الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الطبنفسى الإيقاعحيوى (108) Biorhythmic Psychiatry مازالنا فى المقابلة الإكلينيكية (41) عودة إلى المقابلة الإكلينيكية مزيد من المعلومات الهامة

الطبنفسى الإيقاعحيوى (108) Biorhythmic Psychiatry مازالنا فى المقابلة الإكلينيكية (41) عودة إلى المقابلة الإكلينيكية مزيد من المعلومات الهامة

نشرة “الإنسان والتطور”

السبت: 8-10-2016

السنة العاشرة

العدد:  3326

الطبنفسى الإيقاعحيوى (108)

 Biorhythmic Psychiatry

مازالنا فى المقابلة الإكلينيكية (41)

 عودة إلى المقابلة الإكلينيكية

مزيد من المعلومات الهامة

مقدمة:

كان لا بد أن نعود إلى تكملة ما ينبغى أن تحتويه المقابلة الإكلينيكية، وقد وجدت أن هذا عمل ثقيل نسبيا، ربما لأنه تقليدى أكثر من طبيعة ما أريد تقديمه، وقد لا يجذب المتابع الذى يبحث بالتحديد عن الإضافة التى يمكن أن يضيفها الطبنفسى التطورى

 ومع ذلك، دعونا نحترم الأصل، ونواصل.

 المتن:(1)

 ‏التاريخ‏ ‏السابق

يعتبر‏ ‏من‏ ‏التاريخ‏ ‏السابق‏:  ‏أى ‏مرض‏ ‏أو‏ ‏كارثة‏ ‏أو‏ ‏تحوّل‏ ‏بالغ‏ ‏فى ‏السلوك‏ ‏يكون‏ ‏قد‏ ‏حدث‏ ‏قبل‏ ‏بداية‏ ‏المرض‏ ‏الأخير‏، ‏سواء‏ ‏كان‏ ‏لفترة‏ ‏مؤقتة‏ ‏أو‏ ‏ممتدة‏.  ‏ويشمل‏ ‏ذلك‏: ‏

– ‏أى ‏مرض‏ ‏عضوى، ‏صَغُرَ‏ ‏أم‏ ‏كبر‏. ‏ويعتنى ‏بصفة‏ ‏خاصّة بذكر‏ ‏الأمراض‏ ‏التى ‏ألزمت‏ ‏الفراش‏ ‏مدة‏ ‏طويلة‏، ‏وخاصة‏ ‏فى ‏الطفولة‏ (‏مثل‏ ‏الحمى ‏الروماتيزمية‏)، ‏ويؤخذ‏ ‏فى ‏الاعتبار‏ ‏علاقة‏ ‏المريض‏ ‏بالمرض‏ ‏والرعاية‏ ‏التى ‏تلقاها‏ ‏والنكوص‏ ‏الذى ‏سُمَح‏ ‏له‏ ‏به‏.. ‏إلخ‏. ‏

‏ ‏ وعلاقة‏ ‏الأمراض‏ ‏العضوية‏ ‏السابقة‏ ‏بالمرض‏ ‏النفسى ‏الحالى ‏تتوقف‏ ‏على ‏المدة‏ ‏التى ‏مرت‏ ‏بين‏ ‏هذا‏ ‏وذاك‏، ‏كما‏ ‏تتوقف‏ ‏على ‏نوعىْ ‏المرض،‏ ‏وهل‏ ‏يُحدث‏ ‏أحدهما‏ ‏الآخر‏، ‏ويمكن‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏المرض‏ ‏العضوى ‏السابق‏ ‏عاملا‏ ‏مرسّبا‏ ‏أو‏ ‏مهيئا‏ ‏للمرض‏ ‏النفسى ‏الحالى.‏

التحديث

خبرة أى مرض عامة – بغض النظر عن نوعه – هى خبرة نفسية فى المقام الأول، وهى تعطى فرصة للتعرف على شخصية المريض ومدى صلابته ومقاومته ودرجة تحمله، وهل انتهزها فرصة للنكوص والاعتمادية، أم اعتبرها ضعفا لا يليق بفكرته عن ما يملك من جَلَدٍ ومقاومة، وهل اكتشف من خلال توقف مجرى الصحة العادية أية فرصة للمراجعة أو النقد، كل هذا يسهم فى التعرف على شخصية المريض أثناء المقابلة دون إلزام بربط مباشر بين أى مرض بالذات وبين ما طرأ عليه من مرض نفسى محتمل حالا، لكن يمكن أن يصل إلى أن يكون المرض العضوى سببا مباشرا فى الأعراض النفسية الحالية، وهناك قول شائع  لـــ: هـ .لانج H. Lang(1) أن الفرق بين العاقل والمجنون هو بضعة درجات فهرينهيت، يعنى أن هذا الخلط الهذيانى الشديد الذى تصحبه هلاوس وخيالات، تختفى جميعها عادة بمجرد هبوط درجة الحرارة.

المتن:(2)

 ‏- يرصد تاريخ أى ‏تدخل‏ ‏جراحى، ‏مع‏ ‏التأكيد‏ ‏على ‏التحضير‏ ‏للعملية‏ ‏ونوع‏ ‏التخدير‏، ‏ومدّة‏ ‏التخدير‏، ‏والرعاية‏ ‏اللاحقة‏، ‏ومدة‏ ‏الإقامة‏ ‏فى ‏المستشفى، ‏ثم‏ ‏العوامل‏ ‏السابق‏ ‏ذكرها‏ ‏ ‏فى تأثير حالة المرض عموما مثل: السماح‏ ‏بالنكوص‏..‏وغير‏ ‏ذلك‏، ‏وأخيرا‏ يرصد ‏إن‏ ‏كانت‏ ‏هناك‏ ‏بقايا‏ ‏أعراض‏ ‏أو‏ ‏إعاقة‏ ‏بعد‏ ‏العملية‏، ‏أو‏ أى ‏تغير‏ ‏فى ‏المعاملة‏ ‏من‏ ‏المحيطين‏ ‏به‏  ‏بعد‏ ‏النقاهة‏.. ‏إلخ.

‏ ‏ التحديث

..وقد‏ ‏تعتبر‏ ‏العمليات‏ ‏الكبيرة‏ ‏التى ‏أعطى ‏المريض‏ ‏فيها‏ ‏محاليل‏ ‏بديلا‏ ‏عن‏ ‏التغذية‏ ‏بالفم‏ ‏لمدّة‏ ‏طويلة  ‏أو‏ ‏تمت‏ ‏تغذيته‏ ‏بأنبوبة‏ ‏فى ‏المعدة‏ ‏أو‏ ‏ما‏ ‏شابه‏ قد تعتبر ذات مغزى خاص، حيث ‏قد‏ ‏تمثّل‏ ‏هذه‏ ‏الخبرة‏ ‏للبعض‏ ‏نوعا‏ ‏من‏ ‏إعادة‏ ‏خبرة‏ ‏الولادة‏ أو حتى التغذية الرحمية بالحبل السرى أثناء ‏‏الفترة‏ ‏الرضيعية،‏ ‏مما‏ ‏قد‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏يترتب‏ ‏عليه‏ ‏من‏ ‏خبرات‏ ‏إيجابية‏ ‏أوسلبية‏ ‏حسب‏ ‏نوع‏ ‏الرعاية‏ ‏والتأهيل‏ ‏المقدّمين‏ ‏فى ‏هذه‏ ‏الفترة‏ ‏اللاحقة‏ ‏للعملية‏. ‏

المتن:(3)

– ‏تسجل الحوادث‏، ‏والإصابات‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏الأنواع‏ ‏‏وخاصة‏ ‏حوادث‏ ‏إصابة‏ ‏الرأس‏ ‏وما‏ ‏كان‏ ‏مصاحبا‏ ‏بارتجاج‏ ‏فى ‏المخ‏ (‏بمعنى ‏فقد‏ ‏الوعى ‏‏ ‏لأى ‏فترة‏ ‏زمنية‏)

التحديث

يعتبر تعبير الارتجاج Concussing ذا دلالة خاصة بالنسبة للحالات النفسية المسماة “بعد الارتجاج” post concussion ، ويعتبر أن الشخص قد مَرّ بحالة ارتجاج المخ إذا غاب عن الوعى أثناء الحادث (ونادرا بُعَيْدًه) ولو لبضع ثوان، وعادة لا تترتب على ذلك أيه آثار شديدة فورية، لكن فى بعض الأحيان وعند بعد الأشخاص المستهدفين تتغير الشخصية برمّتها تغيرا نوعيا قد يصل إلى نقيض ما كانت عليه، وهنا يحتاج الأمر إلى أن يوضع كل ذلك فى الاعتبار أثناء تقييم الحالة الراهنة، وخاصة بالنسبة للتكهن(2)، والمآل(3)، لبذل رعاية خاصة وتأهيل باكر.

المتن:(4)

– ‏معايشة الكوارث‏ ‏العامة‏، ‏مثل‏ ‏الزلزال‏، ‏والحرب‏، ‏والتهجير‏، ‏أو الكوارث‏ ‏الخاصة‏ ‏مثل‏ ‏الإفلاس‏ ‏أو‏ ‏فقد‏ ‏عدد‏ ‏من‏ ‏الأقارب‏ ‏الأعزاء‏ ‏مرة‏ ‏واحد‏ ‏أو‏ ‏الانتقال‏ ‏القسرى ‏من‏ ‏محل‏ ‏الإقامة‏.. ‏إلخ‏، ‏كل‏ ‏ذلك‏ ‏يثبت‏ ‏حتى ‏لو‏ ‏لم‏ ‏يبد أن‏ ‏له‏ ‏علاقة مباشرة ‏ ‏بالحالة‏ ‏المرضية‏ ‏النفسية‏ ‏الراهنة‏.‏

التحديث

توجد علاقة عامة بين مثل هذه الحوادث ومدى حدتها وبين تفاعل معظم الناس لها، ذلك التفاعل الذى قد يصل إلى درجة المرض النفسى، وقد يستمر مددا طويلة عند بعض الأفراد، وقد زادت أهمية دور الطب النفسى فى مواجهة آثار هذه الكوارث الجماعية خاصة تلك الناتجة عن تعصب شامل، أو قهر جماعى مثل حروب الإبادة، واجتياح الظلم وتشريد الأبرياء غير المقاتلين، والإغارات الشاملة دون تمييز، والتهجير الجماعى، وللتناول النفسى دوره الهام فى الوقاية والعلاج من مثل كل ذلك.

المتن:(5)

 – ‏يسجل أيضا – دون سؤال ابتداء فى الأغلب – أية أحداث فيها نوع التصادم‏ ‏مع‏ ‏القانون،‏ ‏كما ‏ ‏ينبغى ‏أن‏ ‏تبذل‏ ‏محاولة‏ ‏لمعرفة‏ ‏أبعاد‏ ‏وطبيعة‏ ‏ودلالة‏ ‏مثل‏ ‏هذه‏ ‏المصادمات‏.‏

التحديث

التصادم مع القانون فى حد ذاته ليس مرضا وكثيرا ما يأتى المستشير للاستشارة نتيجة لصدامه مع القانون، ليس بالضرورة بحثا عن شهادة تعفيه من المسئولية، ولكن ربما ضمن تصوُّرٍ أن من مهام الطبيب النفسى فض المنازعات القانونية، وكثيرا ما يُحضر الأهل المريض بضغط متنوع كنتيجة لأنه يخترق الحدود القانونية ليس فقط بالاعتداء البدنى، وإنما بتجاوزات عائلية مثل سرقة من المنزل أو من الأقارب، ثم من الأغراب، ويستحسن أن يُوصى فى هذه الحالات بأن يأخذ القانون مجراه خوفا من احتمال لصق لافتة تشخيص نفسى يبدو وكأنه يعفى المريض من المسئولية مما يدفع المستشير (حتى لو كان مريضا) للتمادى فى اختراق القانون، كما قد يمنع الأهل من الوقوف فى وجه هذا التمادى بالحزم اللازم.

ثم أنه يوجد نمط من اضطراب الشخصية يسمى الشخصية المضادة للمجتمع Antisocial Personality تتصف بسمات عدوانية لدرجة تكرار التصادم مع القانون بشكل ثابت ومتكرر، وعادة ما يقدم المريض أسبابا أو تفسيرات لما يفعله، وقد تكون كلها دفاعات وتبرير، لكن يمكن أحيانا أن نلمح بعض معالم إيجابية احتجاجية أو شبه ثورية فى بعض مثل هذه التصرفات، وكل هذا يمكن أن يلتقطه الطبيب ويتعامل معه، لكن ينبغى أن يتحدد ذلك فى إطار أبعاد المهنة، ولا يقوم مقام القانون.

وبالنسبة للطب النفسى التطورى فإن هذا الجزء الأخير من التحديث قد يمتد حتى يحفز الطبيب للبحث عن معنى مخالفة القانون والغاية منه، ولا يكتفى باستقصاء الأسباب الحقيقية أو المحتملة.

المتن:(6)

– ‏الاستعمال‏ ‏الممتد‏ ‏للعقاقير‏ ‏والكحول‏ ‏والمواد‏ ‏المحدثة‏ ‏للإدمان‏ ‏حتى ‏ولو‏ ‏كانت‏ ‏نتيجة‏ ‏لوصفة‏ ‏طبية‏.

التحديث

منذ ثلاثين عاما – تقريبا – لم تكن ظاهرة الإدمان قد استشرت فى مصر (وربما فى العالم) إلى الدرجة التى هى بها الآن، وربما كان هذا السطر الواحد كافيا لتسجيل معلومات عن تعاطى مواد قد تكون مسببه للمرض النفسى بشكل مباشر(4) أو قد يكون التعاطى نوعا من العلاج الذاتى(5) بمعنى أن تعاطى هذه المواد بالصدفة أو بالتجربة قد خفف من أعراض نفسية حتى اعتبر الشخص ذلك علاجا نافعا له، لكن عادة ما تكون هذه المواد سببا فى تفاقم أى أمراض نفسية أخرى: كامنة أو تحت إكلينيكية(6).

عموما، فقد بدأت مؤخرا أتعرف على ما أسميته “ثقافة الإدمان” بعد أن استشرى وزاد وهى ثقافة شديدة الارتباط بما يقدمه (أعنى يعارضه ويقاومه) الطبنفسى التطورى بشكل جوهرى ومحورى، بل إننى رحت أتعرف على ثقافات فرعية أخرى من خلال تعرفى على ثقافة الإدمان، وكدت أتبين معالم سلبيات الاعتمادية والاستسهال من خلال ذلك، وقد تمادى تنظيرى فى هذه المنطقة إلى أننى اعتبرت الإدمان دينا سلبيا جديدا له كل معالم سلبيات سوء استعمال الدين والتدين، وهذا ما سوف أناقشه فى نشرة الغد غالبا.

وأعتقد أن عرض ما خطر لى عن ثقافة الإدمان وعن الإدمان كدين معاصر هو مناسب لتوضيح النقلة إلى روح الطب النفسى التطورى فى هذه النقطة بوجه خاص.

[1] –  هـ. لانج  H. Lang صاحب كتاب  Split Self وأحد رواد حركة “ضد الطب النفسى” Anti Psychiatry التى ظهرت فى الخمسينات عقب الحرب العالمة الثانية وكانت بمثابة احتجاج على العقل البشرى بزعم السواء  وبرغم ذلك لا يتورع عند ارتكاب كل هذه المذابح على الجانبين.

[2] – Prognosis

[3] – Outcome

[4] – Drugs Induced Discarders (including psychosis)

[5] – Self Medication

[6] – Serbclinical

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *