الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الطبنفسى الإيقاعحيوى (100) : كشف الفطرة من: حركية التطور إلى إبداع الإيمان (1)

الطبنفسى الإيقاعحيوى (100) : كشف الفطرة من: حركية التطور إلى إبداع الإيمان (1)

نشرة “الإنسان والتطور”

الأثنين: 19-9-2016

السنة العاشرة

العدد:  3307

 

الطبنفسى الإيقاعحيوى (100)

 Biorhythmic Psychiatry

مازالنا فى المقابلة الإكلينيكية (34)

                   كشف الفطرة من:

حركية التطور إلى إبداع الإيمان  (1)

مقدمة:

الفقرة التالية فى المتن الذى تعهدت أن يكون هو الأصل، هى بعنوان : خامسا‏: ‏تاريخ‏ ‏التدين، وقد تعجبت ‏ ‏لذلك، إذ كان ينبغى أن نتناول التركيب الاسرى كله بعد ما عرجنا إلى “المؤسسة الزواجية”، لكننى بالرجوع إلى ما ينبغى أن يصل إلى الممارس الذى أحاول أن أقدم له ما يتميز به الطبنفسى الإيقاعحيوى، وجدت أن هناك نقص جسيم لابد أن يكتمل به الاستقصاء عن الأسرة ككل، قبل وبعد وصف كل فرد على حدة، فالأسرة تمثل وحدة وعىٍ جماعى هو بداية الوعى الجمعى المبنى عليه فكر هذا الطب، وقد أصابها فى ثقافتنا مؤخرا، ما لحق بالمدرسة وبمجتمع العمل من هلامية وتفكك، فقدرت أنه من الأفضل أن أؤجل الحديث عنها حتى أعود إلى تفصيل علاقة الطبنفسى الإيقاعحيوى بمستويات الوعى المتولدة فى امتداد بلا نهاية، وإن كنت كنت قد تناولت فى نشرات سابقة هذه العلاقة بإفاضة كما سترد الإشارة إلى بعضها لاحقا.

ثم إننى حين انتقلت إلى الفقرة التالية وهى فقرة “التاريخ الدينى”، وجدت أنها أيضا، بل أساسا، شديدة الارتباط بما هى درجات الوعى، وتخليق الإيقاع الحيوى لحركية الإبداع نحو الوعى المطلق إلى الغيب إلى وجه الله كما أشرنا مرارا.

ولكن دعونا نبدأ بنص المتن أولا:

المتن:

خامسا : تاريخ التدين

فى ‏العالم‏ ‏الغربى ‏يكاد‏ ‏يكون‏ ‏من‏ ‏المحرّمات‏ ‏أن‏ ‏تسأل‏ ‏أحد‏ ‏الناس‏ ‏عن‏ ‏معتقده‏ ‏أو‏ ‏دينه‏، ‏حيث‏ ‏يعتبر‏ ‏ذلك‏ ‏تدخلا‏ ‏فى ‏حرّيته‏ ‏الشخصية‏، ‏ويمتد‏ ‏هذا‏ ‏الأمرلعدم‏ ‏كتابة‏ ‏الد‏ ‏يانة‏ ‏أصلا‏ ‏على ‏أوراق‏ ‏الهوية‏ ‏أو‏جواز السفر‏، ‏وقد‏ ‏أدى ‏هذا‏ ‏الموقف‏ ‏لإلغاء‏ ‏الاقتراب‏ ‏من‏ ‏هذه‏ ‏المنطقة‏ ‏فى ‏المشاهدة‏ ‏الإكلنيكية‏ ‏عامّة‏، ‏ثم‏ ‏إن‏ ‏هذا‏ ‏الموضوع‏ ‏هو‏ ‏أمر‏ ‏مثير‏ ‏ومحرج‏ ‏للفاحص‏ ‏نفسه‏ ‏حتى ‏لو‏ ‏ادعى ‏غير‏ ‏ذلك‏ ‏ولكن‏ ‏الأمر‏ ‏يختلف‏ ‏عندنا‏، ‏فالموقف‏ ‏من‏ ‏الدين‏ ‏والاعتقاد‏ ‏يمثل‏ ‏جوهرا‏ ‏فى ‏تكوين‏ ‏الشخصية‏، ‏وقد‏ ‏تكون‏ ‏له‏ ‏علاقة‏ ‏وثيقة‏ ‏بالمرض‏، ‏ولكن‏ ‏ينبغى ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏السؤال‏ ‏رقيقا‏، ‏وغير‏ ‏مباشر‏ ‏وخاصّة‏ ‏فيما‏ ‏يرتبط‏ ‏بالاعتقاد‏، ‏ويصبح‏ ‏الأمر‏ ‏أسهل‏ ‏حين‏ ‏يكون‏ ‏السؤال‏ ‏عن‏ ‏مدى ‏الالتزام‏ ‏بالعبادات‏ ‏والطقوس‏، ‏ومن‏ ‏هذا‏ ‏وذاك‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏تستنتج‏ ‏بعض‏ ‏المواقف‏ ‏بل‏ ‏وبعض‏ ‏الد‏ ‏فاعات‏، ‏والأهم‏ ‏من‏ ‏هذا‏ ‏وذاك‏ ‏هو‏ ‏أن‏ ‏تستفسر‏ ‏عما‏ ‏طرأ‏ ‏على ‏الاعتقاد‏، ‏وماطرأ‏ ‏على ‏أداء‏ ‏الطقوس‏ ‏مؤخرا‏ ( ‏قبيل‏ ‏المرض‏ ‏أو‏ ‏مع‏ ‏المرض‏) ‏

التحديث:

بمراجعة هذه الفقرة تمكنت من تصحيح معلوماتى وخاصة بالنسبة للفقرة التى تقول ” يكاد‏ ‏يكون‏ ‏من‏ ‏المحرّمات‏ ‏أن‏ ‏تسأل‏ ‏أحد‏ ‏الناس‏ ‏عن‏ ‏معتقده‏ ‏أو‏ ‏دينه‏، ‏حيث‏ ‏يعتبر‏ ‏ذلك‏ ‏تدخلا‏ ‏فى ‏حرّيته‏ ‏الشخصية‏،……‏، ‏وقد‏ ‏أدى ‏هذا‏ ‏الموقف‏ ‏لإلغاء‏ ‏الاقتراب‏ ‏من‏ ‏هذه‏ ‏المنطقة‏ ‏فى ‏المشاهدة‏ ‏الإكلنيكية‏ ‏عامّة‏”، تراجعت وأنا أقرّ بتجاوزى، فلا هذا عندهم من المحرمات، ولا حتى “يكاد يكون من المحرمات”، لأن تسجيل هذه المعلومات الأساسية فى بلاد تقدس الحرية الشخصية، لا يعرقل أية علاقة علاجية بين الطبيب والمريض، ولا مانع من إثبات الموجود بما هو، كجزء من واقع المريض، الأمر الذى يتأكد بشكل خاص فى ثقافتنا، مع تزايد الدعوة إلى التسامح وما يسمى المواطنة، ومهما كان هذا الموضوع حساس ومثير لموقف الفاحص شخصيا، إلا أن تجنب الخوض فيه لا يعنى إلغاء تأثيره، والأفضل أن تتم فيه المصارحة من البداية، مع التدريب المستمر لتجاوز أى احتمالات لأى تأثير ولو لاشعورى، على العلاقة بين المريض والطبيب، بغض النظر عن الإعلان المبدئى للحياد و”المواطنة”.

كما لاحظت أن العنوان هو تاريخ التدين، وليس التاريخ الدينى كما قدّمت، وهذا لا يتفق مع الفكر الذى أقدمه حيث يوحى بأن التدين أمر لاحق، علما بأننى أتناول الدين من منظور أنه طريق تنظيم الإيقاع إلى الإيمان وليس اختيارا مكتسبا لاحقا تماما.

والآن:

كيف يتناول الطبنفسى الإيقاعحيوى مسألة الدين والإيمان، وأين تقع فى ترتيب أولوياته ؟

للإجابة على هذا السؤال رجعت إلى النشرات السابقة، ووجدت أنها تناولت هذا الموضوع بإفاضة كافية، وبموضوعية لازمة، وخشيت إن أنا رجعت إليها أن أكرر عدة نشرات حرفيا، ففضلت اليوم أن أكتفى بالإشارة إلى هذه النشرات، وربما بعض مقتطفات من بعضها، ولا أعيد نشرها، إلا إذا طلب منى الأصداقاء المتابعون ذلك

على أن لى تحفظ موضوعى أكرره دائما للتنبيه إلى موقفى الحاسم ضد أى تفسير “علمى” لنصوص “دينية”، وأن أى علاقة هى علاقة تنويرية إبداعية تطورية لصالح المسيرة الإنسانية: من أصلها كما خلقها الله عبر ملايين السنين: إلى بارئها عالم الغيب والشهادة الذى ليس كمثله شىء وهو السميع البصير

وأكتفى اليوم بأن أورد عناوين  النشرات والمقالات  التى يمكن الرجوع إليها، مع الروابط اللازمة، وكلها متصلة اتصالا مباشرا بالمفاهيم الأساسية للطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى (كما ورد فى أول عدد لصدور مجلة الإنسان التطور الفصلية فى يناير سنة 1980 بعنوان “الله ..الإنسان..التطور..الله” أنظر لاحقا.

تنويه لازم:

ولكن قبل إثبات عناوين وروابط هذه النشرات الموصى بالرجوع إليها لابد من التنويه أننا ما زلنا نعرض كل ذلك تحت عنوان “المقابلة الإكلينيكية”، فهل يا ترى على من يريد ممارسة هذا التوجه المسمى الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى أن يقوم بحفظ هذه النظريات كما يحفظ خوارزمية التشخصى التقليدى، أو فروض أسباب المرض النفسى البيوكيميائية؟ وهل هذا الحفظ يمكن أن يسهم فى تسهيل ممارسته لهذا النوع من الطب؟ وإذا كان هذا ليس هذا هو المطلوب (وهو فعلا ليس مطلوبا هو غير ممكن) فما فائدة طرح هذه الفروض بهذا التفصيل هكذا، ونحن فى مجال المقابلة الإكلينيكية ؟

الرد على هذه التساؤلات واجب وموضوعى، لكنه ليس سهلا ولا مباشرا، وففيما يلى محاولة لتحديد الخطوط العريضة التى يمكن أن تربط هذا التنظير بالممارسة

1- لكل ممارس – لأى مهنة أو مهمة أو غيرها – إطار مرجعى ظاهر، وخفى ، ترتبط به ممارسته بشكل مباشر، وغير مباشر (وأحيانا يسمى أيديولوجية خاصة وهو أعمق من ذلك بكثير)، وما أعرضُهُ عن التنظير فى هذا الفرع من الطبنفسى هو تسجيل من واقع خبرات عملية آمَلُ أن يمثل إضافة محتملة إلى هذا الإطار المرجعى للطبيب (الفاحص) بشكل أو بآخر.

2- إن أى ممارسة عملية تتناول ظاهرة الإنسان تجرى فى ثقافة معينة، تتأثر بها، وتؤثر فيها، ومعظم فروض الطبنفسى الإيقاعحيوى المعروضة حتى الآن نابعة  أساسا من ثقافتنا الخاصة على خلفية كل فروض التطور، والأرجح أن لها ما يقابلها فى ثقافات أخرى موازية، حيث أنها تتناول الظاهرة البشرية فى مسارها منذ بدء الحياة إلى غايتها، وبالتالى فإن أن أى اجتهاد فى تقديم إنارات أكثر فأكثر عن الطبيعة البشرية، هو إضافة ثقافية قبل وبعد أن تكون معرفة علمية ناهيك عن أن تكون تعليما من سلطة فوقية مستوردة.

3- إن استيعاب هذه الفروض لا يأتى من خلال تقديم براهين منطقية، أو إثباتات رقمية خطّية وإنما يأتى من خلال الممارسة المتدرجة الطويلة فى واقع عملى مستمر تحت إشراف تدريبى ناقد إبداعى طول الوقت، وهذا يبدأ من قبول أحتمال صحة الفروض، ولا ينتهى بفرضها حقائق مسلم بها إلا بقدر ما تفيد فى تحقيق أهداف النمو، والتطور، والإبداع ، والإيمان النمائى، والعلاج: عبر كل مستويات الوعى من خالقها بلا بداية محددة، إلى خالقها بلا  تمثيل نهائى.

4- إن الإضافة النابعة من ثقافتنا، والمتحققة فى واقعنا، تلزمنا بتحديد وإعلان ما نرى، ونرجح، وننقد، ونعدل، أولا بأول، أملا فى حوار متبادل، وتكافل معرفى ممكن.

وبعد

إليكم ما وعدنا من عناوين النشرات السابقة وروابطها مع مقتطف محدود من كلٍّ، (علماً بأن هذا ليس كل ما نشر بهذا الشآن) :

المقتطف الأول: مجلة الإنسان والتطور، عدد يناير 1980: بعنوان “الله … الإنسان .. التطور.. الله “سلسلة حتمية”.

المقتطف (1):

 إن‏ ‏مجلة‏ ‏تصدر‏ ‏باسم‏ “الإنسان‏ ‏والتطور” ‏ولا‏ ‏تتعرض‏ ‏بجلاء‏ ‏إلى ‏بعد‏ ‏الدين‏ ‏وعلاقة‏ ‏الفرد‏ ‏بربه‏ ‏وبكوْنه‏, ‏لابد‏ ‏وأن‏ ‏تكون‏ ‏فى ‏أزمة‏ ‏خاصة‏ ‏تحتاج‏ ‏الى ‏تفسير‏..,

…………………..

المقتطف (2):

ولكنى ‏أقول‏ ‏فى ‏النهاية‏: ‏لا‏ ‏حضارة‏ ‏بلا‏ ‏إيمان‏ ‏ولا‏ ‏إنسان‏ ‏بلا‏ ‏تكامل‏, ‏وليس‏ ‏أمامنا‏ ‏إلا‏ ‏التوليف‏ – ‏لا‏ ‏التلفيق‏ – ‏بين‏ ‏المتناقضات‏ .. ‏ونحن‏ ‏قادرون‏ ‏على ‏ذلك‏.‏

المقتطف (3):

‏إن‏ ‏ديننا‏ ‏الحنيف‏ ‏……….. لا ‏يأخذ‏ ‏حقه‏ حاليا ‏بشكل‏ ‏مباشر‏ ‏أو‏ ‏غير‏ ‏مباشر‏ ‏فى ‏الإسهام‏ ‏فى ‏تعميق‏ ‏القيم‏ ‏الإنسانية‏ ‏وإرساء‏ ‏التوازن‏ ‏الموضوعى ‏رغم‏ ‏ثرائه‏ ‏غير‏ ‏المحدود‏ ‏فى ‏جوهره‏ ‏وتفاصيله‏, ‏ولا‏ ‏أود‏ ‏أن‏ ‏أستطرد‏ ‏فى ‏ذلك‏ ‏‏إلا‏ ‏أنى ‏أعرض‏ ‏هذه‏ ‏الحقيقة‏ ‏مجردة‏ ‏بما‏ ‏تسمح‏ ‏به‏ ‏هذه‏ ‏العجالة‏.‏

المقتطف (4):

‏أن‏ ‏القضية‏ ‏الحضارية‏ ‏ينبغى ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏تناولها‏ ‏إيمانيا‏ ‏على ‏مراحل‏ ‏متصاعدة‏ ‏واعية‏ ‏هادفة كما يلى‏:‏

‏(‏أ‏) ‏الدعوة‏ ‏إلى ‏البحث‏ ‏فى ‏النفس‏ ‏البشرية‏ ‏بالمواجهة‏ ‏الفطرية‏ ‏النقية‏ ‏التى ‏تدعم‏ ‏العمق‏ ‏الموضوعى ‏للباحث‏ ‏كأداة‏ ‏مباشرة‏ ‏لكشف‏ ‏الحقائق‏ ‏بما‏ ‏يتفق‏ ‏مع‏ ‏المعنى ‏الجوهرى ‏للفطرة‏ ‏السليمة‏ ‏دون‏ ‏قيود‏ ‏خانقة جامدة مسبقة‏.‏

‏(‏ب‏) ‏البحث‏ ‏فى ‏طبيعة‏ ‏التكوين‏ ‏الإنسانى ‏وحاجة‏ ‏الإنسان‏ ‏الأساسية‏ ‏للإيمان‏ ‏بما‏ ‏يستتبع‏ ‏ذلك‏ ‏من‏ ‏مظاهر‏ ‏سلوكية‏ ‏ليست‏ ‏قاصرة على ما يسمى ‏الفضيلة‏.‏

‏(‏جـ‏) ‏البحث‏ ‏فى ‏القيم‏ ‏الإيمانية‏ ‏بصفتها‏ ‏الشمولية‏, ‏وتمييزها‏ ‏عن‏ ‏الإختلافات‏ ‏السلوكية‏ ‏التدينية‏ ‏فى ‏مختلف‏ ‏الأديان‏.‏

‏(‏د‏) ‏بحث‏ ‏القيم‏ ‏الإسلامية‏ ‏جوهريا‏ ‏قبل‏ ‏الدخول‏ ‏فى ‏تفاصيل‏ ‏سلوكية‏.‏

‏(‏هـ‏) ‏بحث‏ ‏التفاصيل‏ ‏السلوكية‏ ‏الدينية‏ ‏والنظر‏ ‏فى ‏وظيفتها‏ ‏كوسيلة‏ ‏إلى ‏تحقيق‏ ‏التوازن‏ ‏الأشمل‏.‏

وبهذا‏ ‏الترتيب‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏نحقق‏ ‏أهدافنا‏ ‏الحضارية‏ ‏ونساير‏ ‏العصر‏ ‏ونتحداه‏ ‏ونتخطاه‏ ‏ونرشده‏ ‏اذا‏ ‏تكلم‏ ‏لغة‏ ‏شاملة‏ ‏لا‏ ‏تعصب‏ ‏فيها‏ ‏ولا‏ ‏مخاوف

المقتطف الثانى: نشرة الأساس فى العلاج الجمعى (68) بتاريخ: 6-10-2013، بعنوان:”الوعى الجماعى، وثقافتنا الخاصة، والله هو الشافى”  

المقتطف (1):

النشرة: عن النظام التساهمى من ذكاء المادة إلى مطلق الهارمونى نحو “الغيب”، وعلاقته بالعامل العلاجى فى العلاج الجمعى، وثقافتنا الخاصة.

المقتطف (2):

رحت بعد ذلك ألاحظ ما يتردد فى ثقافتنا عن أن “الله هو الشافى” بالمعنى الإيجابى البسيط، وما أعرفه وما يصلنى من فعل “الدعاء” كأهم رواكز الإيمان، وما أومن به وأمارسه من “اجتمعا عليه وافترقا عليه” فقدّرت أن هذا التجمع النظامى هو أعمق من، وأسبق عن، ما نعرفه عن ما هو حياة إنسانية مستقلة، وأيدنى فى ذلك ما ورد فى الكتاب الذى أناقش بعض ما جاء فيه عن “التاريخ الطبيعى للذكاء”.

المقتطف (3):

من هنا خطر لى معنى جديد لتسبيح الجماد لله سبحانه وتعالى، والسماء والأرض، وما بينهما، والطير، وكل شىء، الأمر الذى لو استقبلناه – دون الحديث عن سبق أو إعجاز- باعتباره من أساسيات ذكاء المادة، وارتباطها بكل دورات وتشكيلات ونغمات ما حولها، تصعيدا إلى ما هو أعلى فأعلى حتى ما لا نعرف (الغيب)، إذن لأمكن أن يسعفنا بفروض عاملة قد تفسر “العامل العلاجى” فى العلاج الجمعى، بما يتفق مع ثقافتنا من جهة وبما يتواصل مع دوائر التوازن الجمعى من أول ذرات المادة حتى مطلق الغيب من جهة أخرى مرورا بجماعات البشر.

المقتطف الثالث: نشرة الإنسان والتطور، الأساس فى العلاج الجمعى (69) بتاريخ: 7/10/2013، بعنوان: “فروض المعنى الإيقاعى الحيوى للتسبيح”

المقتطف (1):

اليوم أرجع مضطرا إلى محاولة أن أطرح بعض ما خطر لى من فروض، ما زالت تحتاج إلى دعم من ممارسين، أكثر من القراء والمفسرين والمنظرين، وأكرر مرة أخرى أننى ضد هذا الاتجاه المنادى بالتفسير العلمى للقرآن، فقرآنى الكريم من عند ربى لا يحتاج دعما من خارجه، خاصة مما يسمى العلم المؤسسى الذى اصبحت له آلهة غير إلهى الذى أكرم خلقه بهذا الكتاب الكريم

المقتطف (2):

ثم رجعت أستعين بفرضين شغلانى طوال العقود الماضية وكتبت عنهما بدرجات مختلفة، الفرض الأول هو ما يتعلق بالإيقاع الحيوى ……….. ……. أما الفرض الثانى فهو أن الإلحاد استحالة بيولوجية، من حيث تقديرى أن الخلية لا تستطيع أن تلحد، لأن وجودها الحى مرتبط عبر انتظام مكوناتها وتناسقها مع المكونات الأوسع فالأوسع إلى الوعى الكونى إلى ما بعده، وأن كل ما يمكن أن يُنْكِرِ هذا الاتصال وهذا الوجود فى البشر الذين يعتقدون أنهم ملحدون هو قشرة مخية تعمل ببرنامج فاسد على الجانب الطاغى من النصف الكروى للمخ

المقتطف الرابع: نشرة الإنسان والتطور، الأساس فى العلاج الجمعى (70) بتاريخ 13/10/2013، بعنوان : “فروض المعنى الإيقاعى الحيوى للتسبيح”

المقتطف (1):

إن التسبيح هو برنامج معلوماتى يمكن أن يرجع إلى اتساق أصل الحياة، وبلغة الإيمان: إلى كيف نظمها به خالقها، وهو يتصف بقدرته على تنشيط فتماسك الوحدات المكونة للوحدة لحفظ الاستمرار والتناسق والتفاعل مع الوحدات الأخرى فى امتداد نابض أبدا، مع درجات مختلفة من الوعى، حسب موقع وطبيعة الكائنات: حية وغير حية.

المقتطف (2):

إن ما وصلنى مما يجرى فى العلاج عامة، والعلاج الجمعى بوجه خاصة، وبالذات فيما يتعلق بثقافتنا الإيمانية المتميزة، هو مرتبط تماما بما اسميته تخليق الوعى العام، وعلاقة ذلك بالتواصل المتناغم مع مستويات الوعى المتعددة والمتصاعدة، سواء مستويات الوعى البينشخصى الثنائى، أو مستويات الوعى البين جماعى المتعدد، أقول إن هذا الذى وصلنى كان هو مصدر الهامى بالمعنى المتعدد للتسبيح من كل هذه المصادر بكل هذه المستويات التى لا يجمعها إلا توحّد بؤرة التوحيد، واتفاق “التوجه” بكل لغة من كل حدب وصوب.

وبعـد

برجاء إعادة قراءة ما جاء فى بداية هذه النشرة تحت عنوان “تنويه لازم”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *