الرئيسية / مقالات صحفية / جريدة الدستور المصرية / تعتعة الكبار بأغانى العيال (4) . . . والكُبَارْ مش قدّها !!

تعتعة الكبار بأغانى العيال (4) . . . والكُبَارْ مش قدّها !!

نشرت فى الدستور

8-8-2007

تعتعة الكبار بأغانى العيال (4)

. . . والكُبَارْ مش قدّها !!

“مقدمة أغانى العيال”

كل حاجة غامضَةْ داخله فْ بعضها

“والكبار مش قدّها”

شفتها فيهم بسيطهْ:

يعنى واضحة، بايْنَهّ واصْله لْوَحدَهَا

أعمل ايهْ؟

قلت أقولْها للعيالْ وعلى الله تنفعْ

للكبير برضُه ما هى يِمْكِن تِسمَّعْ:

…….

        نِفْسى أبقى بسيطْ وأوضحْ

نِفْسى إن الكلمة تنجحْ

نفسى احافظ عالأملْ

والكلام الحلو يبقى حلو، لمّا يتعَمَلْ

ما هى ورطةْ للكبير زى الصغيَّرْ

ياللا يا ابنى قبل ما بلوتنا تكبْر

* ماهى كْبرتْ واللى كان دا بايِنّه كانْ

– لأَّه لسَّهْ، الكلامْ دا كانْ زمانْ!

…….

العيال واخدينها جّدْ

ماباينْشِى الحارهْ سدْ

إحَنا ليه بِنْسدّها بَدْرى عليهُمْ؟!

– أصلنا خايفين نشوفها بى عِينيهمْ

قومْ نراجعْ نفسنا !

* لأْ ياعمْ، راجع انت بالنيابةْ عننَّا

انا أصلى مش حاخطىِّ مِنْ هنا

– طب نِسيبْْهُمْ هُمَّا يمكن يعملوها

* لأَّه برضه، هيّا سايبه؟! ما احنا عارفين اللّى فيها.

– همّا يعنى لسه راحْ يستَنّوا إذْنَكْ

همّا طايحين بالسلامه غصب عنىّ، آه، وعنّكْ.

العيال لازم يعدُّوا

كل واحد على قدّه

كلهّ بٍِيْحُطّ اللى عندُه

البُنَا يطلع لوحْدُه

* يعنى قصدك: يعنى إيه؟

كل ده بِِتْرصُّه ليه؟

– قصدى يعنى إنه حتى لو الكبير قفّلْ وطنّشْ

العيال راح يعملوها،

*  …….. لأ ما أُظُنشْ.

– لأ تُظُن ونُصْ،

بسّ حِسّ وبُصْ

* * * *

قال الأخ لأخته: العيال يعملون ماذا؟ ما هذا الكلام الفارغ؟ هذه تسالى نهرب بها من مسئوليتنا، قالت: أنا مالى! وهل أنا التى كتبتها؟ ثم إنك رأيت بنفسك كيف أن أختنا وأخانا يغنونها كأنهم سوف يعملونها فعلاً. قال: أنا خائف أحسن تنقلب المسألة مهزلة أغانى “المصريين أهمّة”، ماذا يستطيع الطفل أن يعمل  فيما نحن فيه؟ نحن نتمحك فى الطفل، ثم نُبرمِجُهُ حتى يصاب بالبلاهة الوطنية، أو الانسحاب الوبائى، يا فرحتى بلعبة الأغانى هذه، قالت: ألا يجوز يا أخى أنها تخاطب الأطفال داخلنا نحن، نحن الكبار! قال: داخلنا! خارجنا!؟ ما هذا الكلام؟ هل رأيت طفلاً داخل أبى أو داخل أمى؟ قالت: رأيت ونصف، قال: بطَّلى تهيؤات، أبى يبدو أكبر من عمره بنصف قرن، قالت: أنا رأيت الطفل فى داخله مكسوراً خائفاً منزويا فى ركن على اليمين وأنت داخل قال: داخل إلى أين؟ قالت: آسفة، سرحت، فوّت هذه، قال: وأمى؟ قالت: لا!! أمى حاجة تانية، لقد لاحظتُ طفلها يلعب من وراء أبى، وهى فى المطبخ قال: لا يا شيخة، قالت: ثم إنها كانت تردد الأغنية مع أختى فرحة وهى تسـمِّع لها، قال: والله العظيم؟ قالت: والله العظيم. قال: ألاّ قولى لى، ماذا لو قبضت المباحث على أمى؟ هل سيسجنون طفلها معها، قالت: مباحث مَنْ يا جدع انت؟ ماذا فى هذا الكلام ضد المباحث؟ قال: أنا عارف!؟ أنا أسأل. تصورت لو أن رجلا فى المباحث سمعها وهى تدندن: “يا للا يا ابنى قبل ما بلوتنا تكبر”، فأخذ الكلام على الحكومة؟، فقد يقبض عليها من باب أن الاحتياط واجب، قالت:  ما هذا؟ أنت تخرف، أنا يخيل إلىّ أن الحكومة الآن تشجع من يسُـبُّها، بعد أن أطمأنت إلى أن الناس والصحف اكتفوا بذلك، يضيّعون به الوقت وهم يكركرون سخرية أو يأساً، قال: يبدو أنك على حق، كل الناس يستغربون مِنْ َتَسَاهُلِ الحكومة هكذا، قالت: لعل الحكومة استبدلت “بالقرية الإلكترونية الذكية”، إرساء قواعد جديدة لدولة “المباحث الذكية”، حيث يبدو أنها لاحظتْ مزيداً من “الاستقرار” كلما زادت الشتائم والسِّباب، قل لى ماذا سوف يفعل الأطفال فى كل ذلك؟ قال: أسألى نفسك، قالت: ألا يمكن أن يتحرك طفلٌ ما، داخل مسئولٍ ما، لينبهه على كذبه وضياعه معا، قال: أحسب أن عدوى إنفلونزا السياسة الكلامية قد أصابتك، أنت تخرفين مثل كاتب الأغانى.

قالت: ربما!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *