الرئيسية / مقالات صحفية / جريدة الدستور المصرية / هذا المخاض السياسى (تعتعة سياسية)

هذا المخاض السياسى (تعتعة سياسية)

نشرت فى الدستور

6-7-2005

هذا المخاض السياسى!

من أحداث الأمن المركزى إلى أحداث 2005 هذا الفراغ إلى متى!

أرى تجمعات مهنية وبشرية تؤكد أن “الحمل” ليس كاذباً تماما..

أحذر من قتل الأم والجنين معاً فى عملية قيصرية على أيدى طبيب مزيف!

بعد أحداث الأمن المركزى سنة 1986 تبينت حجم الفراغ الذى فجر هذه الأحداث المروعة، الفراغ قادر على أن يجعل أى شرارة حريقا مدمرا، رحت أنظر داخل أعماق ذلك الفراغ فتبدت لى أشباح وأطياف غامضة، جنبا إلى جنب مع تجمعات بشرية متناثرة. ميزت الأشباح فتعرفت على معالم الأحزاب السياسية المزعومة، أما التجمعات فكانت جزرا إنسانية مطحونة أو متفرجة أو منفصلة. ميزت فى الصورة: الحزب الوطنى: أصحاب مصالح، “جاهزون”، بلا جذور. ولا ناس، حزب الوفد: أصحاب ثأر، تاريخيون، بلا شباب. حزب التجمع: أصحاب عقيدة، مثاليون، بلا إبداع. حزب الأحرار: صحيفة مثيرة (بلا حزب !!). حزب العمل: أصحاب حماس، بلا معالم عملية صالحة للتطبيق “هنا والآن”، حزب الأمة: صورة كاريكاتيرية لا تبعث حتى على الضحك!!  فنشرته آنذاك فى مجلة مجهولة (الانسان والتطور) عدد أكتوبر (1986)

حين أتيحت لى فرصة النشر الأوسع لاحقا (الوفد: 7/5/2001)، رجعت إلى الصورة فلم أتبين تغييرا دالا كالتالى: الحزب الوطنى مازال مؤسسة نفعية تديرها مجموعة  الميليشيات لصالح جماعات المال والاستغلال، حزب التجمع:  ما زال بنفس مثاليته القديمة، مع عناد المثابرة. حزب الأحرار: بقايا الحزب: صحيفة يومية…. حزب الوفد: مازالت نغمة التاريخ غالبة، .. مع أمل غامض فى صفقةٍ ما مع السلطة. حزب العمل: تحوّل إلى حركة سرية بأمر الحكومة (لا أعرف، أو لعلنى أعرف، كيف أختفى، دون قصد، الحزب الناصرى أصلا.)

فى نفس المقال نزلت إلى الشارع أتبين جزر التجمعات البشرية المتناثرة لعلها تصلح مشروعا لأحزاب قادمة، باعتبار أن الحزب هو “مجموعة متجانسة من أصحاب المصلحة، لهم تأثير (بالسلب أو الإيجاب) فى مجريات ومصير مجتمعهم ككل”، تبينت مجموعات مختلفة رصدتها كالتالى:

المجموعة الأولى: وهى تمثل الأغلبـية الغالبة آنذاك، وتشمل (على سبيل المثال(:المتفرِّجين، والمنتظِـرين الفرج، ثم اليائسين والحكماء (ومدعى الحكمة)، ثم المثقفين الورّاقين (من الورق) وكذلك المستفيدين من ميوعة الموقف. العاجزين عن الانتماء بوعى أو بدون وعى (بعذر أو بدون عذر)

المجموعة الثانية: تجمعات مدفوعة بالغرائز والعواطف الدينية:  وهى أغلبية مخدوعة أكثر منها خادعة تتجمع حول فكرة بسيطة صحيحة من حيث المبدأ، لكنهم لا يدركون خطرها التطبيقى. تقول الفكرة: “إنه ما دام ليس عندكم  حل، فالله سبحانه قادر أن يحلها بمعرفته”، ثم خد عندك: “الإسلام هو الحل”، “التراث هو الحل”….الأصالة، هى الحل القديم، هو الحل الجاهز هو الخ.

رحت أصنف بعضها فوجدت: مشروع حزب “الإخوان المسلمون” العلنى والسرى، وحزب الجماعات بشعبتيه: القاتلة، الذاهلة، وحزب النشاطات الكنسية فى الداخل والخارج. وحزب الجماعات الصوفية الشعبية: شعبة العارفين فى الصوامع، وشعبة  الذاكرين فى الموالد، بالأضافة إلى نشاطات مساعدة من فرع المحجبات وفرع الملتحين وفروع  حزب النشاطات التسهيلية العمُراتية داخل وخارج الأحزاب الرسمية …. الخ

المجموعة الثالثة: شملت التجمعات الصغيرة المنتظمة: أقلها آملة وبعضها ذاهلة، وقليل منها عاملة، ومنها: “الصالونات الثقافية، التجمعات الأسرية المختلفة المقاسات، وتجمعات النقابات والنوادى، والجمعيات الأهلية، وربما تجمعات المقاهى، أو حتى الديسكو، وثلل المخدرات، ونوادى الروتارى … الخ.

سجلت أغلب ذلك منشورا بمثل رؤيتى حتى سنة 2001 فما هو الحال سنة 2005 ؟

رحت أنظر فى مجموعات البشر المتناثرة فوجدتها تتجمع فعلا وعلانية فى حركات متميزة على أرض الواقع بتشكيلات مختلفة: تلقائية، وعشوائية، وتنظيميا، ومؤامراتيا، من الداخل والخارج، بما يعلن حركة حقيقية، وحملا واعدا لاحت بوادره فيما يسمى حركات كذا أو جماعات كيت، ينضم إليها بعض المخلصين المتألمين حتى فى المواقع الرسمية وشبه الرسمية: القضائية والجامعية والصحفية، المثقفين معا، ورجال الأدب معا .. وهيئات تدريس الجامعات وشباب التغيير ….. الخ

صحيح أن مدة الحمل طالت، لكن خبطات الجنين وصرخات المخاض ليست وهما خالصا، وإن كنا لم نتأكد تماما بعد ان كان حملا كاذبا أو حقيقيا، مع كل الحذر مع قتل الأم والجنين معا فى عملية قيصرية (قانون تنظيمى ملتبس) من مجرم مدعى الطب، أقصد مدعى الوطنية.

هذه بعض رؤية مواطن خائب (أنا) لا يتعاطى السياسة إلا من خلال تعتعة وعيه طوعا أو كرها.

أدعو القارئ أن يدعو معى ربنا أن ينتعنا بالسلامة، رغم طول مدة الحمل لأكثر من نصف قرن !!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *