الرئيسية / مقالات صحفية / اليوم السابع / مزيد من تعرية الحرية: “ما داموا يصرّون!

مزيد من تعرية الحرية: “ما داموا يصرّون!

اليوم السابع

الأربعاء: 19-2-2014

مزيد من تعرية الحرية: “ما داموا يصرّون!

مضطر للعودة إلى ملف الحرية وتقليب أوراقها، بدلا من تمزيقها، وبرغم أن ما يصلنى من تعقيبات واعتراضات بشكل مكتوب أو شفهى يجعلنى أتوقف المرة تلو الأخرى  عن مواصلة الكشف، إلا أنه يبلغنى من خلالها مدى ضعف احتمال أن يستطيع عامة الناس مواجهات هزات الحقيقة، إلا أن التمادى فى التقديس والترديد اللفظى الخالى من المسئولية لمواصلة المحاولة يضطرنى فأعاود فحص المعروض فى السوق مما يسمى الحرية بكل هذا الإلحاح، فأجد أن كل المعروض غالبا:

 أما “مضروب”، أو “مستورد”، أو “مقلد” أو “انتهى عمره الافتراضى”، دون تحديد هذا من ذاك،

 فثم “حرية بحقوق إنسان”، وحرية “بالتطهير العرقى”، وحرية “بالنوم فى العسل”، وحرية “بالعمى الحيسى”، وحرية “بالخلطة الاجتماعية” أعنى “العدالة الاجتماعية”،

وحرية اشتراكية “ميه المية”، ما هذا كله؟ وإلى أين؟.

ما باليد حيلة

مازلت آمل – عزيزى القارئ – أن تقرأ كل فقرة ببطء، ويا حبذا أكثر من مّرة.

-1-

إذا كان الأصل فى نظام الكون المُحكم هو قوانين هارمونية التجاذب الخلاّق، وهى قوانين محكمة بقوانين “التكافل” و”التوازن” و”الإبداع” معا فلماذا نحت الإنسان للحرية صنما، هكذا؟ لُيسجن نفسه فى ألفاظها وهو يسعى أن يكون إلها مزيفا ؟

إذا تعرّى هذا الوهم فسنصبح أحرارا أى مبدعين، وربما لا نحتاج لتكرار هذا اللفظ الملتبس بهذه الطريقة المضلِّلَة.

-2-

حين ينتبه كل منا أنه كون أصغر، يتحرك فى فلك الكون الأعظم دون حرية من إياها، وسوف يعرف معنى هارمونية التجاذب الخلاق، فيُحكم التواصل وهو فى نفس الوقت يكسرالأصنام، ويجدد التشكيل: الحرية الحقيقية.

-3-

يتحرك الإنسان بين “غرور إنسانيته” و”سخف تألهه”، وهو يتصور أنه بذلك يحصل على الحرية، وإذا به يفقدها، إذ يجد نفسه سجينا فى أحدهما، وحين ينتبه ينتقل إلى سجن الآخر وهكذا، وهكذا، ثم يتصور أنه بهذه الحركة المكوكية أصبح حرا.

-4-

إذا كنت لا تمارس الحرية حتى داخل نومك، فكيف تزعم أنك حر جدا هكذا وأنت مستيقظ؟

-5-

ما دمت قد حشرت نفسك وسطهم هكذا، فلا تتنكر لحريتك “الجمعية” وانت تردد معهم هتافهم،

لكن حين تعودّ “إليك”، ردد هتافك الخاص جدا ولو فى سرّك

-6-

أن تَسْجِنَ الحرية فى كلمات تسميها “حرية”، خير من أن تنطلق منها قذائف عشوائية تقتل من يخالفك سرا.

-7-

من قواعد لعبة “استغماية” الحرية أن يحكم جميع اللاعبين الرباط حول عيونهم إلا واحدا، هو سيادتك لأنك – ولا مؤاخذة – أعمى من أصله

-8-

كلما اتسعت الرؤية اتسعت مساحة الاختيار ونشطت حركية التنقل والاختبار، فتصبح الحرية نتيجةً لا مطلبا.

-9-

كلما حذقت ممارسة عبوديتك باختيارك ازددت حرية رغما عنهم

-10-

معادلة الحرية الصعبة تحل نفسها إذا حذقتَ استعمال قوانينها، فأنت لا تحتاج لاستعارة شفرة من خارجها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *