الرئيسية / مقالات صحفية / اليوم السابع / ثقافة السلام والانبطاح وثقافة الحرب واليقظة

ثقافة السلام والانبطاح وثقافة الحرب واليقظة

اليوم السابع

الثلاثاء: 4-2-2014

ثقافة السلام والانبطاح وثقافة الحرب واليقظة

لم أترك فرصة إلا وحاولت أن أميز بين معاهدة السلام، وثقافة السلام، بين إعلان الحرب أو الدعوة للحرب، وبين ثقافة الحرب، قبلتُ معاهدة السلام على اعتبار أنها واقع مرّ شريف، ندفع من خلاله مضطرين متألمين ثمن هزيمة قياداتنا وليس جيشنا، ورفضت بكل عنف هذا الهامش المناور بالتعهد بأن تكون حرب 73 هى آخر الحروب حيث لا تنتهى الحروب إلا يوم القيامة، ورحت أدعو انطلاقا من ذلك إلى ثقافة الحرب، وهى ببساطة أننا نواجه طول الوقت، وبالمعاهدة أكثر، عدوا خبيثا نذلا قويا متربصا، وعلينا أن نعامله طول الوقت على أنه كذلك، وقد تعجبت من غياب هذا التوجه فى ميدان التحرير من كل الفرقاء، وكنت وما زلت كلما نبهت إلى غياب “ثقافة الحرب” وصلتنى همهمات أننى ادعو إلى الحرب، وأنه ليس من واجبنا أن ندافع عن الفلسطينيين أو العرب على حساب قوت أولادنا، وأكرر أن ثقافة الحرب ليست هى الحرب، وإنما هى قيمة حياتية بقائية واقعية ثقافية، تجعل كل خلية من خلايا كل واحد منا فى حالة استعداد وتحد يستحق بها أن يعيش كريما حتى لو انهزم فى معركة أو أكثر.

حين عجزت المقالات عن توصيل هذا الفرق وجدت فى أوراقى قصيدة هجاء للإعلاء المثالى للتسامح والبراءة، فاكتشفت أنه هجاء أولى به ثقافة السلام، وددت لو أصيح لكل من يدعو لمزيد من التسامح والتصالح، أنه لا تسامح إلا بين أنداد، لا تسامح إلا من موقف القدرة، فأضفت إلى القصيدة القديمة المحوَّرة، شعرا عن ثقافة الحرب، لا أعرف كيف أتانى بعد طول هجران.

القصيدة الأولى: ثقافة السلام، والانبطاح

– 1-

ثقافـةٌ ممتهـنةْ،

تنازلت عنْ حولِها والقوَّة

-2-

ثقافة بٌاهتةٌ

قد حال لونـُها وظلَّـلتْ

بالسهو والعمى

أحمالىَ الثقال.

-3 –

ثقافة قاسيةٌ

تقتل بالإغْفاِل والمسالمهْ،

وتلصق الجريمهْ،

بموِتىَ اليقظ.

– 4-

ثقافة ساكنة

تقطـَّعت أطرافـُها، فساحتْ الحدود

مائْعةٌ مرتجّة.

– 5-

ثقافة زاحفة مبتلةْ،

قد سيّبت مقابض الأفكار.

ثقافة خاطفة :

من فطرتى عبيرها وبعثها.

– 6-

ثقافة جبانةٌ غبيةْ،… وكاذبةْ،

قد لوّحت لمثــــلنا،

بالجنـَّة الموات والسكينة،

فناءَ ظهرُنا بكدْحِـنا،

ومادَت السفينة.

– 7-

ثقافة مخاتلةْ،

وتاجرةْ

تُطل من بسمتها المسطـَّحةْ،

معالمُ المؤامرةْ

والصفقة الخفيةْ.

– 8-

ثقافة سارقة وغادرة

تنتف ريشَ نورسٍ محلـِّق معاند

تحشى به الوسادةٌ،

تزيّن القلادة

***

ثم إنى أضفت اليوم 4 فبراير 2014

ثقافة الحرب واليقظة

– 1-

ثقافة قادرة مغامرة

عيونها حوْراء ساحرة

آذانها مرهفة وعابرة

ترصد حبّات المطر

فى غيمة مسافرة

-2-

ثقافة مستيقظة

نيرانها مستعرة وحافزة

لا تبدأ العدوان، لكن جاهزة

-3-

الكُرهُ درعٌ قادرٌ

إنْ واكَبَ العدل انتصرْ

يحدد المعالمْ

ويرسم االحدودْ

ويدفع المظالمْ

ويفتح السدودْ

يـُلجّم النسور فى جحورهَا

فتفقسُ اليمامة

ترعى صغارَهَا

-4-

القتلُ فعلٌ فارسٌ

حتما يموتُ إن ظـلمْ

لكنّ دسَّ السمِّ فى نبض الكلامْ

قتلٌ جبانْ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *