الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / العصاب الأم: “عصاب القلق” (2) (وموقعه فى ثقافتنا من خلال لعبة نفسية مع الأسوياء)

العصاب الأم: “عصاب القلق” (2) (وموقعه فى ثقافتنا من خلال لعبة نفسية مع الأسوياء)

 نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد : 31-7-2016

السنة التاسعة

 العدد: 3257

 الطبنفسى الإيقاعحيوى (78)

 Biorhythmic Psychiatry

العصاب الأم: “عصاب القلق” (2)

(وموقعه فى ثقافتنا من خلال لعبة نفسية مع الأسوياء)

مقدمة

نشرنا أمس نص ثلاث لعبات – دون الاستجابة والمناقشة –  وكانت منتقاه من عشرة، كمثال للتجريب النقدى حول موضوع “القلق”، عند الأسوياء فى ثقافتنا، وقد وجدت تحيزا شديدا فى الانتقاء، وسوف أكتفى اليوم بنشر اللعبات الثلاثة المنتقاة، وقد أكمل غدَ أو لا أكمل حسب الاستجابة، وسوف أقوم اليوم بنشر نص اللعبات العشرمجتمعة دون الاستجابات وذلك فى ملحق النشرة، وذلك لمن شاء أن يستوعب الموقف كله بصفة مبدئية.

الثلاث لعبات المختارة سوف أنشرها مع الاستجابة لها من المتطوعين الأسوياء مع لمحات من المناقشة عقب كل لعبة، ثم تعقيب مختصر إن لزم الأمر، آمِلًا أن أوصِّل من كل ذلك بعض معالم المنهج الذى نحاول من خلاله أن نختبر فروضنا وانطباعاتنا(1) ولأنه طال العهد بتقديم الألعاب النفسية والتعقيب عليها فى هذه النشرة اليومية، فسوف أبدأ بنشر فكره الألعاب وكيفيه المشاركة فيها، ولو كتابة، لمن شاء من الأصدقاء

تعليمات لمن شاء المشاركة:

– لا تحاول أن تجيب بالقلم والورقة (لو سمحت)

– تلعبها بصوت عال، مع نفسك أو مع صديق واحد أو اثنين يشاركانك (أو صديقة أو أحد أفراد الأسرة)

– لا بد من تكرار العبارة بصوت عالٍ، وليس الاكتفاء بتكميلها

– كلما كانت الاستجابة أسرع، كانت التلقائية أجهز

– حاول أن تلعبها بأكبر  قدر من التمثيل (مشتملا الوجه والعيون والجسد).

– لا  تحاول أن تسارع بفهم أو تفسير ما قلتَ

– يمكنك أن ترسل استجاباتك إلى الموقع أو تحتفظ بها إن شئت، وتذكر تعقيبك

– من الأفضل أن تسجلها لنفسك صوتيا، حتى لا تعتمد على الذاكرة (أو يمكن أن تكتبها لنفسك أولا بأول بعد كل لعبة)

– يستحسن أن تذكر السن، العمل، والنوع (ذكر، أنثى) بالإضافة إلى ما تشاء من معلومات.

وبعد:

أشرت أمس أننى أقوم بوضع نصوص اللعبة النابعة من الفروض التى تشغلنى وذلك حتى نسبر غور ما هية القلق فى ثقافتنا، وأيضا من منطلق الطبنفسى الإيقاعحيوى (التطورى) الذى يعتبر أن الأعراض النفسية هى أصلا دفاعات مشروعة فى فترة ما من فترات النمو والتطور، وبالتالى فإن فهم جذورها فى الحياة الطبيعية هو المدخل لاحتوائها إذا تمادت وتخطت دور الدفاع والفرض هنا يقول: “إن القلق كما شاع هو قيمة مستوردة مقارنة بما نقابله عندنا مما هو أوثق ارتباطا بوجداننا مثل “الغم” و”الهم” و”الضغينة” و”العصبية” و”التوتر” و”الحيرة” و”الخوف” و”الرعب” و”الهلع” وهذا ما سبق أن ناقشناه فى نشرة  5/1/2015 Link وأننا حين نتعرف على القلق فى وظيفته الدفاعية تطوريا كما أشرنا فى نشرة أول أمس يصبح أسهل علينا استعادة التصالح معها واستعادة الهارمونى التكاملى.

*****

تمهيد:

المشاركون: فى لعبة “القلق” (بتاريخ 1-12-2004) فى برنامج “سر اللعبة”(2) هم الأستاذ: خالد – الأستاذ: أحمد – الأستاذة: وسام – الأستاذ: عمرو

الخطوات: يبدأ المقدم (شخصى) بتقديم فكره اللعبة ثم يقول “النصّ المطلوب إكماله” ثم يدعو كل مشارك أن يوجه حديثه إلى أى واحد من الحضور بما فيهم المقدم وهو يكمل النص دون تغيير حرف واحد، وعلى من يتوجه إليه الحديث أن يبادر بأداء اللعبة، ثم إن أخر من يتلقى الخطاب يوجه حديثه لجمهور المشاهدين “عزيزى المشاهد” …الخ ثم نبدأ المناقشة

الألعاب الثلاثة المنتقاة، والاستجابة، وبعض المناقشة:

اللعبة الرابعة

إيه حكاية دع القلق وابدأ الحياة دى؟ طب إزاى؟ دانا…………….

 أ.خالد: يا أستاذ أحمد إيه حكاية دع القلق وابدأ الحياة دى؟ طب إزاى؟…. دانا دا أنا مش مقتنع إن اللى قال المقولة دية هو مقتنع بيها نفسه

أ.أحمد: يا أستاذه وسام إيه حكاية دع القلق وابدأ الحياة دى؟ طب إزاى؟…. دانا شىء طبيعى، ده موجود طبيعى مع كل خطوة الواحد بيخطيها

أ.وسام:  ياعمرو إيه حكاية دع القلق وابدأ الحياة دى؟ طب إزاى؟…. دانا لو عشت من غير قلق يبقى مش حاعيش

أ.عمرو: يا دكتور يحيى إيه حكاية دع القلق وابدأ الحياة دى؟ طب إزاى؟…. دانا شايف إنى أنا عبارة عن قلق متحرك

د.يحيى: عزيزى المشاهد إيه حكاية دع القلق وابدأ الحياة دى؟ طب إزاى؟…. دانا شايف إننا نحترم القلق وننطلق إلى الحياة بيه

مختارات من المناقشة

د.يحيى الرخاوى: حد شاف حاجه جديدة

أ.أحمد: أنا شايف يادكتور إنك إنت أوقع واحد فينا…

………….

د.يحيى الرخاوى: ربنا يخليك…  بس مش ده المقصود، أنا فى البرنامج ده بحاول طبعا إنى أكون زيى زيكم، اللى يجرى عليَّا يجرى عليكم، وبعدين بندعوا المشاهد إنه يتحرك فى الإتجاه اللى بتقوله اللعبة.

أ. وسام: يعنى فى حاجه كده يعنى ممكن القلق كده يمكن يكون دافع أكتر ……

د.يحيى الرخاوى: أظن ده اللى قصدى عليه على فكرة بلغنى من الكتاب المشهور اللى بالعنوان ده بالرغم من إنه أفاد ناس كتير  …. لكنى فى النهاية كده شكيت فى فايدته، إذا كان أستاذ عمرو قال “أنا كلى قلق” يبقى “دع القلق دى” كلمة تتقال كده وإحنا بنوزع بونبونى، لكن نيجى نمارسها حاجه من الإثنين، يا أبقى متبلد، يا أحترم بقى الحياه وأعيشها زى ما هّيا.

أ.عمرو: لأه اللى أنا وصلتله برضه من اللعبة إن القلق بداية طريق النجاح لو أنا ما قلقتش وخوفت مش حانجح

………………

………………

أ.عمرو: هو ده المطلوب

أ.خالد: من غير قلق مابنجحش يادكتور

أ.أحمد: أنا برضه حسيت بحاجه يا دكتور إن إحنا فيه نوع من أنواع الحميمية بينا وبين القلق بحكم تعودنا عليه، يعنى خلاص إتعودنا على حاجه زى كده بس برضه إستفدت من الأراء اللى إتقالت إن إحنا لازم نحجّم القلق ده أو نقننه

*******

اللعبة  السادسة

أنا لو عشت من غير قلق خالص أحسّ إنى………

أ.عمرو: آه يا باشّمهندس خالد أنا لو عشت من غير قلق خالص أحسّ إنى….. كائن مابيفكرش

أ.خالد: يا أستاذه وسام أنا لو عشت من غير قلق خالص أحسّ إنى…..  أنا جماد

أ.وسام: يا دكتور يحيى أنا لو عشت من غير قلق خالص أحسّ إنى…..  أنا مش بفكر

د.يحيى: يا أستاذ أحمد أنا لو عشت من غير قلق خالص أحسّ إنى…..  أنا مش أنا خالص

أ.خالد: عزيزى المشاهد أنا لو عشت من غير قلق خالص أحسّ إنى…..  أنا ميت

مختارات من المناقشة

د.يحيى الرخاوى: حد وصله حاجه جديدة؟

أ.خالد: إن القلق ده أساسى فى حياتنا

د.يحيى الرخاوى: ده زى ما يكون عايزينه

أ.خالد: إحنا اللى بندو عليه

د.يحيى الرخاوى: آه

أ.خالد: ما هو لو مفيش قلق مفيش نجاح يادكتور

أ.أحمد: لأه أنا وصلت لحاجه برضه يادكتور إن القلق ليه شقين، وليه جزئين الجزء الأول لو القلق لو متحدد أو متقنن ممكن يدعو لتفكير أو يدعوا إلى إن إحنا ننتج أو نبدع أو نبتكر إنما القلق لو كان النسبة بتاعتة زيادة يمكن يدعو إن الواحد يفكر غلط أو يتصرف تصرفات مش مظبوطه

أ.وسام: أنا حاسه بحاجه بس مش عارفه إذا كانت صح أو غلط بس حاسه إن فيه بعض الناس ممكن مايكونش عنده قلق بيصطنع القلق أوبيكتسب البرستيج بتاعه منه

د.يحيى الرخاوى: ده منين بقى؟ من الذكريات؟ ولاّ من اللى إحنا لعبناه؟ هو فيه حد فينا اتصَنّع القلق.

أ.وسام: لأه أنا إفتكرت أنا حاجات إنى ممكن أعملها

د.يحيى الرخاوى: طب إيه اللى خلاكى تفكرى فى الحاجات ديه فى اللعبة دى دلوقتى؟

أ.وسام: أنا فكرت فى نفسى دلوقتى أنى أنا ممكن يكون عندى 50 % قلق أحيانا بلاقى نفسى بزوده 70 % يعنى إيه اللى يخلينى أزوده أنا؟ أكتشفت إن فى بعض الناس ومنهم أنا بيعملوا كده

د.يحيى الرخاوى: أنا باحترم الكلام ده خالص خالص

أ.وسام: البرستيج بتاعى ساعات ييجى من القلق وإنى شخصية مهمة

د.يحيى الرخاوى: ساعات ياوسام يجى واحد عيان يقول لى: أنا قلقان، أقوم أبص فى وشه كده مافيهوش ريحة القلق، ومش عارف إيه اللى حاصل لدرجة بيصل الأمر بى إنى أدور على علامات القلق، يعنى أقيس النبض مثلا ألاقيه، 72 ويقعد زى ما حضرتك قولتى كده يحكى عن القلق أكثر مايعيشه، بس ده مش بيتصنع لأه لكن فعلا يبدو إن القلق زى ما قعدنا نقلب فيه لحد ما شفنا إنه مش مرض وبس، هوه خبرة حقيقية وممكن يكون معطل زى ما البشمهندس قال، لكن إذا اتظبتت الجرعة ممكن يكون دافع وممكن يكون حياة واللى انتى قلتيه ده ممكن يكون مش تصنع ممكن يبقى مبالغة لفظية مش متناسبة مع حجم المشاعر، علشان كده لما نقرب من المشاعر الطبيعية ومن توظيفها الحقيقى أعتقد إننا نبقى شعب مصحصح ونبقى ما احناش تحت رحمة اليفط اللى بنستوردها وبنحطها قدامنا “دع القلق وأبدأ الحياة”، ولا الأدوية اللى عمال على بطال بناخدها علشان إيه، قال تمنع القلق

أ.خالد: فى نهاية الحلقة ده يادكتور مش حايبقى فيه لزوم لأطباء نفسيين

د.يحيى الرخاوى: يعنى

*****

اللعبة العاشرة

أنا ممكن استفيد من القلق بتاعى بإنى……………..

أ.عمرو: يا بشمهندس خالد أنا ممكن أستفيد من القلق بتاعى بإنى…..  أجعله دافع ليا علشان أتقدم من خلاله وأحدد إنجاهاتى وأوظف قلقى

أ.خالد: يا دكتور يحيى أنا ممكن أستفيد من القلق بتاعى بإنى…..  أحاول أعرف نفسى كويس وأعرف حدود إدراكى وحدود إمكانياتى وأحاول أشوف مدى القدرات اللى أنا إكتسبتها ومدى الإمكانيات اللى ربنا وضعها فيا كبنى آدم وأحاول أوظفها صح

د.يحيى الرخاوى: يا وسام أنا ممكن أستفيد من القلق بتاعى بإنى…..  أحافظ بيه على دفع الحياة

أ.وسام: يا أستاذ أحمد أنا ممكن أستفيد من القلق بتاعى بإنى…..  أحّوله لطاقة أتمنى إنها ماتكونش هدامه ليا أو للى حوليا واسعى لربنا وإحساسى بالمسئولية من القلق ده بإنى أوظفه وأخليه بناء ليا ولغيرى

أ.أحمد: عزيزى المشاهد أنا ممكن أستفيد من القلق بتاعى…..  بإنى أرتب كل أمورى أعمل اللى عليا واسيب الباقى على ربنا وحاكون مبسوط بالنتيجة فى النهاية

من المناقشة (عن ما دار فى هذه اللعبة وفى كل الحلقة لأنها اللعبة العاشرة)

د.يحيى الرخاوى: شكرا جزيلا، أولا كل الإتجاهات كانت ماشية تقريبا وصلتنى أول بأول سواء كانت ظبط الجرعه، أو الأهداف المتوسطه، أو إن الواحد مايكونش عاوز كل حاجه فى نفس الوقت ….. انا خايف لتكون نهاية الحلقة إن إحنا عملنا دعاية للقلق (ضحك)

أ.خالد: هو معمول له دعايه لوحده يادكتور

د.يحيى الرخاوى: بس مش كل واحد قلقان يقول لك دكتور ومش دكتور، يبقى هو وشطارته، قلقان يبقى صاحى مصحصح يبقى حى، حى يعنى يشتغل يشتغل ينتج ينتج يرضى ويرضى ربنا يرضى عنه، يبدأ يقلق من الأول وجديد وهكذا، شكلها كده إن إحنا بنبوظ على شركات الدواء

أ.خالد: شغل جامد

د.يحيى الرخاوى: بس مش معنى كده ما نأخذش أدوية، لأه، يمكن الدواء يساعد فى ظبط الجرعة إنما لأه مش كل حاجه تلاقى دواء مكتوب عليه “المطمئِن” ما فيه دوا اسمه رَوَقَان، اسمه كده حتى بالانجليزى Rowakan، ماينفعش الكلام ده، الدوا مش مخدرات

أ.وسام: كده شركات الأدوية حاتقلق وتيجى تتعالج، وإحنا حانستفيد

الختام:

د.يحيى الرخاوى: عزيزى المشاهد أديك شوفت وإحنا بنقلب ونلعب وأرجو تكون لعبت معانا ولقيت إن المسأله مش زى ما بيوصل لك وانت مستعجل

……………..

…………….

الملحق

(العشر لعبات مجتمعه كما أشرنا فى المقدمة)

(1) أنا ما احبش اتعامل مع حد قلقان على طول، أنا باحس ساعتها إنى ….

(2) القلق ممكن يكون تعبير عن الطمع؟ أصل أنا ساعات…

(3) ما هو لازم الواحد يقلق ما دام ما فيش أمان ولا تأمين، دانا حتى….

(4) إيه حكاية دَع القلق وابدأ الحياة دى؟ طيب ازاى؟ دانا …..

(5) القلق الزيادة بيحرمنى من راحة البال.. دانا نِفسى…

(6) أنا لو عشت من غير قلق خالص أحسّ إنى ……

(7) أنا من حقى أقلق ونص إذا …..

(8) أنا لما أكون حريص على حاجة قوى باشعر بقلق فظيع لدرجة إنى ….

(9) اللى عايز كل حاجة فى نفس الوقت لازم يقلق قوى، عشان كده أنا….

(10) أنا ممكن استفيد من القلق بتاعى لو إنى ….

وبعد

فقد أعود غدًا إلى عرض الاستجابات ومناقشة الألعاب السبع المتبقيه أسوة بالألعاب الثلاثة اليوم

أو ننتقل إلى عينة أخرى من المنهج

كما ترون!!

[1] – هذا وسوف أقدم فيما بعد تجربتين أجريناهما أيضا مع أشخاص أسوياء من حضور الندوة الثقافية الشهرية لجمعية الطب النفسى التطورى والعمل الجماعى بقاعة محاضرات دار المقطم للصحة النفسية، لعلهما يكملان فكرة المنهج/المنبع،

[2] – يحيى الرخاوى: برنامج “سر اللعبة” – الجزء الأول: التجريب فى: قناة النيل الثقافية –  من 25/10/2003 إلى 9/11/2005

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *