الرئيسية / مقالات صحفية / اليوم السابع / ..وشكرا لك يا ابنتى، يا حفيدتى، يا أمى

..وشكرا لك يا ابنتى، يا حفيدتى، يا أمى

اليوم السابع

الأربعاء : 15-1-2014

..وشكرا لك يا ابنتى، يا حفيدتى، يا أمى

شكرا لك : أيتها الجميلة الطيبة العاملة السهلة

هذا الشعب المصرى لا حل له ، لا….  ،  أقولها  بالعامية أجمل، “ما لوش حل”.

 هذا الذى حدث أمس (وغالبا اليوم أيضا) من نساء مصر المحجبات خاصة، والمنقبات أيضا، إن دل على شىء فهو يدل على أن المرأة المصرية هى المرأة المصرية، هى راعية حضارة الدنيا، وحارسة تاريخ مصر الحقيقى.

 لماذا خرجت المرأة المصرية هكذا، لماذا زغردت، ورقصت، ووقفت فى الطابور، وانتظرت، وقدمت رقمها القومى، وهى تسطحب ابنتها ذات السبعة أعوام، أو تحمل ابنها على كتفها وهو بعد رضيع؟ لماذا تقدمت وسحبت الورقة ، ثم اختفت وراء الساتر، وعلّمت على ما شاءت ورجعت ومعها ابنها أو بنتها وقد وضعت لبنة فى بناء مصر، نعم لبنة فى بناء مصر، كل واحد وواحد يتحمل مسؤوليته اليوم يضع لبنة فى بناء مصر، آسف كل واحدة وواحد، وليس كل واحد وواحدة.

بمنتهى الصراحة لقد اطمأننت على مصر، بعد طول ألم وكمد، قلت مرارا قبل ذلك فى مناسبات مختلفة، بينها أطروحات علمية:  إننى أثق فى المرأة عموما أكثر من الرجل، والآن أجد ما يدعونى أن أثق فى المرأة المصرية أكثر من الرجل المصرى، المرأة عندى فى العلاج الجمعى فى قصر العينى تنتظم فى الحضور أكثر، وتكتسب البصيرة أسرع، وتبدى مرونة أطوع، وتستغنى عن العقاقير أبكر، وتقبل التغيّر أسهل، هذه المرأة التى تعالج فى مسشفى عام بالمجان، وسط مجموعة من الرجال، فى العلاج الجمعى، أثبتت صدق نظريتى فى طبيعة المرأة الأقوى، وفى إبداعها الأجهز، ليس بمجرد الحمل والولادة، وإنما بعلاقتها بالحياة وإعادتها ولاتها ذاتها كلما أتيحت لها الفرصة….

وسط كل هذا الذى كان وما زال اطمأننت على مصر، مهما تأخر الحل.

يا سيدى الرئيس القادم، إبدأ بهذه الأم، وهذه البنت، وهذه الأخت، وأنا واثق أنهم سيحبونك أصدق، ويساعدونك أسرع، ويثقون فيك  أطيب.

بصراحة ، وددت لو أن رئيسى القادم كان امرأة، لكننى خشيت أن تبادر إلى اعتلاء الكرسى  من تتصور أنها تمثل المرأة أكثر،  وليست لمرأة التى أحكى عنها، امرأة مسترجلة والعياذ بالله، حتى لو كان استرجالها بالثقافة المزركشة، أو بالتنافس الخائب مع رجل مغرور عالى الصوت، فلا تكون هى التى أعنيها، والتى تحضر معى العلاج الجمعى فى قصر العينى، والتى ذهبت إلى الصناديق أمس واليوم، والتى،  رقصت، وزغردت، ولم تنسَ.والتى تعلمت منها كل هذا أعمق

الحمد لله

وشكرا لك يا ابنتى، يا حفيدتى، يا أمى

أيتها الجميلة الطيبة العاملة السهلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *