الرئيسية / مقالات صحفية / جريدة الوفد / كل عام وأنت فرحان (بالغيظة فيهم)!!!

كل عام وأنت فرحان (بالغيظة فيهم)!!!

نشرت فى الوفد

23-9-2009

     تعتعة الوفد

كل عام وأنت فرحان (بالغيظة فيهم)!!!

…. هل إذا حرمت نفسك من الفرحة اليوم أو أمس، لأننا فى “زفت” ولسنا فى “شم ورد” (بعد تحوير المثل)، سوف يتحول الزفت إلى سماد يخصب عود الورد؟؟

يا رجل، با صديقى، ياابنتى، يا حبيتبتى الصغيرة، والكبيرة، يا أنا: لنقتنص حقنا فى الفرح أحيانا حتى نستطيع أن نواصل ونغيّر، لنفرح حتى بالرغم منا، مجرد نسمح لها، تنطلق، لأنها خلقة ربنا، كما علمنا صلاح جاهين:

وفتحت قلبى عشان أبوح  بالألم

ما طلعشى منه غير محبة وسماح

كل عام وأنت طيب يا ابو صلاح؟ أستأذنك فى تقديم بعض مقتطفات مما وجدته مختبئا فى أوراقى، برغم فرط تواضعه بجوار جمال عطائك، أعيـّد به على ناسنا فى خجل، وقد وضعت للمقتطفات عناوين خائبة:

أولا : دورات الفرح  (1982)

ألفُّ‏ ‏دورتى  ‏

أطيـر‏ ‏أكتشفْ

جحافلَُ ‏الحياهْ،‏

فى ‏النهر‏ ‏والجبلْ‏.‏

سرقتُ‏ ‏لمْستِى، ‏

وعُدتُ‏ ‏راضيا.‏

قبلتُ‏ ‏وحدتى،‏

قبلتـُـُنا معاً

أمِنْت‏ُُ ‏للقــــدرْ‏

فرحتُ بالبشرْ.‏

ثانيا: فرحة الطفل: نبض الأصل (2003)

(أغنية بالعامية للأطفال: من كل الأعمار)

الحياه هىّ الحياهْ

أغلى حاجه فيها هيّه : إنى عايشْ

                  وسط ناسْنا الطيبين

حتى ناسنا النُصْ نُصْ

همّا برضه  أحلى ناسْ:

                     طيبين

ما انا منهمْ،

         يبقى لازم زيُّـهمْ،

                          حلو خالصْ

بس انا برضه بَلاقينِى ساعات كده نُصْ نُـصْ،

                          قلت أتعلم، وابُص:

الحياة الحلوة حلوةْ

حتى لو مُرّة وتْتأَمِّل شويهْ

راح تشوف مرارتها حلوةْ

الحياة مش هيصهْ سايبه  منعكشهْ

الحياة حركة جميلةْ مُدهـِشـَهْ

بس بتخوّف ساعاتْ

لمّا بتعرِِّى الحاجاتْ

باترعب من خطوتى الجايّة، ولكنْ

باترعب أكتر لو انّى فضلت سـاكنْ

كل ما بالْقانِى ماشى: ما بَـنَاتـْـكُمْ،   

                                   أنبِسطْ.

إيدى ماسكه فى إيديُكمْ،

         بابقى خايف إن واحد  ينفرطْ

داللى حلو ليّـأ بيكمْ،

هوا أحلى ليكو بيّـا

يا حلاوا  لو تكون الدنيا ديَّهْ

زى ما ربى خَلَقْناَ: هِيـَّـا هيهْ

تبقى رايح نحوها، تلقاها جايَّه

 

الحياة الحلوة تِحلى بْكُلّنا

                         إنتَ وانَا

كل واحدْ فينا هوّا بعضنا،

بس مش داخلين فى بعض وهربانينْ

زى كتلةْ قَشّ ضايعةْ فْ بحر طينْ.

كل واحد هوّا نفسُه،

بس نفسُه هِـيّأ ّ برضه كلنا

مالى وعيه بربّنا

ثالثا: فرحة البدء: نبض القُـدْرة (1973)

……. واهتز‏ ‏كيانى ‏بالفرحة، ‏

                    ليست‏ ‏فرحة، ‏

بل‏ ‏شىء  ‏آخر‏ ‏لا‏ ‏يوصف، ‏

إحساس‏ ‏مثل‏ ‏البسمة، ‏

أو‏ ‏مثل‏ ‏النسمة‏ ‏فى ‏يوم‏ ‏قائظ، ‏

أو‏ ‏مثل‏ ‏الموج‏ ‏الهادئ ‏حين‏ ‏يداعب‏ ‏سمكة،‏

أو‏ ‏مثل‏ ‏سحابة‏ ‏صيف‏ ‏تلثم‏ ‏بـَرَدَ‏ ‏القمة، ‏

أو‏ ‏مثل‏ ‏سوائل‏ ‏بطن‏ ‏الأم‏ ‏تحتضن‏ ‏جنينا‏ ‏لم‏ ‏يتشكل‏ ‏

أى ‏مثل‏ ‏الحب‏..، ‏

بل‏ ‏قبل‏ ‏الحب‏ ‏وبعد‏ ‏الحب، ‏

شئ ‏يتكور‏ ‏فى ‏جوفى ‏لا‏ ‏فى ‏عقلى ‏أو‏ ‏فى ‏قلبى،  ‏

وكأن‏ ‏الحبل‏ ‏السرى ‏يعود‏ ‏يوصلنى ‏لحقيقة‏ ‏ذاتى .. ‏

هو‏ ‏نبض‏ ‏الكون‏ ‏

هو‏ ‏الروح‏ ‏القدسى ‏

أو‏ ‏الله‏

رابعا: فرحة الفجر: نبض  الظلمة  (1972)

‏ ‏انقشع‏َ ‏غمام‏ ‏الضيقْ،   ‏

وشعاع‏ ‏الفجر‏ ‏يدغدغنِى ‏

حتى ‏أشرق‏ ‏نور‏ ‏الشمس‏ ‏

بين‏ ‏ضلوعى ‏

رقصت‏ ‏أرجاء‏ ‏الكون‏ ‏

وتحطمت‏ ‏الأسوار‏ ‏

وانطلق‏ ‏الإنسان‏ ‏الآخرْ، ‏الرابض‏ ‏بين‏ ‏ضلوعى .. ‏

فى ‏ملكوت‏ ‏الله‏ ‏

…..

‏’‏كنت‏ ‏زمانا‏ ‏حبة‏ ‏رمل‏ ‏فى ‏صحراء‏ ‏الله‏’‏

وعرفت‏ ‏بأن‏ ‏الرمل‏ ‏قديم‏ ‏قبل‏ ‏الطين، ‏

ومن‏ ‏الطين، ‏خرج‏ ‏الطحلب

وقفزتُ‏ ‏إلى ‏جوفِ‏ ‏البحر‏ ‏أناجى ‏جدّاتى، ‏

وضربتُ‏ ‏بذيلى ‏سمكة‏ ‏قرش‏ ‏مفترسةْ،‏

ورجعت‏ ‏إلى ‏شاطئنا‏ ‏الوردى ‏أغنى، ‏

…….

…. ‏رقصت‏ ‏حبات‏ ‏الرمل،‏

وتعانق‏ ‏ورق‏ ‏الأشجار، ‏

وسرت‏ ‏قطرات‏ ‏الحب‏.. ‏

من‏ ‏طين‏ ‏الأرض‏ ‏إلى ‏غصن‏ ‏الوردة، ‏

وتفتحت‏ ‏الأزهار‏ … ‏

فى ‏داخل‏ ‏قلبى،  ‏

فى ‏قلب‏ ‏الكون‏. ‏

…..

أصبحتُ‏ ‏قديما‏ ‏حتى ‏لا‏ ‏شئ ‏قديم‏ ‏قبلى، ‏

وامتد‏ ‏وجودى ‏فى ‏افاق‏ ‏المستقبل، ‏

دون‏ ‏نهاية‏ ‏

فعرفت‏ ‏الله، ‏

……..

فجـّرتً الفرحة من جوف الوجد

من  أصل الحزن

 من نبض الخوف

  من شوك الشك

وبعد

ما الذى يضيرك لو صدقت أن ذلك ممكن، دون أن تنسى أننا فى كبدٍ شديد؟

كل عام وأنت فرحان، “بالغيظة فيهم” !!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *