الرئيسية / مقالات صحفية / اليوم السابع / الباقى من الزمن ساعة

الباقى من الزمن ساعة

اليوم السابع

الثلاثاء 31-12-2013

الباقى من الزمن ساعة

هذا “العنوان العبقرى” هو لإحدى روايات نجيب محفوظ، ولكلٍّ أن يقرأه كما يصله.

ثم نقرأ ذلك القول المضىء للشاعر الفيلسوف الامريكى (بالرغم من أن أوباما أمريكى أيضا ولا مؤاخذة، أمريكى بطعم إسرائيل!!)

“إنك لن تعلم أبدا مدى تأثير ما قد تفعله أو تقوله أو تفكر فيه اليوم على حياة الملايين غدا”

 لكى يصلك ما يعنى فى هذا اليوم المفترج!! ونحن على أبواب سنة جديدة أرجوك أن تفعل الآتى:

أخرج ساعتك أو اخلعها من حول رسغك، وانظر فى عقرب الثوانى، أو فى أرقام الثوانى وهى تفز وراء بعضه البعض، واعلم أن تعيش هذه الثوانى باجزائها التى أصبح العلم يضع فى اعتباره الواحد من ألف من كل  ثانية على مسار نمو كل واحد منا.

ثم ارجع إلى أى مرجع (جوجل مثلا) لتعرف منه عمر الإنسان الحالى، ثم عمر الحياة كلها (الأحياء)

ثم تذكر قوله تعالى “…ولن يخلف الله وعده وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدّون”

ثم خذ عندك: بعض ما خطر لى مما تعلمته من مرضاى:

‏(1)‏

إذا‏ ‏أصبحت‏ ‏لحظاتك‏ ‏مثل‏ ‏بعضها‏ ‏سواء‏ ‏بسواء‏، ‏فقد‏ ‏توقف‏ ‏الزمن‏ ‏لديك‏، ‏والبقية‏ ‏فى ‏حياة‏ ‏غيرك‏.‏

‏(2)‏

‏ ‏إنما‏ ‏يقاس‏ ‏الزمن‏ ‏بالتغيير‏ ‏الكامن‏ ‏والمعلن‏، ‏فلا‏ ‏تتعجل‏ ‏فى ‏التوقيع‏ ‏على ‏شهادة‏ ‏الوفاة‏ ‏لمجرد‏ ‏أن‏ ‏ظاهرك‏ ‏ثابت‏، ‏ولكن‏ ‏انتظر‏ ‏إعلان‏ ‏نتائج‏ ‏الحركة‏ ‏الكامنة‏، ‏ولو‏ ‏بعد‏ ‏حين‏، والأمل فى فضل الله بلا حدود، فاجتهد من جديد‏.

‏(3)‏

إذا‏ ‏نسيت‏ ‏أنك‏ فى نهاية النهاية لست إلا ما ملأت به لحظاتك أولا بأول..فامسح الران من على قلبك

‏(4)‏

إذا‏ ‏استطعت‏ ‏أن‏ ‏تعى ‏حركة‏ ‏الزمن‏ ‏بتواضع‏ ‏وموضوعية‏ … ‏فأنت‏ ‏مستوعب‏ ‏حقيقة‏ ‏الموت‏: ‏أمّ ‏الحقائق‏ ‏وروعة‏ ‏الوجود‏ والتذكرة بحمل الأمانة.‏

‏(5)‏

لا‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏تستمر‏ ‏فى ‏فعل‏ ‏أجوف‏، ‏أو‏ ‏أن‏ ‏تؤذى ‏بلا‏ ‏جريرة‏، ‏أو‏ ‏أن‏ ‏تشقى ‏بلا‏ ‏منطق‏، ‏إن‏ ‏كنت‏ ‏على ‏يقين‏ ‏لحظى ‏دائم‏ ‏أن‏ ‏الزمن‏ ‏يمر، وفى نفس الوقت حقيقة أنه “لا زمن إلا الآن”،  ‏كل‏ ‏لحظة‏ ‏هى غير‏ ‏ما‏ ‏قبلها‏ ‏وغير ما بعدها، ولا يوجد سواها !!‏ ‏

(6)‏

كل‏ ‏آلامك‏ ‏الشخصية‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏ترجع‏ ‏إلى ‏أنك‏ ‏نسيت‏ ‏أن‏ ‏تتغزل‏ – ‏بالقدر‏ ‏الكافى – ‏فى ‏حركة‏ ‏عقربىْ ‏الساعة‏ .‏

‏(7)‏

إذا‏ ‏فرح‏ ‏المتعجلون‏ ‏ببعض‏ ‏ألوان‏ ‏اللافتات‏، ‏فارجع إلى عقرب الثوانى‏ ‏فى ‏ساعتك‏، ‏ثم‏ انظر ‏إلى ‏ضوء‏ ‏الشمس‏، ‏ولا‏ ‏تحتقرهم‏ ‏وأنت‏ ‏تشفق‏ ‏عليهم‏ … ‏هذا‏ ‏هو‏ ‏غاية‏ ‏ما‏ ‏استطاعوا‏ … ‏إذن‏ ‏فهو‏ ‏غاية‏ ‏ما‏ ‏يستأهلون‏.

‏(8)‏

إذا‏ ‏كانت‏ ‏أيامك‏ ‏محدودة‏ .. ‏ومسيرتك‏ ‏محدودة‏، ‏فكيف‏ ‏تفسر‏ ‏أى ‏انفعال‏ ‏غبى، ‏أو‏ ‏بؤس‏ ‏أنانى‏؟؟

‏(9)‏

من‏ ‏عاش‏ ‏بحق‏، كل ثوانيه، .. ‏يفرح‏ ‏بالموت‏ ‏إذ‏ ‏هو‏ ‏مزيد‏ ‏من‏ ‏التحرر‏ ‏والانطلاق‏، ‏ومزيد‏ ‏من‏ ‏التخلى ‏والإفساح‏.

‏(10)‏

فى ‏خلال‏ ‏عمرك‏ ‏المحدود‏، ‏لن‏ ‏تفعل‏ ‏إلا‏ ‏ما‏ ‏يسعه‏ ‏عمرك‏ ‏المحدود‏، ‏فلماذا تبكى على وقت ليس ملكك؟  ‏

وبعد

كل عام وأنتم بخير

ومصر هى مصر

وأكثر

وأجمل

وأطيب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *