الرئيسية / مقالات صحفية / جريدة الدستور المصرية / كرامة الناس … وكرامة الحكومة…!!!!!

كرامة الناس … وكرامة الحكومة…!!!!!

نشرت فى الدستور

4-7-2007

كرامة الناس … وكرامة الحكومة…!!!!!

-1-

قالت البنت لأخيها: صاحبتى… !! قال أخوها: من؟ قالت: أنت تعرفها، تلك التى دعتك معى لعقد قرانها، قال: مالها؟ قالت: جُنَّت.  قال: يا خبرا أسودا!! ماذا تقولين؟ قالت: الذى حدث، قال: تمزحين، أليست هى التى كانت أولى دفعتها؟ قالت: هى بعينها. قال: فكيف تقولين أنها جنّت؟ قالت: وهل يجن إلا هؤلاء الأوائل؟ قال: لا تتمادى فى المزاح، تكلمى جدا، ماذا حدث؟ قالت: بعد عقد القران، لم تعد تتصل بى، ثم أخذت تتجنبنى، وسمعتُ أنها تهيم حبا به طول الوقت،  فدعوت لها، وانسحبت، ثم أمس: جاءتنى بغير موعد، وقالت لى إنها لم تعد تعرف كيف تستمر فى الحياة بعد ما  لحقها منه من إهانات، وحين استفسرت منها حكت لى كيف أن زوجها/خطيبها راح يتمادى فى الإهانة كلما تمادت فى الهيام والتعلق به، وحين أنذرتْه أنها سوف ترد الإهانة بالإهانة، هجرها باستعلاء، فهددته بالمعاملة بالمثل، فقلبها غما وتمادى، فرعبت واعتذرت، فزاد  وتغطرس، فانسحبت وعاودها عناد المتفوقين، فركب رأسه ولجأ إلى القانون  حتى حصل على حكم المحكمة بالطاعة، وحين تسلمت الحكم، تظاهرت لنفسها بالغضب، لأنها فى أعماقها فرحت ورحّبت، وعليه ذهبت إلى قسم البوليس وهى تتمنى  لقاءه”بأمر الحكومة”، قال أخوها: يا خبرا أسودا، وهل يمكن أن تحكم المحكمة بمثل ذلك؟ وأى فرحة هذه بحكمٍ كهذا؟ قالت: فرحة بلقاء الحبيب!! أى والله، هذه هى المصيبة.  قال: كله إلا هذا. قالت انتظر: البقية ألعن، قال: وهل يوجد ما هو ألعن، قالت: اتصل به البوليس فامتنع عن استلامها، وبعد انصرافها ذليلة مكسورة, حضر جنابه  للقسم وأتم إجراءات طلاقها بمحضر رسمى!!

قال: تستأهل، مع أننى أكاد لا اصدق،

 قالت: وأنا كذلك.

-2-

قال الشاب لأخته: هل قرأتِ المكتوب فى الصحف اليوم؟ قالت: أنت تعرف أننى لا أقرأ الصحف، ولا أستمع للأخبار، قال: إنه خبر الصفحة الأولى فى كل الصحف، قالت: أُولى!، أخيرة! أنا مالى، قال: إنه خبر مختلف، ليس عن الفساد وألعاب الحواة لتغطية هذا “المحسوب المدلّل”، أوكشف ذاك “المغضوب عليه”، إنه خبر  فى السياسة الخارجية، قالت:  مالى أنا بالخارجية والداخلية، مالى أنا بلعبة الكلمات المتقاطعة هذه التى تقتلون بها الوقت و تسمونها “سياسة”، قال: هل تذكرين كيف لم نصدق أنا وأنت ما لحق بكرامة صاحبتك؟ قالت: طبعا، ولكن ما علاقة هذا بذاك، قال: الأخبار التى أشير عليك بقراءتها تفسر موقفها، قالت: يا ذى المصيبة، هل نشرت الصحف حكاية صاحبتى؟ لابد أنك أنت الذى أبلغتهم !! قال: أقول لك أخبارا سياسية، تقولين صاحبتى؟ قالت: وما علاقة السياسة بكرامة صاحبتى؟ قال: حين قرأت هذه الأخبار  شعرت بالإهانة بنفس الدرجة التى شعرتْ بها صاحبتك فيما حكيتِ، قالت: والله العظيم أنت الذى جننت وليس صاحبتنى المسكينة، قال: المسألة ليست فى جنونى أو جنون صاحبتك، المسألة أننى تبينت أن هذا هو الخط  العام الذى نعيشه، هى لم تفعل إلا ما تفعله حكومتنا السنية، الفرق الوحيد أن حكومتنا السنية لم تشعر بالإهانة مثل صاحبتك.

-3-

قالت الأم للاب: أنا مشغولة على بنتنا هذه الأيام، قال الرجل: أنت مشغولة عليها باستمرار، وليس فقط هذه الأيام، قالت: هناك شىء جديد، هى لا تأكل،  ولا تكاد تغادر حجرتها، قال: لا عليك، أزمة وستمر، قالت: ثم إنها تسألنى عن تنازلى عن كرامتى ، هل أنا صحيح تنازلت عن كرامتى؟ قال: إسألى نفسك، قالت: وأنتَ؟ قال: البركة فيكِ، قالت: والحكومة؟ قال: البركة فيهم.

-4-

قالت البنت لأبيها: … خلاص، .. سحبت أوراقى من الكلية، قال أبوها: إياكِ. قالت: لقد أشرت لحضرتك من قبل باحتمال ذلك، قال: وقد نهيتك عن تفسيرك الغريب لبلادة ما تدرسون، قالت: ياليتها بلادة إنها استهانة إن ما يحشرونه فى عقولنا قسرا، وما يسطحون به وعينا غباءً، لا يمكن الصبر عليه من إنسان يحترم نفسه، نحن لم نعد فى الجامعة نعامل كبشر، خلقنا لله وكّرمنا، بعقولنا ووعينا.  قال أبوها: وما الغريب فى ذلك! كلنا هكذا، فهل نسحب أوراقنا جميعا من الوطن، أم من الحياة؟ قالت: من الإثنين، هذا أحسن من أن ننتظر حتى يحدث لنا ما حدث لصاحبتى؟ قال: وماذا حدث لصاحبتك؟ قالت: هو هو ما حدث لحكومتنا السنية فى الجامعة وغير الجامعة؟ قال: وماذا حدث لحكومتنا السنية، قالت: هو هو ما تفعله بنا حكومتنا السنية، قال: لا، لقد زودتيها بجد، ما علاقة كل هذا ببعضه، وبالكرامة أصلا؟

قالت: إسأل أخى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *