الرئيسية / مقالات صحفية / جريدة الدستور المصرية / نجيب محفوظ يعلمنا، “القتل العبادة” = ثقافة الحرب!!

نجيب محفوظ يعلمنا، “القتل العبادة” = ثقافة الحرب!!

الدستور

26-5-2010

 

تعتعة الدستور

نجيب محفوظ يعلمنا، “القتل العبادة” = ثقافة الحرب!!

حين بلغتنى صعوبة ما أحاول توصيله لتفسير ماهية وحتمية ثقافة الحرب”، ورفض ثقافة السلام حتى لا تنقلب ورقة المعاهدة إلى استسلام دائم، رحت “أستعين بصديق” لإبلاغ رسالتى، فلم أجد أحب إليكم من جاهين ومحفوظ. أظهرت فى تعتعة سابقة  كيف أن صلاح جاهين أبلغنا موقعه من غمر الدماء للبقاء بكرامة طول الوقت: “أنا كلـّى دم، قتلتْ ولا اتقلتْ”، وأيضا اقتطفته وهو يصارع النهار الجديد، يا قاتل يا مقتول: “نهار جديد أنا .. قوم نشوف نعمليه، أنا قلت يا ح تقتلنى .. يا ح اقتلك!!” ثم وعدت أن أواصل محاولاتى من مدخل نجيب محفوظ فى إبداعه “ليالى ألف ليلة”، ونقدى لها.

أنا أعرف نجيب محفوظ مبدعا وروائيا منذ 1948، ثم عرفته فى مقابلة واحدة مرتبة من أصدقاء  فى مبنى الأهرام فى منتصف السبعينات، ثم تعرفت على إنتاجه ناقدا حين بدأت أمارس النقد الأدبى بانتظام، ثم عرفته بعد محاولة الاغتيال مريدا وصديقا عددا من السنين، ثم اكتشفت وأنا أمارس الآن كتابة بعض ذكرياتى عن هذه الأيام الأولى التى صحبته فيها، وكنت أكتب لمحات عنها آنذاك، ثم قررت أن أنشرها  حاليا فى موقعى كل خميس بعنوان “فى شرف صحبة نجيب محفوظ”، اكتشفت أننى أتعرف عليه من جديد بشكل لم أكن أتصوره، أكتشف أثناء تحرير كل نشرة أننى قد عاشرت داخله بقدر ما عاشرت خارجه، وأننى حفظت بعض حواراته عن ظهر قلب، بل وأننى أستطيع أن أقرأ ملامح وجهه الآن وأنا أعيد التحرير، إذ يبدو أننى استوعبت زوايا انحناءات رأسه أو جسده، وتنوع أشكال صمته، وتجليات مختلف ابتساماته وضحكاته، وأننى تعلمت كيف أرصد عمق زوابع غضبه حين يكتمه أو يحوره بإرادة واعية، وأننى تعلمت وربما عانيت من صلابة عناده…إلخ، أضف إلى ذلك أن هذا التحرير الجديد قد سمح لى أن أعيد تقييم مواقفه، وأيضا أن أعيد تقييم مواقفى منه، بما فى ذلك مواقفى النقدية من أعماله، فتراجعت -نسبيا- عن مبالغتى فى رفض نهاية ملحمة الحرافيش التى بدت لى توفيقية ساكنة بشكل ما، لا تتناسب مع زخم الخلق والعدوان والبطولات والتحدى طوال الملحمة.

ثم إنى بمناسبة حديثى عن ثقافة الحرب عدت اراجع نقدى لروايته ليالى ألف ليلة ، فوجدت أننى لم اربط بين توقيت كتابتها وبين موافقته المعلنة على معاهدة السلام، وبالتالى قدمت دراسة نقدية كاملة عن تجليات القتل العبادة، فى مقابل تشكيلات القتل الدموى الغادر، دون أن أنتبه إلى ما حرّك كل هذا القتل فى إبداع محفوظ إثر معاهدة السلام مباشرة. وبالذات إثر موافقته عليها، صحيح أننى استشهدت فى نقدى بأطروحتى الأساسية عن علاقة “العدوان بالإبداع” (الإنسان والتطور1980& فصول1992)  لكن لم يخطر ببالى أن أستثمر هذا التوقيت لأكشف عن ما أسميه الآن “ثقافة القتل” إبداعا وغير ذلك.

 الفرض الذى أطرحه حالا (لأعود إليه بالتفصيل) لاحقا،  يقول : إنه بمجرد أن وافق نجيب محفوظ على معاهدة السلام 17 سبتمبر 1979، تحرك داخله الإبداعى ليعلن بداية الحروب التى لا تنتهى (عكس ما أشيع أن حرب 73 هى نهاية الحروب) فكتب هذه الرواية ليحافظ على زخم العدوان الخلاق فينا وفيه، (نشرت الرواية سنة 1981ولا بد أنه كتبها خلال أكثر من عام قبل ذلك)، فتجاوز بها كل ما ورد فى إبداعه من قتال ودماء وجرائم وبطولات قبل ذلك، وهكذا تكشف الرواية وقد حركتها “ثقافة الحرب” بفضل معاهدة السلام عن حقيقة التركيب البشرى القوى المقتحم فى مقابل الاسترخاء الغبى الغافل (ثقافة السلام).

وبعد

انتهت مساحة تعتعة اليوم، فأضطر أن أكتفى بسرد قائمة لبعض القتلى والضحايا فى هذا العمل الملئ بالعبادة والدم (ثقافة الحرب)، آمِلا أن يتاح لى  أن أواصل فى تعتعات لاحقة ما تيسر من تفاصيل لازمة.

‏شهريار‏-‏ صنعان‏ ‏الجمالي ‏-‏ جمصة‏ ‏البلطى ‏(عبدالله‏ ‏الحمال‏- ‏عبد‏ ‏الله‏ ‏المجنون‏) -‏ جلنار‏ – ‏المعين‏ ‏بن‏ ‏ساوى – ‏فاضل‏ ‏صنعان – ‏علاء‏ ‏الدين‏ ‏أبو‏ ‏الشامات‏ – ‏وحسام‏ ‏الفقى – ‏ودرويش‏ ‏عمران‏ ‏وابنه‏ ‏حبظلم‏ ‏بظاظة‏ – ‏الطفلة‏ ‏المغتصبة‏ ‏فى البداية – ‏و‏على ‏السلولى – ‏كرم‏ ‏الأصيل ‏- ‏زهريار‏- ‏شملول‏ ‏الأحدب‏ – ‏يوسف‏ ‏الطاهر‏-‏ قوت‏ ‏القلوب ‏‏- ‏ ‏توأم‏ ‏شاور‏ ‏العجان‏ ‏بائع‏ ‏البطيخ -‏ ‏قمر‏ ‏العطار‏.

رجاء:

هل يمكن لمن ينوى أن يتابعنا أن يقرأ، أو يعيد قراءة الرواية، ولو على حسابى؟

شكرا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *