الرئيسية / مقالات صحفية / اليوم السابع / “ماليزى” آخر!!: اللهم اجعله خيرا

“ماليزى” آخر!!: اللهم اجعله خيرا

اليوم السابع

الأحد: 10-11-2013

“ماليزى” آخر!!: اللهم اجعله خيرا

حين قرأت الخبر صباح اليوم لم أستطع أن أنطق اللقب جيدا، “أوانج”!!، اسمه الأول: “عبد الهادى” هو اسم مصرى جداً، رحت أتأمل الصورة المنشورة له ورجعت بعمره سنوات، فكأنى أراه طالبا مصريا أزهريا، يسير من مسكنه المتواضع فى حى الباطنية ليصلى العصر فى الأزهر الشريف – حيث درس كما تقول سيرته-، هذه العمامة المصرية وهذا الوجه السمح، ثم لحقنى بقية الخبر، وأنه من ماليزيا، وقد اختير الأمين العام (وليس المرشد العام!!) للتنظيم العالمى للإخوان.

فرحت من حيث المبدأ، فأنا أحب مهاتير محمد حباً جماً، وأحترم نهضة ماليزيا ثقافيا، وإنتاجيا، وإبداعياً، بقدر ما أحقد على انتاج الصين حقدًا لا يقلل احترامى لها ولكونفوشيوس وماوتس تونج معا، لكنها الغيرة وحب بلادى أكثر، ما الذى ينقصنا يا ترى وأنا أسمع عن نهضة فيتنام الجارية حالياً بعد ملحمة مواجهتها لأمريكا كل تلك السنين؟

حين قرأت بقية الخبر فى صحيفة الوطن (10/11/2013) تراجعت فرحتى لكنها لم تنطفىء تماما، فثم كلام عن تمويل من هذا التنظيم العالمى لإخوان مصر، كلام بالتفصيل عن عشرات الملايين لتوظيفها ليس للإنتاج والنهضة الحضارية المنتظرة من مصر ولمصر وإنما وبنص المصدر: “…أن دعما مالياً قدّم من فروع التنظيم الدولى فى الأردن، والكويت، والإمارات، وتركيا بنحو 250 مليون جنيه، وتوجهت تلك الأموال إلى حشد الأفراد من المحافظات والقرى وتوفير أتوبيسات للتحرك وسبل الإعاشة اليومية وبدلات السفر تصل إلى 650 جنيه للفرد…الخ، واحتلت القاهرة، والإسكندرية، والدقهلية أعلى المعدلات للإنفاق!!” … بصراحة لم أستطع أن أربط بين فرحتى المبدئية وبين هذه المعلومات المكملة، خاصة وأن الجزء الأخير من الخبر كان منسوبا إلى تنظيم “إخوان بلا عنف”.

على عينى ورأسى أن يكون هناك إخوان بلا عنف، ويا فرحتى أن يكون الأمين العام للتنظيم العالمى من ماليزيا البلد المسلم الناجح الممثل للعالم الثالث النامى المتعطش للاستقلال الاقتصادى، وليس فقط الممثل للمسلمين، لكن أن يكون دعم هذا التنظيم الدولى بهذه الملايين للقيام بهذه الأعمال هكذا، فهذه ليست ماليزيا ولا هو الإسلام ولا هو مهاتير محمد، يا ترى أين الخطأ؟ هل هو فى فهمى أو فى الخبر؟.

رحت أبحث عن سيرة “عبد الهادى أوانج” هذا فوجدتها سيرة طيبة، أهم ما فيها من إيجابيات هى قدرة التنظيم الذى ينتمى إليه على تحمل الاختلاف والصبر والتحالف مع الآخرين لدرجة دخول غير المسلمين إلى الحزب الإسلامى الذى يمثله، فثمة أربعة دواوين: ديوان العلماء، وديوان الشباب، وديوان للمسلمات ولجنة خاصة لمجموعة غير المسلمين…الخ.

مع استمرار بحثى عن معلومات أكثر اكتشفت أن هذا الحزب الإسلامى له موقف معادٍ تماما لمهاتير محمد، بكل إنجازاته، وكل مواقفه، بصراحة إزداد الغموض، وتجلى التناقض ولم أفهم هذا التعارض، كيف ولماذا؟ واتهمت مشاعرى، وتحفظت على فرحتى حين قرنت اختيار هذا الشيخ الماليزى بحبى لمهاتير محمد، وغيرتى من الصين، وفهمى لعمومية الخير الذى يمكن أن يعم كل الناس من الإسلام الحقيقى.

وتوقفت.

أجّلـْت الحكم، وأمِلـْتُ أن يكون فيما قرأته عن إيجابيات “عبد الهادى أوانج” هذا هو الأصدق، وفى نفس الوقت أن يظل ما علمته عن مهاتير محمد هو المثل الأجدر أن يُحتذى.

يا ترى هل عند “الإخوان ضد العنف” أو عند “الإخوان مع العنف”، المدعوم هكذا، تفسير لما أربكنى؟

ودعوت الله أن يحسِّن ذكائى قليلاً، وأن يهديهم أن يأخذوا من كل تجربة أفضلها.

نحن لسنا أقل من أىٍّ من هؤلاء!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *