ‏أولا‏. ‏

‏(13)  ‏لا‏ ‏تعتمد‏ ‏على ‏رأى ‏الأهل‏ ‏فى ‏ذكاء‏ ‏الطفل‏، ‏فمعظم‏ ‏الأهل‏ – ‏فى ‏مصر‏ ‏والبلاد‏ ‏العربية‏- ‏يرون‏ ‏أطفالهم‏ ‏أذكى ‏الأطفال وأفضل الأطفال‏ ‏مهما‏ ‏تعثروا‏ ‏أو‏ ‏تأخروا‏، ‏وفى ‏المجتمع‏ ‏العربى ‏يعتبر‏ ‏المتخلف‏ ‏أحيانا‏ ‏ذا‏ ‏مواهب‏ ‏خاصة ‏تصل‏ ‏إلى ‏درجة‏ ‏التبرك‏ ‏به‏، ‏وبالتالى ‏يعطون‏ ‏معنى ‏لكل‏ ‏ما‏ ‏يخرج‏ ‏عنه‏، ‏وأيضا‏ ‏بعض‏ ‏الأمهات‏ ‏يفرقن‏ ‏بين‏ ‏الذكاء‏ ‏والذاكرة‏، ‏وكثيرا‏ ‏ما‏ ‏تقول‏ ‏أم‏ ‏منهن‏ ‏عن‏ ‏طفلها‏ ‏أنه‏ “من‏ ‏ناحية‏ ‏ذكى ‏ذكى ‏بس‏ ‏هيـه‏ ‏الذاكرة”، ومعظم الأمهات – المصريات على الأقل – يعتبرن أطفالهم متميزين جدا جدا تحت كل الظروف (11)

‏(14)  ‏يظل‏ ‏الفحص‏ ‏الجسدى ‏شديد‏ ‏الأهمية‏ ‏للطفل‏ ‏مثـلما‏ ‏هو‏ ‏للبالغ‏، ‏ولكن‏ ‏ينبغى ‏أن‏ ‏نتذكر‏ ‏صورة‏ ‏الطبيب‏ ‏عند‏ ‏بعض‏ ‏الأسر‏ ‏المصرية‏ ‏والعربية‏، ‏حيث‏ ‏أحيانا‏ ‏ما‏ ‏تستعمل‏ ‏الأمهات‏ ‏التهديد‏ ‏بالذهاب‏ ‏إلى الطبيب‏، ‏وإعطاء‏ ‏الحقن‏ ‏كنوع‏ ‏من‏ ‏العقاب‏، ‏وبالتالى ‏فإن‏ ‏الفحص‏ ‏الجسدى ‏قد‏ ‏يحمل‏ ‏هذه‏ ‏الصورة‏، ‏وعلى ‏الطبيب‏ ‏أن‏ ‏يستعد‏ ‏لنفيها‏ ‏بشكل‏ ‏أو‏ ‏بآخر‏.‏

‏(15)  ‏تذكر‏ ‏أنه‏ ‏كثيرا‏ ‏ما‏ ‏يكون‏ ‏الطفل‏ ‏سليما‏ تماما ‏وأن‏ ‏المشكلة‏ ‏فى معلومات ‏الأم أو قلقها، أو غير ذلك‏، ‏أو‏ ربما ‏فى ‏الأسرة‏ ‏كلها، وقد تحتاج‏ ‏الأم‏ ‏إلى ‏تشخيص ‏مستقل‏ ‏أو ربما يشمل التشخيص يشمل‏ ‏الأسرة‏ ‏كلها‏. ‏

‏(16)  ‏عند‏ ‏كتابة‏ ‏تقرير‏ ‏عن‏ ‏الطفل‏، ‏للمدرسة‏ ‏مثلا‏، ‏ينبغى ‏أن‏ ‏يكتب‏ ‏بالتفصيل‏، ‏وبلغة‏ ‏سهلة‏، ‏وليخدم‏ ‏الهدف‏ ‏المحدد‏ ‏المطلوب‏ ‏له‏ ‏التقرير‏.

‏ سادساً:  ‏فحص‏ ‏المسنين:‏

20-11-2016_3

لا‏ ‏تفترق‏ ‏المقابلة‏ ‏كثيرا‏ ‏فى ‏فحص‏ ‏المسنين‏ ‏عنها‏ ‏فى ‏فحص‏ ‏المرضى ‏عموما، إلا فى حالة وجود اضطرابات معرفية جسيمة، أو نزوية مزعجة ، مما يثير صعوبات خاصة ويحتاج لصبر ووقت أكبر، مع الاحتفاظ بالاحترام الواجب طول المقابلة‏.‏

وينبغى ‏أن‏ ‏نتذكر‏ ‏أن‏ ‏لكبار‏ ‏السن‏ ‏فى ‏مجتمعنا‏ ‏وضع‏ ‏خاص‏،  وأن الاحترام الذى تعودوا عليه فى الماضى أخذ فى التراجع مؤخرا قليلا أو كثيرا، ولا بد من مراعاة ذلك، ‏مهما‏ ‏بلغت‏ ‏درجة‏ ‏تدهور‏ ‏قدرات المسن‏ ‏أو‏ ضعفت‏ ‏ذاكرته، ويستحسن مناداته بيا “عمِّى” مثلا أو ما يعادل ذلك، أو قد أطلب منه البركة والدعاء لى، وكل هذا كثيرا ما يذيب الثلج مع كثير منهم‏. ‏

ولما‏ ‏كان‏ ‏دور‏ ‏الطبيب‏ ‏النفسى ‏فى ‏مجتمعنا‏ ‏هو‏ ‏دور‏ ‏والدى ‏بشكل‏ ‏أو‏ ‏بآخر‏، ‏فيجدر‏ ‏أن‏ ‏نشير‏ ‏إلى ‏أن‏ ‏هذا‏ ‏الدور‏ ‏يظل‏ ‏قائما‏ ‏حتى ‏مع‏ ‏المسنين‏، ‏أى ‏أن‏ ‏الطبيب‏ ‏والد‏ ‏حتى ‏لو‏ ‏كان‏ ‏المريض‏ ‏أكبر‏ ‏منه‏ ‏سنا‏ ‏بكثير‏.‏

وفى ‏حالة‏ ‏التدهور‏ ‏المعرفى ‏الجسيم‏، ‏أو‏ ‏فقد‏ ‏الذاكرة‏ ‏البالغ‏، ‏فإن‏ ‏الأمر‏ ‏قد‏ ‏يحتاج‏ ‏إلى ‏أن‏ ‏نتبع‏ ‏كثيرا‏ ‏من‏ ‏الخطوات‏ ‏التى ‏ذكرت‏ ‏فى ‏فقرة‏ ‏فحص‏ ‏المريض‏ ‏صعب‏ ‏المنال‏، ‏وكذلك‏ ‏فحص‏ ‏المريض‏ ‏ذى ‏المرض‏ ‏ذى ‏السبب‏ ‏العضوى ( ‏فقرتى، ثانياً ، رابعاً).

………

……..

وغدًا نكمل هذه التعلميات – العادية المهمة – التى أواصل تقديمها بصعوبة حتى انتقل إلى ما أريد توصيله من جديد عن قضيتى الأساسية وأمركم لله!!.

[1] – Aphasia

[2] – Conversion hysteria

[3] – Depressive Stuper

[4] – Catatonia

[5] – Elective Mutism

[6] – Delirim

[7] – Acute or Sub-acute Delirious state

[8] – Negatirsm

[9] – Flexibilities Cerea

[10] – (‏على ‏أنها‏ ‏يمكن‏ ‏تطبيقها‏ ‏بشيء‏ ‏من‏ ‏التحوير‏ ‏فى ‏أعمار‏ ‏أخرى)

[11] – من كثرة تكرار هذا المديح الانتقائى الطيب عند الأمهات المصريات حضرنى ذلك شعرا ساخرا كالتالى:

(1) طفلى ‏طفلى

طفلى: ليس‏ ‏كمثل‏ ‏الأطفال

طفلى ‏الخاص

مِلْكى ‏الخاص

الضَحكة‏ ‏غير‏ ‏الضحكة

واللفتةُ‏ ‏والبسمة‏ ‏والغماّزة

(2) طفلى ‏طفلي

طفلى ‏ ‏مثل عيال‏ ‏الناس‏.‏

أكذب:‏ خشية حسد الناس

إذْ لو‏ ‏أنى ‏قلت‏ ‏حقيقة‏ ‏نفسي

أو‏ ‏قالت‏ ‏مثلى ‏من‏ ‏هُنَّ‏ ‏كمثلي

تشتعل‏ ‏الحرب‏ ‏بغير ِ ‏أوان

بين‏ ‏الناس‏ ‏الأطفال

فالأطفال‏ ‏الناس

أطفال الناس

أفضل‏ ‏دوْماً‏ ‏

من‏ ‏كل‏ ‏الناس

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *