الرئيسية / مقالات صحفية / اليوم السابع / حب الوطن والشرك بالله

حب الوطن والشرك بالله

اليوم السابع

الثلاثاء 13-8-2013

حب الوطن والشرك بالله

حب الوطن أكثر، فى ذاته لذاته هو شرك بالله، لا مانع، لهذا أحترم شجاعة الأستاذ مهدى عاكف وهو يقول: “طز فى مصر”، هكذا علمونى إخوانيا صبيا فى الأربعينات، فما الوطن إلا قطعة أرض، يُعمل من طينها الأصنام!!! ، ثم كبرت، وأمنت بالله أكثر، ولم أستطع إلا أن أحب الله وأحب مصر معا، وإن شككت فى مشروعية حب مصر أكثر من أى بلد من بلاد الله لخلق الله، ثم نضجت أكثر، فإذا بى أكتشف أنه لا تناقض، وأن حب الوطن هو طريق إلى الناس إلى  الله فعدت أعتب على الأستاذ عاكف، وأرفض قبح ما يتردد فى رابعة وغير رابعة، وأشفق على الصغار ، وإليكم  ما كان:

المرحلة الأولى:

  • قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ
  • خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فى الناس فقال: يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك، فإنه أخفى من دبيب النمل، فقال له أبو بكر: وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله؟ قال: قولوا: اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه.

فاستعذت بالله ، واستغفرته

المرحلة الثانية : بعد ربع قرن (من شعرى  بالفصحى)

لمَّا‏ ‏تمايل‏ ‏جمعُهم‏ ‏مكبَّرا‏، ‏مهللا‏،‏

فى ‏حب‏ ‏أرضنا‏ ‏الوطنْ‏،

أفرغتُ‏ ‏وعيى ‏من‏ ‏خبايا‏ ‏حكمتى،‏

فأذبتُ‏ ‏نفسى ‏هاتفا‏:‏

‏”‏يحيا‏ ‏الوطن‏”.‏

فأطلَّ‏ ‏من‏ ‏بين‏ ‏الضلوعْ‏ ‏ ‏الساخرُ‏ ‏المستهزئِِ‏:

ودندنتْ كلماتـُهُ وحواجبُهْ : ‏

‏”‏لكلِّ‏ ‏من‏ ‏ولدته‏ ‏أمـُّـهُ‏ ‏وطن‏،‏ مثل‏ ‏الوطن‏”

***

فخجلت من نفسى، وكتمت سرّى

***

المرحلة الثالية  بعد نصف قرن:

ثم صححنى  شعرى بالعامّية المصرية قائلا:

دانا‏ ‏لما‏ ‏بابصَ‏ ‏جوا‏ ‏عيون‏ ‏الناس‏،‏

الناس‏ ‏من‏ ‏أيها‏ ‏جنس‏،‏

بالاقيها‏ ‏ف‏ْْ ‏كل‏ ‏بلاد‏ ‏الله‏ ‏لخلق‏ ‏الله‏.‏

وف‏ ‏كل‏ ‏كلام‏ ،.. ‏وف‏ ‏كل‏ ‏سكات‏.‏

واذا‏ ‏شفت‏ ‏الألم‏، ‏الحب‏، ‏الرفض‏، ‏الحزن‏ ‏الفرحه‏ ‏فى ‏عيونهم‏.. ‏

يبقى ‏باشوف‏ “‏مصر”‏.‏

وباشوفها‏ ‏أكتر‏ ‏لما‏ ‏بابص‏ ‏جواي‏.‏

والناس‏ ‏الحلوين‏ ‏اللى ‏عملوا‏ ‏حاجات‏ ‏للناس‏،‏

كانوا‏ ‏مصريين‏ !!‏

‏”‏كل‏ ‏واحد‏ ‏همُّه‏ ‏ناسُه‏ْْ، ‏

كل‏ ‏واحد‏ ‏ربُّه‏ ‏واحـِدْ‏، ‏

كل‏ ‏واحد‏ ‏حُـرّ‏ ‏بينا‏، ‏

يبقى ‏مصري‏”‏

‏ ‏تبقى ‏مصر‏ ‏بتاعتى ‏هى ‏الدنيا‏ ‏ديَّه‏ ‏كلها‏،‏

‏ ‏هيّا ‏وعد‏ ‏الغيب‏، ‏وكل‏ ‏الخـلـق‏، ‏والحركة‏ ‏اللى ‏تبني‏

نحو ربّى !!

***

وبعد

الوطن ليس منافسا لحب الله ولا للإيمان به،

 الوطن هو قطعة من أرض الله ننطلق منها ونحن نحبها، إلى الناس، إليه،

لنحبه أكثر

لا إله إلا الله

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *