الرئيسية / مقالات صحفية / جريدة الدستور المصرية / الإدارة الأمريكية والدين العالمى الجديد (2 من 2)

الإدارة الأمريكية والدين العالمى الجديد (2 من 2)

نشرت فى الدستور

19-12-2007

الإدارة الأمريكية والدين العالمى الجديد (2 من 2)

قال عمر (حفيدى/صديقى): لم تقل لى حتى الآن: ما رأى حضرتك كيف يدرّس الدين فى المدارس؟. ووددت لو أنى قلت له: وماذا يفيد أن أبدى لك رأيى فى تدريس أى شئ: الدين أم الجغرافيا أم حساب المثلثات؟ لا أحد يأخذ برأى أحد، وهل هم أخذوا رأى أحد فى الابتدائى “أبو خمس سنوات” ثم “أبو ستة” وبالعكس، أو فى عك الثانوية العامة (رايح – جى)، ماذا يفيد رأى أى أحد فى تدريس أى حاجة، أو فى أى حاجة، نحن ننتظر رأى المشايخ فى الدين لا رأى ربنا، وتوجيهات الرئيس فى السياسة لا توجيهات الناس واحتياجاتهم، ولا حتى الوزراء، قال لى عمر ينبهنى، لم تجبنى يا جدّى، كيف يدرّس الدين؟ انتبهت أن أكثر من نصف الرد لا يخرج ألفاظاً. قلت: ماذا تعنى؟ قال: هل الأفضل أن يفصلوا المسلمين عن المسيحين فى حصص الدين؟ قلت له: لا طبعا، وإلا نحن لن ندرس الدين وإنما سنعلم الأولاد مزيدا من الكذب والنفاق؟ ماذا سيقول مدرس مسلم لتلاميذ مسيحيين عن دينهم؟ وماذا سيقول مدرس مسيحى لتلاميذ المسلمين، ماذا سيدرّسون؟ قال: يدرسون الأسس العامة للدين، المناطق المشتركة فى كل الأديان، قلت له من قال لك أن هذا هو الدين؟ هذه إما فلسفة الأديان، أو مبادئ الأخلاق التى يباركها ربنا أو لا يباركها، على كل فريق أن يعرف أفضل ما فى دينه، ثم يتعلم كيف يتحمل مسئولية اختلافه مع الآخر، وقواعد العيش معه باحترام، أما أن يختزل الدين إلى تلك الشائعات الدمثة الجوفاء مثل: “مادمت لا أضر الناس”، فأنا متدين، مادمت حلو وطيب، فأنا متدين”، إننا بهذا الهرب المستورد، نترك تدريس الدين لمن “لا نعرفه”، وربما لمن “لا يعرفه”، سواء فى البيوت أو دور العبادة، ثم سرحت: بعيدا عن عمر وأنا أتذكر موقفى مع إحدى بناتى – زميلاتى تلميذاتى – مسيحية هى، ونحن الاثنان مهتمان بمريض صعب جدا جدا، وكأننا بما نفعل نحيى ميتا، أسألها: أبعد كل هذا يا فلانة ترضين أن تدخلينى النار؟ فتقول بلا تردد: “مستحيل”، فأقول لها : لا يا شيخه؟. وماذا يقول لك أبونا فى الكنيسة، فتخجل أن ترد، وتبتسم وتفضل أن تعتبرنى أمزح، فأواصل: أليس من الصعب ونحن نعمل هذا العمل المشترك الذى لا يعلم حقيقته إلا الله، ونحن نحيى هذا الذى أضاع نفسه حتى مات أو كاد، هل من المعقول أن نجد أنفسنا أنت وأنا، -هناك- كل واحد فى ناحية ؟ ألن أصعب عليك؟ فتقول: “أنا متأكدة أن حضرتك ..”، وتتوقف، يخيل إلىّ أنها منعت نفسها عن الكذب أو الفتوى أو الشفاعة وأظن أنها خجلت أن تسألنى، “وهل حضرتك سوف تتركنى أذهب إلى النار لأنى على غير دينك برغم ما نفعله معا الآن؟..

 أفيق على سؤال عمر: أين ذهبتَ ياجدى أجبنى؟  أقول له يا عمر يا صديقى أنا أخشى أن يكون وراء هذا البحث دعوة خفية ليتنازل كل صاحب دين عن دينه، وهو يمارس بعض الأسس العامة المائعة فى العلن، بينما يخطط لقتل وإبادة وتطهير عرقى لكل من يخالف دينه، فى داخل نفسه أو إرهابا، أو حربا استباقية، هل تعرف يا عمر من يحكم أمريكا الآن؟ إنهم الأصوليون القتلة خدام الشركات والمال؟ قال عمر سرحت ثانية يا جدى لم تجبْنى، قلت: أعتقد أنهم يروّجون هذه الدعاوى المشتركة ليتنازل كل صاحب دين عن دينه، ثم يمارس الأقوى أسوأ ما فى دينه تحت اسم آخر، يقتل به الناس، ويسمم البيئة، يسخر المال لمزيد من المال، قال عمر كأنه يوقظنى: لم تجبْنى: قلت: يذكرنى ما يفعلونه الآن بمثل هذا البحث، وهذه الأسئلة بالتحكيم بين على ومعاوية رضى الله عنهما بواسطة عمرو بن العاص وأبى موسى الأشعرى، قال ما هذا يا جدى؟ ما علاقة هذا بذاك؟ قلت: حاضر حاضر، لكن المساحة انتهت، تُرَى هل يسمحون أن نكمل الأسبوع القادم ونجعلها 2 من 3 بدلا من 2 – 2 .

قال: إيش عرفنى؟ هل يمكن أن نخدعهم ونغير العنوان؟

قلت: والله فكرة!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *