الرئيسية / مقالات صحفية / جريدة الدستور المصرية / أخر نكتة: الآنسة كونداليزا والمادة 88!! (تعتعة سياسية)

أخر نكتة: الآنسة كونداليزا والمادة 88!! (تعتعة سياسية)

نشرت فى الدستور

23-1-2007

أخر نكتة: الآنسة  كونداليزا والمادة 88!!

(1)

قالت البنت: “هل سمعتَ آخر نكتة يا أبى؟” قال أبوها متعجبا: “ماذا؟”، أعادت البنت: “حضرتك سمعت آخر نكتة؟”، قال باقتضاب:”لا ، أنا لم أعد أسمع نكتا”، قالت:”لماذا؟” أكمل  وكأنه يكلم نفسه:”…ثم أن المسألة لم تعد تستأهل التنكيت”، قالت البنت:”أية مسألة؟”، قال لها: “المسألة التى تثير النكت”. قالت البنت: “وهل هى نفس المسألة التى نتبادل أنا وصاحباتى النكات حولها؟ قال:”وانا إيش عرفنى! قولى لى أنت آخر نكتة  حتى أستطيع أن أحكم”. “قالت البنت:”لا، عيب”، وانصرفتْ مسرعة.

(2)

عيب !!! ؟ لماذا عيب؟! هل كبرت البنت دون أن يلحظ ؟ يستحيل أن تكون قد قصدت العيب الذى هو عيب، ماذا يا ترى تقصد؟  ثم ما فائدة النكت الآن أصلا؟ هم راكبون على أنفاسنا نكّتنا أم لم ننكت. ليسوا مثل مَن قبلهم الذين كانت قياساتهم للرأى العام من خلال النكت، يبدو أن الحاليين اطمأنوا حتى لم يعد يهمهم رأى الناس، فكف الناس عن التنكيت، لعل آخر نكتة كانت قبل أن تولد البنت. عموما: التنكيت يلزمه  للتداول  ذكاءا  لم يعد شرطا للاشتغال بالسياسة أو تولى الرئاسة، ثقيل الظل  الرئيس دبليو  تولى رئاسة العالم بفضل غبائه، وهو لا  يفهم تنكيت الإنجليز ولا الفرنسيين عليه، ولا حتى تنكيت شعبه،  ينقسم غباء الرؤساء إلى غباء بحُمْق، وغباء بغير حمق، مثل كانتاكى بشطة وكانتاكى من غير شطة. لا يوجد كانتاكى بالسم الهارى، لكن  يوجد غباء بالدم الجارى، السيد دبليوا يصرح  أن المصيبة سوداء عليه وعلى الذين خلفوه، وهو يعلن ذلك ببلاهة يحسد عليها ثم يُـلحقه فورا بأنه – لذلك – سوف يتمادى فيما  فشل فيه “عالبركة”.  نكتة سخيفة لا يخجل قائلها، ولا يضحك سامعها، لأنها  مغموسة فى الدم  والأشلاء.

(3)

لم يشعر بالبنت وهى تقترب منه حتى لمست كتفه متسائلة: “أبى، هل حضرتك تكلم نفسك؟، ماهى المغموسة فى الدم والأشلاء؟”، قال:”النكتة”، قالت: “ماذا تقول يا أبى؟”، قال: أعنى مغموسة  فى السياسة  والبترول،  قالت: “لست  فاهمة”، قال: أحسن. قالت: لماذا أحسن؟ قال  ساهما: حين تختلط السياسة والبترول بالدم والأشلاء أفقد قدرتى حتى على  تقبيلك” قالت البنت ” لقد  لاحظت ذلك، ثم أردفت:”ألا تستطيع يا أبى أن تفعل شيئا غير بيع التليفزيون الذى حرمتنا منه ؟ قال:” وهل فى التليفزيون شىء يشاهَد غير الذل والتهريج والكذب والدم والأشلاء؟” قالت البنت:” طبعا فيه، أنا أتفرج عليه عند صاحباتى، لكن قل لى يا أبى: هل إذا توقفت عن مشاهدة التليفزيون مثل حضرتك، يتوقف نزيف الدم، وتتجمع الأشلاء؟” قال: “صحيح !!!! ؟؟ سألتْ: “صحيح ماذا؟”، قال: صحيح ما قلتِه، قالت: أنا لم أقل، أنا أسأل.

فعل شيئا يا أبى حتى أفعل مثلك.

جلس أبوها فجأة – وكان واقفا-  فتعجبت البنت وهو يشير لها أن تقترب حتى ضمها برفق وهو يقول: تريدين أن أقول لك آخر نكتة ؟ تعجبت البنت قائلة: “طبعا”، قال: “إنهم يعدّلون المادة 88 رأسا على عقب،  لتدعم المادة الأبدية 77، عقبا على رأس،  لأن الآنسة كونداليزا  حامل فى الشهر الخامس” . قالت البنت فزعة: “ماذا جرى لك يا أبى؟” ماذا تقول؟” قال: “ألم تعجبك النكتة؟

 (4)

قال الرجل لزوجته “سوف أخرج ولن أعود” قالت:”أحسن”، قال لها ماذا تقولين؟ قالت ” أنت الذى تقول، وأنا وافقت.” قال “تريدين أن أختفى من حياتكم؟” قالت: وهل أنت موجود ولامؤاخذة؟” قال لها “هذا سبب كاف حتى أخرج  ولا أعود” قالت: اسم الله،  إلى أين بالصلاة على النبى؟ قال لها: سأتطوع لأنقذ البشرية”.  قالت “شاء الله يا بشرية”.

دخلت البنت مقاطعة وقد ارتفع صوتهما، فصمتا معا، وجهت البنت كلامها لأمها، وكأنها تخفف الموقف: هل قال لك أبى آخر  نكتة؟  قالت الأم: “يعنى”، قالت البنت: وهل فهمتيها: من هى كونداليزا هذه؟ وما علاقتها بالمادة 88 ؟ ثم “دستور” يعنى ماذا؟  قالت الأم “أنا مالى، أبوك ينكت على مزاجه، يخرف كما يشاء، إسأليه” . قالت البنت، أبى يقول إن كونداليزا هذه  آنسة، فكيف هى حامل؟  قالت: قلت لك اسأليه، يجوز أنها حامل مِـن هذا الذى اسمه “دستور”؟”، قالت البنت: هل الدستور رجل، قالت الأم: أنا رأيى أن كونداليزا هى الرجل، قالت البنت:”يبقى المادة 88 هى الحامل”، قالت الأم: “ربنا ينتعها بالسلامة، نحن مالنا نحن؟!”  قالت البنت: “فأين النكتة؟”

قالت الأم: النكتة أن أباك سوف يتركنا ليتطوع لإنقاذ البشرية

قالت البنت: أنا أتكلم جدا

 قالت الأم: وهل أنا أهزر؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *