الرئيسية / مقالات صحفية / اليوم السابع / حلم من فترة نقاهة “محفوظ”.. فالتقاسيم عليه

حلم من فترة نقاهة “محفوظ”.. فالتقاسيم عليه

اليوم السابع

الثلاثاء: 4-3-2014

حلم من فترة نقاهة “محفوظ”، فالتقاسيم عليه

استهلال:

مازلت كلما قرأت حلما من أحلام فترة النقاهة ثم قرأت ما حضرنى استكمالا بما اعتبرته نصا على نص، باعتبار أن الشعر لا ينقد إلا شعرا، مازلت أشعر أنه يكتبه لنا “الآن” فعلا، ياللَحدْس الممتد.

نص اللحن الأساسى (حلم 57):  

درت‏ ‏حول‏ ‏الحصن‏ ‏مرتين‏.. ‏حصن‏ ‏حجرى ‏نوافذه‏ ‏صغيرة‏ ‏كالثقوب‏، ‏ومن‏ ‏كل‏ ‏نافذة‏ ‏يطل‏ ‏وجه‏ ‏أعرفه‏ ‏بل‏ ‏وأحبه‏.. ‏والبعض‏ ‏طال‏ ‏غيابه‏ ‏والآخر‏ ‏رحل‏ ‏عن‏ ‏دنيانا‏ ‏من‏ ‏أزمنة‏ ‏مختلفة‏، ‏فنظرت‏ ‏بشوق‏ ‏وأسى ‏وخيل‏ ‏إلى ‏أن‏ ‏كل‏ ‏وجه‏ ‏يسألنى ‏من‏ ‏أعماقه‏ ‏أن‏ ‏أحرره‏، ‏ونظرت‏ ‏إلى ‏باب‏ ‏الحصن‏ ‏الحجرى ‏بلا‏ ‏أمل‏، ‏ثم‏ ‏ذهبت‏ ‏إلى ‏دار‏ ‏السلطة‏ ‏وطلبت‏ ‏العون‏، ‏وغادرتها‏ ‏مجبور‏ ‏الخاطر‏ ‏قابضا‏ ‏على ‏عامود‏ ‏من‏ ‏الصلب‏، ‏ورجعت‏ ‏إلى ‏الحصن‏، ‏ولوحت‏ ‏بالعامود‏ ‏فتهللت‏ ‏الوجوه‏ ‏واصطفت‏ ‏على ‏الباب‏ ‏وضربت‏ ‏ضربة‏ ‏هائلة‏ ‏فتحطم‏ ‏وتهاوى، ‏واختفت‏ ‏الوجوه‏ ‏من‏ ‏النوافذ‏ ‏وتعالى ‏هتاف‏ ‏فرحة‏ ‏وسرور‏، ‏ووقفت‏ ‏خافق‏ ‏القلب‏ ‏منتظرا‏ ‏لقاء‏ ‏الأحبة‏ ‏بلهفة‏ ‏وشوق‏.‏

التقاسيم:

…… لم يخرج أحد من الحصن وكأننى لم أر أى وجه من الوجوه التى أعرفها وأحبها فلماذا استجابت دار السلطة  لشفاعتى؟ ولماذا أعطتنى عامود الصلب؟ ثم لماذا لم يخرج أحد؟

 هل كانت السلطة تريد إطلاق سراح المعتقلين من الموتى الأحياء، أم أنها كانت تريد التخلص منهم جميعا تحت الأنقاض؟ وما سر هذه الضحكات الدالة عل السرور والفرح والحصن يتهاوى؟ هل ارتاحوا أخيرا منا ومنهم؟

التفت مرة أخرى إلى عامود الصلب فخيل لى أنه أفعى يتلوى، وأنه يقرأ أفكارى، بل ويسجلها، ثم راح يصدر شعاعاً سرياً إلى السماء يوسع به ثقب الأوزون الذى لاح لى بعد أن حل الظلام كأنه طاقة القدر.

ألقيت بالعامود بعيدا فانفجر انفجاراً نووياً لم يترك شيئاً ولا أحداً إلا أباده، إلا أنا،

 ربما لأستطيع أن أحكى ما حكيت.

****

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *