الرئيسية / مقالات صحفية / جريدة الدستور المصرية / الشذوذ والنبوغ والطب النفسى (تعتعة نفسية )

الشذوذ والنبوغ والطب النفسى (تعتعة نفسية )

13-10-2005

الشذوذ والنبوغ والطب النفسى

(خطأ جيد وإشكال معاِصْر)

اتصل بى الابن محمد الدسوقى واعتذر لى بأدب جم عن أن اسمى أُنزل تحت موضوع ليس لى علاقة به، وأنه (محمد) سوف يصحح ذلك فى العدد القادم، (هذا العدد)، شكرته، و طمأنته أن هذا وارد ونحن بشر، وإن كنت قد خفت حين قال إن العنوان هو “أسرار مقتل زغلول الرشيدى” خفت خشية أن يصور الناس أنى فعلا مسئول عن التحقيق فى حين أنى أتجنب بشكل حاسم وكامل أية فتاوى عن أية جريمة تحت التحقيق مهما استدعت الانتباه أو شغلت الرأى العام، قاومت مخاوفى وانتظرت حتى صدر الدستور مبكرا يومين، واضطررت لقراءة الموضوع، وأنا عادة لا أميل إلى مثل هذا النوع من الموضوعات، وإذا بى أفاجأ أنه مكتوب بطريقة فيها حذق شديد وحرفيّة متميزة، وتحفظ كريم، وأمانة طيبة، أثار عندى هذا الموضوع إشكالات علمية وأخلاقية لم أجد لها حلا حتى الأن:

 فالمجنى عليه كان شاذا جنسيا كما يقول التحقيق وفى نفس الوقت كان عبقرية قانونية لا تبارى، وأيضا كان رهيف الحس دمث الخلق، ورجل البولس الكريم كان فائض الانسانية على غير ما شاع. تزاحمت الاسئلة من كل جانب وهى تحتاج إلى تأمل مهما كانت الإجابات غير حاسمه (أ) لماذا يتميز كثيرون ممن يقال عنهم شاذون عن الأشخاص العاديين؟ (ب) ما هو الحد الفاصل بين الشذوذ الجنسى وما يسمى مرضا؟ (جـ) لماذا بالغ المجتمع الغربى فى تحمله ثم قبوله ثم إعلائه لهذه الفئة بالذات؟ بدا الأمر كما لو أنه سوف يصل إلى المديح والتسويق والتفضيل للشذوذ الجنسى عن السلوك الطبيعى (ء) ما هو موقف الطب عندنا من كل هذا الأمر بصراحة؟

كل هذه الأسئلة يمكن تناولها فى تعتعات لاحقة برغم الحرج الجاهز، لكن ليس فى العلم حرج، أليس كذلك.

قبل أن أختم أضيف هامشا مهما فى منطقة أخرى (الصحافة) وهو طلب الإجابة على سؤال يقول: هل من المسموح به، أو حتى من الأصول، أن ننشر اسم راحل عنا، له كل هذه الرقة والمميزات هكذا،  مهما بلغت الأمانة وصدق المديح، خاصة وأنه لم يطرأ ما يستدعى النشر، أليس للراحل عائلة وأقارب وأصدقاء يعرفون ولا يعرفون ما كان،

وأيضا قد نرجع إلى كل ذلك فى تعتعات لاحقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *