الرئيسية / مقالات صحفية / اليوم السابع / من وحى عيد ميلاد نجيب محفوظ (2)

من وحى عيد ميلاد نجيب محفوظ (2)

اليوم السابع

الخميس: 12-12-2013

من وحى عيد ميلاد نجيب محفوظ (2)

“لا مفر” (ص 101) & “الستر والرحمة” (ص 103) !!

(أوصل اقتطاف بعض تداعياتى على ما خطه شيخى فى تدريباته) …….

(1) بالنسبة لصفحة 101 ( كُتبت بتاريخ:13/5/1995) لا يوجد جديد سوى “لا مفر”

لا مفر من ماذا يا شيخى الجليل؟ نعم ، نحن أحوج ما نكون الآن إلى مواجهة حاسمة لا مفر من خوضها إلى النهاية.

أنا لا أعرف يا شيخى الفاضل  أنك حاولت أن تفر من أية مواجهة أو أى هجوم، أو أى نقد أو أية مسئولية، فأكتفى بالبحث انطلاقا من حضور القرآن الكريم فى وعيك فوعيى اليوم، وقد وصلنى منك ومن المائة صفحة الأولى ما أستطيع أن أستعير قول رسول الله صلى الله عليه وسلم كنوع من الدعاء قائلا: “خلط القرآن بلحمه ودمه، ليس للنار فيه نصيب”

* أولاً: “قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ” (سورة الجمعة – الآية 8)

أنا أعرف أنك لا تفر من الموت بالذات، طبعا أنت لم تتمناه أبدا كما أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكنك تجاوزت ذلك فأعلنت أنك تحبه كما تحب الحياة والناس، وكم تناقشنا فى ذلك من قبل.

أما كيف نُرد إلى عالم الغيب والشهادة فإن هذا يصلنى من خلال فرض “الامتداد المفتوح”، ذلك الفرض الذى خطر لى عن الموت كنقله من الوعى الفردى إلى الوعى الكونى توجًّها نحو وجه الله سبحانه وتعالى.

* ثم إنى على يقين من أنك تدرك أبعاد يوم المفر الأعظم فى الآيتين الكريمتين:

– “…. يَقُولُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ” (سورة القيامة – الآية 10)

– “…. يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيه”  (سورة عبس – الآية 34 – 37)

وأنا أعرف أنك قد استعددت لهذا اليوم بكل ما يليق به حين كشفت لنا امتدادنا إليه، وإلى ما بعده، بإبداعك الصلاة، وكشفك اليقين، وإيمانك الغيب، وقد تساءلتُ عن هذا الشأن الذى سوف يغنيك يومئذ فوجدت أنه “كل الناس”، ولو كانت الشفاعة لأحد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم لدعوت الله أن تكون شفيعنا لتصورى أن الشأن الذى يغنيك فى الدنيا والآخرة هو الناس، هو نحن.

(2) ثم من  الصفحة 103(كُتبت بتاريخ : مايو 1995)  نقرأ الجديد:

 “يسألون‏ ‏الله‏ ‏الستر‏ ‏والرحمة”

فلا أجد فى القرآن الكريم يا شيخنا  ما يجمع نصَّا بين الستر والرحمة ولا مرة واحدة، ولكننى أجد الستر ماثلا فى الوعى الشعبى المصرى كقيمة محورية رائعة، فهو تعبير يسرى بين عامة المصريين البسطاء، يشير عادة إلى الرضا بالقليل، وإلى العلاقة الخاصة بربنا، ويدل على الحياء من الخطأ، وأنه “إذا بليتم فاستتروا”، كما قد يدل على الحساب الذاتى الكافى غالبا “بَلْ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ”.

أما كلمة “الرحمة”: فقد وردت قبل ذلك كثيرا من قبل: مثلا وهى قرينة العدل، لكن هذه أول مرة تجمع يا شيخنا فيها بين الستر والرحمة فى التدريبات، وفى رأيى أن من رحمة ربنا أنه سمح لنا بالستر على أنفسنا وعلى غيرنا، وبل وكلف رسوله صلى الله عليه وسلم أن ينصحنا بأن نستر بعضنا بعضا مثلما جاء فى الحديث الشريف: “..ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة”، ثم تعم توصيته على كل الناس ولاتقتصر على المسلمين “لا يستر عبد عبدا فى الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة”

وبعد

هذا هو الإسلام الذى كادوا ينكرونه عليك يا سيدى

ما زلتّ  تعلمنا بعض عطائه فى وقت نحن أحوج فيه إلى نوره بعد أن استولى عليه غير أهله،

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *