الرئيسية / مقالات صحفية / جريدة الدستور المصرية / ….”السَّمْهرةُ” هى الحل !!!

….”السَّمْهرةُ” هى الحل !!!

نشرت فى الدستور

25-4-2007

….”السَّمْهرةُ” هى الحل !!!

 (1)

قالت البنت لأبيها: أشعر أن هناك خطأ كبيرا جدا، أكبر من كل الأخطاء التى نعرفها. قال الرجل: وأنا كذلك، قالت البنت: وماالعمل؟ قال: فى ماذا؟ قالت: فى هذا الخطأ الأكبر، قال: ألا ينبغى أن نعرفه أولا؟ نحدده، قبل أن نتكلم عما يمكن عمله إزاءه؟ قالت: ألم نتفق على أنه موجود، وأنه أكبر من كل الأخطاء؟ قال الرجل: حصل. قالت: إذن علينا أن نتحمل مسئولية ذلك، قال الرجل: إسمعى:أنا لست حمل هذا الكلام الفارغ، هل تحبين شاكيرا؟ قالت: طبعا. قال: وهل ضرورى أن أحبها أنا كذلك؟ قالت: يعنى، قال الرجل: كل ما أعرفه عن شاكيرا هذه هو عجز مرور الجيزة عن تزوير شعبيتها فى انتخابات دائرة الهرم، قالت: ماذا تقول يا أبى، قال: أرد عليك بنفس طريقتك، قالت: ما علاقة هذا بذاك، قال: مثل علاقة لجنة السياسات بمحلات “كونكريت” لملابس الرجال، ألا تشاهدين الإعلانات والحُلّةْ محبوكة حول عود الشابِّ “السمهرى” الممشوق، قالت: يعنى ماذا؟ قال: لا عليك.

(2)

قالت البنت لأخيها: “سمهرى” يعنى ماذا؟ قال أخوها:لا أعرف، ولكن من ذكّرك بهذه الكلمة الغريبة؟ قالت: أبى، لا أعرف كيف ربط بين محلات كونكريت ولجنة السياسات، قال: لماذا لم تسأليه هو؟ لماذا تسألينى أنا؟ قالت: ألستَ فى قسم اللغة العربية؟ قال: وما علاقة قسم اللغة العربية، باللغة العربية؟ قالت:آه صحيح، لقد خطر لى مثل هذا التساؤل وأنا أذاكر أنه:  ما علاقة كلية الطب بالطب، قال: هل رأيتِ؟

(3)

قال الشاب لأخته: هل تعرفين أن زوجة الأخ “سَمْهَر” اسمها رُدَيْـنَة قالت: الأخ مَنْ؟ اسمها ماذا؟ قال: ألم تعيريننى بجهلى، إسمعى يا ستى ما وجدت : كان يا ما كان فى سالف العصر والأوان واحد اسمه “سَمْهَر” يمتلك مهارة خاصة فى تقويم الرماح، كذلك كانت زوجته بُثَيْنَة،  آسف، أعنى رُدَيْنَة، فكان الرمح يخرج من يدىْ أى منهما صلبا ممشوقا، فصار السمهرى يعنى “الرمح الصليب العود”، وكذلك أصبحت كلمة “الرُدَيْنِىّ” تعنى “الرمح”، هل رأيت العدل واحترام جهد المرأة مثلها مثل زوجها ما داما لهما نفس المهارة !!!، قالت البنت: يا صلاة النبى، يبدو أن العرب كانوا “عاملين دماغا من التى هى” عبر التاريخ، لكننى لم أقصد كل هذا الصداع، كنت أحسب أننا سوف نتكلم فى السياسة، قال لها: وهل أنا أتكلم فى البطيخ، قالت: وهل هناك فرق؟ قال: لكن لماذا لم يبق لدينا من كل هذه الحكاية إلا أن نقصر صفة “السمهرى” على الشخص الرشيق الممشوق، دون أن ننتبه إلى وظيفة الرمح “الصليب الحسن التقويم“، أو إلى مهارة صنعه وإتقان تقويمه من المرأة والرجل على حد سواء. قالت البنت: أليس هذا هو ما نفعله فى كل تراثنا.

(4)

قالت البنت لأخيها: ما رأيك: هيا نيأس ونرتاح، قال الشاب: ياليت، قالت: لكننى حاولت فلم أستطع، قال: ولا أنا قدرتُ، قالت: تعالى نسأل أمنا كيف نجحت أن تيأس من أبى، قال: ومن أدراك أنها يئست، قالت: ما نراه، هل أنت أعمى. قال: يا ليت!! قالت: يا ليت ماذا؟ قال: يا ليتنى كنت أعمى حتى لا أرى الجارى حولى هنا وهناك هكذا، قالت: لا عليك. هل تذكر حديثنا تعقيبا على شطح والدنا؟ قال: تعنين الأخ سَمْهَر والست بُثيَنة؟   قالت رُدَيْنَة يا جدع أنت، لقد احتجت أياما حتى أحفظ اسمها، ولكن: قل لى هل  هم سوف يحددون وزنا معينا لنساء اللجنة؟  قال: ربما يخصصون فى التعديل الدستورى القادم نسبا للأعضاء حسب الوزن مضروبا فى حسن النية، قالت: لو كان هذا هو الحل، فعليك أن تواصل الرجيم القاسى الذى تتبعه، وسوف يختفى كرشك الصغير البازغ حديثا من فرط التفكير جالسا عاجزا حتى عن اليأس، وحين يصبح عودك سمهريا، تقُدم طلب التحاق بلجنة السياسات، وسوف تجد ما يسرك.

 (5)

نظر الشاب إلى كرشه فاكتشف فعلا أنه بزغ سرا دون قصد، خاطبه محذرا أن التمادى فى التضخم دون وعى مستقبلى قد يعرضه للحرمان من حقوقه السياسية، مع أنه ليس له حقوق سياسية أصلا.

التفت إلى المرآة، وكأنه يكتشف مكانها قبالته لأول مرة، وانتقلت نظراته  من أسفل إلى أعلى فوجد شخصا يشبهه يجلس خلف كرشه الصغير ويلعِّب له حواجبه، انزعج وهز رأسه،  حاول أن يخفى كرشه البازغ حديثا بأية وسيلة، فخيل إليه أن وجنتيه تنتفخنان فى المرآة كلما شفط كرشه، فقام فزعا، وهو يقول للشخص فى المرآة: “الله يخيبك”.

الله يخيبك انت إن لم تفعلها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *