الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الطبنفسى الإيقاعحيوى (113) Biorhythmic Psychiatry عودة لاستكمال عناصر المقابلة الإكلينيكية (44) التاريخ السابق (2)

الطبنفسى الإيقاعحيوى (113) Biorhythmic Psychiatry عودة لاستكمال عناصر المقابلة الإكلينيكية (44) التاريخ السابق (2)

نشرة “الإنسان والتطور”

الأثنين: 17-10-2016

السنة العاشرة

العدد: 3335 

الطبنفسى الإيقاعحيوى (113)

 Biorhythmic Psychiatry

عودة لاستكمال  عناصر المقابلة الإكلينيكية (44)

  التاريخ السابق (2)

مقدمة:

كنت قد عددت فى نشرة السبت الماضى15-10-2016  بعض العوامل (والأسباب) التى يمكن أن تساعدنا فى قراءة ظاهرة الإدمان، وصنفتها تحت العناوين التالية:

  1. العوامل الثقافية العامة (ربما العالمية )
  2. العوامل الثقافية الخاصة بمجتمعاتنا العربية
  • العوامل الشخصية الذاتية
  1. العوامل الثقافية النفسمراضية (السيكوباثولوجية) المـُحدِثـَة

وبعد أن استدرجنا الحديث عن معنى الإدمان، ولغته، وغايته، كان المفروض أن أرجع إلى تحديد هذه العوامل، وموقعها من منظور الطبنفسى التقليدى فى مقابل الإيقاعحيوى، لكننى وجدت أن ذلك سوف يجرنا إلى تفاصيل تبعدنا عن الموضوع الأصلى، كما أنها سوف تختلط بتفاصيل أسباب الأمراض النفسية عامة، والخلفيات الثقافية التى تفرزها، والتى تشكـِّلها أيضا، ففضلت أن أترك ذلك لحين العودة إلى عرض الأمراض (والاضطرابات) واحدا واحدا، حتى يمكن العروج إلى بعض تحديد ما يميز أسباب وثقافة كل مرض عن الآخر.

لهذا سوف أعود لاستكمال تحديث ما سبق أن جاء فى متن الكتاب الأصلى (“ثنائى اللغة” 1986) بدءا بالعودة إلى “المقابلة الإكلينيكية” ثم نرجع إلى تفاصيل الأسباب كما وعدنا فى الموضع الأكثر تناسبا لعرض أسباب الأمراض تباعاً.

البند التالى الذى ينبغى استيفاءه فى المقابلة، كما جاء فى المتن، هو التاريخ السابق

المتن (1986):

7- ‏الأمراض‏ ‏النفسية‏ ‏السابقة‏:

‏…. هنا‏ ‏تظهر‏ ‏مشكلة‏ ‏إكلينيكية‏ ‏حقيقية‏ ‏وهى ‏تختص‏ ‏بالإجابة‏ ‏عن‏ ‏سؤال‏ ‏يقول‏:

 ‏متى ‏يعتبر‏ ‏الاضطراب‏ ‏السابق‏ “‏تاريخا‏ ‏مرضيا‏ ‏سابقا‏” ‏ومتى ‏يعتبر‏ ‏جزءا‏ ‏لا‏ ‏يتجزأ‏ ‏من‏ ‏المرض‏ ‏الحالى ‏وبينهما‏ ‏فترة‏ ‏تحسن‏ ‏جزئى  أو حتى كلى‏؟

والإجابة‏ ‏تقريبية‏ ‏رغم‏ ‏كل‏ ‏شيء‏، ‏فلكى ‏يعتبر‏ ‏المرض‏ ‏سابقا‏ ‏لا‏ ‏بد‏ ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏هناك‏ ‏مؤشرات‏ ‏متفق‏ ‏عليها‏ ‏لتحديد‏ ‏أن‏ ‏المريض‏ ‏حدث‏ ‏له‏ ‏شفاء‏ ‏تام‏ ‏من‏ ‏النوبة‏ ‏السابقة‏ ‏أم‏ ‏لا‏، ‏والتفرقة‏ ‏بين‏ ‏الشفاء‏، ‏ونوبة‏ ‏الإفاقة‏ ‏الكاملة‏ ‏هى ‏تفرقة‏ ‏صعبة‏ ‏ويمكن‏ ‏الاعتماد‏ ‏على ‏توجه‏ ‏ماذهب‏ ‏إليه‏ ‏الدليل‏ ‏الأمريكى ‏الرابع‏ ‏فى ‏هذا‏ ‏الشأن‏ ‏من‏ ‏أن‏: ‏

الشفاء‏: ‏هو‏ ‏إفاقة‏ ‏كاملة‏ ‏لم‏ ‏يعد‏ ‏معها‏ ‏المريض‏ ‏يحتاج‏ ‏أن‏ ‏نذكر‏ ‏أو‏ ‏نتذكر‏ ‏أنه‏ ‏كان‏ ‏مصابا‏ ‏بهذا‏ ‏المرض‏ ‏بالذات‏، ‏أى ‏أنه‏ ‏لم‏ ‏يعد‏ ‏هناك‏ ‏داع‏ ‏لوضع‏ ‏هذا‏ ‏المرض‏ ‏فى ‏الاعتبار‏ ‏أثناء‏ ‏التعامل‏ ‏معه‏ ‏إكلينيكيا‏، ‏وبالتالى ‏يشخص‏ ‏مثل‏ ‏هذا‏ ‏المريض‏ ‏فى ‏هذه‏ ‏الفترة‏ ‏على ‏أنه‏ “طبيعى، قد شفى” ‏وليس‏ ‏مريضا‏ ‏بـ”المرض‏ ‏المحدد”:  ‏فى ‏حالة‏ ‏إفاقة‏ ‏كاملة‏:  ‏

أما‏ ‏أن‏ ‏يعتبر‏ ‏المرض‏ ‏فى ‏نوبة‏ ‏إفاقة‏ ‏كاملة‏ ‏فذلك‏ ‏يعتمد‏ ‏على ‏أنه‏ – ‏بالرغم‏ ‏من‏ ‏اختفاء‏ ‏الأعراض‏ – ‏فإنه‏ ‏يستحسن‏ ‏أن‏ ‏يعامل‏ ‏المريض‏ ‏على ‏أنه‏ ‏عرضة‏ ‏لنوبة‏ ‏تالية‏ ‏مهما‏ ‏طال‏ ‏الزمن‏، ‏وبالتالى ‏يشخص‏ ‏باعتباره‏ ‏أنه‏ ‏مصاب‏ ‏بـ‏ “‏المرض‏ ‏الفلانى”:  ‏فى ‏حالة‏ ‏إفاقة‏ ‏مثل‏ ‏مريض‏ ‏الهوس‏ (‏اضطراب‏ ‏ثنائى ‏القطب‏ مثلا: الذى ‏اختفت‏ ‏كل‏ ‏أعراضه‏ ‏لعدة‏ ‏سنوات‏ ‏وهو‏ ‏مازال‏ ‏يتعاطى ‏مضادا‏ ‏للنكسات‏ ‏مثل‏ ‏أملاح‏ ‏الليثيوم‏).‏

 

وعادة‏ ‏ما‏ ‏يوضع‏ ‏المرض‏ ‏السابق‏ ‏مع‏ ‏التشخيص‏ ‏الحالى ‏باعتباره‏: ‏تمييز‏ ‏خاص‏” ‏لأهمية‏ ‏ذلك‏. ‏

ونرى ‏أنه‏ ‏بالرغم‏ ‏من‏ ‏محاولة‏ ‏التشخيص‏ ‏الأمريكى ‏الرابع‏ ‏فما‏ ‏زال‏ ‏الأمر‏ ‏غامضا‏ ‏فنقترح‏ ‏لذلك‏: ‏

أن‏ ‏يعتبر‏ ‏المريض‏ ‏فى ‏حالة‏ ‏شفاء‏ ‏بحيث‏ ‏يعتبر‏ ‏المرض‏ ‏الحالى ‏جديدا‏ ‏وبالتالى ‏فإن‏ ‏كل‏ ‏ما‏ ‏سبق‏ ‏ذلك‏‏هو‏ ‏تابع‏ ‏للتاريخ‏ ‏المرضي‏، ‏إذا‏ ‏توفرت‏ ‏الشروط‏ ‏والمواصفات‏ ‏التالية‏ ‏لمدة‏ ‏السنتين‏ ‏السابقتين‏ ‏للمرض‏:‏

أ‏- ‏اختفاء‏ ‏الأعراض‏ ‏

ب‏- ‏العودة‏ ‏إلى ‏العمل‏ ‏المنتج‏ ‏كما‏ ‏سبق‏ ‏أو‏ ‏أفضل‏ ‏أداء

جـ‏ – ‏العودة‏ ‏إلى ‏مستوى ‏التكيف‏ ‏الاجتماعى ‏والعاطفى ‏السابقين‏ ‏

د‏ – ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏الموقف‏ ‏العام‏ ‏بالنسبة‏ ‏للعلاقة‏ ‏بالواقع‏، ‏والرنين‏ ‏الوجدانى، ‏والوظائف‏ ‏الدفاعية‏ ‏كما‏ ‏كانت‏ ‏قبل‏ ‏المرض‏

هـ‏ – ‏ألا‏ ‏تكون‏ ‏طبيعة‏ ‏المريض‏ – ‏بالتعريف‏- ‏دورية‏ ‏بالضرورة

و‏ – ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏المرض‏ ‏اللاحق‏ (‏الآن‏) ‏مختلف‏ ‏النوعية‏ ‏عن‏ ‏المرض‏ ‏السابق

التحديث:

يبدو أننى حين كتبت هذا المتن منذ ثلاثين عاما، مارست النقد داخله، ربما كانت تشغلنى هذه القضية الحالية لدرجة أن أوردت كل هذه التفاصيل، وناقشت الدليل الأمريكى الرابع(1)، وكانت تشغلني أيضا إشكالة “نقلة الأعراض، ونقلة الأمراض”(2) بل والنقلات عموما.

 علما بأن ما نبهنى إلى ذلك أكثر فأكثر هو ممارستى للعلاج الجمعى باستمرار، وما كان يلقانا من تغيرات شديدة الدقة والأهمية فى الأعراض خاصة، تصل أحيانا إلى نقلات فى الزملات المرضية، لكن هذا وذاك كان يصب عادة – بل غالبا- فى ما أسميته لاحقا “حالات الوجود المتناوبة”  تغيرات فى نوع التواجد وحركية اتساع دوائر الوعى إلى مسارها الطبيعى الذى رحنا نعتبره مع المتابعة والمناقشة هو الطريق الطبيعى لاستعادة طبيعة مسار  النبض الحيوى، ويبدو أنه انطلاقا من هذه الخبرة خلال خمس وأربعين عاما استطعت أن أعيش النقلات المستمرة بين حالات الوجود، بدءًا من انتباهنا لآثار دورات النوم والحلم واليقظة وآثارهما الواحدة تلو الأخرى (وليس محتواها: فى المقام الأول) إلى دورات النقلات الطبيعة فى وحدات الزمن الصغيرة فالمتناهية الصغر أثناء العلاج الجمعى (والإبداع خاصة)، بالإضافة إلى ما تعلمته من خلال اجتهادى فى مجال نقد النص الأدبى الأعمق فالأعمق(3) وما به من نقلات دالة ومميزة(4)، وربما كل ذلك هو الذى جعلنى أتقدم إلى فرض أن الأصل فى الوجود البشرى (وغير البشرى غالبا) هو هذه النقلات المتوالية المنتظمة الخلاقة من خلال جدل نبض الإيقاعحيوى على كل المستويات.

إن الممارس للطبنفسى الإيقاعحيوى يصله (دون تعسف أو قصد واضح أن دورية المرض النفسى بما فى ذلك النكسات يمكن أن تكون عَمْلَقَةٌ غير مناسبة لأحد مراحل دورات الإيقاع التى تتجاوز العادية، والإبداع إلى ضخ طاقة أو كتمها أكثر من من الدورة العادية أو إلى تفكيك فى مرحلة التفكيك المفترقى لم يمكن احتواه فى الطور السابق أو التالى.

وربما كان هذا – قبل أن أصل إلى هذا التنظير وهذه الفروض – هو ما أوحى لى أن أقترح على أحدى تلميذاتى د. نهى صبرى(5) أن تقوم بعمل بحث الدكتوراه  عن هذه النقلات التى تحدث فى الأعراض أو فى التشخيص أثناء العلاج الجمعى(6)، وقد وصلنى – وصلنا –  من  هذا البحث  ضمنا – فضلا عن نتائجه التفصيلية فى العلاج وطبيعته، وطبيعة المرض وحركيته، ما أعتبره الآن من الخلفية التى انطلقت منها فروضى عن “واحدية المرض النفسى فى مقابل تعدده”(7)، ذلك الفرض الذى ثبت أنه ينبع أساسا، إن لم يكن تماما من الفكر التطورى (ثم لاحقا تبينت أنه محور أساسى فى الاقتراضات الجوهرية فى الطبنفسى الإيقاعحيوى)

يمكن أن نتقدم بعد ذلك إلى مواصفات عملية يمكن أن تتميز بها المقابلة الإكلينيكية من منطلق الطبنفسى الإيقاعحيوى عن الطبنفسى التقليدى بما يلى:

  1. أن يتذكر الطبيب (الفاحص) جوهرية حركية الوجود البشرى بين نوبات مختلفة من بينها احتمال المرض، وبالتالى المرض، فتعتبر “التاريخ السابق” أحد تجليات هذه الحركية المفرطة فى اتجاه النشاز، فيواكبها ليعمل على احتوائها للانتقال إلى نوبة إفاقة، مما يرجح لديه كفة التفاؤل ويحفز المثابرة.
  2. أن يضع فى الاعتبار أن التاريخ السابق هو مؤشر مهم لكل من “التكهن” Prognosis و”المآل” Outcome على خلفية من الحركية والتفاؤل مهما بلغت شدة المرض.
  • وبالتالى أن يضع فى الاعتبار احتمال أن النوبة السابقة ليست وشما – على طول الخط – للحالة الراهنة أو دليلا سلبيا عن التكهن أو المآل، بل إن بعض المآلات قد تكون إيجابية، فى اتجاه إطلاق مسيرة النمو = الإبداع الذاتى أو غيره، برغم أن ذلك لا يحدث إلا نادرا، وفى ظروف مناسبة  أو مع علاج من منظور النمو المستمر والنبض المجدِّد,
  1. أن يكون السؤال عن التاريخ السابق مرتبط بالسؤال عن التاريخ الأسرى، لأنه كما بينا(8) فإن ما يورث هو ليس نوع المرض بقدر ما هو “زخم الحركة” و”طبيعة نمط نبضات الإيقاع الحيوى” الذى لا يجرى بنفس التواتر ولا بنفس التأثير، ولا بنفس العواقب عند كل الناس مثل بعضهم البعض، فبما أن المخ هو مفاعل للطاقة والمعلومات، (ونضيف: من خلال الإيقاعحيوى) فإن نوعية عمل هذا المفاعل تتبع قواعد عامة مُنَظَّمَةٌ، لكن تفاصيل حركيته تختلف من عائلة إلى عائلة، إلى الأجيال اللاحقة ويورث نمطها أيضا من حيث المبدأ.
  2. أن يُطمْـئـِنٌ الفاحصُ الأهلَ أن هذا الربط (بين التاريخ العائلى، والتاريخ السابق) ليس وصمة لا للمريض ولا لأهله، وأن ما يورَّث فى حالة المرض ليس بالضرورة سلبيا على طول الخط، وإنما هو صورة من صور تمادى عملقة الطبيعة لأطوار بذاتها إلى درجة نشاز مزعج.
  3. أن يتذكر أن مهمته هى الحفاظ على استمرار النقلات لكن بجرعاتها المناسبة إلى غايتها المتنامية، وإنما يختلف باختلاف العوامل التى أطلقت فيها فاعلية الإيقاعحيوى، والجدل النمائى، وفرص الإبداع، وحركية العلاقات (وقد ألمحنا إلى ذلك فى التاريخ الأسرى (نشرة: 16-5-2016 ) وفى تناوله للصرْع )من نشرة 7-5-2016  إلى نشرة 15-5-2016) (وسوف نعود إليه غالبا طويلا)
  • أن تحصل من التاريخ السابق عن تفاصيل نوع العلاج الذى أعطى للمريض، وما كان يتميز به، وما كان ينقصه، وما يمكن أن يـُتعلم منه، وما يمكن أن يضاف إليه، باحترام شديد لكل المحاولات السابقة مهما كانت نتائجها.
  • أن نضع فى التخطيط العلاجى ومراحله، وبالذات بالنسبة للتوقيت، والتكامل العلاجى، كل المعلومات التى تم الحصول عليها من التغيرات التفصيلية سواء فى المرض، أو فى أسلوب العلاج
  1. أن يهتم الطبيب (الفاحص) بمدى الامتثال compliance الذى التزم به المريض فى النوبات  السابقة، وأيضا مدى التأهيل الذى أتيح بعدها، حتى يمكن تجنب السلبيات المحتملة، وألا يكتفى بالامتثال لتعاطى الأدوية فحسب، بل يمتد الانتقال إلى التأكيد على تنفيذ برامج التأهيل إلى ما ينبغى أن يتناوب تكاملها ما أمكن مع دورات الإيقاع الحيوى الطبيعة، مثل إيقاع الصلاة، وإيقاع العدم، وإيقاع العمل تناوبا مع إيقاع اللعب ..الخ ..الخ.

للتذكرة

أردت فى نهاية النشرة أن أوضح كيف يختلف التفكير إذا تبنى  الطبيب فكرة استمرار الحركة، فلا يدرس الماضى على أنه ماضٍ صرف، وكأنما يدرسه على أنه  “حاضر يتكرر”، وكما سبق النيبيه إلى أنه “لا يُصلح العطار…ما أفسد الدهرُ”، لكن “يصلح الدهر .. ما أفسد الدهر”، فإننا يمكن تطبيق هذه المقولة على فكرة  “مواكبة الحركة” لتعديل مسارها “فى دوراتها اللاحقة”، وخصوصا الآنية منها (هنا والآن) ، بالمشاركة الجدلية بين مستويات الوعى المتعددة بالعرض، والممتدة فى الطول، وهكذا يصبح دور الطبيب جزءًا من حركية الطبيعة وإيقاعات الدهر الإيجابية، وشتان بين ذلك وبين الطبيب “العطار” مهما حَسُنْتْ عطارته

وإليكم  بعض نص ما جاء سابقا بدلا من الاكتفاء بالإحالة إلى روابط

I –  تعريف بالحالات المتبادلة: (نشرة 26-6-2016)  

أولاً:  حالة الجنون/اللاجنون (المفترقية):

 …………..،…….. هذه (وليس الجنون) تركز على حركية “التفكيك” وليس على محتوى السلوك أو ظاهر السِّمات أو أسماء الأعراض،  وحركية التفكيك هذه مرتبطة بالإيقاعحيوى، فحالة الجنون بهذا المعنى تحدث بشكل إيقاعى راتب بعيدا عن وعى الصحو عادة، وهى هى ظاهرة التفكيك فى الأحلام التى يتميز بها نوم الريم REM خاصة (النوم الحالم أو نوم حركة العين السريعة)، وإن كانت قد تحدث فى اليقظة أيضا مع أعراض مزعجة نسبيا، لكن لفترة محدودة ثم حسب مسارها كما ذكرنا. (وقد تتمادى إلى المرض الصريح).

ثانيا:

أما “حالة الإبداع”  فهى تشير إلى أن الكيان البشرى، وهو فى حالة إيقاعحيوى متصل، يعيد تشكيل نفسه (وبالذات مخه) طول الوقت فلا يوجد –كما ذكرنا- إنسان هو مبدع  والآخر ليس مبدعا، الاختلافات واردة، والفرص مختلفة، لكن ‏ ‏الطبيعة‏ ‏البشرية‏ ‏بمسيرتها‏ ‏الحيوية‏ ‏تسمح بالتبادل الحتمى لكل فرد دون استثناء‏‏ ‏بين‏ ‏حالات‏ ‏الوجود‏ ‏التى أشرنا إليها، ومنها ما اسميناه “حالة الإبداع”، واستعمال كلمة إبداع هنا إنما يشير إلى النتاج الإيجابى من حالة التفكيك (الجنون اللاجنون) سواء كان هذا النتاج تغيرا نوعيا بالغ الرهافة لا يمكن رصده ظاهرا أولا بأول على مسار النمو نتيجة لنشاط الإيقاحيوى المستمر، أم كان ناتجا إبداعيا مسجلا.ً

ثالثا:

أما “حالة العادية” فهى ما يشير إليه ظاهر حالات أغلب الناس، أغلب الأوقات، فالإنسان العادى: عادى مهما اعتبرناه مشروع مبدع أو مشروع مجنون، ومهما تبادل سرا  أو علانية مع حالاته الأخرى نتيجة نبض الإيقاعحيوى المستمر.

وبعد

إن هذا المنطلق يمكن أن يصالحنا على التاريخ السابق بما يمنع الوشم واليأس معاً.

II

شكل: حالات الوجود المتبادلة نفس النشرة (26-6-2016)  

17-10-2016_1

وبعد: (أخرى)

فإذا كان هذا ما يحدث كل يوم وليلة، بل كل لحظة ولحظة، فما على من يصله ذلك إلا أن يواكب المسيرة الطبيعية إلى مآلها الطيب إلى وجه خالقها مستعملا فى ذلك كل علمه وفنه ووعيه وإيمانه

III

17-10-2016_2

[1] – الذى جاء تعقيبى عليه فى المتن كما تلاحظ:

[2] -Syndrome shift & Symptom shift

[3] – سوف أكتفى بالإشارة إلى شهادات ثلاثة من مبدعى الحكى دون تعقيبى النقدى لهم فى كتابى “حركية الوجود وتجليات الإبداع” مقال “شهادات من مبدعى الحكى” إدوارد الخراط: ص 170  نجيب محفوظ: ص 174  يوسف إدريس: ص  175

[4] –  من كل هذا يمكن أن يعتبر رصد التاريخ السابق ما بين نشرات المرض والإفاقة هو نوع من التعرف على طبيعة تجاوز الإيقاع الحيوى ومواصفاته السليمة إلى مواصفاته الإمراضية وهذا ما اسميته “السيكوباثولوجينى”.

[5] – الآن: أ.د.  نهى صبرى أستاذ الطب النفسى بقسم الأمراض النفسية: كلية الطب قصر العينى، جامعة القاهرة.

[6] – الأعراض ووظائف الذات، وتغيرات الظاهرة الإكلينيكية المحتملة خلال العلاج النفسى الجمعى (رسالة دكتوراه فى الطب النفسى)

الأعراض ووظائف الذات، وتغيرات الظاهرة الإكلينكية المحتملة خلال العلاج النفسى الجمعى

Symptoms, Egofunctions andpossible Syndrome Shift in Group Psychotherapy

[7] – UNITARY CONCEPT   versus  MULTIPLE  NOSOLOGICAL  CATEGORIES: Psychiatric Disorders : One basic disorder with different presentations ?? Or numerous  fragmented  categories ?

[8]  – فى السؤال عن التاريخ الأسرى (الوراثة) نشرة: 16-5-2016  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *