الرئيسية / مقالات صحفية / جريدة الدستور المصرية / قلمى وأنا .. والسياسة والطب

قلمى وأنا .. والسياسة والطب

نشرت فى الدستور

28-11-2007

قلمى وأنا .. والسياسة والطب

كل‏ ‏القلم‏ ‏ما‏ ‏اتقصف‏ ‏يطلعْ‏ لُـه‏ ‏سن‏ ‏جديدْ‏،‏

‏”‏وايش‏ ‏تعمل‏ ‏الكـلْمـَةْ‏ ‏يَابَـا‏، ‏والقدَرْ‏ ‏مواعيد‏”‏؟

خلق‏ ‏القلم‏ ‏مِالعَدَمْ‏ ‏أو راقْ‏،  ‏وِ‏.. ‏مَــلاَهَا‏،‏

وانْ‏  ‏كان‏ ‏عاجبْنٍى ‏وَجَبْ‏، ‏

‏ ‏ولاّ‏ ‏أتنّـى ‏بعيدْ‏.‏

…”أتنِّى” بعيد أين أيها الوغد؟

 ألم تعدنى فى الأسبوع الماضى بعد أن سمحت لك بالرقص راجزاً لآخر مرة، أن تطيعنى ونكتب تعتعة هذا الأسبوع كلاما مرصوصا “من الذى هو”: شوية معارضة، على شوية “لمز”، على شوية “همز”، على شوية تراجع، على شوية: و”لكن أيضا..”، على شوية “غالبا” و”لا أقصد تماما ..”

قال لى: أنت جبان، أنا أشجع منك وأقدر باعترافك فاكر حيت قلتَ بعظْمةْ لسانك (عظْمة شعرك)؟

… قلت‏ ‏انـَا‏ ‏مشْ‏ ‏قدّ‏ ‏قـَلـَـمِى‏.‏

قلت‏ ‏انا‏ ‏يكفينىِ ‏أَلـَمـِى‏.‏

قلت‏ ‏أنا‏ ‏ما‏ ‏لى، ‏أنا‏ ‏اسـْترزَقْ‏ ‏واعيشْ‏،‏

والهرب‏ْْ ‏فى ‏الأسْـَتـذَةْ‏  ‏زيّـُــهْ‏  ‏مافــيش‏ْْ،‏

والمراكزْ‏، ‏والجوايزْ‏، ‏والـَّذى ‏ما‏ ‏بـْيـنِـْتـهيشْ

………

قال قلمى: لكنه انتهى بالنسبة لك منذ هزمُتَك أنا،

 وكشفت لك الجارى فرحتَ تصرخ:

أَمَّا‏ ‏صوره‏ْْ ‏مـُرْعـِبـَهْ‏ ‏يا‏ ‏خـَلـْق‏ ‏هـُوهْ‏.. ‏إلحـَقـُونـِى‏.‏

قـُلـْت‏ ‏غـَلـْطـَانْ‏ ‏والـنـَّبـِى ‏يا‏ ‏نـَاسْ‏ ‏سـِيـُبونـِى‏. ‏

قلت‏ ‏اغـَمَّض‏ ‏تـَانـِى ‏حـَبـَّهْ‏ ‏صـْغـَيـَّرِينْ‏،‏

‏.. ‏لمْ‏ ‏قِدِرت‏.‏

طب‏ْْ ‏حا‏ ‏فتّح‏ ‏ليه‏ ‏يا‏ ‏عـَالـَمْ؟‏  ‏هـِىَّ ‏فُرْجـَةْ‏؟‏! ‏

بصّ‏ ‏لىِ “‏صاحـْبـَك‏” ‏ولعبَّْلىِ ‏حواجـْبـُهْ‏،  ‏

قال‏: ‏وقِعْت‏.                                      ‏

والقلم‏ ‏كـَمّل‏ ‏كإِنى ‏لم‏ ‏وِقفت‏:                       ‏

قلت له: تكمل تذهب إلى أين أيها المتهوِّر، كفى هذا، لقد لاحظت أنك تأخذ راحتك حين تتمايل راقصا راجزا، أو حتى حين تشكل وتنغم شاعراً، لا هذا وصل للعيال، ولا ذاك حرّك الكبار، كفى! دعنا نكتب مقالا ونتلاعب بالألفاظ ونلف وندور مثل زمان لا أحد يقبلك أو يفهمك، أنت تستعبطنى أنا، تستفرد بى، أتذكُرما فعلَتهُ بى وأنت تعايرنى أننى لا أكتب خبرتى خوفا من إذاعة السر الأمر الذى قد يقلل من عدد مرضاى، ومكاسب سبوبتى،

القلم‏ ‏صحصح‏ ‏ونط‏ّّ ‏الحْرف‏ ‏منُّه‏ ‏لْوَحدُه‏ ‏بِيخزّق‏ ‏عِينَىَّ،‏

وابْتْدا‏ ‏قَلمِى ‏يِجَرّحنى ‏أنا‏.‏

قالِّى ‏بالذمَّة‏ْْ:                           ‏

‏ ‏لو‏ ‏كنت‏ ‏صحيح‏ ‏بنى ‏آدم‏ْْ،.. ‏بـِـتـْحِسْ‏،‏

والناس‏ ‏قدامك‏ ‏فى ‏ألـَمُهمْ‏، ‏وفْ‏ ‏فَرَحْتِهُمْ‏،‏

وفْ‏ ‏كسْرتهم‏، ‏وفْ‏ ‏ميلة‏ ‏البخْتٌ‏، ‏

مشْ‏ ‏ترسـِمـْهُم‏ ‏للناسْ‏‏؟‏ ‏الناس‏ ‏التانيه‏ْْ‏؟

إٍللى ‏مِشْ‏ ‏قادْرَهْ‏ ‏تقولْ‏: “‏آه‏” ‏عَنْدِ‏ ‏الدَّكْتور‏ْْ.‏

أصل‏ “‏الآه‏” ‏المودَهْ‏ ‏غاليهْ‏، ‏

‏  ‏لازم‏ ‏بالحَجْزْ‏،‏

‏     ‏لازم‏ ‏بالدورْ‏.‏

مش‏ ‏يمكن‏ ‏ناسْنا‏ ‏الَغْلبَانَهْ‏ ‏إِللى ‏لِسَّه‏ “‏ما‏ ‏صَابْـهَاشِ‏”. ‏الدورْ‏؛‏

‏    ‏ينتبهوا‏ ‏قبل‏ ‏الدُّحْدِيرَةْ‏ – ‏قبل‏ ‏ما‏ ‏يغرقُوا‏ ‏فى ‏الطينْ‏.‏

قلت له: بالله عليك، ماذا جاءك من كل هذا، لا الناس انتبهوا، ولا الطين جف؟ لقد تشطرت وقلت ما عندك منذ ثلاثين عاما فماذا جرى؟ متى سوف تتعلم، متى تعمل حساب ما يقوله الناس عنا، وهم لا يميزون بينى وبينك؟

القلم‏ ‏اتهز‏ ‏فْ‏ ‏ايدى، ‏

طــلّــعْ‏ ‏لى ‏لسانُهْ‏،‏

‏  ‏ما‏ ‏يقولوا‏!!‏

حد‏ ‏يقدر‏  ‏يحرم‏  ‏الطير‏ ‏من‏ ‏غُـنَـاه‏؟‏!‏

من‏ ‏وليف‏ ‏العش‏، ‏من‏ ‏حضن‏ ‏الحياة‏ْْ‏؟‏!‏

تطلع‏ ‏الكلمة‏  ‏كما‏ ‏ربِّى ‏خلقْها‏،‏

تطلع‏ ‏الكلمة‏ْْ ‏بْعَـبلْها‏،‏

تِبْقَى ‏هىَّ ‏الِكْلمة‏ ‏أَصْل‏ ‏الكُونْ‏ ‏تِصَحِّى ‏المِيِّتِيْن‏.‏

والخايفْ‏ ‏يبقى ‏يوسَّع‏ْْ،‏

‏ ‏أَحْسن‏ ‏يطَّرْطـَش‏، ‏

أو‏ ‏تيجى ‏فْ‏ ‏عينه‏ ‏شرارة‏، ‏

‏ ‏أو‏  ‏لا‏ ‏سـَمـَح‏ََ ‏الـلّه

يِكْتِشِفِ‏ ‏انُّه‏ ‏بِيْحِسْ‏.‏

لا سمح الله يكتشف إنه بيحس!!!؟ الله يخرب بيتك، ويوسع يذهب إلى أين؟ عيالنا حاولوا أن يوسعوا و تركوا لنا البلد، بعد أن ضقنا بهم، وسعيد الحظ منهم عادت جثته منتفخة محاطة بأعشاب البحر، ألم يكن أولى بهم ألا يحسُّوا أصلا، ولا يوسعون ويبقون بيننا جوعى أنطاعا مدمنين أو لصوصا. الله يخرب بيتك يا شيخ.

قال: خلاص، آخر مرة أوعدك المرة القادمة أن أدعك تكتب مقالا ماسخا خالصا.

قلت له: سأقصفك إن أخلفتنى وعدك من جديد، قال وهو يخرج لسانه:

كل‏ ‏القلم‏ ‏ما‏ ‏اتقصف‏ ‏يطلعْ‏ لُـه‏ ‏سن‏ ‏جديدْ‏،‏

‏”‏وايش‏ ‏تعمل‏ ‏الكـلْمـَةْ‏ ‏يَابَـا‏، ‏والقدَرْ‏ ‏مواعيد‏”‏؟

خلق‏ ‏القلم‏ ‏مِالعَدَمْ‏ ‏أو راقْ‏،  ‏وِ‏.. ‏مَــلاَهَا‏،‏

وانْ‏  ‏كان‏ ‏عاجبْنٍى ‏وَجَبْ‏، ‏

‏ ‏ولاّ‏ ‏أتنّـى ‏بعيدْ‏.‏

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *