الرئيسية / مقالات صحفية / اليوم السابع / “…وتركهم فى ظلمات لا يبصرون”

“…وتركهم فى ظلمات لا يبصرون”

اليوم السابع

 السبت: 3/8/2013

 تعتعة

“…وتركهم فى ظلمات لا يبصرون”

أى فئة من البشر خاصة هذه الأيام، تعتبر نفسها أفضل، أو أنبل، أو أذكى، أو أبدع من سائر البشر منفصلة متميزة عن سائر خلق الله،  هى فئة نشاز ضالة، لها عمر افتراضى محدود،  مهما لمعت أو تفوقت أو أنجزت، هذه قضية قديمة تعرّت بحكم التاريخ وانتصارات الحياة بفضل الله، عينات هذا الانفصال اللامع المنتهى إلى العدم موجودة فى العالم المعاصر بلا حصر، خذ مثلا هذا الجسم الغريب المسمى إسرائيل هو كذلك، مهما ادعى الديمقراطية، واحتمى بالقنبلة الذرية، قبل إسرائيل كان اليهود المنغلقين فى حاراتهم عبر العالم، ردوا على هذا الفصل بأن استوقدوا نار التفوق والتميز، وهات يا استعلاء، وهات يا استغلال، وهات يا بنوك، وهات يا إعلام، لكنهم ظلوا نيازك نهايتها أن تسقط أجساما مشوهة باردة بلا حياة،  كذلك الماسونيين وإن تلونوا بألوان أخفى، وعلقوا لافتات أحدث، وعقدوا اتفاقات مع الصهاينة والماليين أوثق، ثم خذ فرق الشيعة التى تزعم التميز عن سائر المسلمين وسائر البشر، ثم أهل السنة المتميزين عن الشيعة وعن جميع فرق المسلمين، ثم عن جميع الأديان، ناسيين هؤلاء وأولئك أنه قد “آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ” وحتى الكافرين علّمنا ربنا أنه “لكم دينكم ولى دين”، فقط نحن لا نعبد ما يعبدون، ولا هم يعبدون ما نعبد.

هل يتفضل الإخوان المسلمون، فرادى فجماعات فجماعة، باعتبار أنهم ما زالوا بشرا كما خلقهم الله بكل ما أكرم به الإنسان، هل يتفضلون فينتبهون ألا يستضيئوا بأوهام لمعان هذا النيزك المتسارع الهبوط – السلطة-  مهما بدا وكأنه الضوء الباقى الذى يتصورون أنه سوف يضىء طريقهم إلى مآربهم الوهْلية؟، هل يهديهم الله فيرفضون أن يكونوا “مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ” (البقرة الآية 17).

اللهم أنر بصائرهم، واهدِ من ضل منا ومنهم، واشملنا نحن وإياهم بهديك وعونك يا أرحم الراحمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *