انت والناس

الأربعاء: 12-3-2014

انت والناس

مقدمة:

نحن أحوج ما نكون هذه الأيام إلى التدريب على مستوى آخر من علاقاتنا ببعضنا البعض، ولا أنكر أن فزعى يزداد من تمادى تدنى أنواع المناقشات الجارية (بالالفاظ والتفكير) دون عمق الوعى ومسئولية التواصل بالاختلاف الحيوى بديلا عن النفاق أو التباهى،

عثرت فى أوراقى القديمة على هذه الطلقات التى تعلمت بعضها من مرضاى فحدّثت بعضها، وأملت أن توصّل رسالة أشعر أننا فى حاجة إليها الآن أكثر من أى وقت، فقد آن الآوان.

 (1)‏

إذا‏ ‏استغنيت‏ ‏عن‏ ‏الاحتياج‏ ‏للناس، ‏فلاتنس‏ ‏حاجة‏ ‏الناس‏ ‏إليك‏ .‏

(2)‏

حتى ‏ولو‏ ‏لم‏ ‏يدركوا‏ ‏ماذا‏ ‏يجرى …، ‏فدعه‏ ‏يجرى ‏إذا‏ ‏رجحت‏ ‏صحة‏ ‏مجراه، ‏ولكنك‏ ‏بذلك‏ ‏تصبح‏ ‏مسئولا ‏أكثر، ‏لأنك‏ ‏مكلف‏ ‏أكثر‏ ‏بأن‏ ‏تدرك‏ ‏انحراف‏ ‏المسار‏ .. ‏وأنت‏ ‏مستغرق‏ ‏فى ‏تمهيد‏ ‏مجرى ‏التيار‏ .‏

(3)‏

مازال‏ – ‏ولن‏ ‏يزال‏- ‏رأى ‏المجموع‏ ‏أكثر‏ ‏أمنا‏ ‏من‏ ‏رأى ‏الفرد، ‏حتى ‏ولو‏ ‏كان‏ ‏أقل‏ ‏صوابا، ‏لكن‏ ‏فى ‏لحظات‏ ‏التحول‏ ‏العظيمة‏ ‏قد‏ ‏يتقمص‏ ‏الفرد‏ ‏روح‏ ‏المجموع‏ ‏بعض‏ ‏الوقت، ‏ولكن‏ ‏رباه، ‏كيف نفرق‏ – فى الوقت المناسب- ‏بين‏ ‏هتلر، ‏ولنكولن، ‏وما‏ ‏وتسى ‏تونج‏ ‏؟؟؟؟ وبين ستالين، ونلسون منديلا؟؟

‏(4)‏

إذا‏ ‏كان‏ ‏الله سبحانه‏ ‏لم‏ ‏يستغن‏ ‏عن‏ ‏خلقه، ‏فكيف‏ ‏تستغن‏ ‏أنت‏ ‏عن‏ ‏خلق‏ ‏الله‏ ‏؟؟؟

‏(5)‏

إذا‏ ‏لم‏ ‏تنجح‏ ‏فى ‏الالتزام‏ ‏بالاقتراب‏ ‏من‏ ‏واحد‏ ‏من‏ ‏الناس، ‏فكيف‏ ‏تدعى ‏أنك‏ ‏مع‏ ‏كل‏ ‏الناس، ‏قد‏ ‏تكون‏ ‏صادقا‏ ‏فى ‏النداء، ‏أو‏ ‏الأمل‏ ‏أو‏ ‏الحث، ‏ولكن‏ ‏لاتدّع‏ ‏القدرة‏ ‏وأنت‏ ‏لم‏ ‏تنزل‏ ‏بعد‏ ‏من على‏ ‏منبر‏ ‏الخطابة‏ .‏

‏(6)‏

إذا‏ ‏أغناك‏ ‏الله‏ ‏عن‏ ‏الناس‏ ‏فأقبِلْ‏ ‏عليهم‏ ‏باختيارك‏ .‏

‏(7)‏

حتى ‏لو‏ ‏اختار‏ ‏غالبية‏ ‏الناس‏ ‏العمى ‏والشر، ‏فلا‏ ‏سبيل‏ ‏لك‏ ‏إليهم‏ ‏إلا‏ ‏بأن‏ ‏تحترم اختيارهم، ولا تستسلم له، ولو‏ ‏بقيت وحدك، ‏ولاتيأس‏ ‏إن‏ ‏كنت‏ ‏حقا‏ ‏مؤمنا‏ ‏به‏، وسوف يفيقون ولو بعد حين.

(8)‏

تواجد‏ ‏مع‏ ‏الناس‏ ‏بصدق، ‏وبذا‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏يأخذ‏ ‏كل‏ ‏منهم‏ من صدقك ‏ما‏ ‏يستطيع‏ .. ‏ويريد، ‏وحتى ‏إذا‏ ‏لم‏ ‏يفعل‏ .. ‏فقد‏ ‏يرى ‏فى ‏صدقك‏ ‏مالا‏ ‏يريد ان يراه فى نفسه، .. .. ‏وقد‏ ‏يكون‏ ‏فى ‏هذا‏ ‏يقظته‏ .‏

‏(9)‏

حاجة‏ ‏الناس‏ ‏إليك‏ ‏هى ‏مبرر‏ ‏وجودك، ‏وحاجتك‏ ‏للناس‏ ‏هى ‏شرف‏ ‏إنسانيتك‏ ‏وتواضعها‏ .‏

‏(10)‏

من‏ ‏الناس‏ ‏وبالناس‏ ‏إلى ‏الناس‏ ‏تكتمل‏ ‏المسيرة، ‏مهما طال الطريق،‏ ‏فلا‏ ‏صلاح‏ (‏ولاخلاص‏ ‏ولا‏ ‏علاج‏) ‏للناس‏ ‏إلا‏ ‏بالناس‏ ‏وللناس‏ .‏

‏(11)‏

كلما‏ ‏زاد‏ ‏الخوف‏ ‏والتوحش‏ ‏زادت‏ ‏المسافة‏ ‏بين‏ ‏الناس، ‏ونضبت‏ ‏موارد‏ ‏الحياة‏ ‏حتى ‏تموت‏ ‏الأعشاب‏ ‏البرية‏ ‏وسط‏ ‏صحراء‏ ‏لايتردد‏ ‏فيها‏ ‏حتى ‏الصدى .‏

‏(12)‏

تزايد‏ ‏المسافة‏ ‏بين‏ ‏الناس‏ ‏يزيد‏ ‏من‏ ‏قسوة‏ ‏العدوان، ‏مهددا‏ ‏الجنس‏ ‏البشرى ‏بالفناء‏ .‏

‏(13)‏

اختفاء‏ ‏المسافة‏ ‏بين‏ ‏الناس‏ ‏يمحو معالم الأفراد بل والمجموعات،‏ ‏فتختفى ‏المسئولية‏ ‏وتموج‏ ‏الكتلة‏ ‏الهيلامية‏ ‏فى ‏فراغ‏ ‏الحلم‏ ‏الغامض‏

(14)‏

المسافة‏ ‏المتغيرة‏ ‏بين‏ ‏الناس‏ ‏هى ‏أمان‏ ‏من‏ ‏الوحدة‏ ‏ومن‏ ‏التلاشى ‏معا، ‏فانظر‏ ‏فى ‏عمق‏ ‏الطواف‏ ‏الملتحم‏، ‏والسعى ‏المهرول،‏ ‏وواصل المحاولة دون الإصرار على الوصول لكن واصِلْ…‏

‏‏(15)‏

هناك‏ ‏من‏ ‏يهرب‏ ‏من‏ ‏نفسه‏ ‏فى ‏الناس، ‏وهناك‏ ‏من‏ ‏يهرب‏ ‏من‏ ‏الناس‏ ‏فى ‏نفسه، ‏ورحلات الذهاب والعودة هى الضمان الأقوى والوعى الأبقى‏ ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *