الرئيسية / مقالات صحفية / اليوم السابع / تبقى انت المصرى اللى غَزَلها..!

تبقى انت المصرى اللى غَزَلها..!

اليوم السابع

الأربعاء: 5-2-2014

تبقى انت المصرى اللى غَزَلها..!

قصيدة “لو…IF”، للشاعر الإنجليزى “رديارد كبلنج” التى كتبتُ عام 1895 ونشرت لأول مرة في 1910، كانت مقررة علينا فى التوجيهية سنة 1949، فى كتاب المختارات Selections، ولم يثننى ما شاع عن عنصرية الشاعر عن مواصلة الإعجاب بالقصيدة حتى وقتنا هذا، وقد وجدت أن هذه القصيدة التى قيل أن الشاعر أهداها لابنه مجندا فى الحرب العالمية الأولى لكن فُقد فى الحرب قبل أن يقرأها، فأهداها لشباب انجلترا،

وجدت فى هذه القصيدة من الجمال والمعانى ما أعاننى على مواصلة الكتابة فى سلسلة “الأسئلة والوصايا للشباب والصبايا” ، منذ بداية تحركهم نحو ثورة مأمولة، (25 يناير) وقد ترجمتها أولا إلى الفصحى فجاءت خالية من شاعريتها، ثم ترجمتها إلى العامية المصرية الجميلة فاستعادت صورها وإيقاعاتها الشعرية.

 بصراحة، وبعد ثلاث سنوات شككت أن ما أردته منها قد وصل إلى شبابنا، قلت أعود أقتطف منها ما تيسر لعله يصل الآن وقد ازدادوا نضجا (ياليت)،

وكما أضفت آنذاك ما تيسر ليناسب المقام أضفت الآن (فبراير 2014) ما حضرنى ليكمل الرسالة.

أولا: مقتطفات من كبلنج إلى الشباب

(1) لو يعنى قدِرت تكون واثق إنك ناجحْ

مع إن الكل شاكك إنك ما انتشْ فالحْ

تقوم انت تكمّل مش هامّـك،….

تفضل صاحى: ترصد تلقط كل ما همَّك!

(2) لو تقدر تستَنَّى كفايةْ، من غير ما تْمـِـلّ ….

     لو تستحمل ألاعيب الكدب: من كل الكل

           ولا تسأل فيهمْ،

 ولا ترضى تكون يوم زييهم ….

 لو يوصلْ لَك غـِـلّ وكـُـره الواحدْ منهم،

تقوم انت برضه ما تكرهْـهُـمشْ

كل دهوَّه، ولا تتمنظر،

 ولا تعمل إنك وادْ ما حصلـْـشْ ….

 (3) لو تقدر تحلم لى براحتك،

بس تخلى حلمك فعْلك محطوط تحتك

مش يسرح بيك ويسوق فيها….

يرميك فى ملاهى اللى لاهيها

 لو بتفكـّـر بصحيح يعنى فى اللى قصادكْ

 بس ما يكونشى الفكر وبسْ: كل ّمُـرادكْ

(4) لو تستحمل إنك تسمع نَفس كلامك

                 “الحق”، “الجد”، “مافيش زيه”،

يقولوه أوغاد الحرامية

 بطريقهْ ملويّهْ ومش هيّه

يضحكوا بيها: على شاب عبيط

       يخدعوا بيها بنت هفيّه

(5) لو تقدر تتكلم عادى مع كل الناس،

وانت يا دوبك: مالى هدومك، ما نتاش منفوش

ولو انت مصاحب إيه يعنى “الريّس” نفسه،

وفْ نفس الوقت ما تخسرشى أيها حرفوشْ

تتبادلوا لمسة حنيهْ،

أو كلمة حلوةْ مندّية

 

 

 (6) لو ما يقدرشى ولا واحد إنّه يـِمِسّك،

 يكسر نِـفسك، او يخدش حاجة من حِسك

لا عدوْ يقصدهَا،…، ولا حتى حبيبْ: مش قصدهْ،

تفضل زى ما انتا برضه

 (7) لو بتقدّر: كل إنسان

سِوا عاش أو مات

ولا بتبالغ لفلان بالذات

 

 (8) لو تقدر يا ابنى تملاها: ثانيهْ بثانيهْ

دى “دقيقة” بحالها، يعنى يا خويا: “ستين ثانية”

حاتعاتبك لو إنت مليتها

                   بحاجات ماهيش قد قيمتها

  

(9)  لو يعـْنِى قدرت تكون واعِى وْعاقلْ فاهمْ

        وجميع الناس مهزوزه حواليك: عومْ عالعايم

        ويقولوا عليك إنت الخايب، ذاهل، نايم !! ….

 

  (10) لو تقدر يا ابنى تعيش فَشَلك واللى جرى لكْ،

 زى ما بتعيش انتصاراتك راكب خـيلكْ،

ما هى كلها خطط انت حاطِطـْها

ما هى كورة وانت اللى شايـِطـْها!

  (11) لو تستحمل إن اللى عملتُهْ طول عمركْ: تِشوفه يتكسّـرْ

تنحنى للأزمة، وتتأثرْ

       بس تقوم منها وتعافر

       تبنى ما الأول وتخاطر….

(12) لو تجمَع نجاحاتك يعنى كلها على بعْضْ،

وتكوّمها كدا كومْ واحدْ

وتغامر بيها: … :

 يا “مَـلِـكْ” يا “كتابه”،

وتقوم “خسران”

فاتقول: “ماشى”،

ولا تنطق كلمة، ولا تزنّ لْنَا، ولا تعيـّط

وكإن ما فيش حاجة حصلت،

“وان فِضِلّ العُودْ:

اللحم يجود “!!!

(13) لو إنت صحيح كنت سامِعْنِى

ولقيت نفسك تقدر ..، يعنِى

يبقى انت الدنيادى بحالها

لأ والأدهى- واهو داجمالها – :

تبقى انت صحيح “بنى آدم”، “صُحْ”

خـِلقةْ ربَك،

زى ما خلقكْ

****

 

 

ثانيا إضافة مصرية: (15 فبراير 2011)

( I ) تبقى انت الشاب اللى عـمَلْهَا

تبقى انت المصرى اللى غزلْها

تبقَى انت الشاب اللى فكّرنا تانى بمصر

تبقـِى انتى البنت اللى بتغنى سورة “العصر”

“إن الإنسانَ لفى خـسر”

إلا انتوا حبايبى وأمثالكمْ،

بالصبر الفعل الخير النصر

دا العالم كله ويّانا،

 عاَلمَ بِلاَ حصْر

بيشكلو وعى البنى آدمين

من نور الشمس لنبض الطين

كله مع بعض

بالطول والعرض

من مصر لمصر

****

ثالثا: ثم أضفت اليوم بعد مرور ثلاث سنوات ما يلى:

 ( II ) لو تسمح ترجع ويّايا شويّه شويه:

 وتبص تشوف حواليك جرى إيه انت وهيّا

حتلاقى أحزاب وفرق وشلل قول ييجى ميّه

 حتلاقى خراب ونزيف أشلاء كده مرمية

 حتلاقى كتير من أصحابك كانوا حرامية

 حتلاقى عدالة انتقالية وعدالة تانية اجتماعية

سبحان الله! طب فين عدْلُهْ!!؟ استنى عليّا

 حاتلاقى “حرية” مضروبة أمريكانية

حاتلاقى “العيش” يمكن عفّن فى النملية

* * * *

رابعا: قفلة مصرية بالاشتراك مع كبلنج

 ( III )    لو تقدر تحمل هم الناس حتى لوحدك

             لو ترفض تيأس وتواصل سعيك كدحك

يعنى تؤمر “حضرة قلبك”

وجوارحك، كـلـّكْ على بعضك

إنه “على الكل انه يواصِلْ كدا بالعافية..” يعنى امال إيه!!

        مش حايبطل مهما حايحصل، ما هو كله عليه

وكده تكمـّل لو حتى ما عادشى حاجة عندك

غير فعلكْ، وقتك،ْ رِضا ربــَّك

تبقى حبيبتك مصر الحلوة راح ترجع لك

زى ما كانت من بدرى قوى: فجر حضارة

حاتكمّل خير وبناء وعطاء، شمس : منارة

ويعمّ الخير على كل الناس

من كل الناس وبرب الناس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *