الرئيسية / مقالات صحفية / جريدة الدستور المصرية / وزارة الوزارات (تعتعة سياسية)

وزارة الوزارات (تعتعة سياسية)

نشرت فى الدستور

22-6-2005

وزارة   الوزارات !!!

بعد ترشيحى للحكومة “المؤقتة” انتابتنى أحلام يقظة عظيمة الشأن

رفضت دعوة جارتى “روح يا بنى إن شاء الله أشوفك وزير صحة”

 

فى عددها الصادر يوم السبت 11 يونيو رشحتنى صحيفة الوفد ضمن شخصيات مصرية محايدة لتشكيل حكومة مؤقتة.  كنت يومها بعيدا عن تناول الصحف اليومية إلا بالنت، وكانت حرارة الهاتف مقطوعة، كلمتنى ابنتى صباح الأحد وهى تضحك (فهى تعرفنى) وأبلغتنى الخبر السعيد، عادت الحرارة إلى الهاتف فى التو!! يا خبر!!  بهذه السرعة أخذوا خبرا بترشيحى فأعادوا لى الحرارة.

 لا أخفى عليك عزيزى القارئ أنه داخلنى شعور غريب نت أحسب أننى محصن ضده. لم  أكذب خبرا وهات يانـَـت: رحت أتأمل صورتى وأنا فى حال !! و برغم وجودها فى الصفحة الأولى، إلا أننى بذلت جهدا حتى عثرت على إسمى قرب الآخر، قلت هى الأبجدية، كانت الأسماء الأولى أحمدات (أحمد مستجير، أحمد هيكل، أحمد عكاشة)، لكنى لمحت اسم د. إبراهيم درويش قرب اسمى، مع أن اسم المستشار يحيى الرفاعى جاء متقدما. لم ينفعنى التفسير الأبجدى، ولا باسن، ولا بأقدمية المواطنة!!، ..إلخ،  طيب بصفة ماذا أنا مرشح؟

 وجدتهم كتبوا بجوار اسمى “خبير الطب النفسى”، قلت : لا يا عم يكفيهم أ.د. أحمد عكاشة العالمى، قررت أن أعتذر عن قبول الوزارة اللهم إلا إذا..، توقفت فجأة وتلفت حولى خوفا من أن يكون أحد المسؤولين فى الوفد قد سمعنى فيعدل عن ترشيحى!!!  اللهم إلا إذا ماذا؟  اللهم إلا إذا تركونى أختار الوزارة التى تليق بطموحى، لا بتخصصى. لكنها وزارة مؤقتة !!! مؤقتة؟ أى كلمة  قبيحة لا معنى لها، “مؤقتة” من يا عم؟ هذا ضد الدستور، تصبيرة هى؟؟  الدستور “مافيهوش مؤقتة” !! بمجرد أن نتولى الوزارة ، عينك لا ترى إلا النور، قال مؤقتة قال، سوف نُـرى الشعب، ما لم يره طوال الحكم الغابر، وقبل الغابر، وقبل قبل الغابر. هذا بعد أن نطرح عليه استفتاء فوريا لتعديل معنى كلمة: “مؤقتة” ليصبح هكذا : “مؤقتة تعنى أن يقوم ولى الأمر  بتحديد “الوقت” الذى سوف يرحل فيه.

أما عن وزارتى شخصيا فلى تاريخ أحلام يقظة يستأهل الرصد فى هذا الشأن.

كانت جارتنا “خالتى تحفة” تدعو لى قائلة “روح يابنى ان شالله اشوفك وزير صحة”، وكنت أرفض الدعوة لتوى نظرا لعلاقتى بشركات الدواء وحقن البلهارسيا،  كان خيالى يصور لى  أن أتولى “وزارة الجهاد والإبداع والتعمير”، التى قررت أن تحل محل وزارة الدفاع ، لم يحذف خيالى  الدفاع عن الوطن لكنه استغنى عن وزارة له ربما بعد أن أعلن السادات – الله يرحمه – تحديد اسم وزمن  آخر الحروب (لا أعلم كيف نحدد آخر الحروب قبل أن ينتهى الزمان كله ؟) .  نعم وافقت شخصيا على كامب ديفيد باعتبار أننا سوف نحذو حذو اليابان وألمانيا، نتجرع هزيمتنا، حتى بعد ملحق نصر حرب أكتوبر المجيد، نعلن هزيمتنا بكل شجاعة ونبدأ فورا ودائما فى بناء أنفسنا اقتصاديا، وعلميا، وحضاريا، ومعرفيا. كيف؟

تصورت – من واقع ما أمارس مع المرضى والمدمنين الشباب خاصة –  أننى بتولى وزارة الجهاد والإبداع  سوف أوفر مليارات، كما سأعمم  التجنيد للذكور والإناث، وأمد مدته من سن 17 إلى 21، وهات ياتعتعة وعى الشباب، وهات يا جهاد إيمان بسماح فائق، وهات يا زراعة وتعمير، وهات يا تنمية إبداع (!!!) وهات يا تدريبات على الحرب الشعبية الفدائية المستمرة، التى يمكن أن تفنى أى جيش نظامى حسب نموذج (ح. ن.) “حسن نصر الله” .

  بعد ترشيحى أمس لهذه الوزارة المؤقتة ضبطت هذا الحلم يقفز إلى، فنهرت خيالى لأن زملائى، حتى زملائى، قد يظنون بى الظنون. لم أجد فى نفسى ميلا لأى وزارة تقليدية، قلت أتنحى، لكننى كنت قد حلفت اليمين فى خيالى وقضى الأمر. عيب أن أحرج الوفد بتاريخه التليد، ممثلا للشعب، ومن يرشحه الشعب لا يخلعه إلا القدر، فإن لم تصلح لى إحدى الوزارات، فما على إلا أن أخترع وزارة جديدة تليق بقدراتى العبقرية، وسوف أسميها “وزارة الوزارات”، تماما مثل “لجنة السياسات”، وسوف تكون مهمتها أن تتولى شؤون الحضارة والتنوير والتشجيع والتسميع والاستشارات والإلهام والنظام والكلام والتصحيح والتصليح والهوية والدخـْل والخرْج (حد فاهم حاجة؟) كما سوف تكون المهمة الأولى لوزارتى المحورية الغائية،هى تحديد وتصحيح وتثوير كلمة “مؤقتة”

  قال مؤقتة قال؟

هل نحن نلعب؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *