الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الطبنفسى الإيقاعحيوى (120) Biorhythmic Psychiatry الفصام من منظور الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى (5) الفصام والعزل المبرمج أثناء المراهقة فرض فاينبرج: (1982) تقديم وترجمة: د. محمد يحيى الرخاوى

الطبنفسى الإيقاعحيوى (120) Biorhythmic Psychiatry الفصام من منظور الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى (5) الفصام والعزل المبرمج أثناء المراهقة فرض فاينبرج: (1982) تقديم وترجمة: د. محمد يحيى الرخاوى

نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد : 6-11-2016%d9%8a%d9%88%d9%84%d9%8a%d9%88-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d8%b3%d8%a7%d9%86-1985

السنة العاشرة

العدد: 3355 

الطبنفسى الإيقاعحيوى (120)

 Biorhythmic Psychiatry

الفصام من منظور الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى (5)

الفصام والعزل المبرمج أثناء المراهقة

فرض فاينبرج: (1982)

تقديم وترجمة: د. محمد يحيى الرخاوى

 مقدمة النشرة: (قبل الفرض):

كنت قد وعدت أمس أن ننشر فرض  فاينبرج بعد المقدمة التى كتبها المترجم له، لكننى فوجئت أن المترجم قد تفضل بتقديم أثلجنى، وذلك قبل الدخول إلى تقديم الفرض أو الترجمة، ذلك لأننى وجدت به تعريفا بهذه “المجلة الأم” بعد خمس سنوات من بدء صدورها (يناير 1980)  وإذا بهذا التعريف يكاد يطابق ما تحاوله النشرة اليومية التى تصدر بنفس الاسم بعد أن توقفت المجلة الأم قبل عشرين عاما،  كما فوجئت بأنه يشكو فيه من ضعف الحوار، ويدعو بإلحاح إلى النقد والمراجعة، مثلما أفعل أنا الآن منتظرا، آملا فى المشاركة على أى مستوى، وقد دعانى كل ذلك إلى  أن أترك مقدمته تظهر كما ظهرت منذ ثلاثين عاما، حتى لو كانت بعيدة عن الفرض قليلا !

وسوف أقوم بالتعقيب الموجز جدا بين الفقرات كلما شعرت أن الأمر يحتاج إلى ذلك

هذا علما بأن المترجم والمقدم هو الذى اختار العنوان “فتح ملف قائد المسيرة: المخ البشرى” .

 وهو ليس طبيبا والحمد لله!!               شكرا              يحيى الرخاوى

فتح ملف قائد المسيرة: المخ البشرى

بداية حوار حول المخ والسلوك

                                                                                                 تقديم وترجمة: محمد يحيى الرخاوى

كان مأزقنا طوال صدورنا ونحن نحاول أن نوفق بين ما ننشر من مادة تبدو غير متجانسة، كان مأزقنا أن نحافظ على هذا الخيط  الدقيق – الخفى لدقته – الذى يربط بين أجزاء المادة وبعضها، سواء كنا نتكلم عن طبيعة التفكير البشرى فى الصحة والمرض، أو تحديات مناهج البحث فى العلوم الانسانية، أو كنا ننشر شعرا متحديا، أو قصة مستحبة، أو كنا نقيم حوارا مجتهدا بين عقول نشطة غير مستسهلة حول أحرج القضايا وأكثرها الحاحا.

ثم ها نحن نغامر بخطوة جديدة فى نفس الاتجاه، فنختار من التراث العالمى، وننشر ترجمة لفكر مواكب لما نريد، وان لم نكن موافقين عليه كلية – وهذا بديهى – ولكن الانتقاء يتم فى محاولة تنبيه قارئنا (العادى) عن ماذا يجرى (هناك) مما يجدر به – وبنا – أن نتتبعه بحقه علينا، وحقه فيه معا.

والمغامرة فى ذلك تأتى من سبيلين: الأول أننا قد فضلنا فى بداية المحاولة – فى هذا العدد – أن ننشر الترجمة الكاملة دون أى تدخل من جانبنا، اللهم الا بعض الهوامش القليلة الموضحة كلما تطلب الأمر ذلك، وقد أدى ذلك إلى أن نعرض على القارئ (العادى – بل والمتخصص) ما لم يألف من لغة متخصصة وبالعربية، مما قد يثير رفضا مبدئيا لجرعة التعبيرات والمعلومات  العلمية الجافة، التى قد تصل جرعتها درجة قد تعيق القارئ أصلا عن اكمال القراءة، ثم إعادة القراءة، وهنا يكون النشر لم يحقق غرضه أصلا، أما السبيل الآخر (كمصدر للمغامرة) فهو أن يحسب القارئ المجتهد معنا – الذى أكمل القراءة وأعادها – أن “هذا” هو فصل الخطاب، وأن وفرة المعلومات، وأسماء العلماء، والاشارة إلى الابحاث: انما يعنى أننا نقدم “عصارة العلم” الذى انتهى إلى حل “المسألة الصعبة” ..،..  ودمتم، وهذا بالذات هو أبعد ما يكون عن هدفنا أولا وأخيرا، بل أننا نشعر أننا أزعجنا قارئنا الفاضل  الصبور بأننا تجنبنا – منذ صدورنا – أن نطرح قضايانا “النفسية” و”الفكرية”فى صورة إجابات، أو ما يوحى بأنه حقائق، بل حافظنا على موقف التساؤل أغلب الوقت، آملين أن تكون مهمتنا – والقارئ معنا أبدا – هى أن نقلب الأمور على وجوهها المختلفة، نظرا  لأن المعلومات الثابتة (النهائية) فى مجال التخصص العلمى المبدئى لهذه المجلة (علم النفس والطب النفسى) هى أقل من تصور الناس، وفى نفس الوقت هى أقل من أن يتحدث عنها بلغة تقريرية دامغة اللهم الا بتحفظات وفى حدود مبينة مسبقا. وربما لهذا، تجنبنا أن نبدأ بعرض ماهية بعض الأمراض تفصيلا، أو الاعلان عن آمال “علمية” تدعو – فى النهاية – للطمأنينة الخادعة، والتراخى الاعتمادى.

لكل هذا خيل الينا أن بداية فتح ملفات بعض المعطيات العلمية بهذه اللغة “الحاسمة” قد يوحى للقارئ المتعجل بأننا نقدم له وجبة كاملة الطهى . . بعد أن فتحنا شهيته طوال المدة السابقة دون أى إرواء، وهذا أبعد ما يكون عن هدفنا، لهذا فنحن ندعو القارئ إلى التركيز دائما أبدا على دقة الصياغة، وحدود الكلمات، من حيث التفرقة بين “الاحتمال” و”الفرض” و”وجهه النظر” و”ترجيح الرأى” و”إثارة الاتجاه” . . . يفرق بين كل هذا وبين المعلومة المؤكدة، والدليل الدامغ، والحقيقة الثابتة، وقليل ما هم.

ولأن المسألة – حقيقة وفعلا – هى إثارة فكر، وليست “إبلاغ خبر” فسوف نتبع فيما ننشر فى هذا الصدد:

(1)  أن نقدم له برأى التحرير أساسا.

(2)  وقد نضيف فى “نهايته” بعض آراء زملاء التحرير الذين فى متناولهم قراءة المادة قبل نشرها.

(3) أن نرسل “المقال / الرأى / البحث” . . إلى بعض من يمثل مختلف الاتجاهات المعاصرة السائدة (من متخصصين وغير متخصصين)، نطلب منهم أن يعقبوا عليه فى نفس العدد، أو فى عدد تال.

(4) أن ننتظر من القارئ المتخصص وغير المتخصص تعقيبه “الشخصى” و”المدعم بالاجتهاد العلمى” (إن وجد) على حد سواء .

(5)  أن نواصل الحوار كل عدة أعداد حول موضوع واحد، ثم ننتقل بعد ذلك إلى موضوع آخر . . كلما أمكن ذلك.

ولعلنا بذلك نكون قد اقتربنا أكثر إلى “تخصصنا” بحيث نفى بمسئوليتنا الجزئية، دون أن نبتعد – كثيرا – عن مسئوليتنا العامة فى فتح سائر منافذ المعرفة . . بكل لسان . . ومن كل زواية.

تركيب المخ … والنمو … والفصام

موضوع هذا العدد هو رؤية شاملة تبدأ من منطلق بيولوجى، يحاول فيها عالم رائد فى مجال التنظير والبحث الجزئى على حد سواء هو: ” أ. فاينبرج”، أن يقدم تفسيرا لظهور الفصام فى سن المراهقة بوجه خاص، وهو يقدم رأيه بتواضع العلماء، فلا يدعى أنه يتحدث عن كل أنواع الفصام، أو عن كل طبيعة الفصام، وانما هو يقصر اجتهاده فى الربط بين “توقيت” ظهور الفصام فى فترة المراهقة، وبين عمليات تشذيب وعزل، للمشتبكات العصبية (مناطق التوصيل بين الخلايا العصبية) بحيث تختصر – فى الشخص الطبيعى – كثير من التوصيلات الزائدة عن الحاجة إلى ما هو لازم “لانجاز” أعمال المخ (الذهنية العليا” خاصة) بشكل مفيد وعملى ومتعلق باحتياجات الفرد فى عالم الواقع – وبالتالى فان العجز عن هذا التشذيب أو ذاك العزل فى هذا الوقت (المراهقة)، سيترك المخ كبركة سائحة من احتمالات التوصيل المتعددة الاتجاهات، بما يترتب عليه “عدم الانجاز” ابتداء، ثم عدم التخصص، ثم التشدد، فالتناثر، فالتفسخ، فالعجز الوظيفى، ثم التشوه التركيبى نتيجة للتعجز – (وهذا هو مسار الفصام: يقوم بتدعيم تسلسل التدهور من عندنا وليس رأى فاينبرج) وفاينبرج يقوم بتدعيم فكرته هذه بأدلة ومعطيات معملية رائعة، تدل على موسوعيته وحماسه الشديد لرأيه فى نفس الوقت، وهو يتجه إلى القول أن هذا الاقصاء والتشذيب، بل وموت الخلايا، هو متضمن أصلا فى استعدادات وراثية فى الجينات، ومبرمج بحيث يبدأ بعد الولادة، ويستمر، ويترواح ويبلغ أقصاه فى المراهقة، وهو يثبت ذلك أو بعض ذلك بدراسة:

(أ) تطور تغيرات رسام المخ الكهربائى منذ بعد الولادة مباشرة، وخاصة فى التطورات التى تظهر على رصد نشاط المخ كهربائيا أثناء مراحل النوم المختلفة، ورغم أن رسام المخ ما زال أداة متواضعة واجمالية لقياس فرق الجهد من أجزاء ظاهرة من التركيب المخى، الا أنه يكفى للاشارة المناسبة فى اتجاه الفرض.

وهو يكاد يستنتج من خلال نقص النوم العميق (الى النصف) خلال المراهقة، أن الانسان السوى لايعود يحتاج إلى كل هذا النوم العميق لأن الصحو لم يعد يؤثر تأثيرا شديدا على مرونة المخ وحركيته، بعد أن تشذب واختزلت توصيلاته، باعتبار أن النوم العميق يـُوَظف أساسا لعكس أثر الصحو على هذه المرونة والحركية (التى أطلق عليها طول البحث، مطاوعة المخ) – أى أن ما يهم فاينبرج هنا هو “أن يعلن أن الاختزال والعزل والتشذيب هما “غاية المراد” فى هذه السن بالذات! وأن الفشل حتى الجزئي فى هذه العمليات النمائية مسئول عن ظهور الفصام غالبا؟

د. يحيى (الآن):

يتصور عامة الناس أن النمو هو “زيادة مضطردة”، وهذا مقبول من ظاهر الكلمة، إلا أن هذا الفرض يقدم قاعدة غاية فى الدقة والحصافة، وهى أنه فى بعض الأحيان، بل فى كثير من الأحيان، فإن : الأصغر أقدر وأنضج، بمعنى – هنا – أنه كلما نجحت عمليات النمو فى التخلص من الفائض المعطل، تقدم الأداء ليصبح ضاما متماسكا  له هدف وفيه معنى .

(ب) كذلك فقد أثبت فاينبرج  من خلال قياس الوقت بين مؤثر (حدث) وبين جهد كهربى معين يظهر فى الرسام الكهربى متعلقا بالحدث المثير،  أثبت أن الفاصلة بين “الحدث” و”وظهور” الموجة الدالة عليه تختصر تماما فى المراهقة السليمة، مما يؤكد على حدوث الاختزال بالعزل والتشذيب، أى أن التوصيل يتم مباشرة وبفاعلية، ما دام بعدد أقل من “المحطات” البينية.

(جـ) وعلى نفس المستوى ربط بين اختزال التوصيلات، ونقص حاجة المخ للاكسجين الدال على انخفاض التمثيل الغذائى المقاس بوسيلة أو بأخرى، (وأوضح ذلك بأكثر من دليل وطريقة) – أى أن المخ يعمل أسرع وأكفأ بأقل قدر من الطاقة. !!

 (د) كذلك ربط فاينبرج بين ظاهرة أن جزءا من المخ يستطيع القيام بوظيفة جزء آخر (فى حالة تلف الأخير) فى السن الأصغر، وعزا هذا الى المرونة وفرط المشتبكات فى الطفولة، أمابعد  المراهقة – حيث يتم الاختزال ويزيد التخصص – فان هذه المرونة والمطاوعة تقل حتما، وهذا دليل آخر على أن النضج – حسب رأيه – يسير دائما أبدا فى اتجاه التخصص، وقد ربط بين ذلك وبين اكتساب معالم ما أسماه “التفكير الناضج” وخاصة فيما يتعلق بالتفكير المسمى بالقدرة على “حل المشاكل” ونحن نتصور أنه يعنى ذلك التفكير الممنطق الواضح الذى يحتاج للتركيز أو والتجميع، (وهذا غير، بل يكاد يكون عكس، التفكير المنفرج والمتعدد الاتجاهات) !!

د. يحيى (الآن):

فى رأيى أن فاينبرج قد بالغ كثيرا فى تقييم تفكير “حل المشاكل” على أنه التفكير الذى يتميز به الناضج السليم، وهذا صحيح، لكن فى حدود، حيث ينبغى أن نحذر التعميم، صحيح أنه ذكر أن تفكير الأطفال يكون أكثر سيولة، وأقل محورية، لكن هذا لا يعنى أنه أقل أهمية، وأن التخلص منه وارد على طول الخط كدليل على سلامة مسار النمو، ذلك أنه – كما نبه المقدم- يوجد تفكير منفرج متعدد الاتجاهات، فأضيف: وأن هذا مطلوب فى نشاط الإبداع، خصوصا الإبداع الفائق، كما أن المطاوعة النيورونية لها ميزاتها ووظائفها الإيجابية طول العمر، فى التكيف والإبداع مثلا.

ويعود فاينبرج لطرح رأيه القائل أن المعدل النيورونى المشتبكى الزائد  للفصام فى سن المراهقة -باعتباره أخطر الأمراض العقلية، حيث يتميز بالتفسخ، والتناثر، والانسحاب من الواقع، والتحوصل على الذات، ثم التدهور المرجح فى كل النشاطات العقلي- هذا المعدل إنما  يعنى ان هذه العمليات الاختزالية: تفشل، فيظل المخ مترامى الاتصالات، مفرط الاحتمالات، ولكنه – للأمانة – لم يحدد تماما أن الفصام ينتج عن زيادة المشتبكات بالضرورة، وأنما قد ينتج عن نقص وظيفى أو اضطراب ثالث، ففتح بذلك الأبواب لكل احتمال، رغم أن المتتبع لمنطقه منذ البداية لابد وأن يرجح تفضيله للأقل من التوصيلات كعلامة مميزة للسواء، اذ هو يعلى من شأن الاختزال والعزل لأى توصيلات “زائدة” على حد قوله.

وقد أشار – تدعيما لذلك أيضا – أن عدد المشتبكات العصبية فى تناقص مستمر مع التقدم فى العمر وخاصة فى فترة المراهقة التى يحدث فيها هبوط حاد ملحوظ.

وفى محاولة لحل التناقض الظاهرى بين “نقص فرص التوصيل المتعدد”، (مقص كثافة المشتبكات)، وبين “زيادة كفاءة التفكير” (المنطقى) حاول فاينبرج ان يوضح وفرة الحلول الممكنة عند الأطفال لأى مشكلة لا تعنى بالضرورة أن المشكلة قابلة للحل فعلا وعزا ذلك لفرط تداخل الاحتمالات – بل أنه ذهب الى التذكرة بأن ثمة حالات من ضعف العقل تتميز “زيادة” كثافة المشتبكات، علما بأن ضعف العقل يتميز عامة بنقص حجم المخ ونقص عدد الخلايا، بمعنى أن الحرمان من  التمتع بالذكاء العادى يأتى – فى هذه الحالات ذات المشتبكات العصبية الأكثر كثافة – يأتى من “زحمة” المواصلات حتى الاختناق (أن صح التعبير).

ثم عاد يؤكد أن كثافة المشتبكات مرتبطة بسعة موجة بطيئة خاصة من موجات رسام المخ الكهربائى، هى موجة “دلتا” وذهب إلى أن ذلك يدعم نفس آرائه المطروحة منذ البداية.

ثم يعود للفصام ليؤكد أن التباعد فى الوظائف العقلية والتركيب العضوى لدرجة التفسخ: قد يكون ناتجا عن فرط التشابك والتداخل حتى العجز – وأن هذا  قد يعطل التوصيل ولكنه لا يؤثر بشكل لا رجعة فيه فى القدرات العقلية الأساسية فى الفصامى، حيث من المعروف أن الذكاء الأساسى والذاكرة لا يتأثران بالفصام مباشرة، وهو يكاد يعزو الشفاء من الفصام – حتى بالصدفة، حتى لحالات بدت وكأنها ماتت ذهنيا لسنوات طويلة – هذا الشفاء قد يعزى الى عودة القدرة على التوصيل السريع المنجز، ربما بعملية عزل وتشذيب لغابة المشتبكات المتداخلة، أو بتشبيه أقرب نطرحه من جانبنا نقول: ان توقف المرور نتيجة لتعدد الاتجاهات والتقاطعات دون تنظيم مركزى قادر وفى نفس الوقت نتيجة لزيادة عدد العربات، هذا التوقف لا يعنى عجز العربات عن السير لتلف أصاب محركاتها، وإنما يعنى زيادة العربات – والاتجاهات المتقاطعة – بقدر يضعف تحمل الشوارع حتى يعوق المسيرة، وقد تعود العربات للانطلاق اذا نقصت العربات أو التقاطعات الى النصف، أو / واذا استطاع التحكم المركزى ضبط الاتجاهات وتبادل التسيير بشكل مختزل متقطع وسريع.

وتبلغ أضعف حججه فى الربط بين تغيرات النوم فى الفصام وبين ما ذهب اليه من فروض، حيث أدخل القلق كمتغير جديد بطريقة متواضعة نسبيا.

لكنه عاد وفتح ملف “التطور” وبرمجة موت الخلايا بشكل إبداعى رائع، حين نقل التنافس بين الأحياء المشهور فى الفكر التطورى، الى التنافس بين الخلايا، وأن “البقاء للأهداف” (الأكثر ارتباطا بالهدف) أى أن الخلية التى تفوز بالمادة المغذية المحدودة (على فرضه) هى الخلية المتعلقة بهدف “واضح ممكن”، وأن غياب الهدف هو الذى “يقتل” (أو: يبرر موت) الخلية، ويقدم لذلك أدلة منطقية عظيمة – وهذه قفزة لابد أن تحسب له وأن يأخذها المحاورون والمعقبون فى الاعتبار بشكل يفتح الآفاق ويوضح الأمور سواء بالقبول أو بالرفض

د. يحيى (الآن):

ولعل هذا هو بعض ما  دعانى للربط فى نشرة  أمس بين كتاب جوناثان العظيم فى محاولته تفسير أصل تاريخ الفصام (الجنون) تطوريا، وبين هذا الفرض المتماسك الهادف

وأخيرا: نجده – فى تواضع العلماء – يعلن أن “الدعوة عامة” للبحث وإعادة النظر

وبهذا التقديم الموجز نرجو أن يصاحبنا القارئ، ثم يساهم، فى الحوار المنتظر، وذلك بعد أن يتكبد قراءة المتن اللاحق حالا (أن تفضل، وأمكن) – على اننا نأمل – اذا هو رأى غير ذلك – أن يواصل معنا الحوار حتى لو اكتفى بهذا المختصر، وأن يجعل النص مرجعا لمزيد من التفاصيل اذا ما احتاج الحوار حتى لو اكنفى بهذا المختصر، وأن يجعل النص مرجعا لمزيد من التفاصيل اذا ما احتاج الحوار لذلك.

المهم أننا فى جميع الأحوال نحتاج مشاركته بأى قدر كان واليكم نص الترجمة، يعقبها التعليق الذى وعدنا به، وحاور النقاط المطروحة.

د. يحيى (الآن):

أجد نفسى متعاطفا أشد التعاطف مع المترجم الشاب، وهو يطلب منذ  ثلاثين عاما بنفس الحاجة والأمل أى قدر من بذل الجهد للمشاركة، بما يذكّرنى بما أفعل الآن، كل أسبوع، بل كل يوم، حتى وددت لو أشير إلى ما ورد فى  بريد الجمعة هذا الأسبوع، وتحديدا إلى ما رددت به على زميلة انزعجت من تقديرى أن الله سبحانه سوف يحاسبنا على ما عرفنا، وعلى ما لم نعرف، إن كانت قد أتيحت لنا فرصة لمعرفته!!!.

وبعد

كنت قد وعدت أمس، أننى سوف أنشر غدا (الأثنين) نص ترجمة البحث الأصلى كاملة، إلا أننى حين أعدت قراءته الآن، ثم لاحظت تحذير الإبن المترجم له وهو يستصعب أن يتابعه قارئ جاد قائلا: “….وذلك بعد أن يتكبد قراءة المتن اللاحق حالا (إن تفضل، وأمكن…إلخ)، أقول إننى بعد أن أعدت قراءته، وشكرت للمترجم جهده الفائق الذى بذله فى ترجمته، ترددت تماما، وأكاد أفضل أن أؤجل نشره حتى يصلنى (يصلنا) ما يجعلنى أغامر بنشره وأنا أعرف أعداد من لن يكمله!!، أقصد عدد من سوف يقرأه! ناهيك عن من سوف يعقب حتى على هذا التقديم الموجز الواضح الهادف الجميل !!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *