الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / دخول العام العاشر (ونهاية عام عاشر)

دخول العام العاشر (ونهاية عام عاشر)

نشرة “الإنسان والتطور”1-9-2016

 الخميس: 1-9-2016

السنة العاشرة               

العدد:  3289

دخول العام العاشر

(ونهاية عام عاشر)

اعتذار

شيخى الجليل

اسمح لى أن أؤجل استكمال ما بدأته الأسبوع الماضى من الدراسة الجامعة لأصداء السيرة، فقد جَدَّ جديد مفاجئ هو أوْلى بنشرة اليوم وسوف استأنفها الأسبوع القادم.

شيخى الجليل

اليوم تدخل هذه النشرة اليومية عامها العاشر فقد صدرت هذه النشرة يوم  1/9/2007، ومازالت تصدر يوميا حتى الآن، أى بعد عام ويومين من فراقك لنا، وما فارقتنا، ولولاها لما التقيت بك كل خميس طوال هذه السنوات أتعلم منك وأسعى فى رحابك كل خميس.

شيخى الجليل: أمس فى المجلس الأعلى للثقافة مع لفيف من محبيك وتلاميذك وأصدقائك فى ذكرى يوم 30/8/2006، ذكرت لهم كيف صاحبتك من خلال هذه النشرة (من نشرة 28-4-2011 إلىنشرة  18-8-2016) حتى أكملت أول كتاب عن علاقتنا وهو “فى شرف صحبة نحيب محفوظ” (من نشرة: 27-9-2007 إلى  نشرة: 21-4-2011) وقد بلغت صفحاته 468 صفحة، ولهذه النشرة فضل فى صدور هذا الكتاب إلكترونيا فى حلقات خميسية أسبوعيا ليلحقه هذا العمل “تداعيات على تداعيات” الذى انتهى ولو مرحليا (الأسبوع قبل الماضى) وقد وصلت صفحاته إلى 1050 .

أما بالنسبة للقاء أول أمس، فمن ناحية هى ليست “احتفالية”، ومن ناحية أخرى لم تتح لى الفرصة أن أشرح لهم كيف أنك ظللت تواصل إبداعك حتى بعد زعم رحيلك، الأمر الذى وصلنى بوضوح بالغ وأنا أتداعى على تداعياتك، واكتشف أنها نوع من الإبداع غير المسبوق، حين تسمح أن يتلقى قارئ مثلى لا يملك إلا “جهد المُقِلّ وبلاغة الحِصِرْ” (كما كان أبى يذكِّرنى بفضل الاعتذار عن القصور)، قارئ يتلقى فيض تداعياتك فى عمل لم تقصد به إلا أن تدرب يدك للعودة للكتابة، فإذا به يصل إلىّ إبداعاً طليقا يثير فىّ ما أثار.

لم أتمكن لقصر كلمتى فى الاحتفالية أن أذكر للمجتمعين ما تعلمته من فيض هذه التداعيات من معلومات وما أثارته فىّ من تحريك نقدى، وما حصلت عليه من معلومات من عمنا جوجل وأنا أبحث عن أصول ما كنت تذكر من شعر وأسماء رواد أو مبدعين أو زعماء أو قادة، وكمثال: أنت الذى وصَّلت لى شعراً لأبى العتاهية ورد فى  صفحة التدريب رقم (53) من الكراسة الأولى بتاريخ: 12-1- 2012  من صفحات التدريب حين ذكرت شطر بيت لأبى العتاهية راثيا ابنه: “…وأنت اليوم أوعظ منك حيا”. فرجعت للأصل لأكمل البيت وهو يخاطب ابنه بعد رحيله هكذا:

وكانت في حياتك لي عظات ***   فأنت اليوم أوعظ منك حياً.

ونسجت على منواله وأنا أتداعى على تداعياتك معارضة تخاطبك تقول:

وكنتَ لنا بديعاً لا تُجارَى ***  وانت اليوم “أبدع” منك حيا

وكان كل ما جاء فى صفحة التدريب (53) هو الشطر الثانى إلا أننى لم لم أتمكن أن أقول لهم فى احتفالية ذكراك ما خطر لى فقررت أن  اسجله هنا كما سبق.

ليس معنى ذلك أن تدريباتك أبدع من إبداعك الذى تركته لنا حافزا مضيئا وإنما قد بدا لى فيما تعلمته منها وما سوف أرجع إليه فيها أنها فرصة غير مسبوقة فى التاريخ أن نرى عملية أصل الإبداع وأطواره مثلما نتابع حملاً جميلا يوما ما بيوم، ولم أتأكد من ذلك إلا بعد أن رصدت بعد الصفحة (حوالى 200) بعض ما خيل لى أنه  أجنّة الأحلام الواحد تلو الواحد، واعتبرتها إرهاصات أحلام فترة النقاهة.

وفى حديث لى ظهر فى الأهرام العربى  بتاريخ 21/4/2016 علقت على رثاء نزار قبانى لابنه ولم تحضرنى مقارنته برثاء أبى العتاهية لكننى ذكرت ذلك بعد ذلك وهأنذا أعتذر لكليهما، وأنت صاحب الفضل فى ذلك.

شيخى الجليل:

اليوم كما ذكرت فى البداية – تدخل هذه النشرة عامها العاشر – وقد قررت أن أرجع إلى روعة إبداعك التقليدى لأكمل وعدى لك بإكمال دراستى النقدية لما فاتنى دراسته، بدءًا باستكمال دراستى فى “أصداء السيرة” دون أن أنسى عظمة إبداعك التلقائى فى التدريبات.

وكل عام ونحن قادرون على حمل الأمانة التى حمَّلتنا إياها، وعلى القيام بما يرضيك من خلال استلهام ما تركت لنا من روائع حتى لو حَضَرَتْ فى شكل حروف متناثرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *