الرئيسية / مقالات صحفية / جريدة الدستور المصرية / … أربعة سيناريوهات سياسية !! (تعتعة سياسية)

… أربعة سيناريوهات سياسية !! (تعتعة سياسية)

نشرت فى الدستور

30-11-2005

… أربعة سيناريوهات سياسية !!

هم لا يفتقرون إلى من يمثلهم، ولا إلى من ينتخبهم، سواء سمى هذا سياسة أم غير ذلك. فلماذا  لم يدخلوا بمرشحين فى كل الدوائر(444) حتى يعلن الأمر الواقع؟ هل كانوا أحكم من أن يتسارعو بالأحداث حتى لا تحدث مفاجأة اكبر من استيعاب الطرفين، فتختل الحسابات، ويتصاعد التصادم إلى ما لا يحتمله المتصادمون وندفع نحن الناس ثمنه (نحن الأغلبية75: % على الأقل)، أو لعلهم كانوا أذكى مناورة، وأخبث تكتيكا، أو لعلها كانت صفقة مع الحاكم الحالى أو القادم، ينقض بعدها الأكثر حذقا والأدهى ترتيبا على الآخر ونضيع : نحن الأغلبية فعلا. المهم أن الذى حصل قد حصل فما هى الاحتمالات القادمة ياترى؟

دع جانبا احتمال إعادة عرض أفلام قديمة مع تغيير الممثلين، مثل أفلام يوليو52، أو مارس 54، أو كذبة نصر 56، أو هزيمة يونيو 67، أو مأساة سبتمبر/أكتوبر1981، السيناريوهات الأحدث هى:

السيناريو الأول:

… قد يرعب منتفعو النظام الحاكم (اسم الشهرة: الحزب الوطنى) من هول المفاجأة، فينقض الحرس القديم على ما سمى بالدم الجديد أو التيار الإصلاحى (السياساتى) متهما إياه أنه السبب، ثم يسارع هذا الحرس القديم بتغيير قانون الانتخاب، وبالمقاس لصالحه فقط، ليقلبها بالقائمة النسبية، وقد يصبرعلى هذا المجلس الذى فلت من قبضته، أو يقوم بحله، أيهما أغبى، حتى يتم تفصيل قوانين الانتخابات بحيث تجعل الجماعة المحظورة محظورة جدا حتى المحو، وبالقانون الأكثر صرامة!!! ، وبالتالى يصبح أغلب الشعب المنتخِب محظورا، ولو اضطروا إلى تعديل الدستور (بسيطة) . النتيجة أن هؤلاء المحظورين سوف ينقلبوا مطاريدا بشكل تلقائى، فلا يبقى أمامهم إلا ظلمات تنظيمات تحت الأرض، وعينك لا ترى إلا الإرهاب والاغتيال والترويع والتدمير والخراب على ناحية، مقابل:الاعتقال، والتعذيب، والتنكيل، والكذب، والإفقار، والتجويع على الناحية الأخرى.

السيناريوالثانى (شبه المستحيل) ْ:

… قد ينتبه العقلاء والشباب من أهل السلطة لدلالة ما حدث، فيراجعون موقفهم وخططهم، فيسمحون لمن يسمون فريق الاصلاح بأن يأخذوا دورهم، ويعدل هؤلاء (أهل السياسات) حتى عن عقد الصفقات، وتغطية المناورات،  مع الحرس القديم، فيكتشف أهل السياسات  أنهم أقلية، فيفخرون بذلك، وينزلون إلى الشارع – ربما بدعم بعض العواطف العائلية– ، عراة إلا من فرحة أنهم استعادوا البداية لتكوين حزب حقيقى، وهات ياسياسة بجد، حتى يثبتوا للناس (الناخيبين!!) أنهم ما كونوا هذا الحزب إلا لينفعوهم، وأنهم قادرون على ممارسة الإبداع، وتحديث الاقتصاد، وتنمية البشر، وزيادة الإنتاج، والارتقاء بالحياة، لصالح الناس فعلا.

لا تفزع، قلنا شبه المستحيل، الله!!! كدت أشطب “شبه” لكننى عدلت.

السيناريو الثالث:

…قد يعمى الإخوان بصرا وبصيرة وهم فرحون  بنصر هو فى حقيقته إعلان خيبة الخصم وفراغ الساحة، أكثر منه نصرا دالا على اختيار أفضل، فيمتلئون غرورا ويتمادون فى القهر الدينى، والقهر الفكرى، واستبعاد من ليس منهم، ومن ليس كذلك، ويسجنوننا داخل سجنهم الذى جعلوا أسواره من أصنام تفسيرات لفظية صكها مفسرون منذ مئات السنين، ولا مانع من التظاهر بالسماح، فى حدود الأحضان وتبادل التهانى فى الأعياد، والوعود، والصفقات الخائبة مع بعض المختلفين، ثم يظهر اختزالهم للإيمان والإبداع فى التركيز على الملبس والمأكل والمشرب، وكذا  التفتيش فى الفكر، والقياس بمسطرة ما أجازوه” بالضرورة” دون غيره، فيؤجلون مسيرة هذا البلد ألف عام أو يزيد.

السيناريو الرابع )شبه المستحيل أيضا):

… قد يستوعب الإخوان حقيقة أن ثمة نوعية أخرى لحياة البشر تستحق أن تُعرض على وعى العالم كافة من خلال ممارسات فعلية إبداعية حقيقية بديلة. وأنها يمكن أن تتجلى فينا “هنا والآن” كمثال لما ينتمى إليه البشر من فطرة سليمة، إن كان قد تبقى منها شىء، دون أن يحتكر أينا الإيمان لعقيدته، فتتفجر رؤى شديدة الإبداع فائقة الحضارة، كما تجلت من قبل فى فكر مسلمين وصوفية اخترقوا الحواجز كدحا إلى وجه الله، أو مثل روجيه جارودى أوعلى عزت بيجوفلّشى حديثا، وذلك بالاستلهام المتجدد الذى يتجاوز كل تفسيرات وصية،  فيتفجرالإبداع بلا حواجز ولا خوف من ردة، وتفتح أبواب الاجتهاد دون تدخل فى الحياة الخاصة للبشر، ولا انشغال بحرفية تعديل الحدود، فيتجلى نموذج عصرى للتناغم مع الكون الممتد مفتوح النهاية، مستغلا كل الإنجازات الأحدث فى التكنولوجيا والعلم والفن والمعرفة، فيتحقق قدر أكثر فأكثر من التوازن الحيوى، لتتجلى، حرية البشر من خلال العدل وأنه “لا إله إلا الله،  ويترعرع ما ينفع الناس (التعمير) ويمكث فى الأرض (التطور)إلخ

دعونا نواجه الواقع: ليس  فيمن نجح أو سينجح من الإخوان من يتبنى مثل هذا المستحيل اصلا.

ليكن، لكن الحق سبحانه وتعالى موجود ، والبشر يتطورون إليه، والغباء القهر الفوقى عمره أقصر دائما.

فليس ثم مستحيل!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *