الرئيسية / مقالات صحفية / جريدة الدستور المصرية / حق العَوَزانْ: إوعى يا بْنى تخاف تُعُوزْ … !!! (13)

حق العَوَزانْ: إوعى يا بْنى تخاف تُعُوزْ … !!! (13)

نشرت فى الدستور

10-10-2007

 حق العَوَزانْ: إوعى يا بْنى تخاف تُعُوزْ … !!! (13)

 (أغانى للأطفال داخلنا)

آنا عايزْ،

أيوه عايزْ،

أيوه، من حقى أعوزْ،

              دهْ ضرورى، مِشْ يجوزْ.

واللى مِستغنىِ يوسّعْ،

أو ياخُدْ بالهْ،  ويسمعْ:

 

إوعى يا بْنى تخاف تعوزْ

إوعى تتردِّدْ،   تبوظْ !!

آه تبوظ منّك تضيعْ

إيه حايفضل لما تيجى تشترى تلاقيك تبيعْ

آه تبيع روحك عشان ما  جنابه يعطيك ما اللى عنده

مع إنهْ مِشْ بتاعه، ولا حتى هوّه عنده

…       

إحنا بنعوز اللى نكبر بيه وناخد حقنا،

إحنا بنعوز اللى بيخلينا خلقة ربنا،

إحنا بنعوز بعضنا.

عوز وغامرْ

قول وخاطِـرْ

فى الحقوقْ  … ما فيش خواطرْ

احتفظْ يا بنى بحقـك،

            هوّا حقك واللى خلقك.

            هوّا حقك، ……، من زمانْ.

راح تنوله ما دمت متمسّـكْ وناوى

                          مهما كانْ.

….

إوعى تنسى إنهمْ مشْ هُمَّا إِللى إُّدهُولَكْ

إوعى تِسْتنَّى لِحَدْ ما يسمحولكْ

إوعَـى تتنازل لأنك مهما حاتحاوِل لا يمكن راح تطولهْ 

ما هوربك لما خلقك كان عشان إنَّك تنولهْ

وانتَ خَدّتُهْ لمّا عُزْتُهْ قبل ما توصل لِحَدّهْ

راح يقولوا دا عملها غصب عنا، حدّ قدُّهْ !!

***

قالت البنت لأخيها: يا أخى المسألة أصبحت أصعب فأصعب، لقد فهمت حقوق الإنسان “إللى بحق وحقيق” بالعافية، لكن يبدو أن مسألة “حق  العوزان” هذه حكاية وحدها

قال أخوها: أنا معك ، ثم ماذا؟

قالـت: يبدو أن الحرمان والخوف من الإحبط قد جعل الناس يتنازلون أصلا  عن حقهم الطبيعى فيما هو طبيعى، أصبح محظورا علينا، مجرد “أن نرغب”، حتى من داخلنا

قال: يبدو ذلك

قالت: معنا حق، إذْ  لماذا نرغب فيما لا يمكننا الحصول عليه

قال: هل تستطيعين أن تمنعينا من الشعور بالجوع، لمجرد أننا لن نحصل على طعام

قالت: وما فائدة أن يعوز الواحد منا مع “وقف التنفيذ”، حرام عليهم هى “تحنيسة” أم ماذا؟

قال: لا أحد يُسأل عن أسباب ما  خلقة الله فينا، نحن نعوز الحياة، هذه هى كل الحكاية

قالت: بذمتك!، هل نحن “نعوز الحياة” فعلاً

قال: مع هذا الجارى فى كل مكان، لا أظن، لقد تنازلوا عنها غباء و”توحشا”، و تنازلنا عنها قهراً وجبناً

قالت: لا تقلبها غمًّا يا أخى، حرام عليك، نحن فى رمضان

قال: تصورى أنه خطر ببالى أننا نصوم رمضان لتنذكر كيف “نعوز الأكل والماء”، الصيام يشحذ وعْى العوزان بعد أن نكون قد ألهينا أنفسنا طول السنة بالتهام كل المتاح  دون تميز

قالت: هل تريد أن تقول إن من يلتهم، لا يعرف كيف “يعوز”؟

قال: ليس عنده “وقت ليعوز” أصلاً

قالت: و”الفلوس”؟

قال: آه صحيح والفلوس!! لابد أن من عنده “فلوس” بالكوم، لم يعد يعرف طعم الفلوس نهائيا

قالت: لكنه ما زال يجمعها على حساب أى شئ، كيف يفعل ذلك وهو لا يعوزها

قال: هو يبتلعها قبل أن يعوزها، فلا يشبع أبداً

قالت: ثم ماذا؟

قال: لا أعرف

قالت: والبترول!؟

قال: خبرك اسود، انت تقفزين فوق حواجز لا أعرف ما وراءها، ماله البترول؟

قالت: والحرية

قال: ردّى علىّ أولا، لماذا قلت البترول، أما الحرية فقد تنازلنا عنها، تحت كل الشعارات بما ذلك شعار الحرية

قالت: تنازلنا عن الحرية تحت شعار الحرية؟

قال: نعم

قالت: كيف؟

قال: يا شيخة انت التى سمّعتينى أغنية الحرية من أغانى أختنا

قالت: بطل استعباطا، طلعت أغانينا نحن، أغانى أطفالنا داخلنا

قال: أنت تهربين، لم تردّى على سؤالى، ما هو قصدك حين قلت “والبترول”؟

قالت: إنهم يقتلون الملايين ويجوّعون الملايين ويشردون الباقيين، دون أن يعرفوا ما يريدونه لأنفسهم شخصيا، بشرا مثلنا

قال: صحيح ماذا يعوز هذا الدبليو – شخصيا – من كل هذا

قالت: وهل هو من جنس البشر؟ المهم نحن

قال: نحن ماذا؟

قالت: لا أعرف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *