الرئيسية / مقالات صحفية / اليوم السابع / الدين والمعرفة فى “سوبر ماركت” العولمة!!!

الدين والمعرفة فى “سوبر ماركت” العولمة!!!

اليوم السابع

الجمعة: 11-10-2013

الدين والمعرفة  فى “سوبر ماركت” العولمة!!!

سألنى صديق يتصور أننى أعرف: هل الشعب المصرى أحوج إلى الدين أم إلى المعرفة؟ قلت له: نحن فى ماذا أم  ماذا؟ قال: نحن فى هذا. قلت:  وهل هناك فرق بين الدين والمعرفة؟  قال: كيف ذلك؟  قلت: الدين هو طريق إلى المعرفة، والمعرفة هى هدف الدين الممتد إلى وجه الحق سبحانه وتعالى، الدين الصحيح لا يكون كذلك إلا إذا ساهم فى تعميق وتوسيع الوعى البشرى الذى هو الوسط الذى تترعرع فيه المعرفة. وهذا ليس له علاقة بالتمحك فيما يسمى العلم الحديث، خاصة العلم المؤسسى، قال: مؤسسى يعنى ماذا؟ قلت: هو العلم باهظ التكلفة الذى اصبح مؤسسة لخدمة مؤسسات المال والتجارة والقوة والسيطرة، قال: لكن الناس تتصور أن العلم هو أصل المعرفة، بل كل المعرفة فما الفرق بين العلم والمعرفة، قلت:  المعرفة هى شحذ كل أدوات وجودنا، نعمِّق بها وعينا الذى يرتقى بنا “إليه” تعالى، قال: يعنى ماذا؟ ،  قلت: أنت تعرف أننى أتابع الآن ما يجرى عبر العالم  للتعرف على الجهود التى تجرى للتأكيد على تعدد مناهل وقنوات المعرفة مثل استعادة الجسد والوجدان دورهما فى التفكير والإرادة والحرية وغير ذلك، جنبا إلى جنب مع ما  يسمى العقل. قال:  ومادخل هذا بالدين؟ قلت: الدين الصحيح، يهدينا إلى التعرف “عليه”، “علينا”،  أكثر فأكثر، حين يشحذ كل هذه الأدوات ليوقظ “الوعى المشتمل”، قال:  يعنى ماذا؟ ماذا تقصد بالوعى المشتمل؟ قلت له:  إن ما يسمى العقل ليس هو السبيل الأوحد للمعرفة، فالفن وسيلة أخرى، والدين الصحيح هو وسيلة أشمل بالجهاد الأكبر، والكدح المستمر، والإبداع المتجدد بما يمهد طريق الوصل بين الوعى البشرى والوعى الكونى، وهذا ما تقوم به العبادات الصحيحة ، والإبداع، ألم تكن أول آية نزلت على نبينا صلى الله عليه وسلم هى أمر بأن: ” إقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ “، ثم: “اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ”، أليس هو “الرحمن” الذى “عَلَّمَ الْقُرْآنَ، خَلَقَ الإِنسَانَ، عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ،؟؟  لقد اختزلوا كل ذلك إلى سجن المعاجم وقشور العلم كما يتصورنه، قال: من هم؟ قلت: “هم”، كل من يصدر لنا المبادئ والشعارات الجديدة ويقيسون تصرفاتنا بها، بل ويمنحون المعونات الربوية حسب درجات نجاحنا فيها، هذا أخذ تسعة على عشرة فى امتحان الديمقراطية، فيمكنه أن يستلم شهادة التبعية وسمعان الكلام، والرضا من الولايات أو الأمم المتحدة، وذاك يأخذ أربعة على عشرة فى شرعية الصناديق، وله فرصة الإعادة حسب تقرير “الناتو” المشرف عليه فى “حسن السير والسلوك”، وطريقة “تعظيم السلام”

 سأل صاحبى: فنحن أحوج إلى ماذا الآن إذن؟ قلت نحن أحوج إلى العدل الذى يفرخ الإبداع، أرقى مستويات المعرفة، وإلى الإنتاج الذى يحفظالكرامة ويؤكد الاستقلال، وإلى الإبداع الذى يقربنا إلى الله وهو يوسع معارفنا، وإلى الاستغناء عنهم بصراحة، قال:  يعنى ماذا؟  قلت: إنهم يسوقون لنا أديانا زائفة تحت أسماء براقة  فى سوبرماركت العولمة، بقواعد تطبق اختياريا على البعض دون الكل، تقاس بمقاييس مطاطة حسب الطلب وقوة الزبون أو موقعه فى النادى الذرى أو البورصات العالمية.

قال: فما العمل؟

قلت: نحن وشطارتنا، فكل هذا “زبد” يذهب جفاء

قال: “زبد” يعنى ماذا؟

قلت: يعنى كل شىء لا ينفع الناس.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *