الرئيسية / مقالات صحفية / جريدة الدستور المصرية / تعتعة الكبار بأغانى العيال (3) أنت حر!! “..لا يا شيخ!!؟؟”

تعتعة الكبار بأغانى العيال (3) أنت حر!! “..لا يا شيخ!!؟؟”

نشرت فى الدستور

1-8-2007

تعتعة الكبار بأغانى العيال (3)

أنت حر!! “..لا يا شيخ!!؟؟”

أولا :غنّيوة العيال (!!)

بيقولوا  كلام مالهوش لازمة

باين أهالينا ما هيش  فاهمة

قال “حرية” !؟…. أُسـْـكُت لاغْلط.

              بتهرّج   واللا بتستعبط !

هوا انت يا عمّنا أصلاً حرّ

دى الحنفيّة عمّالة بتـخُـرْ

          أفكار جاهزة، فتوى وأحكام، 

          واللى ينهّــق ركّبــْ له لْـجام !!!

“تتحرك جوّه اللى قلناه وانْ كان عاجبكْ،

 وساعتها تبقى حر تمام،  كدا على قدّك”

دى حكاية وباين مش نافعة

دانا زى باخطـَى فْ نار والعة

الحرية ما تجيش أبدا كدا  ما الآخر،

                ولا كلّ ما اقرّب تـتَّاخر

بصراحة أنا خايف أبقى حر.

أصل انا ما اعْرَفشى “أسيبها تمُرّ”

حا تمرَى ازاى وتروحى على فين،… وانا مش دارى

                               أصل انا باستعبط، وبَدَارِى

  مش عايز أكتفى بشعارها

ولا عُدت ارتوى من أشعارها

ما تقوللى الأول  قصدك إيه

وانا انفّذْ  إللى تقوللى عليه ؟

           الحرية هى “الحركة” جوّاكْ برّاكْ،

            هى انك تقدر تتغير من “هنا” “لهناك”،

و”هناك” مفتوح وبيتفجرْ

          كل ما توصلـّه يتغيّرْ

إوعى تصدقهم: تستنى “لحد ما تكبر”

دا انت تراجع أول باول : كل كلامهم

راح تلقى حاجات مش على بالهم، غصبنْ عنهم

وتفكر “بالعقل” وبرضه بحاجات “هيّه”،

ما انت عارفها، مش مستنى منى وصية

 

الحرية انك تتحرك وتراجعْ

“إنك تحترم اللى وصلـّك!”، دا مافيش مانعْ

            …. لكن تعتبر انه بداية، بسْ مش أكتر

                  وتغامر تحمِلْهَا أمانة، مش تتمنظر

الحريهْ:   انك تقدر ترمى طوبتها

لو مش قادر، تدفع “حالا” :  حق قيمتها

بس تاخد بالك، مش يمكن تستحلاها؟

مهما كات غاليهْ،

                إوعى تقول “ياللاّ…، بلاها” !

الحرية عمرها ما تكون وانت لوحدك

حر مع مين؟ حر على مين؟  يا خِـى دا بُعدك

لو حر صحيح راح تحتاج  ناس أحرار حواليك 

ماذا وإلا :  تبقى فْ زنزانة الحرية  وْمقفولة عليك

******

قال الشاب لأخته: بالذمة هل هذا كلام يقال للعيال؟ دى حكاية استعباط والمصحف، مَنْ من العيال يمكن أن يفهم أن الحرية ممكن تكون “زنزانة” ؟ قالت أخته: بصراحة العيال يلقطونها أسرع من كذب الكبار، قال:  ولو !! هو استعباط ، قالت : أليس أفضل من استعباط أهالينا وهم لا يكفون عن التلويح بما لا يملكون: “أنت حر، أنتِ حرة” “أنت حر، أنتِ حرة”؟ و لا هم أحرار، ولا نحن نستطيع، قال: أهو كلام، يضحك به القوى على الضعيف، من أين لجائع أو مقهور أو عاطل أن يكون حرا؟ من أين لمذهول أمام النت أو الدش ليل نهار أن يكون حرا؟ من أين لمسجون داخل القضبان أو داخل وطنه أو داخل نفسه أن يكون حرا؟ من أين لعبد لقرش يجمعه لا ينتفع به، ويقتل من أجل ذلك ملايين الضحايا، أن يكون حرا؟ قالت: كفى كفى، هل نتنازل عن الحرية، لأن أحدا لا يمارسها لا غنى، ولا فقير، لا ظالم ولا مظلوم؟ قال: وهل نحن  أحرار حتى فى التنازل عن ما لا نملك؟ قالت: “خبرك اسود تقفّلها من كل ناحية، إذن ماذا؟ لا تنسَ أن الله خلقنا أحرارا قال: يعنى ماذا؟  قالت : والله ما انا عارفة ، قال: فلماذا نخدع الصغار بهذه الأناشيد الخائبة، قالت: أليست أحسن من أن نخدعهم بالكذب الصريح: ” مدرستى أيا محلاها، أهواها وأدوب فى هواها”، أو:  والفضل كله لبابا فلان، و الفضل كله لماما كمان، قال: أليست هناك طريقة أسهل؟ قالت: أعتقد أنها  صعبة علينا نحن، إن ميزة العيال  أنهم لا يحزقون مثلنا فى محاولة فهم غبى ،هم  يتركون الكلمات  الطيبة  تترعرع وحدها بداخلهم كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها فى السماء، قال: تؤتى أكلها كل حين. قالت: هل يا ترى سنعيش حتى نتذوق طعمها ، قال: المهم أن نثق يقينا أنها تؤتى أكلها كل حين مهما طال الزمن، قالت: هذا فى ذاته بعض أكلها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *