الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار/بريد الجمعة

حوار/بريد الجمعة

نشرة “الإنسان والتطور”

الجمعة: 16-9-2016

السنة العاشرة

العدد:  3304

حوار/بريد الجمعة   

مقدمة:

ودبت الحياة فى البريد من جديد

لا أدرى كيف، ولا لماذا.

أهلا بكم، وكل عام وجميع الجميع بخير

والحمد لله .

******

الطبنفسى الإيقاعحيوى (97)

 Biorhythmic Psychiatry

  مازلنا فى المقابلة الإكلينيكية (31)

الأطفال بداخلنا

د. أميمة رفعت

أرى الطفل فى مريضى حالا إذا ما وضعت امامه صلصالا مختلف الألوان .. فإذا ما تناول قطعة بيده و بدأت أصابعه بالضغط عليها و تشكيلها تتغير ملامحه تدريجيا و تتحرر تلقائيته  وخاصة مع تعليمات مثل: “إفعل ما تريد” “لا تبحث عن معنى” “لا يوجد صح أو غلط” “لديك ساعة تستمتع بما تفعل..”

د. يحيى:     

أهلاً!! ما الذى ذكّرك يا أميمة!؟

لأننى لا أمارس ما يسمى “السيكودراما” بالطريقة المألوفة، برغم احترامى الشديد لها، وخاصة لمنشئها “مورينو”، ولأننى تحفظت مرارا على جرعة العقلنة فى اجتهاداتك، إلا أننى فرحت بهذا التعليق جدا لما فيه من السماح” “بنفى المعنى الوصىّ”، و”التنبيه إلى رفض الحكم المُسْـبق” (لا يوجد صح أو غلط) إلا أننى قد استكثرت الساعة، حيث أتصور أن التلقائية تحضر أكثر فى وقت أقصر كثيرا.

وأنتم أعلم بشئون “درامتكم”!!

أ. عمر صديق

كل عام وانت بالف خير

شكرا على توضيح الفكرة خصوصا فكرة ان الطفل في داخلنا ليس دائما بالشكل الإيجابي او السلبي, سؤالي بالنسبة للصور: هل وجود الطفل او الاطفال في داخلنا له علاقة بالتصرف الطاغي او شكلنا في حال عدم السيطرة عليه، أو بمعنى اخر هل يجب ان نحجم الاطفال السلبيين في داخلنا ام نعطي المساحة للظهور وكيف نتعامل مع ذلك؟

د. يحيى:     

أشكرك  يا عمر وكل عام وانت تلهمنى بتلقـِّـيك الطازج ما يبرر استمرارى. المسألة يا عمر ليست تحجيما أو إظهاراً، وأيضا هى ليست فى تصنيف أطفال الداخل إلى سلبى وإيجابى، ويمكن للرجوع إلى (نشرة 12-9-2016 “الأطفال داخلنا”)، المسألة هى فى استيعاب أن الحركة هى الأصل، وقبول إعادة التشكيل المستمر والمخ يعيد بناء نفسه، بتواصل الإيقاعحيوى، بفضل الله، ينبهنا ويهدينا إلى حتم استقبال ما هو فطرة من خلال بعدين ابتعدا عن وعى البشر حاليا، هما: بعدا: “الزمن” و”التعدد النشط”، وتداخل هذين البعدين يعطى للفطرة البشرية حيويتها، ويغنينا عن إصدار الأحكام المغلقة، وتتوجه الحركة وكذا إعادة التشكيل إلى غايتهما فى بيئة تحترم الفطرة، وتعطى فرصة تنظيم الإيقاع بتلقائية إبداعية نمائية، فتقوم الحركة النابضة بكل اللازم. يقول نجيب محفوظ فى ملحمة الحرافيش:

لا دائم إلا الحركة هى الألم والسرور. عندما تخضر من جديد الورقة. عندما تنبت الزهرة، عندما تنضج الثمرة، تمّحى من الذاكرة سفعة البرد وجلجلة الشتاء.” (ص 247)

أ. إسلام محمد

أنا شايف يا دكتور يحيي إننا كلنا أساسا طفل وبيكبر.. فالطفل هو إمكانية المستحيل واستحالة الممكن كما ذكرت حضرتك، بس أنا أقرنها أكثر مع الطفل.

د. يحيى:     

هذا صحيح

وهذه العبارة “إمكانية المستحيل واستحالة الممكن” هى إعلان عن استمرار وطلاقة حركية إبداع النمو الذى هو أساس ما يميز ما هو “طفل” دائمٌ الحركة والتشكيل،  فى نموٍّ نابضٍ بلا نهاية.

أ. إسلام محمد

فنحن جميعا أطفال وإن بعض التلوث في براءة الطفل الذي يحدث لنا هو إيجابي)  طفل بس حكيم وعقر (

 ولا أود إختزال المسألة هكذا ولكني أوضح بعض ما أردت توصيله شكرا

د. يحيى:     

كل الصفات التى نلصقها بالطفل فينا موجودة معا، وهى ليست صفات متعددة لكائن واحد، بل هى كيانات متفاعلة دوما، وأهم ما يوصِّل لنا الرؤية الأقرب إلى الصواب هو “تجنب الاستقطاب” (إما خير أو شر”، إما براءة أو خبث، إما ساذج أم عقر)، شكراً .

أ. إسلام محمد

يتداخل عندي الآن إيجابيا العمل والصلاة الدينية…وفعلا أري قيمة العمل في مصر في إختلافها مع باقي البلدان بشكل عديم المقارنة فهم أيضا أجلاء إن كانوا أثرياء لا يعملون ولكن في بلدنا الوضع يختلف.

وأشير إلي إعجابي بأن معظم أدوية المرضي النفسيين هي العمل…جدل خلاق ومولد لما نحن هو.

د. يحيى:     

(برغم غموض جملة أو اثنتين فى تعقيبك فهذه إجابتى عما وصلنى)

لعلك تقصد يا إسلام “علاج المرضى” (وليس أدوية المرضى) علما بأن الأدوية هى جزء مهم  جدا فى العلاج: دخولا وخروجا، زيادة ونقصا، على مسار علاج “المواجهة – المواكبة – المسئولية”(نشرة 24-2-2008 ونشرة 25-2-2008 ونشرة 26-2-2008) أما الصلاة فهى “الدعاء”، وهى “العمل” وهى “دعم للوقفة بين يديه”، هل تذكر كيف علّمنا النفرى أن الصلاة تفتخر بالواقف (نشرة 16-3- 2013 من “موقف الوقفة”)، هل تذكر ما قاله للنفرى فى نشرة 31-5-2014 ، نشرة 7-6-2014 عن “العبادة الوجهية”؟.

 أما أن العمل هو برنامج بقائى أهم، فهذا ما جعلنى أتبنى فكرة أن “البقاء لمن يعمل”، ففى ذلك تأكيد آخر على أن العمل هو صلاة إليه، إلى ما خلقنا الله به ومن أجله.

******

الطبنفسى الإيقاعحيوى (95)

 Biorhythmic Psychiatry

 تابع عودة إلى ما تبقى فى:

 المقابلة الإكلينيكية (29)

ما آل إليه حال “ما هو مدرسة” !!

أ. محمد الويشى

النظام التعليمي في مصر أزمة كارثية بالفعل، لأنه نظام ضد الحياة اصلاً.. نظام يبدأ من توجه الاب والام (مقدرش احدد نسبه لكن في حدود معلوماتي هما اغلببه) بدفع طفل للتنافس بشكل بشع كأن الابن = درجاته، وعواقب دا معروفه طبعاً.. الدفع ده بيكون دفع بقهر بيخليه وقتها يدمر علاقته بنفسه بدل ما يكتشفها، وطبعاً سلطة المدرسة المليانه في الاغلب قهر وعبوديه مع سلطة وتوجهات الاسرة.. فبدل ما تنمي احترام السلطه بتربي فيه الخوف منها لحد ما يكفر بيها وبكل وعي مطلق متصل بيها في نضجه!!

وبدل ما يتعاطف مع اختلافه يطلع حاكم علي نفسه وعلي الناس، وبدل ما يسمح بالرؤيه لجمال العلم ونوره يتشكل نموذج الحله الفاضيه، المليانه معلومات تترجع ( زي الـ vomiting) في ورقة الامتحان وترجع تاني الحله فاضيه بس مش نضيفه ومشوهه..

د. يحيى:     

ما هذا يا محمد يا إبنى! أنت تتحدث عن تنافس ومدارس لم تعد موجودة، عموما فقد كانت أفضل من حال “اللامدارس” الآن، بل لعل الحاصل الآن هى مدارس: لزرع قيم الغش والكذب، والاعتمادية، ليس فقط للدارسين وإنما للأهل والمسئولين الخائنين للأمانة والخائنين للمستقبل وللوطن.

أ. محمد الويشى

وده بس بدون الخوض في نموذج مشروع الابن والمقارنات التنافسية المزعومة وبناء منظومة الفكر (منافس = عدو) وحلم الاهل بالمجموع.. و الكليه… و… و… الخ واعاقه وتشويه الفرصه للنمو في ظل تلك الثقافه العنيفه.. وده بدون الخوض في الغش والاستسهال و..و.. و..

الموضوع صعب اوي يادكتور يحيي ومحتاج شغل ومجهود.. ربنا يعين ويبصر المحتاج للتغيير ويعينك علينا وعلي تنوير بصيرتنا..

د. يحيى:     

أيضا دعنى أعترض على اعتراضك على رفض ما هو “منافس – عدو”، ذلك إن المنافس ليس عدوا بصفة دائمة وخاصة على مسار النمو الجدلى حين يلتحم الضدان، كما أن البرنامج الحيوى: “الكر <=> الفر” هو جزء لا يتجزأ من الطبيعة البشرية، بل والطبيعة الحيوية عموما، وهو طورٌ نمائىٌّ وفى نفس الوقت هو باقٍ فينا ولنا حين نحتاجه فى موقعه، ليشارك فى جدلية التخليق باستمرار

عذراً.

******

الأربعاء الحر:

أحوال وأهوال (9)

د. رجائى الجميل

انت مسؤول مسؤول نعم

عن كل ما هو حي نعم

عن كل من هو حي نعم

عن احياء من هو ميت نعم

والمسؤلية هي انك ستسأل عن موقعك وعملك ووجودك وموقفك وعن كل ذرة رضيت ام لم ترض فلترضي لعلك ترضي.

فيرضه لك.

د. يحيى:     

ياه، يا رجائى !

لم أكن أحسب أن هذا الباب الجديد سيحرك كل هذا الوعى النشط إذا وصل لأصحابه

شكراً .

أ. يوسف عزب

اتصور ان الفقرة الاولي  مليئة بالتحدي والسنون المشرعة في مواجهة البشر  وكان التحدي سبكون عنيفا ومثيرا وحادا في آن

د. يحيى:     

الأفضل يا يوسف ألا تقسِّم الفقرات، لقد أمِلـْتَ من هذه الطلقات السريعة أن تصل الرسالة “فجأة” و”كلّية” (جشتالت)، دون تقطيع أو تفسير

ولكن عموما : أنت وما ترى.

أ. يوسف عزب

الفقرة التانية  متحولة لإغراء نفعي

د. يحيى:     

نفس الرد السابق.

******

الأربعاء الحر:

أحوال وأهوال (10)

د. أميمة رفعت

صورة اليد الممدودة هى ما أراها فى خيالى دائما و أنا اتحدث عن السعى .

وهذه العبارة هى ما كنت أبحث عنها .. أشكرك كثيرا .

د. يحيى:     

ياه !!

الحمد لله، برجاء قراءة ردى على الابن رجائى الجميل.

******

حوار مع مولانا النفّرى (201)

من موقف “ما يبدو”

د. أميمة رفعت

هو معى فى توهى و أنا أبحث عن ضالتى فاتوجه إليه و ألازمه فيلازمنى فأصل إلى ضالتى حتى تتخلق لى ضالة أخرى، فأجزع قليلا حتى أتيقن من وجوده الدائم معى فى توهى فنتلازم فى الطريق ……

د. يحيى:     

لأن الطريق بلا نهاية، والسعى يجدد السعى، فالوصول هو لتتخلق ضالة أخرى وليس للوصول

شكراً.

أ. هالة

المقتطف:  وقال لى:  إن كنتُ ضالتك تهت إلا عنى وحرت إلا معى.

التعليق: لو وجدته لم يكن هناك ضالة ولا حيرة، السعى السعى

د. يحيى:     

القوْهُ والحيرة هنا عنه، ومعه: لهما إيجابية واقعة ومستمرة، ولا سعى جاد متجدد بدون أىٍّ منهما، لا أحد يجده فيتصور أنه وصل إلى ضالته فتنقص الحيرة، نعم “السعى السعى!”، وكل ضالة تسلِّم إلى ما بعدها، وهكذا.

أ. هالة

المقتطف: التوْهُ عنه معرفةٌ به، والحيرة فيه هى يقين بحضوره.

التعليق: فما بال الوصول اليه ؟

د. يحيى:     

نفس الرد السابق

ولا وصول إلا لنُوَاصِل، وهكذا.

******

“الأربعاء الحر: عضلة العقل وإيمان الخلية (الأربعاء: 25-5-2016)

د. نجاة أنصوره

السلام عليكم وكل عام وأنتم بخير سيدي  “ياه يادكتور يحيى قد فاتني الكثير ليتني ادرك ضروفي فوقتي ولاشك انني الخاسره”

شكرا جزيلاً لكل هذا العطاء .

د. يحيى:     

وانتِ بالصحة والسلامة

أهلا

العوْد أحمد.

د. نجاة أنصوره

 * تلهمني على الإطلاق قضية إننا مؤمنون بالفطره ومؤمنون بايدلوجياً متى تخلصنا من سطوة العقل ,, تجعلني أحاول إستدراك وعي جسدي قبل كل الأشياء !بينما في فقه الأديان تكمن كل الشرور في تفاصيل الجسد. وما استنكر خارجه استنكر كله … ولعل الوجود في موضوعيته جسد وإن مهام العقل بالأساس أن يدرك ماهية الموجودات على اختلاف موادها .

د. يحيى:     

هذا مهم، وهو صعب

وأعتقد أنك تقصدين “فقه تفسير الأديان” وليس “فقه الأديان”، فالدين الصحيح هو طريق للإيمان ولا يحول دون ذلك إلا تفسير وصِىّ، والجسد هو وسيلة للصلاة وفى نفس الوقت هو “وعىُ متعين” (1)، وهو كيان مفكِّر مبدعٌ وأى نفى له هو تقزيم للفطرة، وبعد عن خالقه، ويمكنك مراجعة بعض ما ورد فى النشرات عن الجسد (نشرة 3-12-2007، نشرة 6-11-2007، نشرة 24-12-2007).

******

عـــــام

أ. إسلام محمد

أود أن تنشروا لي في أعمال ضيوف الموقع هذه الخاطرة:-

كدح النعيم:

لم نعلم إلي ما نمضي…ولكننا نعلم السر..الشفرة والمنوال..حبنا للقيمة العادلة العذبة الممتعة ..وإني أنظر إلي ما أنجزنا ونجحنا فيه…ففي سير طريقنا هذا تعلمنا من علاقاتنا..فعلاقة شخص بآخر أنتجت ما أنس به شخص وأخر غيرنا ..وحبنا يتصاعد إلي أعلي مجتمعون كلنا..وهذا ما يحيرنا ويجن جنونا فنقول لأننا خلقنا كادحين ومنعمين في آن واحد !..ليس تارة وتارة ..ولكن هذا وذاك معا.  يارب

د. يحيى:     

لا يوجد فى الموقع يا إسلام باب خاص لأعمال ضيوفه الكرام، وهذا تقصير منى ونقص فى الموقع، وقد بدأت بالسماح باستقبال بعض اسهامات إبداع الأصدقاء بدءًا بالابن رجائى الجميل، فى بريد الجمعة بصفة مؤقتة حتى نخصص لهم بابا مستقلا إن أمكن ذلك.

وها هو “رجائى” يشاركنا بإبداعه متفضلاً.

د. رجائى الجميل

يؤمنون بصنم يعبدوه .. حتي من وراء انفسهم

لا يستطيعون المضي .. بدونه .. صنم ساكن قبيح .. يزين لهم كل شيء .. وكأنه أي شيء

اصنام شتي … هي نفس الصنم .. يتباعدون .. يتلولوبون .. في عبثية مفرطة

ترسم الاصنام الاكبر .. مسارات الاصنام الاصغر .. تتناهي المسارات .. الي كل المسارات .. تغلق المسام تنبعث روائح جيفة .. لا يشتمونها .. فهم مصدرها .. منها فيها .. تزلزل الارض بهم .. تبت يداكم .. ما أغني عنكم .. ما كسبتم.

من لم يعبد صنما .. يكابد ألما وحيدا .. لا يطيقونه .. فالصنم أقرب .. يمضي يخط بدربه .. أنات وجود كادح

يزيح أي صنم .. فيخرج الحي من الميت .. ويخرج الميت من الحي .. كلما خطا علي الدرب .. ظهر ضياء .. يختفي .. ليضيء .. ليس له الا هذا الدرب .. فهو الصراط .. هو الصراط.

د. يحيى:     

انظر يا رجائى – لو سمحت – الرد السابق على الابن اسلام

أ. ندى نوار

شكرا على ردك الكريم نعم لقد ارسلت الرسالة منذ الأسبوع الماضى ولكنها تأخرت فظننت أنك لم ترد استياء وكان هذا عكس توقعى،

د. يحيى:     

أهلا ندى

الحمد لله أنها كانت غلطة سكرتارية، أكرر أسفى.

أ. ندى نوار

 اما الاستفسار فهو عن الرهاب الاجتماعى تم تشخيص حالة على انها رهاب اجتماعى واكتئاب وعلاجها بالادوية فترة ثم بالعلاج “السلوكى المعرفى” على ما اعتقد و الحالة منعزلة تماما عن أهلها وأصدقائها والواضح انهم على غير استيعاب للمرض وحجمه وحجم تصرفات المريضة بالنسبة لحالتها فالسؤال كيف يتعامل اصدقاء المريضة معها، هل يلحون فى التقرب منها أم لا ؟ هل الابتعاد أفضل ؟ أم التوسط أم ماذا ؟ شكرا على الرد مسبقا

د. يحيى:     

أنا لا أرفض هذه المعلومات التقليدية، وأرى أن الحالة التى تحكين عنها هى حالة شديدة تحتاج إلى علاج متعدد المداخل، ومع ذلك فأنا أحذرك من الاعتماد المبالغ فيه على المعلومات العامة أو معلومات فى النِّتْ عن أى مرض، فالاختلافات الفردية بلا حدود، ثم إن قبول درجة مما يسمى “الرهاب الاجتماعى” قد يكون مطلوبا ومندوبا فى حدود ثقافتنا الأرقى، وأول علاج الأعراض من منظور “المواجهة، المواكبة، المسئولية” هو قبولها، أو على الأقل قبول أصلها ووظيفتها البقائية والاجتماعية، قبل أن تصل إلى درجة المرض، مع التذكرة بأن ثقافتنا تُعْلِى من قيمة “الحياء” بشكل رائع، بل تعتبره نصف الدين أو نصف الإيمان، وأنا غير موافق على هذه المبالغة، ولكن بالرجوع إلى ثقافتنا علينا أن نعيد النظر فى “حقنا فى الحياء” طبعا لدرجة غير مَـرَضِية، وفى الحديث الشريف: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام “إن لكل دين خلقا، وإن خلق الإسلام الحياء”

ويتأكد حضور الحياء كقيمة عربية أصيله أن الاضطرار للتخلى عنه هو من أصعب الأمور على النفس الأبية كما يصور ذلك شاعر عربى ظريف، لا أعرفه، يصوّره بمبالغة ساخرة يقول فيها:

واللــــه واللـــه مرّتين ***  لحفـر بــئر بإبرتيــن

ونقل بحـرين زاخــريـن  ***  بمخْيَطيْــن منمنميــن

وكنس ارض الحجاز طُرًّا ***    في يـوم ريـح بريـشـتــيـن

وغسـل عبـدين أسـودَيْـن ***  حـتي يـصـيرا أبـيـضَــيْــنَ

ونـــزع طودين راسيَيْن  ***  وحـمـل ثـوريـن باليــديــن

ولا وقوفي على لئيمٍ  ***   يضـيع منـه حـيـاءُ عـيــنـي!!!!

أرجو يا ندى أن تتحملى هذا الشعر الجميل الذى يعتَـبِرُ أن الاضطرار إلى التخلى عن الحياء أو حتى إنقاصه: هو أصعب من كل صعب .

طبعا أنا لا أوافق

لكن هذه مبالغة طريفة والله

وشكراً .

أ. هالة

كل سنة وحضرتك طيب وبخير وفى ابداع وسلام ، عيد سعيد

د. يحيى:     

وانت بالصحة والسلامة والمشاركة.

[1] – Concretized consciousness

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *