الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الطبنفسى الإيقاعحيوى (116) Biorhythmic Psychiatry استكمال عناصر المقابلة الإكلينيكية (47) آخر حلقة، واعتذار وتأجيل

الطبنفسى الإيقاعحيوى (116) Biorhythmic Psychiatry استكمال عناصر المقابلة الإكلينيكية (47) آخر حلقة، واعتذار وتأجيل

نشرة “الإنسان والتطور”

الأثنين : 24-10-2016

السنة العاشرة

العدد: 3342 

الطبنفسى الإيقاعحيوى (116)

 Biorhythmic Psychiatry

المقابلة الإكلينيكية (47)

آخر حلقة، واعتذار وتأجيل

مقدمة:

بهذه النشرة نتوقف عن التمادى فى عرض ما تبقى فى “المقابلة الإكلينيكية” لننتقل بدءًا من الأسبوع القادم إلى الأمراض النفسية من وجهة نظر الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى بدءًا بالفصام.

ما تبقى فى المقابلة كما ذكرنا أمس هو ثلاثة عناصر هم: (1) الاستقصاءاتInvestigations ، (2) الصياغة: الوصفية (والنفسمراضية النفسية والتركيبية)، ثم (3) إيجاز ترتيب أحداث النوبة الحالية.

وسوف نعود إليها جميعا مع الأمراض أولا بأول فى أول فرصة تستدعى أى منها.

أما اليوم فسوف نناقش آخر عنصر ذُكِـرَ فى فحص “الشخصية قبل المرض” وهو من أصعب العناصر جميعا من حيث طبيعته ورصده وأبعاده، وخاصة قبل المرض وهو عن “الطاقة”!!!

 ونبدأ بالمتن كالعادة.

المتن:

ب‏) ‏الطاقة‏:  ‏نادرا‏ ‏ماتستعمل‏ ‏هذه‏ ‏الكلمة‏ ‏هذه‏ ‏الأيام‏ ‏لتصف‏ ‏شخصا‏ ‏ما‏، ‏إلا‏ ‏أنها‏ ‏فى ‏مجتمعنا‏ ‏خاصة‏ ‏حيث‏ ‏السلوك‏ ‏اليومى ‏أقل‏ ‏حبكة‏ ‏وتقنينا‏، ‏قد‏ ‏يكون‏ ‏من‏ ‏المفيد‏ ‏وصف‏ ‏الشخص‏ ‏من‏ ‏وجهة‏ ‏نظر‏ ‏كمّ‏ ‏الطاقة‏ ‏التى ‏يطلقها‏، ‏واستمراريتها‏، ‏ونوابيتها‏، ‏ومجالاتها‏ (‏المجال‏ ‏الاجتماعى، مجال ‏العمل‏‏، ‏المجال‏ ‏الثقافى، المجال ‏الرياضى، مجال ‏الخدمة‏ ‏العامة‏.. ‏إلخ‏). ‏

التحديث:

تعجبت من هذا الوضوح والتحديد الذى جاء فى المتن ونحن نفحص الشخصية قبل المرض، وليس فقط أُثناء الحالة المرضية الراهنة، إذْ ماذا يمكن أن يبحث عنه الفاحص وكل ما جاء فى المتن هو نشاطات أدائية أكثر منه دليلا على طبيعة الطاقة الحيوية، هذا، ولعل المتابع لنا يذكر جيدا كيف تكرر تناولنا لمفهوم “الطاقة”، وكم صَـعُـبَ توصيف طبيعته، وكيف أن الطاقة لا تنفصل عن المعلومات التى تتعامل معها، وأنها ليست مثل وقود السيارة أو اسطوانه البوتاجاز، وإنما هل أصل ومعلوماتية وحركية ومعنى وإبداع معا!!.

استطراد اضطرارى:

يبدو أن هذا الموضوع كان يشغل موقعا جوهريا فى تقييمى لمرضاى، ثم على مسار العلاج، وأن ذلك يرجع ذلك إلى السبعينيات منذ بدء الممارسة المتسائلة المسئولة والتنظير، وقد تذكرت كتابا كاملا كتبته بالإنجليزية فى أواخر السبعينيات ثم أعددته للطبع، سنة 1980، ثم ترددت ولم أطبعه أبدًا مع أننى قمت بتدريس أغلب محتواه وحين رجعت إليه الآن وجدته يمثل تطور فكرى فى تلك المرحلة، وكنت قد سجلت فيه الخطوط الأساسية للنظرية الإيقاعية التطورية (لم تكن بعد الطبنفسى الإيقاحيوى) وقد تضمن فعلا الخطوط الرئيسية للنظرية، فرجعت إليه وإذا بى قد تناولت مفهوم الطاقة فيه كما يحضرنى الآن تقريبا، إلا قليلا(1).

مفهوم “الطاقة” الذى أنتمى إليه الآن له علاقة بمجمل ما جاء فى هذا الكتاب الباكر ولكن من الواضح أننى لم أصل آنذاك إلى ما وصلت إليه الآن،

 وقد اتضحت لى من خلال الممارسة والمتابعات أبعادا أعمق لطبيعة ما هى الطاقة من منطلق الطبنفسى الإيقاعحيوى كما جاء فى كثير مما سبق: مثلا فى “ملف الصرْع” (من نشرة 7-5-2016 إلى نشرة 15-5-2016) وأيضا عن الحديث عن مسارات الطاقة، وعلاقة ذلك بالعلاج الهادف إلى شحن الموضوع من خلال حركية الوعى المشارك عند توصيف جدل العلاقات بالآخر حتى تجلت الطاقة ليست دافعا منفصلا وإنما عاملا مشاركا طول الوقت، فى الإبداع والجدل والنمو.

أثناء المقابلة يصبح فحص “الشخصية قبل المرض” يصبح ما جاء فى المتن عن الطاقة كافيا، لكن أثناء العلاج ومن منطلق الطبنفسى الإيقاعحيوى يصبح فحص معنى الطاقة وحضورها له أعماق وأبعاد أخرى،  لهذا عزفت عن شرح موقف الطاقة فى “الشخصية قبل المرض” لأننى وجدت أنه من واقع الممارسة هو أقرب إلى عمق التاريخ الأسرى، وحركية الداخل، وزخم التفاعلات كما جاء طول عرض الأبعاد المختلفة والمداخل للطبنفسى الإيقاعحيوى

لكل ذلك سوف أكتفى بعرض مقتطفات محدودة من بعض ذلك:

المقتطفات: دعما لما جاء بالعربية فى آخر الهامش بالانجليزية،

المقتطف الأول: نشرة: السبت: 27-2-2016 (2)

لابد أن تنظم كل هذه المستويات فى واحدية متسقة لحظة بعد لحظة مهما تباين شحن كل منها بجرعات مختلفة من الطاقة الحيوية.

المقتطف الثانى:  نشرة: السبت: 5-3-2016(3) 

… يولد الشخص بنسب متفاوته بالنسبة لزخم حركية الطاقة مع ما‏ ‏تراكم‏‏ ‏من‏ ‏معلومات كأجسام‏ ‏ ‏غريبة‏، تحتاج إلى اجترار وبسط مناوب لإمكان تمثلها لتتناغم من جديد، ‏وأخيرا وليس آخرا‏ ‏فإن الاختلاف يمتد إلى ‏كيفية‏ ‏إطلاق كل ذلك، ونوعية بسطه، وتوقيت تفعيله (من خلال دوامية الإيقاعحيوى).

المقتطف الثالث: نشرة: السبت: 5-3-2016(4) 

– ‏تتدعم‏ ‏نشاطات‏ ‏المستويات‏ ‏الموروثة‏ ‏بحسب‏ ‏نوع‏ ‏التربية‏ ‏التى ‏تسمح‏ ‏لهذا‏ ‏النوع‏ ‏أو‏ ‏ذاك‏ ‏من‏ ‏الحياة‏ (‏نوع‏ ‏التعامل‏ ‏مع‏ ‏الذات‏ ‏ومع‏ ‏الآخر‏ ‏ومع‏ ‏الواقع ومع الإبداع ومع الإيمان‏) ‏‏والعامل‏ ‏المشترك‏ ‏فى ‏كل‏ ‏هذا‏ ‏هو‏ ‏زخم‏ ‏الطاقة‏ ‏المفرط‏، ‏وجسامة‏ ‏النبضة‏ ‏الدورية‏، وإمكانيات استيعابها إيجابيا أو العجز عن ذلك فالنتاج السلبى نتيجة للتراجع عن مواصلة الجدل والإبداع لتخليق الذات والنوع.

المقتطف الرابع:  نشرة: الأحد: 6-3-2016(5)

– ‏تناسب‏ ‏التربية‏ ‏مع‏ ‏الاستعداد‏ ‏الوراثى‏: ‏من‏ ‏منظور فردى متغير‏ ‏إيقاعى ‏تطورى ‏لا‏ ‏يجوز‏ ‏تصور‏ ‏خطة‏ ‏واحدة‏ ‏لكل‏ ‏البشر‏ ‏تصلح‏ ‏لوقايتهم‏ ‏من‏ ‏المرض‏ ‏النفسى، ‏فالمولود‏ ‏الذى ننتبه أن لديه‏ ‏طاقة‏ ‏دافعة‏‏ ‏جسيمة‏ (‏من‏ ‏واقع‏ ‏التاريخ‏ ‏العائلي‏) ‏يحتاج‏ ‏إلى ‏إحاطة أكبر‏ ‏وفرص‏ ‏أرحب‏ ‏لإطلاق‏ ‏هذه‏ ‏الطاقة‏ ‏فى ‏مجالات‏ ‏الإبداع‏ ‏أكثر‏ فأكثر، ‏وكلما‏ ‏بـَـعـُدَ‏ ‏المستوى الأكثر شحناً ‏بالوراثة‏ (الفيلوجينية والانتوجينية) ‏عن المستويات الأحدث فالأحدث، ‏زادت‏ ‏الحاجة‏ ‏إلى ‏مساحة‏ ‏أكبرلاستيعاب‏ ‏هذه‏ ‏الطاقة‏ ‏وتوجيهها‏ ‏نحو‏ ‏إبداع‏ ‏أعمق خلاّق‏.‏

المقتطف الخامس: نشرة: الأثنين: 2-5-2016(6)

انطلاقا من أن المخ هو مفاعل للطاقة والمعلومات، فإن كلاً من زخم الطاقة وأنواع المعلومات وترتيبها يعتبر من البنية الأساسية فى تركيب المخ البشرى، وعلى ذلك:

أولاً: إن ما يورث فيما يتعلق بهذا الصدد هو – أساسا–:

 (1) كم ومدى نشاط الطاقة الحيوية  عموما

وكذلك:

 (2) مدى جاهزية  الحركية النوابية للتفكيك فالتشكيل أو الفشل والتفسخ.

ثانياً: إن هذين العاملين ليسا مستقلين عن بعضهما، ولكن يغذى بعضهما بعضا.

ثالثاً : إن الايقاعحيوى فى هذه الأحوال هو القادر على أن يوظف زخم الطاقة لدفع النمو (الإبداع) وهو هو إذا اختلت هارومونيته يمكن أن ينتج عنه نشاز مستويات المخ والوجود عن بعضها البعض، ومن ثمَّ المرض.

رابعاً : إن التنشئة والوعى المحيطين، والفرص المتاحة هى التى تحدد توجه هذه الطاقة الدافعة للتفكيك إلى استكمال الطريق حتى إعادة التشكيل .

وبعد

لكل ذلك فضلت ألا أتناول فحص الطاقة فى المقابلة الإكلينيكية بالاكتفاء بما جاء فى المتن، وأيضا أجلت بنداً يسمى النشاط الذهنى intellectual activity للمريض (قبل المرض) الذى بدا لى الآن كأنه جزء من المفهوم المبسط للطاقة أيضا.

واعد أننى سوف أعود إلى هذا، وذاك بما استجد من ملاحظات ورؤى وفروض كلما لاح لى ذلك

………………..

ونبدا من الأسبوع القادم فى توصيف الأمراض من منطلق الطبنفسى الإيقاعحيوى

 بدءً بالفصام كما قدمنا.

[1] – الكتاب يوجد بالموقع، وقد تناولت فقرة الطاقة تحت عنوان: “Brain Chemistry versus Biologic Activity (Energy)‏ ، وسوف أكتفى باثبات المقتطف التالى من هذا الفصل فى الهامش دون شرح.

Quotes “Selected Lectures” (Unpublished Book)

“…The libido theory which originated in relation to biology has been transformed into some vague metapysical concepts or at most treated as a symbol rather than a concrete material fuel or energy. We are still in need for some better orientation about what psychological energy (or motive could be and where it could exist. In the chemical domain we can hardly find any clarity about energy except the high energy phosphate bond. Any energy related to instincts or needs, including metaneeds, is least clear. As usual, whenever we meet unclear concepts, we tend to deny the whole situation in preference to the illusive of clear part-information.‏

Recently, “general systems theory” used the term energy in what is called energy-matter system. By this term Bertalanfy, the author of this theory refers to the physical state of organisim necessary for psychological functioning in terms of information processing system. ‏

‏The author (my self) has previously introduced in terms of certain neural and molecular organization ready to be unfolded. The Intelligent Student’s Guide (1980) Part 1Psychology CAIRO. Dar El-Ghad‏

Among the basic questions responsible for composing most of hypothesis related to what is “energy” are: the following:

‏1) Could the concept of energy be part and parcel of the information processing system related to the ‘how’ of organization rather than to ‘what’ is organized? (This contrasts with Bertalanffy who separates the two systems)‏

‏2) Considering genetic information: could intrinsic oganization(s) have its own energy system within the mode of its arrangement i.e. the oganization is but the energy seen from another angle.‏

‏3) Could the shift of energy from one level to the other (one organization to the other) means putting into action (unfolding) one level instead of the other?(or together with the other‏)

‏4) Could the chemical distribution be considered as the chemical organization that goes along with neural and macromolecular organization. Thus chemical distribution would be more relevant to the concept of energy than to the amount of a specific chemical agent? ‏

وأكتفى بهذا المقتطف المحدود بالإنجليزية دون ترجمة (عذرا). مع أنه مهم إلا أن كل ما سبق فى الحديث عن الطاقة – دون استثناء – فى هذا الكتاب حتى الآن هو إجابات تدعم مشروعية هذه التساؤلات.

[2] – العدد: 3102، بعنوان: “تابع: الافتراضات الأساسية والأبعاد العامة (2)”

[3] – العدد:  3109، بعنوان: “الطبنفسى الإيقاعحيوى: خلاصة وتخطيط عام آمِل”.

[4] – العدد:  3109، بعنوان: “الطبنفسى الإيقاعحيوى: خلاصة وتخطيط عام آمِل”.

[5] – العدد: 311 بعنوان: “ملاحظات باقية من ملحق قديم”

[6] – العدد:  3167، بعنوان : “وراثة: زخم الطاقة ومدى حركية، التفكيك لاحتمال التشكيل أو التفسخ”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *