الرئيسية / مقالات صحفية / جريدة الدستور المصرية / “…. تشربها مادامت إنت ماليها”!!!!(11)

“…. تشربها مادامت إنت ماليها”!!!!(11)

نشرت فى الدستور

26-9-2007

 “…. تشربها مادامت إنت ماليها”!!!!(11)

الأغنية للأطفال داخلنا

****

أصل الكبّايَة المِتْنَصّصَهْ دى: فيها وفيها

وصاحبنا المتردد جدا، مشغول بيها.

طب وانت شفت انهُوهْ فيهمْ؟

شفت النص المليان حاجة ؟

                طب حاجةْ إيه؟

أو شفت النص الفاضى وبس،

                طب نعمل إيه؟

لو كنت صحيح عايز تحكمْ، والحكم ميزانْ،

تعرف لما تشوفها ملانة:  إنك عطشانْ

واذا شفت النص الفاضى وْبَسْ، تبقى قرفانْ

أو يمكن ملهـِى على عينك، علشان  زهقانْ

طبْ شوفها وانت بعيد عنها

نصّها مليان، نصها فاضى:  قرّب  منها

تملاكْ تملاها،  تقلـّبْها

تلقاك جوّاها،… وى شاربْها

تقدر  تملاها يجوز بَاحْسنْ 

مش تقعد تبكى وتتمسكـِن

لو ملْـيانه بكلام فارغ، قومْ فـضّيها

واملاها  باللى ما هوش فيها

ولا تستجرِى فْ يوم  ترميها

تشربها ما دام إنت ماليها

* * * *

قالت البنت لأخيها: المصيبة أن أحدا لا يريد أن يفهم أن المسألة ليست فيما نرى، بل فيما نفعل،

قال الشاب: يعنى ماذا؟

قالت: أقصد أن التوقف عند الوصف، سوف يتساوى فيه المتشائم والمتفائل كما فى الأغنية، المهم أننا نحن الذين نقوم بملئها حتى لو فارغة،

قال: ربما، لكن ماذا عندنا نملأ به الكوب أصلا وقد امتلكوا كل ما يمكن أن يوضع فى أى شىء؟  واحتفظوا به لأنفسهم

قالت: ليس تماما، فلنفعل ما علينا أنا وأنت، نملؤها بما نستطيع

 قال: اسم الله اسم الله، هم يفرغونها ونحن نملؤها بكل قلة حيلتنا

 قالت: ألستَ أنتَ أو أنا جزءا مما فى الكوب

 قال: الجزء الفارغ أم الجزء الملآن ؟

 قالت: يا سخفك!!  لنفرض أننا نحن الفراغ نفسه، وأنهم هم الذين أفرغونا مما ملأنا الله به، فإن الله سبحانه يحاسبنا، وسوف يحاسبنا على ما نملأ أنفسنا وحياتنا به،

 قالـت: ماذا جرى لك بالضبط؟!! دروشة هذه أم هرب أم تبرير؟ كيف نملأ أنفسنا وهم لا هم لهم إلا أن يفرغونا أولا بأول مما أودعه الله فينا، أو مما نبتدعه؟ بطّل أوهام يا اهبل

قال: الأوهام أحسن من أن أمضى بقية عمرى أتساءل عن النصف الفارغ والنصف الملىء، ماذا أقول لربنا إنْ أنا فعلت ذلك ؟

قالت: والله أنا مستغربة عليك، إيش أدخل ربنا فيما تقول؟

 قال: حكاية التشاؤم والتفاؤل هذه لعبة الصالونات من ناحية، والَنّفَاقَََاتْ من ناحية أخرى،

 قالت: نِفَا… ما ذا؟

 قال: نِفَاقَاتْ، جمع نِفَاقـَهْ

قالت: تعنى ماذا؟ الله يخيبك

 قال: هى مشتقة من النفاق، هى “كلمة المرور” إلى الحزب الوطنى، ومنه إلى الوزارة أو ما هو أهم،

 قالت: وكيف عرفتها ؟

 قال: لا، هذا سر، دعكِ من هذا، إسمعى ما سمعت: جاء فى الأثر: إنه ” لعن الله من تشاءم جالسا، قالوا: ومن تفاءل جالسا؟ قالوا: عليه لعنة أكبر ما لم يساهم  فى البدء فى  تنفيذ تفاؤله حالا، أو ليصمت”

قالت: من قال هذا

قال: أنا .. أليس من حقى؟

قالت: أستغفر الله العظيم

 قال: ماذا فى هذا؟ ثم هل أنا الذى قلت؟ أغنيتك هى التى توصينا  أن نفرغ الكوب مما فيه، لنملؤه بمعرفتنا، فنصبح مسئولين عما به، نفرغه ونملؤه باستمرار،

قالت: تتكلم عن “تداول السلطة”؟!

قال: وعن الذين تتوفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم، أليس هذا هو بعض ما تذكرّنا به  الأغنية؟

 قالت: لا يا شيخ !!!؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *