الرئيسية / مقالات صحفية / جريدة الدستور المصرية / العادية حالة أو تصنيف (تعتعة نفسية)

العادية حالة أو تصنيف (تعتعة نفسية)

نشرت فى الدستور

22-6-2005

العادية “حالة ” لا تصنيف

أتذكر محمد هنيدى، هو وشريف منير فى مسرحية “حزمنى يا …” وشريف يردد كلمة عادى بعد استبدال التاء بالدال “عاتى”، كانا يتخفيان (بقبح) فى ملابس حريم.  كان شريف (الأخف دما) يعلق على تفاعله(ـها) لاحتمالات تصرفات “الواد” الحبّيب بأنه إن يفعل كذا، “عاتى”، أو لا  يفعل كيت “عاتى”، مقلدا البنات الدلوعة اللاتى يتظاهرن بالدلال أمام حركات العيال الذين يتمنظرون عليهن. هكذا يفعل الفن وهو يدعونا لإعادة النظر فى لفظ شديد الشيوع هو لفظ “عادى”، حيث تشير سخرية شريف منير إلى كيف يمكن أن يدل ما هو “عادى” على البلادة!!!، من ثَمَّ: وجبت المراجعة كالتالى:

(1) إنه – حتى الطبيب النفسى – لا يستطيع  بسهولة أن يحدد الحد الفاصل بين الـ”عادى” و “المريض”

(2)  إنه يوجد فرق علمى بين من هو “عادى”normal، ومن هو “عاقل”sane  ومن  هو “صحيح”healthy

فإذا كان العادى يمثل السواء الإحصائى (مثله مثل أغلب الناس)، فالعاقل – طبنفسيا – هو غير المجنون، أما الصحيح فهو الذى يعيش فطرته كما  خلقه الله، بغض النظر عن النمط الغالب، محافظا على نبض نموه (حتى نهاية عمره) دون أن يتألم حتى الإعاقة، أو يشل حتى التوقف،  أو يتفسخ  فيؤذى  نفسه أو غيره أو يبخسهم حقوقهم. (أين هو؟)

(3)  من هذا المنطلق لم يعد فخرا كبيرا أن يظل الواحد منا “عاتى” على رأى شريف منير طول العمر

وضعتُ فرضا (أكاديميا: نشر فى حينه) يقول:

 إن العادية هى حالة مؤقتة لكل الناس، وليست تصنيفا لبعض الناس دون غيرهم،  وهى حالة تتبادل مع حالة التعتعة (الفسيولجية النفسية =الحلم الذى هو الجنون الإيجابى الضام) كما يمكن أن تتآلف معها إبداعا (عند كل الناس).

 وهذا ما سوف أشرحه فى تعتعات نفسية قادمة، ومن ثم ننتقل –واحدة واحدة – إلى مفهوم تشخيص “فرط العادية” (وليس انفراط النهدين الرمانتين- فرط الرمان- ، عيب كذا!!)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *