الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الطبنفسى الإيقاعحيوى (83) Biorhythmic Psychiatry قلق فرط الدراية (3) Hyperawareness Anxiety القلق المُـواجهى، والقلق المفترقى (1)

الطبنفسى الإيقاعحيوى (83) Biorhythmic Psychiatry قلق فرط الدراية (3) Hyperawareness Anxiety القلق المُـواجهى، والقلق المفترقى (1)

نشرة “الإنسان والتطور”

السبت: 13-8-2016

السنة التاسعة

العدد:  3270

الطبنفسى الإيقاعحيوى (83)

 Biorhythmic Psychiatry

عن القلق:

قلق فرط الدراية (3)

Hyperawareness Anxiety

القلق المُـواجهى، والقلق المفترقى (1)

Confrontational and Cross Roads Anxiety(1)

13-8-2016

مقدمة:

تناولنا فى نشرة الأثنين الماضى “القلق الوجودى” وعلاقته بـ “فرط الدراية”، وكان المفروض أن نقدم اليوم نوعين من نفس المجموعة وهما “القلق المُوَاجهى” و”القلق المفترقى”، إلا أننى فضلت أن أتوقف لأقدم هذا التوضيح بعد ما وصلنى من فقر الاستجابة فى الندوة العلمية(1) التى قدمت فيها نفس الفروض، فوصلنى مدى صعوبة التمادى دون مزيد من شرح.

الفرض الأساسى:

الفرض الحالى: “القلق” من منطلق الطبنفسى الإيقاعحيوى:

(1) القلق هو إعلان عن واقع عدم تناسب مستوى نشاط الدراية وفاعليتها مع درجة حركية التشكيل الإيقاعحيوى وعن مدى نجاحه فى مواصله التطور الإبداعى، فكلما تناسقت وتناسبت “جرعة الدراية” مع “حركية التشكيل” كان الوعى بهذا التناسق والتناسب هو الإعلان  الممكن عن ما سوف نسميه “القلق الإيجابى”، وفى مقابل ذلك فإن عدم التناسب إذا وصل إلى درجة معطِّلة أو مزعجة أو مؤلمة فإن الوعى به يندرج تحت القلق فى حضوره السلبى (المرضى غالبا).

(2) فى حالة زيادة جرعة الدراية، وهى ما يمكن أن نسميها بقلقلة “فرط الدراية” وهو ما يحدث عادة فى أطوار التفكيك وإعادة التشكيل إذا تواكب ذلك مع العجز النسبى المؤقت (أو الدائم أحيانا) عن استيعاب هذه الحركية فى التشكيلات المتجددة، فإن النتيجة تتجلى فى عدة مظاهر إكلينيكية قد تصل إلى درجة المرض.

وفى محاولة استحضار إدراك الحركة اللازمة لمواكبة هذه الفروض، أكرر:

إن  المخ (الأمخاخ) هى فى نبض دائم = إيقاعحيوى خلأّق مستمر، ليل نهار، ولكن فى لحظة بذاتها يوجد قائد واحد لكل هذا النبض، فيتسق الهارمونى، ويتواصل النمو (الإبداع)، وما هو ضد ذلك  هو تعدد القيادات (المايستروهات)  فى نفس الوقت،  وما يترتب على ذلك من نشاز، أو إعاقة ، أو تلف ونكوص وسلبيات، هو المرض (النفسى).

هذا باختصار هو المدخل الأساسى لاستيعاب فروض الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى عامة،  والأشكال التى سوف أصدر بها (أو أملأ بها) هذه النشرة لا يمكن استيعاب المراد منها إلا من خلال برنامج الباور بوينت، لأنها كلها حركة متبادلة، فعذرا حتى أستطيع أن أقدم فكرى فى شرائح مع الطبعة الورقية(2)

ونبدأ بالتذكرة بالإيقاع الحيوى اليوماوى وهو أساس فى تقبل هذا المنظور وخاصة أن دوره فى النوم (والحلم) يبدو أهم من دوره فى اليقظة والانتباه .

 13-8-2016-2

لكن طبعا المسألة لا تسير بهذه البساطة أو هذا الاختزال فإن عدد المستويات (الأمخاخ النابضة) هى كثيرة كثيرة وغير معروفة تماما وغير محددة، فتطوّر منى الشكل على الوجه التالى:

13-8-2016-3

وقد خفت من جديد من التبسيط فتماديت وطوّرت أكثر حتى أستطيع أن أوصل فكرتى، أو بتعبير أدق : رؤيتى ، فهذا ما شاهدته وأشاهده فى ممارستى اليومية ، وهو هو ما يعيننى على الأخذ بيد مرضاى يمواكبتهم بعد مواجهتهم لنتحمل المسئولية معا (علاج المواجهة، المواكبة، المسئولية م.م.م.)

ويظل الاعتراف – فالاعتذار– أن الرسوم والألفاظ يستحيل أن توصل الرسالة كما أعيشها ونعيشها، فجاء هذان الشكلان لمزيد من التعقيد (أى التوضيح!!)

 (لكن المسألة  أوضح بالتأكيد فى الموقع مع رابط برنامج pp ، أهلا بكم!).

13-8-2016-4

* * * *

13-8-2016-5

فيلاحظ أننى قد أضفت فى هذا الشكل الأخير بعض الرموز من تاريخ التطور، حتى أؤكد أن الإيقاع الحيوى السيمفونى، لا يقتصر على التركيب البشرى كما نعرفه أو نتصوره (مثلا الذات الطفلية- الذات الوالدية- الذات الناضجة (3) “إريك بيرن” وإنما هو يجرى فى تناغم إيقاعى مع كل مستوى من مستويات الوعى (أقرب إلى تعدد العقول – مستويات الوعى : دانيال دينت)(4)

وبعد

أكتفى اليوم بهذه المقدمة التى اضطررت إليها بعد ما لاحظته فى الندوة العلمية ، برغم أننى قدمتها بالتوصيل الحركى الذى كنت أعتقد أنه سوف يسهل المهمة،

وأواصل غدا تقديم أنواع أخرى من القلق فى نفس مجموعة “قلق فرط الدراية”،

 وغدا نتناول “القلق المُواجهى” و”القلق المفترقى” معا.

[1] – ندوة اللجنة العلمية/الثقافية لجمعية الطب النفسى التطورى، بالاشتراك مع “مستشفى الرخاوى”، محاضرة أ.د.يحيى الرخاوى:  بعنوان : “تجليات القلق: من منظور الطبنفسى الإيقاعحيوى”، الإثنين الموافق 8 أغسطس  2016

[2] – ولمن شاء أن يشاهدها من الآن أن يذهب إلى هذا الرابط بالموقع وسوف يجد الشكلين فى حركة دائبة ببرنامج الباور بوينت P.P.

[3]- Child – Parent- Adult Ego states

[4] –  Kinds of Minds Towards Understanding of Consciousness  Daniel C. Dennet 1996 الكتاب المترجم صادر عن “المكتبة الأكاديمية” ترجمة د. مصطفى فهمى إبراهيم، نشر بعنوان “تطور العقول!!”  – القاهرة  2003

نشر موجز ونقد له فى نشرة : 25-12-2007

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *